أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زين اليوسف - شَبَقَ -قصة-














المزيد.....

شَبَقَ -قصة-


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 13:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أحببتك؟؟..هل ستصدقني لو أخبرتك أني لم أحبك فقط و لكني عشقتك جداً..ليس لأنك أهدرت أيام سنواتك الماضية مُطارداً لي و ليس لأنك سخَّرت قلمك فقط ليخلق كلمات تتراقص نشوةً أثناء تمجيدها لي و ليس حتى لأنك كنت تُصارع بكل قوتك فقط لتصل إليَّ دون الآخرين..أحببتك لأني معك عرفت أن شبقي بك لن ينطفئ بسرعة..لأنك شعلةٌ إضافية صغيرة ستظل تستعر بداخلي عندما يحين الوقت و تنطفئ جمرات الآخرين..و ستظل دوماً تمنح نار شبقي استمراريةً لا أطيق الحياة بدونها.

أعلم أنه من المخجل لأي أنثى أن تُصرح بأنها شبقة..و لكني أعتقد أنك بعد كل ما فعلته بك تستحق أن أعترف لك هذا الاعتراف الصغير..نعم أنا كذلك و لكن بطريقةٍ مختلفة عن السائد..من المعتاد أن تكون الأنثى الشبقة هي من لا تكتفي برجلٍ واحد ليزور سريرها فيعبر فوقها و فوقه..و لكني لا أشتهي كل الرجال لكي يزوروا سريري -فأنا إنسانةٌ تتمتع بحسٍ أخلاقي عالي رغم رأيك المناقض لهذا الأمر- و لكني اشتهيهم فقط ليمجدوا ذلك الجسد الذي تسكنه روحي التي تهوى التلاعب بهم.

كنت أستمتع كثيراً بمجوني معك و مع سواك..و كلما ألقيت كلمات عابثة تشعل رغباتكم تجاهي كنت أستمتع بمنظركم الأبله و أنتم تحتارون بين ردتيَّ فعل لا ثالثة لهما..إما الاندفاع الأهوج بعواطفكم أو التلعثم الطفولي الذي يشعرني بأنه رغم كل جبورتكم أمام "حريمكم" فلقد تمكنت من حرق ذلك القناع الذكوري السخيف و الذي يشتعل احتراقاً فقط من بضع كلماتٍ هامسةٍ شديدة الحرارة.

هل كنت تشعر بحرارة جسدك و أنا أعبث بك؟؟..إن كنت حينها تحترق من ارتفاعها قليلاً فأعلم أن هذه كانت و ما زالت حالتي مع كل الرجال سواك..أعشق تلك الحرارة التي تدب في أوصالي بحضور عواطفكم الحارة الملتهبة المنسكبة بلا حدود و لا تعقل بداخل ذلك النهر المتجه إلى قلبي جاعلاً إياه يتراقص بنبضٍ متسارع..تلك النبضات التي دوماً تفلت مني و ما أشد لذة ذلك الأمر.

هل تلومني أن أخبرتك أني أدمنت هذه الحرارة؟؟..لماذا كنت ستغفر لي و ستنافسني في خلق المبررات لي لو كنت أخبرتك أني أدمنت شرب الخمر أو تعاطي الحشيش و لن تفعل لو أخبرتك أني أدمنكم معشر الرجال!!..لا أدمن أجسادكم فقد وهبت جسدي لرجلٍ واحدٍ فقط و لكنه لم يكفيني و لن يكفيني..لم يكفيني من قبل و لا من بعد..فلماذا تلومني على روحٍ كالنار كلما أُلقي إليها قالت "هل من مزيد"!!.

نعم أدمنت مشاهدة تلك المعارك الصبيانية التي يبدو أنكم ورثتموها منذ معركتكم الأولى منذ بدء الخليقة لنيل رضا الرب..هم تصارعوا من أجل إرضاء شبقٍ لدى الرب أرتوى مؤقتاً بصراعهم من أجله..و أنا مثله..أليست روحي منه!!..ألست قطعةٌ منه ألقاها في جسدٍ بشري!!..فلماذا تستغرب مني أن أسير على خُطاه!!.

غاضبٌ مني؟؟..أنا لم أخطئ..أنت من افترضت كما سواك أني أعدكم بحبٍ متفرد يقيدني بجميع التزاماته الخانقة نحو شخصٍ واحد..أنت كنت تفهمني أو هذا ما كنت تدعيه..لو كنت بالفعل كذلك لفهمت أني روحٌ حرة ترفض أن تكون بجانب شخصٍ واحد في الحب أو فوق أعمدة سريرٍ ما.

أعلم أنك دوماً تسخر من تديني و تجد أنه يناقض شبقي بامتلاك كل رجلٍ يمر من أمامي و لكنك لو كنت تملك قليلاً من العقلانية لأدركت أن لا تعارض هنالك..فالرب هو من خلق ذلك الشبق بي و هو من يحرضني دوماً على التمادي فيه و ممارسته..هو من يرفعني حتى حدود قدميه برغبةٍ لا تنطفئ إلا بأنفاسٍ حارة ترافقها كلماتٌ تضج بحبٍ ساذجٍ مثالي كما كنت تفعل معي.

أعلم أنك تكرهني..و لكن أسمح لي أن أخبرك أنك أحمق ليس لأنك تفعل و لكن لأنك لا تملك مبرراتٍ حقيقية و منطقية لتفعل..حسناً و شاء حظك "السيء" -كما تحب أن تردد دوماً- أن تقع في حب كائنٍ لا يخجل للحظة من شبقه فما أنت فاعلٌ حينها؟؟..لو كانت الأرواح مختلفة لحق لك أن تمارس ما يشبه المحاكمة تجاهي و لكنك تحاسبني على أمرٍ لا أملك عقالاً لجنونه و انفلاته.

تخيل لو كانت الأمور نمطيةٌ جداً و كنت أنت من تهوى التقلب بين اشتهاء النساء لك أو اشتهائك لهن حينها كنت ستبرر لي الأمر بأن الله خلقك هكذا كائنٌ يشتهي كل النساء..فلماذا كنت ستتحجج بالرب حينها و تقمعنا سويةً عندما أتحجج أنا به!!..هل تظن أن الرب يملك من الوقت لخلق المبررات لك و يكف عن خلقها من أجلي عندما أحتاج إليها بشدة!!.

و لكن هل ستصدقني لو أخبرتك أني أحترق عندما أراك تحترق اهتماماً من أجل سواي؟؟..هل هي الغيرة؟؟..لا أعتقد أنها كذلك..و لكني أشعر حينها أنك تحترق لمن لا يجيد استخدام احتراقك جيداً..فتلك الحمقاء رغم كل اهتمامك بها لا تحرضك على الاحتراق حتى الترمُّد بل أقصى ما تفعله بك هو أن تجعلك تقف بعيداً عن أي مظاهرٍ قد تشابه الاحتراق!!..لهذا أشعر بأنها حمقاء لا تجيد استغلال الفرص فهي إلى الآن لا تجيد تحريضك على الالتهاب في حضورها كما يجب.

و لكن لماذا إخترتها هي دون سواها لتتعافى مني بها؟؟..هل لأنها لا تشبهني في شيء؟؟..فبينما أنا شخصٌ يجيد أن يمارس الأنوثة حتى حدها الأقصى تختار أنت أن تقترب -مُدعياً للحب- من فتاةٍ كل ما تجيده هو أن تغرق نفسها بالسياسة و الفلسفة اللذان لا طائل منهما!!..أتعلم أنك بذلك الأمر تشعرني برغبةٍ لا مثيل لها تجاهك!!..فأنت بذلك الحب المناقض لي تماماً تُثبت لي أنه لم يعد من الممكن لك أن تقع في حب أي أنثى سواي..فأنا أوصلت روحك لآخر حدود اللذة و من دوني ستظل هارباً متخوفاً مني لتلتصق بنقيضٍ لا يشبهني..فلا هو يزيدك إشتعالاً رغم بعده عنك و لا هو يملك من الشجاعة ما يجعله يخطو مقترباً منك بكل جنون ليطفئ بعدة كلماتٍ مُنتقاةٍ بعناية بعض ما تشعر به نحوه..فكم أنا حزينةٌ من أجلك!!..لهذا سأمنحك باباً شبه مفتوح لعلك تكف عن تعذيب نفسك فتعود إلى مجمري..فهل ستفعل؟؟.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم ظل الضمير -التحرش الجنسي في اليمن-
- فراس و الكلاب
- انفصال
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 3
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 2
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 1
- طفلة زنا للبيع
- يمن جديد!!
- رغبةٌ و اشتهاء و بينهما نحن
- الأرباب الصِغار
- طفل البسكويت و طفل العامود
- إغتصاب هدى
- صور
- مَدِّد يا هادي و لا تُبالي
- شجرة بمنزلة نبيَّ
- رداد يمتهن النساء*
- الجمهور عايز كده
- و جُعلتَ لي مسجداً
- النوم على صدر الحُسين
- فتاة لليلة واحدة


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زين اليوسف - شَبَقَ -قصة-