أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مصطفى بالي - متسكعون في عَرَصَات جنيف














المزيد.....

متسكعون في عَرَصَات جنيف


مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 4358 - 2014 / 2 / 7 - 17:34
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مما لا شك فيه أنه أصبح واضحا أن الجهل ليست كلمة معاكسة لكلمة الثقافة بقدر ما هي تعبر بذاتها عن ثقافة خاصة ولغة داخلية لها مقوماتها بالقدر الذي يؤكد أنها ليست مرادفا لكلمة الأمية كما ذهب إليه المفكر الليبي الصادق النيهوم.
فالأمية هي حالة أشبه ما تكون بالصفحة البيضاء القابلة لأن تخط عليها ما تريد أما الجهل فهي أشبه ما تكون برجل يمتلك حانوتا فيها من الأسمال ما يصلح لكل شيء إلا كونها مواد صالحة للاستعمال بينما يصر هو أن أسماله هي آخر صرعات الموضة التي يجب على الجميع ارتداءها،يرزح فيها صاحبنا تحت وطأة معلومات جافة و جامدة يسوق لها على أنها المسلمات التي لا يحيد عنها إلا كل متخلف.
الجهل هنا إذاً موقف له مقوماته كأي مرض عقلي لا يشعر به صاحبه ولا يرى سببا لزيارة الطبيب حيث لا ضرس يؤلم و لا صداع يقف حائلا بينه و بين النوم لكنه يسبب الكثير من الألم و الحزن لمن يحيط به،إن الجاهل(المثقف)مثلا يعلم أن (1+1=2)لكنه من المستحيل أن يقتنع أن هذه المسلمة الرياضية تسقط سقوط البعرة من مؤخرة العنزة مع قطرات الماء فقطرات الماء ليس تراكما عدديا بقدر ما هي سيل جارف و طاقة يجب تنظيمها هو أيضا يعلم أن ربطة عنق مع ربطة عنق أخرى في زواريب جنيف تساوي بؤسا تسكعيا لأفراد لا قيمة حقيقية لهم ،تعبر عن فقر مدقع بينما لا يقتنع بتاتا أن شهيدا هنا لم يضع ربطة عنق في أي يوم و شهيدا هناك لم ينزف يوما سوى أحلامه يساوي أساسات متينة لبناء وطن.
الجاهل(المثقف)هو تماما كالأعمى الذي أدخله السلطان لزريبة حيواناته بغية التعرف على فيله فتعرف على كل جزء في الفيل إلا كونه فيلاً،و هو فقير لدرجة أن المسكين يعتبر نفسه غنيا لمجرد حصوله على كيس من العملة دون أن يعلم أن الفقر ينتهي عندما نمتلك عملة يتم تداولها في السوق فالفقر و الغنى لا يقاسان بما نملك بل يقاسان بقيمة ما نملك.
إنه يسوق لبضاعته(الفاسدة المنتهية الصلاحية)بالبلاغة و معسول الكلام،يبدع أيما إبداع في إغرائك دون أن يمتلك ذرة من منطق لإقناعك،فالمغري دائما كانت ساحة حلمه بينما المقنع لم يكن مجالا في أي يوم لجهده المعدوم أصلا،فهو بريء من المنطق و دعوتك له إلى المنطق ما هي سوى دعوة لحضور مراسم دفنه هو بالذات في ركام ما جمعه هو حول نفسه من أوهام.
في جنيف سوق فقراؤنا أنهم يمثلون إرادتنا لمجرد أنهم جلسوا خلف بعض اللصوص(إذ جرت العادة أن تتمثل الشعوب بلصوصها)وراحوا يكتبون الأشعار قياما وقعودا لإغرائنا بأن وجودهم اعتراف ضمني بوجود الكرد بينما لم يجهدوا بجملة واحدة تقنعنا بوجودهم و كأن قضيتنا قضية إثبات وجود و عدم الجرأة على مناقشة متطلبات هذا الوجود.
لهؤلاء المساكين كان يجب أن يهمس أحدا ما(لم ينكر أحدا ما في التاريخ الكردي وجودنا باستثناء الاتراك لكن دائما كان خلافنا حول كيفية التعايش بيننا و بينهم كموجودين فهل ناقشتم ذلك؟؟؟؟)



#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس جنيفية على طاولة الإدارة الذاتية لغرب كردستان
- ثلاث صفعات على وجه أحفاد لوزان
- الأعور الدجال
- خبات ديريك و ركبه المقدس
- الشمعة الأولى لساكنة جانسيز و رفيقاتها
- يا شماتة آبلة ظاظا فينا
- غوطة حلبجة
- وصفت تاريخية
- ابن تيمية(الخالد)
- آب ضيفا في رحاب تموز
- ارحموا عزيز قوم ذل
- كوباني الحسودة الغيورة
- المثقف؟؟؟؟
- حاصر حصارك لا مفر
- تموز يا حبيب عشتار
- نعم للإرهاب
- عامودا،غربة المكان عن الزمان
- شتم الذات كرديا
- عامودا ستسقط الرهان
- اللبلابيون


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مصطفى بالي - متسكعون في عَرَصَات جنيف