أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مسعود محمد - وسام فايز ساره ... حكايته مع السلمية ... وسبب قتله














المزيد.....

وسام فايز ساره ... حكايته مع السلمية ... وسبب قتله


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4359 - 2014 / 2 / 8 - 18:02
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


المفكر السوري وأحد رواد النهضة عبد الرحمن الكواكبي قال " فناء دولة الاستبداد لايصيب المستبدين وحدهم بل يشمل الدمار الأرض والناس والديار , لأن دولة الاستبداد في مراحلها الأخيرة تضرب ضرب عشواء كثور هائج أو مثل فيل ثائر في مصنع فخار , وتحطم نفسها وأهلها وبلدها قبل أن تستسلم للزوال , وكأنما يستحق على الناس أن يدفعوا في النهاية ثمن سكوتهم الطويل على الظلم وقبولهم القهر والذل والاستعباد , وعدم تأملهم في معنى الآية الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَـمُوا مِنْكُمْ خاصَّةً وَاعْلَـمُوا أنَّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ }".
بعد فترة طويلة من الظلم امتدت لعشرات السنين خرج الشعب السوري رافضاً الظلم صارخا بحنجرة ابراهيم القاشوش " ارحل ارحل يا بشار.. الشعب السوري ما بينزل" وخرج الشباب في كل أحياء سوريا منادين " سلميه سلميه ... حريه حريه ... " كان بين أولئك الشباب شاب يافع يدعى وسام فايز ساره لم يحتمل الفيل الثائر حرية أولئك الشباب وسلميتهم فقتل واعتقل منهم الآلاف وكان وسام فايز ساره ممن اعتقلوا وتعرض لكل أنواع التعذيب حاولت تخيل الموقف واعتقد انه كان كالتالي " نظر وسام فايز ساره بعين جلاده قبل ان يقتل وصرخ به قائلا وهو الاعزل سلمية سلميه ... الشعب السوري ما بينذل ... خاف الدكتاتور من جرأة ذلك العملاق السلمي الأعزل وصرخ بزبانيته ... إقتلوه اقتلوه اقتلوه ... مات وسام مبتسما ساخرا من خوفهم ... خاف الجلاد من بسمته وهو ميت، هرب من الغرفة موقنا ان لحظة سقوطه قد إقتربت ... سلميه سلميه سلميه ... أننا محكومين بالأمل ... الشعب السوري ما بينذل." أما لماذا وسام؟ لسببين آمن بضرورة البقاء في سوريا ومواجهة الدكتاتور سلمياً وهو ابن فايز المعارض المؤمن بسلمية تلك الثورة فكانت الضربة عصفورين بحجر واحد. من هو فايز ساره ولماذا استهدف بإبنه؟ أجاب عن ذلك السؤال على صفحته اياد شربجي " رغم اختلاف كثيرين معه في المنهج، كان فايز سارة ولا يزال معارضا وطنيا نظيف فذا. ساخبركم بما أعرفه عنه، كان سارة معجبا بشكل خاص بتجربة داريا ويعتبرها انموذجا، حضر العديد من المناسبات فيها، طلب مني ذات مرة أن آخذه بزيارة لمنزل الشهيد غياث مطر ليبارك لهم بابنه وأتى بالفعل رغم كل الخطر والمراقبة اللصيقة التي تعاني منه العائلة، في مرة أخرى ذهب معنا رغم قلة عددنا والخطر الذي يحيق بنا إلى مشفى 601 العسكري بالمزة بعد وصول أنباء عن تحويل يحيى شربجي إلى هناك (كان برفقتنا يومها الأسيرة ليلى عوض بالإضافة للشيخ جودت سعيد)، في مرة ثالثة كان من بين الرموز القلائل التي شاركت بمظاهرة المثقفين وأصرت على الاستمرار بالمظاهرة رغم استباقها باعتقالنا يومها وقال "كرمال الشباب اللي اخدوهن لازم تطلع المظاهرة" ، وفي تلك المظاهرة شهد المئات كيف كان يحمي المتظاهرين ويتلقى عنهم العصي من الأمن ويحول دون اعتقالهم.
كل فترة تعارفي مع هذا الرجل في الثورة لم يقل لي مرة واحدة بأن ابنه يشارك بالمظاهرات وان عائلته تدفع الثمن، أظنه كان يفترض أن ذلك أمر طبيعي ولا يستدعي التذكير، وقد فوجئت حقا اليوم بأن نجله معتقل منذ شهور.
أقول كل ذلك لأرد على بعض المرضى النفسيين الذين سخروا من اصرار سارة على سلمية الثورة فكافأه النظام بقتل ابنه تحت التعذيب."
باتصال هاتفي طويل مع الأستاذ فايز ساره لتقديم واجب العزاء سألته لماذا لم تعلن كل هذه الفترة عن إعتقال ابنك ... قال لي ابني مثل كل المعتقلين ليس هناك ما يميزه عنهم فنحن نريد الحرية للجميع ... سألته عن شعوره قال لي يجب ان تنتهي حفلة القتل هذه نريد السلام لسوريا هذا الرجل الكبير يحلم بسلمية الثورة وديمقراطية سوريا رغم فقدانه لفلذة كبده ويرفض الانتقام هو كبير بعصر الصغار ....
السيد هاني فحص قال لي كنت مع فايز منذ فترة قصيرة لم يقل لي إن ابنه معتقل هذا هو فايز ساره مناضل عتيق يضحي ويلبي نداء الواجب الوطني بصمت وكان السيد هاني قد نعى وسام على صفحته كاتبا "عزيزي المعارض العتيق، فايز سارة ... وأذكر من ينبغي تذكيره بأنك انت الثاكل الصابر الصامد، فارع الطول، قدا يطاول أعالي قاسيون، و يراعا يغترف حبرا من بردى...
على قصرِِ في يديك ، جعلك تبدو و كأنك منذور او متفرغ للكدح و العفة ، مازال في فمي و دمي طعم الشاي المز الذي اعده لي وسام و سامك المقتول بهدوء محترفين مدمنين على القتل صبرا، و تقطيع الاوصال والارحام...
وفي مكتبك، كهفك الفاخر الباذخ الحاشد بالاوراق المزدانة بغبار المرجة و الشعلان، اسفل درج العمارة في عاصمة الورد و البيلسان دمشق.
اما الان وقد اتاني خبر نعيه او زفافه الثاني، لم يعد في فمي ماء، لم يجفف مائي لفح الفقد فقط، بل وجدارة وجوههم الكالحة باللعنة، وعاد طعم الشاي لاذعا كما فاح ياسمين دمشق موجَعا موجِعا، يبقى وجه وسام و شايه حلوا وعطر دمشق أحلى وهواء الشام عليل يشفي العليل، واذ اعزيك اسأل الله شفاء حزنك بنسيم الشام و سلامة حفيديك".



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة خاصة مع المعارض السوري الكردي عبد الحميد الحاج درويش
- نصرالله اكتشف انه أسد في الشام وذئب في الحولة ولبنان
- بشار وشبيحته ... تحليل بسيكولوجي لشخصيته
- لسوريا .... التشبيح ومعانيه
- سوريا ولبنان ... الفصل الأخير للتشبيح
- مشعل تمو ... الشعب السوري واحد
- سوريا ... ما بين حسين الهرموش والبطاركة الراعي وصفير
- المستقبل قرر المواجهة .. الحكومة، حزب الله، الجيش، المفتي
- الأسد سوريا مزرعة .. نصرالله سكرات الموت
- الرئيس ميقاتي ... تلفن عياش... من قتل المقاومين الوطنيين
- تل الزعتر، المسلخ، الرمل، ... الفاعل واحد
- المحكمة الدولية ... معطيات جديده
- للرئيس ميقاتي لم يفت الأوان .. عون سورية هادئة
- لكرد سوريا ... لا تكونوا حصان طرواده
- ابتسم أبو أنيس انها نسمات الحرية
- عيد شهداء التغيير ... هل هي ثورات للتغيير
- زمن المعجزات ... مسيحيي لبنان لسوريا
- بين سمير قصير وعمر اميرلاي ..مثقفين بحالة انشطار
- تيار المستقبل والثورة السورية
- الكرد .. الديمقراطية لسوريا.. النظام .. الحل الأمني


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مسعود محمد - وسام فايز ساره ... حكايته مع السلمية ... وسبب قتله