أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نعيم عبد مهلهل - فضاء العبادة ، ومساحة القلب..!














المزيد.....

فضاء العبادة ، ومساحة القلب..!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 11:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



العبادة فرض وطقس وهاجس ومواقيت ، والقلب ما ينبض في الجسد ، وينمي فيه الحياة بشتى أنشطتها ، وبين العبادة والقلب هناك خيط من الإحساس له تفسيرات شتى يدعى ( الروح ). والروح ما نشعره في مساحة الغيب والواقع ، وهي آصرة السماء مع الأرض ، وكل الأشياء المتحركة والعاقلة تدرك أن النبض والحياة يتشكلان في أحساس الطلق بأن هناك مساحة للذات البعيدة التي نتعامل معها بإحساس مفترض وغائب ولكنه ماثل معنا في كل لحظة حتى في النوم هو يتواجد في سفر الأحلام ، وبعضنا تسكنهُ والى الأبد أسئلة البحث عن ماهية هذا الهاجس وربما العبادة وطقوس الإبداع والأعمال الحياتية الصالحة وغيرها تعطي لصاحب القلب شعورا بالاطمئنان بأن الحياة الأخرى هي حياة الخلود الروحي ( الفردوس ، الجنة ، النعيم ). ومنذ بدء الطقوس الإيمانية وانتماءها ، وحتى قبل ذلك جعل الإنسان من العبادة طقسا لاستقرار ما فيه وحافزا لخلق القناعة الذاتية والاستقرار إزاء الأشياء التي تخيفه وتقلقه ، وربما شعر وبالفطرة أن الموجودات الكونية الهائلة التي يراها ولمكن السيطرة عليها بجهد اليدين والقدمين والمعول مثل البرق والمطر والرعد والهزات الأرضية والطوفان تحتاج الى التعامل الخفي والوسيط والقدرات الغامضة التي يشعر أنها تمتلك الطاقة الهائلة للتعامل مع هذه الظواهر المخيفة والتي أسكنت لديه قناعة ما ، إن هناك من يحرك كلها هذا وكانت كل تلك الظاهر والمتغيرات تعكس أصواتها وحركاتها وتأثيراتها على أطيافه الليلية فتأتيه بأشكال ووجوه ورموز شتى ، وفي الصباح وقبل اكتشاف ( العرافة والتنجيم والكهنوتية ) وضع التصورات والحلول ليدفع عن جسده وتفكيره القلق والخوف والتأثير مع أحلام الليل وما يحمله النهار من مفاجآت الظاهرة الطبيعية ، ومن هذه الحلول أيمانه بوجود الذات العظمى التي اعتقد ومن لم يزل يعتقد أنها المحرك الأول والمسيطر لكل تلك المتغيرات والظاهر ، وتوصل الى نتاج وقناعة بسبب جدلية العلاقة بين الكائنات الحية وهذه الظاهر ، إن الإنسان نفسه هو من نتاج هذه القوة الهائلة التي لم يفترض مكانها ، بل هو مؤمن وبقناعة إن موطن هذه الذات ليس الأرض ولكن في المكان الأبعد والغير منظور. وهكذا وكما أظهرت لنا الدراسات التاريخية والمقارنة والآثار والميثولوجية إن ولادة البواكير الإيمانية الأولى وحتى قبل بدء الرسالات السماوية نشأت مع هذا الإحساس والذي تطور مع التطور الحضاري والعقلي ليكون الرابط والمستقر وطقوس العبادة الأولى من خلال دمى الالهة بمسمياتها وأشكالها وجغرافيتها المختلفة تبعا للنمط البيئي والثقافي والتضاريسي للمكون الاجتماعي.وهذه العلاقة ومنذ أزليتها وتواريخها البعيدة رسخت قناعة الترابط الروحي بين فضاء العبادة ومساحة القلب ، لتسكننا قناعات الخفي الذي نشعره ونحسه وندرك انه المحرك الأول لكل ما فينا من فعل ورد فعل ، بل يعتقد معظم البشر وحتى الملحدين :أن هذا الخفي حتى مع عدم القناعة لدى البض يمثل هاجس اليوم الممتلئ بالأسئلة ، عدا المؤمن الذي بسبب تطور الفكر الإيماني والانتماء الديني سكنه إحساس القناعة بأنه هذا الخفي هو ( الله ) الموجود والواضح والمؤثر من خلال هذه الخليقة وأشكالها الكونية ، الأرض والكواكب والمجرات ومالم لم نكتشفه بعد من بيئة هذا الكون حيث يلتم كل هذا الطيف المكتشف والغير مكتشف بحقيقة ابعد ( الجنة ) التي صورها القرآن الكريم ( عرضها السموات والأرض ، أعدت للمتقيين).والربط بين المساحة والمكان ليس بالمسألة التي تحتاج الى معادل فيزيائي أو فعل ميكانيكي أو تجربة كيمائية ، أنها مسألة تمت بانسيابية وفطرة وتلقائية ومنذ تلك الأزمنة السحيقة ولكنها تطورت بفعل تطور المدارك العقلية واللغوية فصار التعامل معها خاضع لرؤى الفلسفة والعلم والاقتصاد ( والغيبيات ــ الصوفية ) ، وجميع هذه التعاملات أوجدت نهجا فكريا وعلميا تم التعبير عنه بالتدوين ابتداءً من حجر الصور وألواح الطين وانتهاء بالكتب الورقية بالأقراص المدمجة وديسك الذاكرة ( المموري ) .وهذا النهج في مجمله يكون تراثا من الوعي والسيرة الذاتية للتفكير الإنساني والبشري ، وحتما لم ينل هذا الجانب تطوره وديالكتيك حركته إلا من خلال هذا لاندماج الحسي والروحي بين فضاء العبادة وطقوسها وبين مساحة القلب ونبضه اليومي.وهذا المختصر في الرؤية ، والاعتقاد ليس طارئا وليس جديدا ولم يعد اكتشافا بل هو الإحساس المساير لجميع الأنشطة الحياتية ــ العاقلة ، وربما هو وحده من يمنح البشر طاقة الذهاب الى الأمام ، ابعد من النقطة التي يقف عليها الآن ، وبفضل القناعة والثقافة والعلم ، صارت طرق الذهاب الى تلك النقطة المرئية والغير مرئية تطبق بطرق شتى ، بعضهم يستحضرها بالصلاة والدعاء والأمنية فيما البعض يستحضرها باختراع دواء لمرض أو في اكتشاف سبب لعلة ما أو بتطير نظام دفع في سيارة أو عربة فضاء أو منظومة برمجية. وهكذا تُدام الحياة وتستمر جدلية العلاقة بين العبادة ونبض القلب.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدينة وما تبقى من ذكرياتها.............!
- أحمر شفاه ..وألف آه .................!
- رؤيا معاصرة للحظة الأغراء بين يوسف وزليخا
- طفولة وأنوثة وممثلة فرنسية
- فقراء الانتخابات القادمة
- المندائي الأول ...والشيوعي الأول
- الشيوعيون العراقيون و ( اللاين ناشونال )
- رأس العباس ( ع ) وتفجيرات الأعظمية....!
- شعراء العالم في سوق سيد سعد*
- مجموعة قصصية
- وقائع معركة أم الطنافس ........!
- يولسيس المندائي ...!
- موسيقى الأم
- دي موتر شبراغه *...( صوت أمي وشموع زكريا )..!
- سيمفونيات عيد الخليقة المندائية
- عصفور في قلادة واحدة من معدان الله..........!
- لاتخف ياكافافيس ..الآلهة والمانجو معك..........!
- أرسم وجه القمر وأرسم ثورا ونهداً............!
- الحلة البكاء ثانية ......!
- الموناليزا الماركسية بالزي الكردي


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نعيم عبد مهلهل - فضاء العبادة ، ومساحة القلب..!