أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - إستبداد القاريء














المزيد.....

إستبداد القاريء


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4418 - 2014 / 4 / 8 - 21:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المتعارف عليه أن الإستبداد هو سمة الأنظمة الديكتاتورية ،وهو ديدنها ،ولذلك لا يستغربن أحد سوي لماذا وصلنا إلى ما نحن عليه ، ليس في الوطن العربي المستباح ،بل في مساحة العالم الثالث المحكوم بالعصا والحديد،ولكن المفاجأة الكبرى هي أن الإستبداد وصفاته إنتقل إلى القاريء العربي الذي أدمن على ممارسة أنظمته المستبدة،وبات يتصرف على هذا الأساس،ولذلك أرى أن حالنا المايل ،سوف لن ينعدل في المستقبل المنظور ،فالأمر أصبح منظورا ثقافيا .
هذه الإستبدادية التي يتمتع بها قارئنا ،ترهق الكاتب أو المحلل السياسي الذي آثر عدم التخندق في خندق طرف من أطراف الصراع، وبذلك يكون الكاتب قد أجبر على تغيير قناعته إرضاء للقاريء ،مع أنني أرى أن ردة الفعل هذه ،سوف تدمر المنهج الذي يسير عليه الكاتب إن كان ضعيف التصور.
صحيح أن هناك كتابا رهنوا أقلامهم وجيروا أفكارهم وبات يشار إليهم بالبنان ،وإرتضوا ان يكونوا من كتاب السلاطين ويؤرخوا لإنتصارات السلطان ،ويرسمون صورته وكأنه ملهم زمانه،وبذلك نخرج بنتيجة تحاكي واقعنا ،ونفشل في التغيير أيا كانت درجاته.
هناك نظرية تقول أن الكاتب الذي يهاجم حركة حماس على سبيل المثال ،إنما هو يعمل لصالح عباس ،والعكس صحيح،وأن الكاتب الذي يمتدح الإخوان المسلمين ،إنما هو من أعداء السيسي،والعكس صحيح أيضا،وكذلك الحال بالنسبة لسوريا ،فمن إنتقد الحراك السوري ،يراه البعض بأنه من شبيحة الأسد،والعكس صحيح بالضرورة.

الكاتب والمحلل السياسي يجب أن يكون غير مرتبط بجهة ما ،حتى يحسن التحليل ولا ينحاز لجهة ضد أخرى ،لكن إلتزامه تجاه وطنه وأمته يجب ألا يكون محل شك،وعندها سيكون تحليله سليما لا منحازا لهذه الجهة أو تلك،وبذلك يكون قد قدم للقاريء وجبة دسمة ،يغلب عليها المنطق ،أما في حال كونه منحازا فسيظهر بلون واحد ،ويكون ممجوجا .
في هذه الحالة ،وعندما يكون المحلل السياسي غير منحاز، يضرب هنا وهناك ، ويضع إصبعه على الجرح ،دون أن يكون خائفا على مكتسب من هنا أو هناك،وأكثر من ذلك يكون مرتاح الضمير ،لكن هذا لا يعجب ،لأن البعض يحب أن يسمع ويقرأ ما يفكر به،والويل والثبور من عظائم الأمور إن خالف الكاتب ،ما يفكر به القاريء،حتى لو كان ذلك مسا بكل القيم.
الكاتب الملتزم بالحقيقة دائم البحث والتنقيب عن الحقيقة ، ويسمع من كل الأطراف ،ويحلل ويناقش ما يعثر عليه من معلومات ،وما يسمعه من آراء، ويفرز ،ويشكك بكل معلومة قبل أن يشبعها تقليبا مع ذاته ،وهنا لا بد أن يكون الكاتب صاحب تجارب ومواقف ،ولا تمر عليه معلومة ،هكذا مرور الكرام،وعند ذلك يكون منتجه الذي قدمه للقاريء لا غبار عليه منطقيا وبحثيا ،وإن خالف وجهة نظر القاري.
يجب أن يكون لدى الكاتب أيضا رؤية ثاقبة ،ومعرفة كبيرة بالتاريخ والجغرافيا وعلم المنطق ، لكنه مطالب بعدم توظيف موقفه الشخصي لتضليل القاريء وإقناعه بهذا الموقف ،بل عليه أن يطرح أفكارا إشكالية ،فعلى سبيل المثال عليه ألا يكتفي بإدانة الإنقسام الفلسطيني ،بل عليه أن يغوص بما وراء هذا الإنقسام ويسلط الأضواء على أسبابه وتداعياته والمستفيدين منه .
وفيما يتعلق بالمحرقة التي تشهدها سوريا ،فإن المطلوب من الكاتب ألا يتخندق مع هذا الطرف أو ذاك ،لأن النار التي تشتعل في سوريا إنما مصدرها الجميع ،ولو أن أحدا كان قلبه أصلا على الشعب السوري لتوقف عن صب الزيت على النار، فالجميع يعرف أن النظام في سوريا مستبد وظالم ،وكان من الأجدر أن يقرأ الرسالة التي بثت إليه من قبل أطفال في درعا ،ويأمر بإصلاح جدي ،كما أن على الحراك المسلح أن يراجع حساباته ،ويتوقف عند حسابات الربح والخسارة،فما يجري في سوريا عبث مطلق ،ويجب أن تظهر جماعة أخرى تزيح النظام والحراك من الطريق رحمة ورأفة بالشعب السوري وسوريا.
ما أود قوله هو أن الكاتب الذي يكتب من أجل الحقيقة دائم المراجعة لنفسه وتجديد معلوماته والنظر مجددا في إنحيازاته وفقا لما يتوصل إليه من قناعات كونها بنفسه ،لا أن يفرضها عليه أحد ما مقابل مكتسب ما، عندها سيكون شأنه شأن الاخرين الذين يكتبون ما يملى عليهم وهم منه براء ،لكنه ينشر بأسمائهم.
هناك ظاهرة خرجت علينا بها المواقع الإليكترونية ،وهي النشر لمن هب ودب ،والأخطر من ذلك تلك التعليقات التي تنهمر بعد نشر بعض المقالات الملتهبة ،وهذه التعليقات مصنفة لعدة أجناس ،الأول تعليقات جاهل حاقد ،والثاني تعليقات موجهة ينفثها الموساد لتعميق الفرقة بين أبناء الشعب الواحد،والثالث تعليقات ينفثها أناس مهمتهم إغتيال الشخصية والهجوم على كل ملتزم ومبدع من باب تصفية الحسابات ،أما الصنف الرابع فهو لقراء متوازنين،والأشد خطورة هو الصنف الخامس الجبان الذي يوقع بإسم مستعار ،ويمارس حقده وجهله وجبنه بكتابة ما يحلو له.
لذلك أقترح عدم السماح بمرور التعليقات المجهولة الإسم، وعدم التجريح ،والإتفاق على أن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ،عندها سيبدع الكاتب أكثر ،ويستمتع القاري بوجبات فكرية ومعلوماتية دسمة يغذي عقله بها ويقرر ويختار ، ونخلص إلى نتيجة لا ضرر ولا ضرار ،ومن العيب أن نخضع الجميع لوجهة نظرنا ،مع أن العاقل يدافع عن وجهة نظر غيره وربما يموت دفاعا عنها.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة الصراع الدموي في سوريا
- الخنازير البرية الإسرائيلية تخرب مزروعات الأردنيين
- سهل حوران ما عاد ينتج قمحا
- الشهيد رائد زعيتر ..رب ضارة نافعة
- سيتعبون ..ومن ثم سيرحلون
- الأردن ليس وطنا بديلا للفلسطينيين ليغلق هذا الملف فورا
- ملتقى الأيام الثقافية الليبية ..مثال يحتذى
- أسوأ من سمكة نتنة
- الحل النهائي ..لعب على التناقض الأردني الفلسطيني
- -إسرائيل- تسحب ولاية الأقصى...الأردن مطالب بالتحرك الفوري
- رسالة مفتوحة إلى السوريين كافة... جنيف ليست مربط خيولكم
- السيسي ليس ناصريا ولا نبيا رسولا
- تعويضات اللاجئين ..مصيدة الحل السهل
- مصر تدخل دائرة التفجير.. دعوات بن غوريون ويعالون
- خطة كيري ..طبخة بايتة
- العلاقات الأردنية –الإيرانية ..تعديل المسار
- سوريا ..تناحر المرتزقة
- محكمة الحريري ..المقدمة لتفجير لبنان
- مصر تحترق ..السيسي إلى الأبد رئيسي؟؟!!
- مات شارون


المزيد.....




- حسام زملط لـCNN: هل استشارتنا أمريكا عندما اعترفت بإسرائيل؟ ...
- الخارجية الروسية: الهجوم الأوكراني الإرهابي على بيلغورود هو ...
- دعوة لوقف التواطؤ في الجرائم الدولية عن طريق فرض حظر شامل عل ...
- المبادرة في شهر: نوفمبر 2023
- دراسة: الصوم عن منصات التواصل يعزز احترام الذات ويحمي الصحة ...
- قتلى وجرحى جراء انهيار بناء سكني في مدينة بيلغورود عقب هجوم ...
- مصر تعمل على إقناع شركة -آبل- بتصنيع هواتفها في مصر
- مصر تهدد إسرائيل بإنهاء اتفاقيات كامب ديفيد
- سلطان البهرة يشكر مصر على منح طائفته فرصة تطوير أشهر مساجد ا ...
- الإعلام العبري: مصر وقطر رفضتا عرضا إسرائيليا لإدارة مشتركة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - إستبداد القاريء