أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - عامودا،غربة المكان عن الزمان














المزيد.....

عامودا،غربة المكان عن الزمان


مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 22:27
المحور: القضية الكردية
    


بينما كنت سائرا في شوارع عامودا ذات ظهيرة قائظة أعادتني إلى مأساة الحريق و الأجساد الطرية التي شويت بلهب الأحقاد،و تحت ستار الثورة الجزائرية,كانت تجليات السراب على إسفلت شوارعها تظهر لي الآغا الدقوري و هو يترنح في مشيته،يسير بجهة ما,لا يلوي على شيء،يعيش غربة و اغترابا في مدينة ضحى الرجل بنفسه لإنقاذ أطفالها،يجتر خيبته،و يحبس النحيب في حنجرته الحزينة،غير مصدق نفسه و أعينه انها جدران عامودا،عامودا الرمز،عامودا الثقافة,عامودا الشهامة و الروح الأصيلة.
لقد رأى و قرأ الرجل على جدرانها الغريبة عنها الجملة التالية من قبل إحدى التنسيقيات(وحدة سوريا خط أحمر)مكتوبة بحبر الحقد و الكراهية لكل ما هو كردي و ليست بحبر الحب و الانتماء لكل ما هو سوري أصيل،ذلك أن هذا الشعار حتى البعث و هو في اوج توحشه و متاجرته بالشعارات البراقة لم يعد يستخدمها,هذه الجملة غابت عن شوارع درعا و اللاذقية و ديرالزور و غيرها من المدن السورية،رأى الرجل في هذه الجملة،روح ساطع الحصري تعانق النفس البغيض لميشيل عفلق،و تسير في شوارع عامودا ساخرة بجكرخوين و محمد شيخو و العم أوصمان صبري،يومئان لهم بأعين الخباثة,ان كل ما كتبتموه شعرا و غنيتموه لحنا و لقنتموه لغة زلال قد هدمناه ببضعة شذاذ غاب عنهم شرف الغاية ففقدوا شرف الوسيلة.
لكي لا يشط الخيال بالقارئ العزيز و لا يعتقد واهما أني ضد هكذا شعار ألفت النظر أن المشكلة ليست في الشعار فوحدة سوريا لم تكن موضوعا للنقاش في اي مرحلة,لكنني اناقش الذهنية التي كتبت هكذا شعار,و كأن هذه التنسيقية(الثورية العظيمة)قد حققت كل مآربها و أهدافها و لم يبق منها سوى الحفاظ على وحدة سوريا,أو كأن هناك في عامودا من هم يحاولون شق هذه الوحدة فانبرى لها ثورجيينا سدا منيعا امام هذا التوجه،بينما لسان حالهم يلمح و يصرح(سنقف بالمرصاد لكل إدارة كردية مهما كان طرحها،إن نادوا بالاستقلال سنراهن على الوحدة و إن راهنوا على الوحدة سنراهن على الانفصال و إي رهان له اتهاماته الجاهزة لللإلصاق)لا لشيء فقط لنثبت للعالم أن الخيانة لدى بعض الكرد هواية متأصلة متوارثة لها علاقة مباشرة بالخريطة الجينية.
أولئك الذين يتاجرون الان بهكذا شعارات لم تكن وحدة سوريا هما من همومهم في اي يوم من حياتهم،و لم تتجاوز احلامهم في أي يوم سقف امتلاك ما يسد تسكعهم في حواري الفسق و الرذيلة،تحولوا بين ليلة و ضحاها (لثوار)،و لا يضيرهم أنهم لا يعرفون متى يأتي شهر رمضان او ما هي عدد ركعات صلاة الصبح،لكنهم يصرون على كلمة التكبير،لا حبا بها،إنما بطاقة انتساب للعراعرة,تماما كالذي يسكر في مساءات ماجنة لكنه يصر على عدم تناول لخم الخنزير.
لأولئك الذين استطاعوا أن يفتحوا نافورة دم في عامودا العزيزة و استجلبوا روح العفلقيين و الحصريين(ساطع الحصري)أقول:أنتم أيها السادة أحرار فما تدعون ، وبإمكانكم أن تذهبوا حيث يطيب لكم المقام ، إلى المستنقع إن شئتم، ونحن نرى أن مكانكم أنتم هو المستنقع بالذات، وإننا مستعدون لمساعدتكم بقدر الطاقة على انتقالكم أنتم إليه. ولكن رجاءنا أن تتركوا أيدينا، أن لا تتعلقوا بأذيال أثواب أمهاتنا، لا تلطخوا كلمة الحرية ، ذلك أننا نحن أيضا "أحرار" في السير إلى حيث نريد، أحرار في النضال لا ضد المستنقع وحسب بل أيضا ضد الذين يعرجون عليه!
إن التسربل بجمل رنانة وتبادل الأدوار التي يعتمدها أطراف هذه المجموعات لأجل اللحاق بقطار السلطة ملتحفين جبة الثوري لن تذهب بهم بعيدا فالسائر فيه فاقد لتوازنه لا محالة لأن الاستقطاب المحتد بين قوى الشهوة السلطوية والقوى الثورية لا تصمد أمامها المواقف المترددة.
و لا تنزعجوا من كلمة الخيانة يا سادة فكما أن القتل بطريق الخطأ لا يختلف في نتيجته عن القتل بشكل مقصود فكذلك الخيانة بسبب الغباء لا تختلف في نتيجتها عن الخيانة بسبب متعمد.
دماء العاموديين التي هدرت ستروي زهور بلادي و سيعود الدقوري شامخا لشوارعها و حاراتها و سيعلو صوت بافي فلك مغنيا لعامودا بالذات،تلك الدماء ستطهر عامودا من أدرانها و ستغسل عارها



#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتم الذات كرديا
- عامودا ستسقط الرهان
- اللبلابيون


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - عامودا،غربة المكان عن الزمان