أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - التمرد خارج السرب














المزيد.....

التمرد خارج السرب


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 20:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الأشياء التى تلقى رواجاً كبيراً فى المجتمعات العربية الإسلامية ما يسمى التمرد، حيث يأخذ مسميات مختلفة أشهرها الجهاد الذى أنتشرت ثقافته ودعاته للتمرد على أنظمة الكفر، مما صنع من التمرد تجارة عالمية تتهافت عليها أجهزة المخابرات سواء الأقليمية او العالمية لتحقيق أهداف كل منهم، وتجارة التمرد السلبى تتمثل فى التمرد على النظام السياسى وتقوم بتشكيل وتكوين جماعات إسلامية الغرض منها القصاص والقتل من ذلك النظام أو غيره من الأنظمة، ولا يقف الأمر عند ذلك الحد بل يتجاوزه إلى بيع خدماتهم العابرة للقارات لمن يدفع أكثر، وأقرب مثال الحرب الدائرة فى سوريا التى جذبت أجناس مختلفة عربية او سوفيتية وأمريكية وأوربية، وما يحدث فى مصر من جرائم قتل رجال الشرطة والامن المركزى وجنود الجيش من جماعات يتم تمويلها من الجماعة المحظورة وأذيالها فى أمريكا وتركيا وقطر وغيرها من الدول التى تنتظر خراب مصر.

أما التمرد الإيجابى الذى رأيناه يمارس ويتحقق ضد نظام مرسى وعشيرته الأخوانية وأستطاعت فكرة التمرد أن تأتى بثمارها وتثبت للعالم أن الشعب رافض لهذا النظام الدينى ويطالب الجميع بإسقاطه، ونجحت حملة التمرد لأن أهدافها كانت وطنية وكان على أصحابها إذا كان لديهم الكفاءة السياسية، الإنخراط فى عالم السياسة والاحزاب أو تقديم جهودهم إلى الجماعات الحقوقية التى تدافع عن حقوق الإنسان، كان المجال رحباً لكنهم أختاروا أن يكونوا حركة سياسية لا تاريخ لها ولا خبرة أو معرفة حقيقية بما يفعلون، لأنهم مجرد شباب يحلم بالتغيير الذى هو حلم كل مصرى وهنا بدأت مشاكلكم مع أنفسكم إذ أعتبرتم أنفسكم ثوريين أكثر من الشعب المصرى.

حساسية المرحلة التى تعيشها مصر تفرض على الجميع تذكر أن المصريين الذين وقعوا أستمارة تمرد وخرجوا بالملايين ليقولوا لا لنظام عشيرة مرسى الفاشل، هم أنفسهم المصريين الذين خرجوا لتفويض السيسى فى حربه على الإرهاب، وهم أنفسهم الذين خرجوا فى الأستفتاء على الدستور، وهذا يعنى أن الشعب دخل مرحلة جديدة من تاريخه رغم حالة الفوضى والإختراق الإرهابى لفكر المجتمع المصرى، وما يحدث من أفراد حملة تمرد الآن أنهم فقدوا بوصلة الأحداث وأصبحوا ينهقون مثل الحمير بتناقضاتهم خارج السرب، وتركوا رأى الشعب ورغبته وتمردوا عليه وخرجوا على الفضائيات ليعلنوا آرائكم الخاصة والتى يغيرونها ويعلنون آراء مناقضة لها دون خجل أو أعتذار، لأنكم تقولون بأنكم تعبرون عن رغبة الشعب وإرادته وهذا قمة الكذب الصبيانى.

مشكلة صبيان التمرد أنهم يتأرجحون فى أقوالهم فاليوم يقولون نحن مع السيسى وغداً يقولون نحن مع حمدين صباحى، رغم أن السيسى حتى هذه اللحظة لم يعلن موقفه وقد يعلن عدم تقدمه للترشيح وهنا تكون الصدمة للجميع، ثقافة الذين اليوم معك وغداً عليك هى ثقافة الذين لا يملكون قيم ومبادئ الديموقراطية ولا يعرفون حدود الحرية، مصير الشعوب لا يمكن وضعه فى أيدى صبية يبتهجون بجلباب السياسة والشهرة الذين أعتقدوا أن العيال كبرت، لكن على حركة تمرد وغيرها من الحركات التى تطلق على نفسها ثورية وتعلن خداعاً وكذباً أنها تتكلم بأسم الشعب، فالشعب المصرى برئ من كل الحركات التى تحاول أن تأخذ شرعيتها بالكذب والتضليل بأنهم يتكلمون بلسان الشعب أو رغبته وإرادته، على الجميع أن يعرفوا قدر أنفسهم وأحجامهم الطبيعية فليس هناك أحداً محسوباً على الثورة، لأن الشعب نفسه هو الذى يمثل ثورته ويمثل قراره الشعبى ويعرف جيداً أنه لا يوجد على الساحة السياسية قائداً يمكن أن يمثله أكثر من المشير عبد الفتاح السيسى الذى وقف فى وجه أمريكا وقال لها لا، ولبى إرادة الشعب وطرد الفاشلين من الحكم.

إن التمرد له حدود وعلينا الإلتزام بها حتى لا يتم تشويه عمل تاريخى كبير يفتخر به كل مصرى، وما يرتكبه أعضاء حملة تمرد من التكلم بأسم الثورة وبأسم الشعب هو تضليل كبير ويجب عليهم أن يلتزموا بأدوارهم التى مارسوها بنجاح، والآن كل ما يقومون به مجرد محاولات صبيانية وإنقسامات رغبة فى المناصب لا علاقة لها بالجمهور المصرى، لكنها محاولات يستغلها أصحاب المصالح السياسية الذين يعتقدون أن حركة تمرد لها تأثير على قرار الشعب المصرى.

رغم ذلك كلنا أمل أن تبدأ مصر العهد الجديد بحاضر ومستقبل جديد يصنعه أبناؤها الوطنيون.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفاق النخبة المنهارة
- حرب القنابل الدموية
- هروب الشباب من الدستور
- أنصار الوهم
- قطر والعيال كبرت
- حروب الأستنزاف
- شرعية الإنقلاب الشعبى
- الخيانة العظمى
- رجوع مرسى وفلسطين
- تبرك زعماء العالم بمانديلا
- كوميديا الدستور الخمسينى
- تظاهروا والدفع نقداً
- أستشهاد القرارات الحاسمة
- الإعلام فى قفص الأتهام
- الإسلام السياسى والتكفير
- إسلام المؤمن على المحك
- مصالح أمريكا الإرهابية
- فصائل الخطوط الحمراء
- تفجير مصر وضرب سوريا
- فلسفة ديموقراطية الإرهاب


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - التمرد خارج السرب