أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - المندائي الأول ...والشيوعي الأول














المزيد.....

المندائي الأول ...والشيوعي الأول


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4410 - 2014 / 3 / 31 - 13:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



ولدت المندائية في اللحظة التاريخية لولادة التوحيد الأول وبالرغم من محدودية جغرافيتها والأتباع إلا أنها مثلت الأزل المتنور في أول خطواته على الأرض عندما تؤكد موروثاتهم أنهم عاصروا الرؤى الإبراهيمية الأولى قبل أن الديانات الأولى في الظهور في طور سيناء وأورشليم ومكة .
تلك الولادة كانت في قيمتها تمثل لحظة تاريخية لحقيقة المشاعر الروحية التي سكنت الذات بأيمان التواضع وخيارات العزلة المكتفية بما تملك من مساحة ومريدين ، وهي ديانة عاشت التحولات نتاج العوامل التاريخية ولكنها في النهاية التزمت رؤيتها الوحدانية العلنية والرسمية مع انتماءها الى النبي يحيى ( يوحنا ) الذي عمد السيد المسيح ( ع ) في نهر الأردن.
لحظة التعميد بشكلها الإنجيلي والتاريخي ثمل فاصلة التحول الآخر للحياة المندائية ، إنها كمن ينتقل من شرفة النهر الى نافذة البحر يتسع المدى أمامها وتؤرخ اللحظات تجوال غنوصي وسري في الذات المتأملة للوحدانية بنمط من العزلة والاكتفاء والصوفية لتمر عليهم العصور والتواريخ والإمبراطوريات وهم على ذات الهاجس والبقاء والنمط الحياتي والطقوسي ، لم يتغير فيهم سوى أنهم ابقوا خيط التواصل الحضاري مع المتغيرات قائم على نظرية عدم الاقتراب والمساس بخصوصية هذا المتغير وعدم التأثر فيه أو التأثير فيه في سلوك هادئ وأخلاقي ومهادن مما اكسبهم ذلك التصرف احترام كل تلك الحضارات والأمم الحاكمة ليبقوا هكذا في ذات النسيج الاجتماعي والروحي والديني منذ أزمنة التعميد الأول وحتى اليوم.
في القرن العشرين ومع تأسيس الدولة العراقية الحديثة وتقدم وسائل الاتصالات والمتغيرات المدنية في انظمة الحكم والديمقراطيات والنمط العمراني الجديد ، أفرزت الضرورات التاريخية متغيرات وانماط جديدة على الكثير من الأقليات العرقية والدينية في العراق من اجل اثبات الهوية والوجود ونيل المكتسبات الاجتماعية والدينية والوطنية ، ولو أول مرة في تاريخ الطائفة تظهر بوادر الحضور الاجتماعي الرسمي في المحافل وامام السلطة الحاكمة عندما بدا من يمثل الطائفة واغلبهم من الشيوخ ورجال الدين بالتواصل الجدي والعلني مع المؤسسة الحكومية ورافق ذلك اندفاع أبناء الطائفة للالتحاق بالمدارس ومعاهد العلم والاندماج في المجتمع من خلال الوسائل الحضارية الجديدة مثل التعليم والوظائف وغيرها من المهن التي لم يكن يمارسونها من قبل عندما كانت اغلبها محصورة في الصياغة وصناعة الأدوات الزراعية والتنجيم .
فتحت تلك الأفاق الجديدة أمام المندائي مسارات جديدة غير التي تعودها في ذلك العزل الروحي والاجتماعي وممارسة الطقوس في إطار المساحة والمجتمع المحدد بصرامة والذي لايستطيع ان يبتعد عنه ابعد من ضفاف الشاطيء وبوابة المعبد ( المندي ) أو حانوته الصغير. وبدأت مشاعر الانتماء الى المتغيرات الحضارية التي أتت مع كتب الثقافة والمدرسة والاطلاع تؤثر في تلك الذات في قناعة ان الحياة الجديدة بعولمتها الآلية ومتغيراتها الصاخبة ينبغي أن تعاش في الفهم المتبادل والمشاركة الأوسع وكان الانتماء السياسي من بعض تلك الخطوات الجريئة لدى المندائي ، ولأنه يمتلك الذات المتسعة الرؤى في طبيعة تكوينها المسالم والغيبي كان الفكر الماركسي اليساري الأقرب لميوله وهواجسه الداخلية ، وأظن أن هذا يعود الى إن الديانة لم تكن تمتلك تابوها إزاء القراءات الأخرى وخاصة تلك التي ليس لها علاقة بالديانات أو تجعلها من ضمن مشروعها الفكري كهدف ، فوجودا في الماركسية فكرة عالمية ذات بعد اجتماعي واقتصادي واضح ولا يعارض تماما فكرة انتماءهم الديني ، بالرغم من أن لينين كان يعتبر ان الدين هو أفيون الشعوب .
اغلب المندائيون ذهبوا الى اليسار بفضل ذلك الوازع الخفي الذي سكن فيهم وألهمهم الرؤية في جعل مندائيتهم الأولى ترتبط باليسار الأول .
القلة ذهبوا مع الوعي القومي وهم ندرة ، ولكن المندائي الأول فضل أن يكون شيوعيا أولا وبسبب هذا لحق الكثير منهم ظلم التعسف والسجن.
إنها قصة طويلة تحتاج الى قراءة أكثر خصوصية ومن جوانب شتى .لكننا هناك نسجلها فقط على شكل خواطر ربما تعجب البعض وربما احدهم يرميها في سلة المهملات.
فألي ذلك المندائي الأول ابعث تحيات مشتركة من لحية السيد ماركس ـ وعمامة شيخهم الحالي.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون العراقيون و ( اللاين ناشونال )
- رأس العباس ( ع ) وتفجيرات الأعظمية....!
- شعراء العالم في سوق سيد سعد*
- مجموعة قصصية
- وقائع معركة أم الطنافس ........!
- يولسيس المندائي ...!
- موسيقى الأم
- دي موتر شبراغه *...( صوت أمي وشموع زكريا )..!
- سيمفونيات عيد الخليقة المندائية
- عصفور في قلادة واحدة من معدان الله..........!
- لاتخف ياكافافيس ..الآلهة والمانجو معك..........!
- أرسم وجه القمر وأرسم ثورا ونهداً............!
- الحلة البكاء ثانية ......!
- الموناليزا الماركسية بالزي الكردي
- تحت قبة الكهرمان
- غراميات دلمون اللندنية ...
- تأثيث العالم ..باللصوص والإرهابيين ...!
- شيء عن جنة دلمون ...
- داعش التي تعشق يسوع
- ترتعش الجغرافية. والتأريخ عمامة مندائي


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - المندائي الأول ...والشيوعي الأول