أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - المثقف والمفكر وما بينهما من فوارق















المزيد.....

المثقف والمفكر وما بينهما من فوارق


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4373 - 2014 / 2 / 22 - 16:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


( 1) :
(الذين يعتقدون بان الديمقراطية قابلة لان تنقل بحرفيتها ونموذجيتها , لم يمارسوا سوى الاستبداد ) .
المفكر علي حرب
(2 ):
يؤكد المفكر علي حرب ان توجيه النقد للمثقف لايعني نفي المثقف عن المجتمع والعالم , ولكنه يعني استبعاد امرين:
اولا:انه لايعني التسليم بالا مر الواقع , وتبني مواقف الذين يعتبرون ان التاريخ قد بلغ نهايته بانتصار الليبرالية او الراسمالية على الاشتراكية , كما يقول بذلك هواة النظريات الشمولية ممن يريدون ايهام الناس بقدرتهم على القبض على قوانين التاريخ من خلال مقولاتهم الاحادية . ومن يفعل ذلك تباغته مجريات الوقائع من حيث لايحتسب . مثل فوكو ياما صاحب مقولة ( نهاية التاريخ ), حيث انه يفهم التاريخ بشكل منطق لاهوتي , تبسيطي بمنطق هيجل او مار كس , حيث يتصورون ان التاريخ يسير كدالة خطية نحو الامام ونحو الافضل ونحو التقدم .
هذه نظرة اختزالية لصيرورة العالم المعقدة , تشكل تراجعا عن النقد الذي تعرض له مفهوم التاريخ , في الفكر المعاصر . انها نظرة مثالية ( نقدية ) تستبعد ماينطوي عليه مجرى الاحداث من الصدفة والاتفاق , او من الاضطراب والانقطاع , كما يقول بذلك المفكر علي حرب في كتابه المثير للجدل :
( اوهام النخبة او نقد المثقف ) –ط5- 2012 - المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء –المغرب , وبيروت – لبنان ) .
والا كيف نفهم هذا الانتهاك الذي تتعرض له الحريات بصورة لامثيل لها ؟ وكيف نفسر ان يكون ميل الانسان الى ممارسة العنف , هو اقوى واعنف واكثر وحشية من ذي قبل ؟.
انها وقائع تدعونا الى اعادة التفكير في ثنائية الر اسمالية والاشتراكية التي لم تعد تفسر شيئا .وربما تكمن اهمية مقولة فوكو ياما ( بحسب علي حرب ), في هذا الجانب بالذات , اي في كونها تحملنا على اعادة التفكير في مقولاتنا القديمة .
ثانيا :ان نقد المثققف لايعني التحلل من كل قيمة او رابطة , اذ الكتابة مسؤولية بقدر ماهي لعبة . من هنا لايعني النقد مطالبة المثقف بالتخلي عن الاهتمام بالشان العام , ولكن حق التعاطي بالشان العام , يقابله حق النقد والاعتراف ,ولا يعني النقد الادانة او النفي , كما يمارسه المثقفون العقائديون , وانما يعني خلق بيئة فكرية , تتيح الخروج من القوقعة ومغادرة حال العجز , لاقامة علاقة راهنة مع الحاضر .وهذا يتحقق باقامة علاقة نقدية مع الذات والفكر , وابتكار سياسة جديدة في التعامل مع الحقيقة . ان المثقف العربي تعامل مع قضاياه بطريقة سلبية عقيمة . ان الكلام عن الحرية يبقى هشا مالم يزدهر الفكر الحر بقيام مفكرين يشتغلون على ذواتهم وافكارهم .ثمة فارق مهم بين المثقف والمفكر ,بحسب علي حرب ,.فالمثقف بوصفه يدافع عن الحقوق ويناضل من اجل الحريات فانه يمارس نقده على جبهة ( الممنوع)مايمنع من الخارج بسبب الضغوط الاجتماعية او السياسيةاو الدينية . والمثقف بوصفه مناضلا يتعامل مع افكاره تعامل المبشر . فهو يلتقط مقولا ت العلمانية والديمقراطية والاشتراكية والحداثة والعقلانية ثم يحاول اقحامها على الواقع , لكي تفشل وتزداد الهوة بين المقولة والحدث .فالمثقف يتعامل مع الفكرة بوصفلها صورة عن الواقع ,او بوصفها تخلق الواقع على طريقة كن فيكن . ولهذا فهو لايحسن التعاطي مع الواقع .اما المفكر فهو يفكر بخلاف المثقف . فهو ير كز نقده على جبهة (الممتنع ) .ولهذا نراه يهتم بتفكيك العوائق الذاتية للفكر , كما تتمثل في عادات الذهن وقوالب الفهم وانظمة المعرفة واليات الخطاب , على النحو الذي يتيح له ان يبتكر ويجدد . فهو في النهاية صانع افكار او مبتكر مفاهيم , لهذا فهو لايتوقف عن التفكير والانتاج .وهكذ ا فهو يهتم بافكاره , بقدر مايهتم بطريقة التعامل معها . فالفكرة عنده ليست صورة مطابقة للواقع , وانما هي علاقة بالحقيقة , تنتج الواقع , باقامة علاقة نقدية مع الفكر ومع الواقع في آن , وعلى نحو يؤدي الى تغيير العلاقة بهما معا .وعلى سبيل المثال , انه لايتعامل مع الديمقراطية كصيغة ينبغي تطبيقها , بل يتعامل معها كامكانية لخوض تجربة سياسيية مبتكرة , تتمخض عن علاقة جديدة بفكرة الديمقراطية , بقدر ماتحمل على تغيير ممارسة العمل السياسي نفسه .
المثقثف يهتم بهويته الفكرية , اكثر مما يهتم بمعرفة الوقائع .مايهم المثقف هو انتسابه الصريح الى هذه العقيدة او تلك , الامر الذي يحمله على انكار الوقائع . هذا هو شان المثقف العقائدي . انه يقول لقد فتحنا باب الا جتهاد في الماركسية او في الاسلام .ولكنه عاجز عن التجديد والابتكار , لان ارادة العقيدة عنده تتغلب على ارادة المعرفة , ولان هاجسه هو المحافظة على العقيدة . وبصفته مروجا لا منتجا للافكار , فانه يزيد الغزو الثقثافي غزوا , بحسب تعبير علي حر ب .في حين ان مايهم المفكر هو اشكالية المعرفة وتجديد ادوات الفكر , او فتح اسئلة جديدة تعيد صياغة اشكالية الفكر . من هنا فان المفكر ينطلق مما يحدث, فلا ينفيه , كما لايصادق عليه .
المثقف يحدثك عن صدام الحضار ات بعقلية نموذجه وقالبه هو , ويقع اسير اوهامه عن الهوية الصافية او الخصوصية الثقافية . في حين ان المفكر يفكر بالخروج على النماذج وكسر القوالب وتجاوز التصنيفات والثنائيات . انه يلتفت الى مايخفيه النموذج من عيوب . المثقف العربي يهتم بتجديد الفكر العربي والتراث الاسلامي , او يفكر بنقد العقل العربي والاسلامي .اما المفكر فيركز نقده على تحليل العلاقة بين الفكر والحقيقة .
يقول علي حرب ان المثقف هو من ينجح في خداع الناس . فالمثقف يقول للناس :اريد تحريركم من قيودكم .اما المفكر فانه يلتفت الى وجه الخداع في هذا الشعار قائلا :من يريد تحرير غيره مآل ارادته وقوله السيطرة عليه .اذ الحرية هي ان يخلق كل فرد عالمه لكي يظهر ابداعه ويمارس حضوره .
يؤكد المفكر علي حرب ان الواقع هو بنية من العلاقات والروابط والتفكير المنتج والمتجدد يقوم على تفكيك البنى لتحويل العلاقات القثائمة على الفرق والاختلاف ,او على التفاوت والتفاضل و بصورة تفضي الى استخراج امكانات جديدة يعاد معها رسم جغرافية المعنى , او يعاد تشكيل علاقات القوة .ويؤكد علي حرب ان مراكز البحوث العربية تعيش في اوهام الفكر الارسطي ومفهوم الثنائيات , لذلك يؤكد انه :
( ليس كل مايصدر عن مر اكز البحث ينطوي على الجدة او يتسم بالاصالة والابتكار ... حيث لم تفلح جامعة عربية واحدة , حتى الان ,بافتتاح فرع جديد من فروع المعرفة , ولن تفلح مادمنا نقرا العالم ونحلل الواقع بعدة فكرية مستهلكة , اي مادمنا نفكر كشر طة همنا الوحيد حر اسة مقولاتنا العاجزة بقوانا المتهالكة ).
ان المنهج التقليدي للمثقف ولمر اكز البحوث يقوم على نفي العالم , من اجل انقاذ الافكار, وذلك بتحويل المقولات الى اقانيم مقدسة , وهذا النهج ادى الى خنق امكانالت التفكير , وهو الذي يفسر لنا هشاشة المثقف العربي .
( 3 ) :
الخاتمة
ان المثقف وخصوصا الماركسي والتقدمي , قد افنى عمره النضالي يدافع عن نظام كلاني سحق المجتمع وقوض الحرية السياسية , تحت مقولتين : الاولى سلبية اتهامية هي مقولة ( الانتهازية ) , والاخرى ايجابية عقائدية هي مقولة ( الاشتراكية ).وما ينبغي السؤال عنه بحسب علي حرب :الى اين انتهى تراث سياسي قائم على اجترار مقولة الا نتهازية ؟الى قتل الحياة السياسية والى الجهل بماهي السلطة والسياسة , تماما كما انتهى تراث الاشتراكية الى تعميق الهوة بين الطبقات والى الجهل بالواقع الاجتماعي . وهذا شان المادية التاريخية , انها افضت على يد حراسها الى فكر يتعالى على التاريخ بقدر مايمارس آلياته في حجب الواقع ومصادرة حرية التفلكير . وهذا هو مآل التعامل مع الافكار بفكر احادي وعقل دوغمائي .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكيك بنية سلطة المثقف
- في نقد اوهام المثقف
- تفكيك الظاهرة القرانية
- ازمة الفكر العربي والاسلامي المعاصر
- الظاهرة القرانية من الصوت الى النص
- التشابه بين الشعبوية الاسلاموية والشعبوية الماركسوية
- لاوجود للفرقة الناجية في الماركسية والشيوعية
- اليسار الجديد واشكالية الخطاب
- اليسار الالكتروني الجديد : قلق الحاضر وآفاق المستقبل
- الطريق نحو علمنة الاسلام
- في نقد العقل الاسلامي
- قراءة مغايرة في مفهوم الفرقة الناجية
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 5
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج4
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج3
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 2
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 1
- العلويون :اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم - ج4
- العلويون :اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم - ج 3
- العلويون :اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم - ج 2


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - المثقف والمفكر وما بينهما من فوارق