أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - المالكي وسياسة التعتيم الإعلامي















المزيد.....

المالكي وسياسة التعتيم الإعلامي


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 11:50
المحور: الادب والفن
    



دأبت الماكينة الإعلامية للمالكي على اتباع سياسة التعتيم الإعلامي فيما يتعلق بالانهيارات الأمنية الكبيرة وسقوط بعض المدن بكامل قراها وقصباتها بيد الإرهاب أو المليشيات أو القوى المسلحة المناهضة للعملية السياسية التي جاءت بعد التغيير. وخلافاً للدستور العراقي تقوم وسائل الإعلام الحكومية المرئية والمسموعة والمكتوبة بالتعتيم على أي انهيار أمني يحدث في هذه المحافظة العراقية أو تلك، تماماً كما يحصل الآن في محافظة الأنبار وبقية المدن والقرى التابعة لها حيث أعلنت الحكومة في بيان مقتضب أن القوات العراقية متجهة إلى وادي حوران والصحراء الغربية للعراق لمقاتلة العناصر الإرهابية لداعش والقاعدة لكنها استدارت في ظروف غامضة لتهاجم محافظة الأنبار وتحاصر الفلوجة بحجة أن داعش كانت على وشك إعلان جمهوريتها الإسلامية في تلك المضارب بعد أن أحكمت السيطرة عليها وأسقطت كل معسكراتها ومخافر الشرطة فيها ولم تُبقِ فيها أي تواجد للحكومة العراقية التي جنّدت بحسب التصريحات الرسمية (27.500) شرطي في هذه المحافظة على وجه التحديد لكنها لم تصمد أمام العصابات الإرهابية والعناصر المسلحة التي طبعت عملتها الجديدة وباتت تتعامل بها في الأسواق المحلية. لعل السؤال الرئيسي الذي ينبثق هنا ويحتاج إلى إجابة سريعة ومُلحّة هو: لماذا تعتِّم حكومة المالكي على حقيقة ما يجري في الإنبار والفلوجة وبقية المدن والقرى العراقية الساقطة بيد الإرهاب؟ ولماذا تمنع كل وسائل الإعلام العراقية والعربية والأجنبية من الوصول إلى هذه المدن المُحتَلة من قِبل الإرهاب والعناصر المسلحة؟ وما الذي تبتغيه حكومة المالكي من حجب المعلومات والعمليات العسكرية المُروعة التي تقع في هذه المحافظة المترامية الأطراف؟ آخذين بنظر الاعتبار أن نتائج النزوح الجماعي للمدنيين من الأنبار إلى المحافظات العراقية المجاورة يكشف عن جانب من الأسباب التي دعتهم لهذه الهجرة القسرية لكننا لم نعرف الجوانب الأخرى التي يمكن أن تقع في إطار التطهير العرقي أو الطائفي. وفي الإطار ذاته يشكو المحللون العراقيون من غموض الصورة، وقلّة المعطيات التي تؤهلهم لمعرفة ما يجري من فعاليات عسكرية قد لا تكون بمنأى عن ارتكاب الفضائع وجرائم الإبادة الجماعية للناس الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى فشل الدولة في إدارة ملفها الأمني، وعدم قدرتها على بسط نفوذها على عموم المدن العراقية. نُذكّر المالكي بأن هذا التعتيم المطبق على سوح المعارك، والحجب الكامل للمعلومات، ومنع المراسلين الحربيين في الأقل من تغطية الأحداث هو مخالفة دستورية يعاقب عليها القانون، بل هي خرق دستوري فاضح قد يخبئ وراء الأكمة ما وراءها!
إن ما يزيد الطين بلّة أن رئيس مجلس الوزراء، وهو نفسه القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع والداخلية وكالة، والمسؤول لعدد من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، لا يعرف على وجه الدقة ماذا يعني سقوط محافظة مثل الأنبار أو مدينة كبرى بحجم الفلوجة أو مدن متوسطة الحجم مثل سليمان بيك، الشورة، والمسيّب، وجرف الصخر، والسعدية، والصقلاوية، والخالدية وغيرها. ففي الوقت الذي يتوجب عليه أن يقدِّم استقالته الفورية هو وأعضاء حكومته الفاشلة التي حققت فلتاناً أمنياً غير مألوف، وهجرة داخلية غير مسبوقة، يأتي ليصرِّح من فضائيته الحكومية بأن سقوط عدة قذائف على مدينة المسيّب لا يعني سقوطها "فلقد سقط على المنطقة الخضراء (720) صاروخاً لكنها لم تسقط!". ترى، كيف يستطيع رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية أن يدير دفّة البلاد بهذه الذهنية المتواضعة التي لا تعرف تمارين معركة الحضيرة؟ ولا تقدِّر خطورة سقوط هذا العدد الكبير من الصواريخ على قصره الجمهوري المحصّن؟
وعلى الرغم من هذا التعتيم الإعلامي الكامل على طبيعة ما يجري في المدن والقرى العراقية المُنتهكة في رابعة النهار تتسرّب للمواطن العراقي الكثير من الحقائق الدامغة من بينها أن هجوم قوات الشرطة التابعة لمحافظة نينوى على ناحية الشورة التي سقطت تحت قبضة الإرهاب قد أثبت فاعليته كما تدّعي شرطة المحافظة ومنَعَها من أن تتحول إلى فلوجة ثانية كما ساهَم الهجوم بتطهير عشر قرى أخرى تابعة للمحافظة ذاتها وهي "شويرات والبكر وسروج وزلحفة والمغر وأبو فشكة وأبو قلاوين واوبير البو حمد والخرار والقاهرة"، بينما كان الإعلام الحكومي يتستر على هذا العدد الكبير من القرى والأرياف العراقية التي خرجت من سيطرة الدولة التي لا تخجل من هذه الانهيارات الأمنية المتتابعة، كما لا تجد حرجاً في حجب هذه المعلومات والتستر عليها في ظل ما تسمّيه بالنظام الديمقراطي للعراق الجديد، متناسية أن الأنظمة الديمقراطية في العالم تصارح شعوبها بكل صغيرة وكبيرة ولا يحق لها أن تحجب عنها أبسط الأخبار.
وتأكيداً للانهيارات الأمنية المتواصلة، ليس في المدن والقرى النائية عن المركز حسب، وإنما في حزام بغداد فلقد ناشد رئيس البرلمان العراقي السابق محمود المشهداني ليلة أمس رئيس الوزراء نوري المالكي بأن يجد حلاً للفلتان الأمني الذي تشهده المناطق المحيطة بالعاصمة، وحمّل وزير الدفاع وكالة مسؤولية ما يجري من عمليات قتل بشعة تروِّع المواطنين الأبرياء يومياً. نُذكِّر المالكي بأن التصفيات الجسدية والقتل بالأسلحة الكاتمة للصوت لا يقتصر على بغداد والمناطق المحيطة بها مثل المِشاهدة، والدورة، والشورتان، والشعب، والزعفرانية وغيرها من المناطق المستباحة وإنما امتدّ إلى محافظة بابل وشريطها الشمالي وهذا إيذان خطير يوحي بما لا يقبل الشك بأن مدن الفرات الأوسط والجنوب لن تكون بمنأى من الانهيارات الأمنية القادمة طالما أن المالكي لا يرى في كواتم الصوت، والتصفيات الجسدية، وقصف المدن، وغياب عناصر الدولة الأمنية، سقوطاً للمدن وانهياراً للأمن، فما هو السقوط والانهيار الأمني يا سيادة رئيس الوزراء؟ وفي الختام لابد من الإشارة إلى أن الشعب العراقي المقبل على الانتخابات لن ينتخب الفاشلين، والفاسدين، والإرهابين الذين يروّعون أبناء الشعب العراقي تحت ذرائع شتى، كما لا ينتخب الذين لا يعرفون معنى الانهيارات الأمنية، ولا تقشعر أبدانهم، وترتعد فرائصهم حينما تتحول حياة العراقيين إلى جحيم لا يطاق.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترويض المبنى وتطويع المعنى في قصائد وسام الحسناوي
- الشعوب الإسلامية تستعيد هويتها المفقودة
- البلاغة الفكرية و صدق التوثيق في -طعم العسل-
- لهؤلاء الذين لا يبوحون بالحكايات
- توثيق الثورات العربية بعيون عربستانية
- سينما الخيال العلمي: من رصانة العلم إلى دهشة القوى الخارقة ل ...
- بلاد الثلوج. . . تُحفة كاواباتا الأدبية
- الدكتور لؤلؤة يترجم -غنائيات- شكسبير ويعزّزها بشروح مستفيضة
- المناهج البحثية عند الدكتور علي الوردي
- رؤىً مستقبلية للنظام الصحي في العراق
- الأفلام المجسّمة وتعزيز الوهم البصري العميق
- بؤر المهمشين والخارجين على القانون والحالمين بمستقبل أفضل في ...
- الآمال الكبيرة لكيوان مجيدي
- قراءة نقدية في فلم -رمضان في الأطراف- لفتحي الجوادي
- البنية المجازية في فلم -فتاة عُرضة للخطأ- لكونراد كلارك
- السينما العالمية من منظور ناقد عربي (3-3)
- دليل السينما العربية والعالمية 2013 (2-3)
- قراءة نقدية لدليل السينما العربية والعالمية 2013 لمحمد رضا ( ...
- العدالة الانتقالية وآليات تطبيقها
- سطوة الواقع وسحر الخيال العلمي المجنّح


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - المالكي وسياسة التعتيم الإعلامي