أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قراءة فى مذكرات أحمد حمروش















المزيد.....


قراءة فى مذكرات أحمد حمروش


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 14:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تكتسب مذكرات أحمد حمروش أهمية خاصة بمراعاة أنه أحد اليساريين المؤمنين بالناصرية والعروبة. ويتضح هذا من دفاعه عن حركة الجيش فى يوليو52 رغم الملاحظات التى أبداها عن (بعض الأخطاء) التى وقع فيها مجلس قيادة (الثورة) أو عبد الناصر. فهو مثلا يُحاول نفى علاقة عبد الناصر بالمخابرات الأمريكية فكتب ((لا يوجد دليل واحد على أنّ عبد الناصر قد اتصل شخصيًا بكيرميت روزفلت (رجل المخابرات الأمريكية) قبل الحركة)) ولكنه بعد هذه الجملة أضاف ((ولو أنّ اتصالات بعض زملائه بالأمريكان جعلته يطلب من خالد محيى الدين عدم استخدام عبارة " الاستعمار الأنجلو/ أميركى" فى منشورات الضباط (الأحرار) والاكتفاء بذكر الاستعمار البريطانى وكان ذلك فى مارس52)) (قصة ثورة 23يوليو- دار الموقف العربى- عام 81- ص15) فلو صدق العقل الحر كلام حمروش بعدم وجود دليل على أنّ عبدالناصر قد اتصل برجل المخابرات الأمريكية ، فلماذا أصرّ عبد الناصر على عدم الاشارة إلى (الاستعمار الأمريكى) ؟ ولأنّ حمروش إهتم بالدفاع عن عبد الناصر، لذلك تجاهل أنه كتب ((لم يقتصر اتصال الضباط الأحرار) بالقوى والتنظيمات المصرية فقط ، ولكنه امتد ليشمل مندوبى وزارة الخارجية والمخابرات الأمريكية)) فهل تصرّفَ الضباط بدون علم عبد الناصر الذى هو ((العقل المُدبّر وراء تنظيم الضباط كما كتب عنه كل من أرّخ لهذا التنظيم؟ وذكر حمروش أيضًا ((كان حريق القاهرة حافزًا لنشاط الأمريكان فى المنطقة ، فقد أرسل وزير الخارجية الأمريكى مندوبًا عنه من المخابرات الأمريكية لدراسة أحوال مصر)) وبافتراض عدم وجود علاقة بين الأمريكان وضباط يوليو، فما مغزى ما نشرته مجلة التايم فى أكتوبر51 وجاء به ((إنّ الموقف فى مصر أشبه بالموقف فى اليونان سنة47 حين اضطرتْ إنجلترا لسحب قواتها من اليونان . فحلــّتْ أمريكا محلها . وأمريكا أعّدتْ عدتها للموقف منذ زمن بعيد حتى لا تـُفاجأ كما فوجئتْ فى إيران ووضعتْ مشروع الشرق الأوسط)) هذا الكلام فى مجلة التايم الأمريكية هو تلخيص مكثف لما حدث بعد الحرب العالمية الثانية/ حيث خرجتْ أمريكا أقوى دولة استعمارية ، وأسفرتْ سياستها المعلنة على أنه (آن الأوان ليرحل الاستعمار القديم عن الدول التى احتلها) ليكون الوضع الجديد لأمريكا بلا شريك أو شريك ثانوى يحصل على الفتات ، وهو ما تأكد بعد ذلك فحلــّتْ أمريكا محل الإنجليز فى مصر وغيرها ، وحلـّتْ محل فرنسا فى الجزائر إلخ . مع مراعاة أنّ الأمر لم يكن سهلا إذْ – كما كتب حمروش- ((بدأ الصراع الخفى بين بريطانيا وأمريكا. ونجحتْ المخابرات الأمريكية فى تدبير انقلاب حسنى الزعيم فى سوريا. وهو أول محاولة لنقل أسلوب الحكم المُفضل لدى الامبريالية الأمريكية والذى مارسته لزمن طويل فى أمريكا اللاتينية ، وهو حكم العسكريين الذين يقمعون الثورات والقلائل الداخلية ، ويعملون مباشرة لحساب الشركات والاحتكارات الأمريكية)) يعترف حمروش بدور أمريكا فى الانقلابات العسكرية لحساب الشركات والاحتكارات الأمريكية. والسؤال : أليس هذا ما حدث فى مصر؟ فعلى سبيل المثال أصدر ضباط يوليو قانون استثمار رأس المال الأجنبى عام 54 فرفع نسبة مشاركة رأس المال الأجنبى إلى 51% بعد أنْ كانت النسبة 49% قبل يوليو52 (فخرى لبيب- الشيوعيون وعبد الناصر- ج1- ص 38، ج2- ص170) أى أنّ قانون الاستثمار زمن النظام الملكى كان أكثر وطنية من نظام ضباط يوليو. واعترف حمروش كذلك بأنّ أمريكا ركزتْ على مصر((فعيّنتْ كافرى سفيرًا لها بالقاهرة ، وهو من أشهر مدبرى الانقلابات فى وزارة الخارجية الأمريكية. ويضم سجله سلسلة طويلة منها تـُقارب الثلاثين فى أمريكا الجنوبية والوسطى))
وإذا كانت أمريكا تسعى لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد ، وبصفة خاصة بعد احتلالها لدولة العراق سنة2003، فإنّ هذا المشروع يعود إلى زمن قديم وهو ما اعترف به حمروش الذى كتب ((كان حريق القاهرة فرصة مواتية أنعشتْ آمال الامبريالية الأمريكية فى التسرب إلى مصر، ووضع قبضتها على مركز الحركة السياسية فيها. وأعلن وزير الخارجية الأمريكى فى 31يناير51 ((إنّ قيادة الشرق الأوسط ليستْ اقتراحًا يمكن قبوله أو رفضه)) وبافتراض أنّ ضباط يوليو ليستْ لهم علاقة بالأمريكان ، فما مغزى التوافق التام بين الطرفيْن من معاداة التنظيمات الشيوعية فى مصر، وهو ما حذرتْ منه مجلة (الجمهور المصرى) فى عدد 22 يناير 51 فأشارتْ إلى إنشاء مكتب أمريكى/ إنجليزى لمقاومة الشيوعية ردًا على المظاهرات المُعادية التى تهتف بسقوط الاستعمار الأنجلو/ أميركى))؟ وما مغزى موقف عبدالرحمن عزام (أمين عام الجامعة العربية) الذى قال ((إننا على استعداد للتآلف مع أمريكا))؟ وما مغزى إصرار أمريكا على تنفيذ مشروع (الإصلاح الزراعى) الذى تسبّب فى تفتيت الرقعة الزراعية فى مصر، ويعمل على استبعاد الثورة الشعبية، وهو المشروع الذى رفضه مصطفى مرعى السياسى الشهير الذى حاول الأمريكان استمالته إليهم ؟ وما مغزى ما ذكره حمروش من أنّ روزفلت أمضى الشهريْن الأوليْن من سنة 52 مع الملك لتنفيذ مخطط (الثورة السلمية)؟ فما مصلحة أمريكا فى (الثورة السلمية)؟ وهل أمريكا ترضى عن أعدائها أم ترضى عن المُتحالفين معها للقضاء على الشيوعية ؟ وهو ما اعترف به كيرميت روزفلت فى تقريره لوزارة الخارجية إذْ كتب فى مايو52 أنّ الجيش سيقوم بانقلاب فى وقت قريب. وأنّ قادة الانقلاب المحتمل يرفعون شعارات تجعل منهم (وهم فى السلطة) طرفــًا لينــًا ومرنــًا فى أية مفاوضات نخوضها معهم . وفى نفس التقرير نصح الحكومة الأمريكية على ضرورة ((إقصاء الملك فاروق والنظام الملكى نهائيًا فى مصر، مع بعض الشكليات مثل إظهار القلق المصطنع على سلامة الملك)) رغم كل تلك الحقائق فإنّ حمروش يُصر على تبرئة ضباط يوليو فكتب ((وإذا صحّ أنّ روزفلت قد وصل إلى هذه النتائج فإنّ هذا لا يعنى ارتباط تنظيم الضباط (الأحرار) بالمسئولين الأمريكان ارتباطـًا عضويًا)) وجاء تعبير (الارتباط العضوى) ليوحى بالموضوعية والحكاية- كما أضاف- أنّ علاقة الضباط بالأمريكان ((يدل على اتساع دائرة معرفتهم وخبرتهم السياسية)) وإذا كان أغلب مؤرخى تلك الفترة أكدوا على علاقة عبد الناصر بمايلز كوبلاند مؤلف كتاب (لعبة الأمم) فإنّ حمروش ينفى تلك العلاقة بشكل قاطع (من ص 10- 16) رغم أنّ مايلز كوبلاند كتب فى كتابه (لعبة الأمم) أنّ (( المخابرات الأمريكية التقتْ ثلاث مرات قبل أربعة شهور فى مارس 52 بعبد الناصر وجماعته واتفقتْ معه على اشاعة الشعور بين المصريين بأنّ انقلابهم ليس مفروضًا من الإنجليز أو الأمريكان أو الفرنسيين أو الأتراك وسمحتْ له بأنْ يُهاجم هذه الدول فى خطبه بعد الانقلاب ليبقى التعاون سرًا بين المخابرات الأمريكية وبين الانقلاب)) إزاء هذا النص الصريح كان من حق عبد الناصر أنْ يُقاضى مايلز كوبلاد أو- على الأقل- يُسلط عليه أجهزة إعلامه للنفى مع التشهير، ولكنه لم يفعل لا هذا ولا ذاك. وما يؤكد صحة كلام كوبلاند ما ذكره خالد محيى الدين إذْ ذكر أكثر من واقعة عن علاقة ضباط يوليو بالمخابرات الأمريكية عن طريق السفارة الأمريكية فكتب ((عبد الناصر كان قد رتـّب قبل الثورة علاقة مع الأمريكان عن طريق على صبرى ومنحهم قدرًا من التطمينات أنّ الثورة القادمة لن تقف ضدهم . وأنّ السفير الأمريكى كافرى كان يتباهى أمام السفراء ويصف ضباط يوليو بأنهم أولادى My boys كذلك استمرّتْ العلاقات والاتصالات مع السفارة الأمريكية عبر قناتيْن تصب كل منهما عند عبدالناصر وحده : عبد المنعم أمين وعلى صبرى . أما الأول فهو رجل المخابرات الأمريكية باعتراف كثيرين . والثانى (على صبرى) فهو كما ذكر خالد كان يشغل مدير مخابرات الطيران قبل يوليو52وعلى علاقة حسنة بالأمريكان وأنه ((من خلال علاقته بالملحق الجوى بالسفارة الأمريكية سمع منه تلميحات بأنه فى حالة تحرك الجيش فإنهم سيطلبون من الإنجليز عدم التدخل إذا كانت الحركة غير شيوعية ولا تـُهدّد مصالحهم)) (الآن أتكلم- ص 127، من 187- 192) وكتب محمد نجيب ((لبيتُ دعوة إلى منزل البكباشى عبد المنعم أمين . وكان حاضرًا معنا جيفرسون كافرى وأربعة من رجال السفارة الأمريكية منهم إثنان من المخابرات الأمريكية. وكان معى عبد الناصر وآخرين)) (كنت رئيسًا لمصر- ص311، 312) وكان هذا الاجتماع عقب أحداث كفر الدوار فكتب طه سعد المؤرخ العمالى ((وهكذا يتأكد دور المخابرات الأمريكية فى الأحداث بالتقارير التى أحاطتْ حركة الجيش عن شيوعية مصطفى خميس وقادة العمال . وأنّ ما حدث فى كفر الدوار كان عربونـًا للأمريكان فى محاربة الشيوعية)) (خميس وبقرى يستحقان إعادة المحاكمة- ص 10، 47) وكتب المؤرخ العمالى أمين عز الدين أنّ ((عبد المنعم أمين لعب دورًا فى حملة الترويج الأمريكية حول الخطر الشيوعى فى مصر)) وكتب أيضًا ((وجدتْ المخابرات الأمريكية وعملاؤها فى أحداث كفر الدوار فرصتهم كى يُضاعفوا الترويج عن الخطر الشيوعى فى مصر وراحوا يُقنعون نفرًا من قادة الجيش . والتقط هذا الخيط عبد المنعم أمين أحد الضباط الطارئين على حركة الجيش ولم ينضم للحركة إلاّ يوم 22يوليو52 ليُشارك فى عملية الاستيلاء على السلطة. ثم مـُنح عضوية مجلس قيادة (الثورة) يوم 15 أغسطس 52 فى أعقاب أحداث كفر الدوار)) (روزا ليوسف- 27، 31/7/87) وعند ربط هذا الكلام من مؤرخ عمالى مؤمن بالناصرية بواقعة أنّ عبد المنعم أمين عيّنه ضباط يوليو ليكون رئيس المحكمة العسكرية التى ستـُحاكم عمال كفر الدوار، وربط ذلك بأنه (رجل الأمريكان) وأنّ الأمريكان هم الذين فرضوه على الضباط يوم 22 ليحصل على عضوية مجلس القيادة ، فإنّ ربط كل تلك الوقائع بعضها ببعض تؤكد علاقة ضباط يوليو52 بالمخابرات الأمريكية ، وهى العلاقة التى حاول حمروش نفيها.
ولكن حمروش كان موضوعيًا عندما أقرّ بما كتبه آخرون عن حملة الاعتقالات التى قام بها ضباط يوليو لخصومهم السياسيين فكتب ((كانت حركة الاعتقالات قد تفرّعتْ حتى وصلتْ إلى مختلف الاتجاهات السياسية فشملتْ نجيب الهلالى وفؤاد سراج الدين وآخرين)) وأهم ملحوظة ذكرها حمروش هى ((كانت عملية الاعتقال الجماعى غير المُبرر لها مظهر الاعتقالات التى قام بها البريطانيون عند اشتعال ثورة 19 كما أنها كانت موجّهة ضد مختلف القوى والتنظيمات السياسية وليست مركزة على اتجاه واحد ، الأمر الذى جعل الجيش فى جانب وكافة القوى السياسية فى جانب آخر. والقوة السياسية الوحيدة التى لم تمسها حركة الاعتقالات كانت الإخوان المسلمين تمامًا كما حدث فى وزارة نجيب الهلالى)) (ص70) وهذا النص يضع أمام العقل الحر سؤال : إذا كان ضباط يوليو مُتطابقين مع وزارة نجيب الهلالى التى اعتقلتْ سياسيين من كافة الاتجاهات (قبل يوليو52) عدا الإخوان المسلمين ، فما الفرق بين نجيب الهلالى وضباط يوليو؟ وإذا كانت الاجابة : لا فرق ، فلماذا اعتقله ضباط يوليو؟ وفى فقرة واحدة جمع حمروش بين الموضوعية ومخالفة ضميره عندما كتب ((معظم ضباط مجلس القيادة لم يكونوا من العاطفين على الوفد أو المُرتبطين به فكريًا إذا استثنينا عبدالناصر وخالد محيى الدين ويوسف صديق الذين لم يكونوا مُتحمسين للوفد ولكنهم فى نفس الوقت لم يكونوا فى موقف العداء منه)) وعن المقابلة التى تمّتْ بين الضباط والزعيم الوطنى مصطفى النحاس وصفها حمروش بالموضوعية فكتب ((كان جفاف المقابلة نابعًا من إدراك ضباط القيادة أنّ الوفد يمثل الخطر الحقيقى على سلطتهم الوليدة. ونابعًا أيضًا بتأثر بعضهم بموقف الإخوان المسلمين المعادى للوفد)) (72) جاء تناقض حمروش فى تعبير أنّ ضباط يوليو لم يكونوا فى موقف العداء من الوفد . فإذا كان الأمر كذلك فلماذا تم اعتقال العديد من أعضاء وقيادات حزب الوفد مثل إبراهيم طلعت وفؤاد سراج الدين وتقديمهم للمحاكمة؟ خاصة أنّ الأخير كان يستحق التكريم وليس المحاكمة بسبب مواقفه الوطنية العديدة مثل موقفه يوم 25 يناير52 عندما كان وزيرًا للداخلية وأصدر أمرًا للشرطة بمقاومة قوات الاحتلال فى محافظة الإسماعيلية. وموقفه الوطنى فى أكتوبر51عندما أصدر أمرًا بتسليح الفدائيين المصريين بأسلحة من الشرطة لمقاومة الإنجليز فى مدن القناة. بل إنّ حمروش نفسه ذكر واقعة ظهور اسم النحاس فى قائمة المعتقلين حيث حُددتْ إقامته (ص 150) وأليس استبعاد النحاس ومحاكمة سراج الدين وآخرين ترجمة لعداء ضباط يوليو لقادة حزب الوفد ؟ ولمن يود التأكد من ذلك عليه الرجوع لمذكرات إبراهيم طلعت – مكتبة الأسرة- عام 2003 وكان عبد الناصر صريحًا لدرجة أنْ فضح ما فى أعماقه عندما قال لإبراهيم طلعت ((إحنا يا أستاذ مش بنحاكم الوفد. إحنا بنحاكم سياسيين قدامى . بنحاكم نظام قديم . بنحاكم نظام رأسمالى اسمه النظام الليبرالى)) (ص 245) جمع عبدالناصر فى جملة واحدة بين الرأسمالية والليبرالية. أى أنه يُدرك أنهما أداة تقدم الشعوب ولذا وقف ضدهما وأعلن العداء لهما . أليس هذا ما تسعى إليه أميركا من خلال دعمها للانقلابات الفاشستية العسكرية والدينية المعادية للديمقراطية؟ وهو ما أكدّه حمروش عن علاقة ضباط يوليو بالإخوان المسلمين فكتب ((كان نجاح حركة 23يوليو فرصة الإخوان المسلمين الفريدة للسيطرة على الحكم والسلطة ، فقادتها ليسوا غرباء عن التنظيم بل إنهم نشأوا واستمر اتصال بعضهم به... وذلك قبل أنْ تظهر التناقضات بينهم وبين الجيش فى محاولة التنازع على مركز السلطة)) (73، 74) وكان مرشد الإخوان حسن الهضيبى صريحًا مع نفسه عندما قال ((أنا على ثقة من أنّ الغرب سيقتنع بمزايا الإخوان المسلمين وسيكف عن اعتبارهم شيئــًا مفزعًا كما حاول البعض أنْ يُصورهم)) (ص77)
كشف حمروش عن تناقض ضباط يوليو إذْ أورد حديث عبد الناصر للصحفى البريطانى ديفيد مورجان مراسل الصانداى تايمز فى يوليو62بأنّ حركة الجيش فى يوليو52 كان هدفها ((حماية الدستور)) فى حين أنّ الواقع يُكذب كلام عبد الناصر إذْ أعلن محمد نجيب يوم 10ديسمبر52 ((أصبح لزامًا أنْ نـُغيّر الأوضاع التى كانت تودى بالبلاد والتى كان يسندها ذلك الدستور الملىء بالثغرات. وها أنا أعلن باسم الشعب سقوط دستور سنة23)) (ص 21، 101)
وكتب حمروش أنّ إسماعيل صدقى رئيس الوزارء شنّ حملة ضد القوى الوطنية عام 46 واتهم عدد كبير من الأدباء والمفكرين بالشيوعية (ص81) وهذا حق ولكنه لم يربط ذلك بما فعله ضباط يوليو الذين فعلوا نفس الشىء ، فى حين أنّ المؤرخ المُحايد لابد أنْ يستخلص نتيجة مؤكدة وهى أنّ ضباط يوليو هم الوجه الآخر لإسماعيل صدقى المُستبد كما درج وصفه بعد يوليو52. رغم أنّ حمروش اعترف بأنّ ضباط يوليو فصلوا معظم المحررين من مجلة التحرير بعد أحداث كفر الدوار باعتبارهم شيوعيين . وفى شهادة ثروت عكاشة قال إنّ عبد الناصر طلب منه الحذر من سيطرة الشيوعيين على المجلة)) (119) حدث ذلك بعد أنْ عزل عبد الناصر حمروش من رئاسة تحرير المجلة وعيّن ثروت عكاشة بدلا منه. وأكثر من ذلك ما كتبه حمروش ((اتخذتْ حركة الجيش موقفـًا صريحًا من الشيوعية عندما أصدرتْ وزارة محمد نجيب فى 16 أكتوبر52 قانونـًا بالعفو الشامل عن المحكوم عليهم بالجرائم السياسية. ولكن القانون الذى عفا عن 943 شخصًا استثنى الشيوعيين)) أى ظل الشيوعيون قيد الاعتقال. بل إنّ حمروش نفسه تم اعتقاله يوم 15يناير53 ضمن مجموعة ضباط المدفعية. ولم تقف الاعتقالات عند الضباط فقط وإنما شملتْ السياسيين والشيوعيين يوم 16يناير53 فتم اعتقال 101بينهم 48 شيوعيًا. وامتدّ عداء ضباط يوليو للصحف فتمّتْ مصادرة الصحف والمجلات اليسارية مثل (الكاتب) و(الملايين) و(الميدان) و(الواجب) وصحيفة الهلال وصوت الطالب والمعارضة التى كان يصدرها فتحى الرملى . ترتــّب على ذلك أنّ الأحزاب الشيوعية والمنظمات الديمقراطية العالمية هاجمتْ حركة الجيش باعتبارها حركة فاشية تعتقل الوطنيين وتحل الأحزاب وتعادى الديمقراطية. وفى يوليو53 تشكلتْ محكمة عسكرية للنظر فى قضيتيْن شيوعيتيْن . وطلب الدفاع سماع أقوال عبد الناصر ونجيب وآخرين ولكنهم لم يحضروا (مثلهم مثل أى حكام مُستبدين) وظلّ حمروش فى المعتقل لمدة 50 يومًا دون تحقيق إلاّ بعض الأسئلة من زميله زكريا محيى الدين (من 118- 123) لماذا يظل هذا المشهد- وغيره كثير- بعيدًا عن كتاب السيناريو؟ هل هم جهلة بالأحداث ؟ أم يخافون الاقتراب من الأسلاك الشائكة وحقول الألغام ؟ أم أنّ هواهم الناصرى أغلق وجدانهم وألغى عقولهم؟
وبينما كان موقف ضباط يوليو من الشيوعيين ومن كل القوى الوطنية هو الاعتقال ، كان موقفهم من الإخوان المسلمين مختلفـًا لدرجة أنّ عبد الناصر ذهب بنفسه وأبلغ أعضاء مكتب الإرشاد بموعد حركة الجيش . بل وصل الأمر لدرجة رغبة الضباط فى تعيين وزيريْن من الإخوان وأنّ عبد الناصر هو الذى أجرى الاتصالات معهم . والأكثر دلالة أنه فى الوقت الذى اعتقل فيه الضباط الشيوعيين والليبراليين والسياسيين القدامى، تم الإفراج يوم 11 أكتوبر52 عن الإخوان المسلمين الذين قتلوا المستشار أحمد الخازندار رئيس محكمة جنايات القاهرة الذى حكم بإدانة بعض الإخوان على جرائمهم . وكذلك الإفراج عن قتلة محمود فهمى النقراشى الذى أصدر قرارًا بحل جماعة الإخوان المسلمين عندما كان رئيسًا للوزراء. وكذلك الإفراج عن المحكوم عليهم فى قضية قنابل مدرسة الخديوية. وعندما صدر قانون تنظيم الأحزاب اتصل عبد الناصر بوزير الداخلية سليمان حافظ وقال له ((إنّ جماعة الإخوان المسلمين كانت من أكبر أعوان حركة الجيش قبل قيامها وساهمتْ بنصيب كبير فيها ومازالت تقدم لها العون المستمر)) وطلب منه إيجاد مخرج للجماعة. وفى مكتب وزير الداخلية التقى عبد الناصر وحسن الهضيبى وتم الاتفاق على إدخال تعديل فى إخطار التأسيس يُبعد الجماعة عن مجال الأحزاب . وكان الثمن المقابل هو خروج الإخوان لاستقبال مواكب الضباط بالتحية والهتاف (الله أكبر ولله الحمد) وعندما اشتدّ الصراع بين الكهنوت الدينى والضباط حول من يفوز بالغنية (مصر) لوحده ، كان عبد الناصر الأذكى والأسرع فى هذا الصراع فاستدعى أساليب الدولة البوليسية (وهنا يبرز سؤال : متى تدرّب عليها ومن دربه) استغل عبد الناصر التناقضات داخل مكتب الإرشاد وعمل على تعميقها وتفجيرهم من الداخل- وفق وصف حمروش- وقد استفاد الضباط من الشيخ الباقورى الذى قبل الوزارة. كما استغل الضباط الانقسام داخل الإخوان : قسم يرى ضرورة التعاون مع الضباط وقسم ضد ذلك . وانقسام آخر حول (الجهاز السرى للإخوان) قسم مع استمراره وقسم مع إلغائه. وتفاقم الصراع بعد نجاح عبد الناصر فى جذب عبد الرحمن السندى رئيس الجهاز والذى كان على خلاف مع حسن الهضيبى والشيخ سيد سابق منشىء الجهاز الخاص. تشكلتْ قيادة جديدة من الذين عارضوا التعاون مع الضباط كان بينهم محمد فايز الذى تم تدبير اغتياله عندما تسلــّم علبة بها حلاوة مولد النبى فانفجرتْ فى وجهه. وبعد التعاون والوئام بين الكهنوت الدينى والضباط صدر فى 14يناير54 قرار حل جماعة الإخوان . وعلى طريقة من يسبق أكل خصمه ، صدر أمر اعتقال حسن الهضيبى و450عضوًا بالجماعة. وكان من بين التهم الاتصال بجهات أجنبية والاحتفاظ بأجهزة سرية. ورغم ذلك – وله دلالة مهمة- فإنّ عبد الناصر- كما ذكر حمروش ((لم يقطع الحبل نهائيًا مع الإخوان فقام بزيارة قبر حسن البنا وقال أمام أعضاء الإخوان ((أشهد الله أنى أعمل لتنفيذ مبادىء الإخوان وأفنى فيها وأجاهد فى سبيلها)) وأعتقد أنّ أهم ملحوظة سجـّـلها حمروش هى أنّ فئات كثيرة من الشعب استنكرتْ واستاءتْ من ممالأة الضباط للإخوان والإفراج عن القتلة من جماعتهم (من 127- 135) واعترف حمروش بأنّ الضباط احتفظوا بعلاقات طيبة مع الإخوان رغم علم الضباط بأنّ الإخوان ((لم يكن يهمهم قضية الأحزاب والديمقراطية بقدر ما كانوا يُخططون لوراثة حركة الجيش أو احتوائها))
وعن اضراب عمال كفر الدوار كتب حمروش ((تصرفتْ حركة الجيش إزاء هذا الموقف (برعونة) شديدة تحت وهم أنْ هذه المظاهرات بداية أعمال ضد الجيش . وكانت المحاكمة سافرة العدوان على حقوق المتهمين ، فلم تـُتح لهم فرصة الاعتماد على المحامين . وعلق حمروش على صيحة العامل مصطفى خميس ((أنا مظلوم . أريد إعادة محاكمتى)) تؤكد ((هذه الصيحة قسوة المجلس العسكرى فى معاملة المتهمين وحرمانهم من حق أساسى من حقوق الإنسان . لذا أثارتْ المحاكمة عاصفة من النقد على مستوى العالم وأنّ تصرفات المجلس العسكرى مدانة من كل القوى التقدمية واليسارية فى مختلف أنحاء العالم وأنّ حركة الجيش فاشية. وأنّ الضباط مجموعة تربطهم صلة مباشرة وقوية بالولايات المتحدة الأمريكية)) ويُصر حمروش على تبرئة عبد الناصر من دم خميس والبقرى بحجة أنه اعترض على قرار حكم الإعدام عليهما هو وخالد محيى الدين ويوسف صديق (من 116- 119) رغم أنّ البغدادى ذكر أنّ القرار كان بإجماع الآراء. وعداء الضباط ضد العمال شمل موقفهم من القانون الذى أصدروه وفيه إلغاء حق الاضراب ويبيح الفصل التعسفى دون محاكمة أو تحقيق . فكتب حمروش ((كان من أهم الحُجج التى استند إليها مجلس القيادة هى أنّ رأس المال الأجنبى يحتاج لنوع من الضغط على العمال لضمان الاستقرار والاستثمار)) (146)
ورغم الجرائم التى ارتكبها عبدالمنعم أمين (رجل أمريكا) وعلى رأس جرائمه الحكم بإعدام خميس والبقرى وسجن عدد كبير من العمال بمدد من 5- 15سنة، فقد كافأه مجلس القيادة بتعيينه سفيرًا فى بلجيكا. أما المقدم حسنى الدمنهورى الذى اعترض على اعتقال زملائه الضباط فكان مصيره الاعتقال . ووجّه إليه صلاح سالم السباب والكلمات البذيئة. وقام ضباط الحرس بضربه ضربًا شديدًا واستمر تعذيبه من الفجر حتى الرابعة مساءً دون طعام أو شراب. وفى منتصف الليل أستدعى إلى مبنى مجلس القيادة حيث وقف فى السادسة صباحًا أمام محكمة برئاسة عبد الناصر. وكان عبد المنعم أمين من بين أعضاء المحكمة. وفى صباح اليوم التالى 9يناير52 تـُلى عليه الحكم بالإعدام فى غرفة مأمور سجن الأجانب ثم نـُقل إلى السجن الحربى مقيد اليديْن والرجليْن بالحديد بملابسه الرسمية. وكان هذا هو أول حكم بالإعدام يصدر على ضابط بالجيش المصرى بتهمة غير الخيانة العظمى. رفض محمد نجيب التصديق على الحكم ضد المقدم حسنى الدمنهورى (142، 143) وما فعله نجيب يستحق التقدير، لكن العقل الحر يلح عليه سؤال : لماذا لم يتخذ نفس الموقف مع العامليْن خميس والبقرى ؟ لماذا أطاع ونفذ رغبة الضباط وصدق على الحكم بإعدامهما؟
دافع حمروش عن ما يُسمى (ثورة 23يوليو52) ودافع عن عبد الناصر لدرجة أنْ كتب عنه فى مقدمة الجزء الأول ((كانت وفاة جمال عبد الناصر صدمة هزتْ مشاعر الأمة العربية. فقد رحل الرجل الذى عاش زعيمًا تـُلهب كلماته ومواقفه حماس الملايين . وانقضتْ بموته مرحلة هامة من مراحل ثورة 23يوليو1952)) كتب حمروش ذلك رغم ما تعرّض له من اضطهاد من عبد الناصر، لدرجة اعتقاله وبقائه فى زنزانة انفرادية لمدة 50 يومًا. ولكن فى الجزء الثانى بعض الفقرات التى تدل على درجة لا بأس بها من الموضوعية مثل ((لم تـُفرّق حركة الجيش بين الدور الوطنى والنضالى الذى قامتْ به الأحزاب لمقاومة الاستعمار والاحتلال البريطانى)) ورغم هذا الدور الوطنى فإنّ الضباط اعتقلوا هؤلاء الوطنيين. ومن بين جرائم الضباط ((فصل الموظفين عن غير الطريق التأديبى)) أى بدون تحقيق ولا محاكمة وذلك بحجة (التطهير) الذى أصاب صغار الموظفين ولم يمس الكبار)) وكان موضوعيًا عندما كتب أنّ دستور سنة 1923 الذى أسقطه ضباط يوليو – رغم ما فيه من سلطات مطلقة للملك كان ((ركيزة وضمانة لحرية الجماهير السياسية)) وفى يوم 17 يناير53 صدر بيان حل الأحزاب ومصادرة أموالها فكتب حمروش وهكذا ((كشـّرتْ حركة الجيش عن أنيابها)) وجاء على لسان كاتب البيان ((ومنذ اليوم لن أسمح بأى عبث أو اضرار بمصالح الوطن وسأضرب بمنتهى الشدة على من يقف فى طريق أهدافنا)) وفى اليوم التالى صدر مرسوم بقانون بأنّ ما يتخذه مجلس القيادة هو من أعمال السيادة لا رقابة قانونية عليها فكتب حمروش ((كان تركيز السلطة فى يد مجلس قيادة (الثورة) إعلانــًا عن قيام نظام يستند إلى الدكتاتورية العسكرية. ولا يُجيد التخفى فى ثياب الديمقراطية)) (من ص98- 104) رغم ذلك – وغيره كثير مما اعترف به حمروش – فإنّ الهوى الناصرى/ العروبى طغى عليه فأشاد بزعيم العروبة الواحد الأوحد ، رغم أنّ نظامه تأسّس على الدكتاتورية العسكرية وفق نص كلام حمروش.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فى مذكرات عبداللطيف البغدادى (3)
- قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (2)
- قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (1)
- طغيان اللغة الدينية وأثرها على الشعوب
- قراءة فى مذكرات اللواء محمد نجيب
- رد على الأستاذ أحمد عليان
- قراءة فى مقدمة ابن خلدون
- كارثة العروبة على مصر
- العلاقة التاريخية بين الدين والقومية
- القرن التاسع عشر وتحديث المدن المصرية
- الخيال والإبداع الروائى
- تحايل إيزيس على (رع)
- الأنثروبولوجيا والفولكلور والثقافة القومية
- التعليم الدينى وجذور العنف
- الفرق بين أسطورة أوديب اليونانى والأمير المصرى
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (16) د. محمد بيومى مهران
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (15) د. حسين مؤنس
- الملاح والثعبان رئيس الجزيرة
- العداء للمعرفة والتعصب الدينى
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (14) أحمد صبحى منصور


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قراءة فى مذكرات أحمد حمروش