أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - قهوة برائحة المطر الاول *















المزيد.....

قهوة برائحة المطر الاول *


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 4373 - 2014 / 2 / 22 - 22:07
المحور: الادب والفن
    


غمرتني نسائمك الندية على نافذة صباحي, عذبة كجريان الماء بجدول تنزرع الفراشات على جنبيه، وتفتحت أزهار البنفسج على ضفاف القمر،انسكب عطرها حروفا تكحل اهداب الشوق وتلطف وهج اللهفة في قلب اضناه السهر...
إنها قهوة برائحة طعم الحياة , كينونة الشوق , مراوغات الرغبة , الهروب من الوجد , مكاشفات الروح , تجاذبات الماضي , الحنين الجارف لولادة حلم طال إنتظاره علي قارعة الشوق الملتهب عذوبة , هكذا هو حال الحرف النابت كأعواد النعناع , تهفو متشوقة ملتاعة لأن تتصعد بإنسيابية حكيمة تعرف مسارها إلي نافذة وحيدة متفردة في وحدتها التي لاتتشابه معها أي حالة من حالات التشوق والإنتظار , فكأنها تعرف خريطة للروح , وتحفظ خريطة الجسد , وكأنها هي صانعة هذه النافذة و صانعة هذه القهوة التي مزجتها بطعم الحياة , علي ترقب أن تسري في جسد يهفو لغمرة نسائم الندي الطرية لتلامس وجنتي نافذة مشرقة في صباحها المنتظر , وتبسم شفتي فراشة فرحة سعيدة , لامست برفق أزهار بنفسج , حملها عبيقه إلي أعلي , أعلي , حيث ضفاف القمر , وهناك عند ضفتي القمر , تتوحد مع الشوق , مع طعم الحياة , مع مكاشفات حقيقية للروح , بلاضوضاء , بلاضجيج , لتنطق الحروف بصدقية مراوغات رغبة بنفسجية ينكسب عطرها حروفاً تشكلت كوامن روح , ومطارحات أحلام كأن وظيفتها فقط أن تكحل أهداف الشوق , وتزينها , لفؤاد أجهده الضني , وأضناه السهر , ولما لا , وهي متوحدة من تنتظر , حين يأتي تراه من نافذة الفراشات المتراصة علي جنباتها , وهي تسكب عطر البنفسج , في أكمل زينة , ووجه بهي صارت وجنانه متوردة , وأهدابه مكتحلة , وشفاهه صاعدة كنافذة مشرعة لأعلي , تنثر منها العبير بتوهج شوق يلف عبق المكان بعطره , وهاهو الموعد مع تلطف وهج اللهفة , وإطفاء نار الشوق , ولو إلي حين حيث يتكرر الموعد عند ضفتي القمر بأمل لاينتهي , وطموح لاينكسر , ورغبة هائمة علي جعرافيا جسد تتطارحه اللوعة والأسي , وكأنه جدارية ناطقة بماتنطق به الروح , ويصرخ به الجسد ..
وما يزال البحث عن كينونة الروح مستمراً في التعرف علي الإنسان وإدراك قيمة الإنسان وحقيقة كينونته الوجودية حتي وإن كانت عبر الشرايين بإعتبارها رمز يكتنه كل الرموز في قاموس العشق الوجودي بمطاراحاته الوجدانية كنافذة تطل منها الروح علي مشارف الحياة , حتي وإن كانت عبر نافذة قهوة طعم الحياة بإنتظار الفجر ..
حتي وإن كانت تتلذ بإرتشافها لرحيق الدموع المعتق بتاريخية الألم الإنساني الوجودي , بإنتظار فنجان قهوة بطعم الحياة برمزيته الإنسانية السامية في معناها , بطعم الإنتظار من ذات النافذة التي لاتتغير , بثبات المكان , ووثبات الألم نحو اشتعال الشوق , وفوران الوجدان , والتياع المشاعر , وانتظار نسائم ندية علي نافذة صباحها هي وحده , بمذاقها المختلف , متسائلة في حيرة تتصنعها وثقة في تلبية أوامر الشوق , إلا أن الحيرة المصطنعة بإتقان الوجد واللهفة تجاهه , وهي تعلم بمصداقية الإحساس ونبضه الفياض برغبة جارفة في فنجان قهوة بطعم الحياة , وهي تعلم بيقين مدي الثقة في طاعته لأمر الشوق بإجابته المتيقنة في رغبته بفنجان قهوة الصباح بنافذة إنتظار الصباح , بطعم الحياة , ولما تسأله سؤالاً تعرف إجابته , وكيف تسأل نفسها إذا كان هو منها شريان لحياتها , وقلب تنبض به , إنه هو طعم الحياة .. بعد أن كشفت عن مطارحاتها الوجدانية وكتبتها بحبر القلب النابض شوقاً قصائد شعر هامس مكنون في همسه , مرغوب في صمته , فهي مكتوبة علي ورق روح متشوفة لفضاءات رحبة وسيعة تتفجر فيها ينابيع الأشواق بلا أمد , وبلا حدود لتوهان الروح , وغرق الجسد في بحر بلا شواطئ , بلامراسي , بلامراكب , بلا أطواق نجاة ,, ولكنه الغرق اللذيذ الذي يتمناه كل من عرف كينونة روحه , وعرف جغرافيا مطارحات جسده , وحين يغيب وجود الغرق , تتمناه من جديد وبإستمرار تتجدد آلام الغياب للغرق , والتشوق إليه ..

انحنت هدأة الفجر على شواطئي الثائرة لترشف رحيق دموعِِِِ تعتقت في خوابي الوجود،وشرايين الكينونة ...
نسائمك الندية على نافذة صباحي,لها مذاق مختلف، مذاق بنكهة همس مكتوب بحبر القلب قصائد شعر على ورق الروح...
هل تشرب معي قهوة الصباح؟!!!

هاهو لم يفكر في الإجابة , وهي , وكأنها لم تطرح السؤال , فقهوة الصباح لديها بطعم الحياة , وبطعم رائحة المطر الأول , وما أدراك ماالمطر الأول الموسوم بسمة الحياة , وطعم الحياة , ولون الحياة , المطر المنهمر الفياض , الواجد أنهاراً بقدرة الحب ومشيئة الوجدان , وإرادة التوحد الإنساني , المبدع لعقيدة الإيمان بسريان الروح في أجساد من لديهم وعي بكينونة الإنسان , وطموحاته الإنسانية الباحثة عن السعادة والنعيم في أرض الواقع الإنساني بكافة صوره وأشكاله , عبر الإيمان بالروح والجسد معاً , وليس بجناح واحد تتحقق سعادة الإنسان الباحث عن السعادة في أفق طموح الإنسان عبر واقعه المنظور , بإحتسابه للواقع المأمول ..
وقد تشوقت وتشوق , وتكون النهر بضفتيه , وهي مازالت علي الضفة المواجهة , وبعد الإجابة المهموسة شوقاً علي سؤال لم تطرحه هي , ولكن طرحه الشوق فنادي شوقها المنتظر علي ضفة الحنين , نداء الطائع :

اذن يمم زورقك لشواطيء صدري لاتنشق عبير أنفاسك التي لها رائحة المطر الاول...
ويالها من لحظة إستجابة , وكأنها ليلة قدر مقدور , إستجاب فيها إله الحب لرجاء عاشقة متولهة متشوقة لوصول زورق الحب لشاطئها علي ضفة القمر , ويالها من لحظة هي كم تمنتها , ورغبت فيها , وسعت لها , وعاشت عليها وحدثت بها مشاعرها


سأحضِّر القهوة.. واستمع لوشوشة المطر يحكي لي عشقه لحوض النعنع النابت على جراحات الشوق، واستمر المطر هتانا يهمس برقة وعذوبة متناهية حكاية عشقه...



هيا القهوة جاهزة..
وزورق الكلام يجمع من ذاكرة الحبق قوارير حلم,ومن ياسمينة العمر نجوما بيضاء بريئة كضحكة طفل، كفلسفة الحكماء، لتقول لك صباح اترقبه
هيا نشرب القهوة..
فالقهوة معك لها مذاق مختلف، انها قهوة برائحة المطر الاول


*
" قهوة برائحة المطر الأول " نص من النصوص النثرية للاديبة " أملي القضماني "



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب من .. -أتكيء إلي لاشيء - * ..
- ناقوس الأحزان
- هي ..
- وحيد !
- زهرة برية !
- غريب !
- الوطن والدين .. و.. عبوة زيت أو كيس سكر
- السيسي وصباحي .. ومسرحية كرسي الرئاسة
- أبولهب وأم جميل.. هل سيبعثا من جديد ؟!
- آمنة باوزير .. والقتل بالترك تحت شعار الإختلاط ممنوع
- تحالف مدنس !!
- طلاق
- حينها تبكي الملائكة !
- نقطة ماء عالقة
- أبي : لماذا أنت خائف !؟
- لو كنت نبياً !!
- مهاجر
- التصويت علي الدستور وتنازع الهويات والمصالح ..
- الديمقراطية والسلوك الإجتماعي العام
- السيسي والعياط .. والطريق الثالث !!


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - قهوة برائحة المطر الاول *