أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الحواري - مسرحية الإستثناء والقاعدة بريخت














المزيد.....

مسرحية الإستثناء والقاعدة بريخت


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4381 - 2014 / 3 / 2 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسرحية الاستثناء والقاعدة
بريخت

تتحدث هذه المسرحية عن تاجر يريد أن يذهب إلى صحراء ليشارك في امتياز التنقيب عن النفط، يستأجر دليلا وحمالا (أجير) يقع خلاف بين التاجر والدليل بسبب طريقة التعامل الهادئة التي يعامل بها الدليل الحمال، وقبل أن يترك الدليل القافلة، يعطي زمزمية ماء للحمال، شفقة على الحمال ولمعرفته بطبيعة الصحراء، يصبح الأجير هو الدليل والحمال معا، يبدأ التاجر أثناء المسير بضرب الحمال، فيكسر يده، يتوه الحمال عن الطريق التي لا يعرفها أصلا، يشح الماء المتوفر لدى التاجر يبدأ يفكر بأخذ زمزمية الحمال الظاهرة، حيث لم يكن يعرف بان هناك أخرى، الحمال يعلم صعوبة الوضع على التاجر، يقرر أن يعطيه الزمزمية الممتلئة، يرفع زمزميته ليلقها إلى التاجر، التاجر يرفع مسدسه ويطلق النار على الحمال فيرديه قتيلا، ثم تكون هناك محاكمة يتم تبرئة التاجر من التهمة، هذا ملخص لهذه المسرحية.
ضمن هذه الظروف والأحداث، يكون هناك حوار يبن طريقة التفكير عند كلا من التاجر والحمال، ففي بدابة الرحلة نجد التاجر يحمل هذه الفكرة عمن يسافرون معه "ما الذي يدعوهم إلى الحرص على أشخاصهم… إنهم ناقصون بطبيعتهم" ص26، ضمن هذه الأفكار الفوقية التي تنظر إلى الآخرين بطريقة طبقية وغير إنسانية، يتعامل التاجر بها مع رفاقه في السفر.
وفي طريق طويل وموحش لابد من وجود هواجس الخوف، وتنامي الأفكار المترسخة أصلا اتجاه الآخرين، الأفكار المتشككة بكل شيء وبأي شيء، فبقول التاجر "الأحمق من لا يحتاط لنفسه… والثقة بالناس هي الحمق بعينه… لقد قضيت على هذا الرجل، ولعلي قد حطمته مدى الحياة، وإذا بدا له أن يعاملني بالمثل فلن يكون ذلك إلا تصرفا عادلا من جانبه، القوي إذا أغمض جفنه فهو ضعيف" ص28، هذا الأفكار التي تدور في خلد التاجر بعد الإصابة البليغة التي أوقعها بالحمال، فنجد فيها الاعتراف بقسوته، وأيضا عدالة حكمه على الحمال في حالة القصاص منه، فالتاجر يعطي الحمال الحق في أخذ حقه، وبأي طريقة يراها منسابة، من هنا تكلم عن الجفن اليقظ.

في ذروة الحث الدرامي ووصوله أقصى مدى، نجد التاجر في هذه الكيفية من التفكير والسلوك " انصب الخيمة.. أن زمزميتك فارغة وكذلك زمزميتي، (مخاطبا نفسه) فلأتوار عنه .. إنه لو رأي عندي بقيه ماء أشربه لقتلني… فليس في دماغه بصيص من نور العقل، لو اقترب مني فسأطلق عليه الرصاص" ص32، تنامي الأحداث إن كانت من خلال طريقة التفكير التي يفكر بها التاجر أو طريقة معاملته القاسية للحمال، كان من المفترض أن تكون لدى الحمال ردة فعل متعاكسة ومتوازنة مع ما يقوم به التاجر، لكن التطور والتنامي للفعل كان من طرف واحد هو التاجر، بينما بقي الحمال يحمل ليس فقط الأحمال المادية للتاجر، بل أيضا الأفكار المثبطة والتي تعمل على بقاءه بشكل دائم ومستمر وفي كافة الأحوال والظروف و في أي زمان ومكان أن يكون سلبيا اتجاه السيد، مهما كان هذا السيد، فهو يفكر بالطريقة التي لا تتناسب من التطورات التي حدثت معه، ومن هنا نجده يدفع الثمن باهظا، حياته مقابل خنوعه، ولو انه حرك شيئا قليلا من عقله لما أصابه مصيبة الموت، ولو انه حرك يده أو رجله لما قتل، لكن الكاتب بريخت الذي ينتمي إلى الفكر الماركسي ويفكر بطريقة الصراع الطبقي قدم لنا صور أدرامية رائعة حول ضرورة أن يكون الإنسان متغيرا متكيفا مع الأوضاع الجديدة وان لا يكون سلبيا بالمطلق.
لنستمع إلى ما قاله الحمال قبل أن يطلق عليه الرصاص "من واجبي أن أعطيه الزمزمية التي سلمها لي الدليل في المحطة.. فلو أنهم عثروا علينا ووجدوا معي زمزمية ملأى بالماء بينما هو يكاد يموت من العطش لقدموني إلى المحكمة" ص32، الحمال يفكر بالعقوبة التي يمكن أن يتعرض لها إذا ما جاء أحدا من الرجال الشرطة إلى هذه الصحراء المقطوعة، ووجد حالة السيد المزرية بينما الحمال بوضعية جيدة. ففي مثل هذا التفكير الأعرج كانت نهاية الحمال على يد التاجر، الذي خص نفسه بالماء وترك الحمال بدونه، .. "إنه لو رأي عندي بقيه ماء أشربه لقتلني" فهو يفكر بذاته فقط، والحمال البائس يفكر بالتاجر ويهمل ذاته، من هنا كانت نتيجة غباء الحمال الزائدة وطريقة تفكيره الخانعة والمستسلمة للآخر، الموت، "التاجر: ارم هذا الحجر من يدك (الأجير لا يفهم ويمد يده بالزمزمية... عندئذ يطلق التاجر عليه الرصاص) لقد صح ما توقعت. خذ! أيها الوحش القذر.."ص32، خلاصة الفكرة التي يطرحها بريخت تتمثل في الحض على الفاعلية والتخلي عن الأفكار البائدة، فكأنه يقول لكل ظرف وزمان ومكان أفكار وأفعال يجب أن تتناسب الأوضاع التي نعيشها، ولا يجب أن نحمل أفكار أو نقوم بأفعال لا تتناسب مع واقعها.
رائد الحواري




#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة بكل تجلياتها في رواية -الوطن في العينين- لحمدة نعناع
- الحضارة الهلالية والتكوين التوراتي (النص الكامل)
- الحضارة الهلالية (الفلاح والراعي)
- قصة حب مجوسية
- الحضارة الهلالية (الجنة)
- الحضارة الهلالية (البعل راكب السحب)
- اللغة في غير محلها
- سفر الموت في -مفتاح الباب المخلوع
- الحضارة الهلالية (قدسية رقم سبعة)
- التكوين الهلالي والتوراتي
- نحن العرب
- التأثر المصري في التكوين التوراتي
- الخطوط البارزة في التاريخ (المدن الشامية)
- الخطوط البارزة في التاريخ (الدولة الاشورية)
- الخطوط البارزة في التاريخ ( الدولة البابلية)
- عصر الدويلات السومرية (آور)
- الخطوط الباروة في التاريخ ( الدولة الأكادية)
- الحضارة الهلالية والتكوين التوراتي الخطوط البارزة في التاري ...
- الحضارة الهلالية والتكوين التوراتي المقدمة
- -حبر- لمحمود ابو هشهش


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الحواري - مسرحية الإستثناء والقاعدة بريخت