أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - حاصر حصارك لا مفر














المزيد.....

حاصر حصارك لا مفر


مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 01:19
المحور: القضية الكردية
    


على أوتار القلب كان الحزن يغني عرينا وجوعنا ذات شتاء مثلج من سيمفونية الكرد في تسعينيات القرن الماضي،كنا على بعد دمعتين من حلبجة نلوح لها بالوجد من خلف ظهورنا وعلى بعد خطوة من أحلامنا المرتجفة تحت سياط الأرض و السماء.
على سفوح بيضاء كانت النسوة يضعن أطفالاعراة في أحضانهن لعل بقية من حياة تتسرب إلى أوصال تلك الطفولة المهدورة.الكثير من الرجال والشباب بحثوا عن قبور دافئة تحمي جثثهم من سطوة البرد طالما كانت الحياة بخيلة عليهم،لكنهم لم يجدوا سوى بطون الوحوش والكواسر قبرا لأشلاءهم المرمية على قارعة الحياة.
نزعنا عن أجسادنا أسمالا أسميناها ثيابا،وحرمنا أبناءنا من بعض لقيماتهم،كانوا أصغر من أن نشرح لهم أننا نجمع كل ما نستطيع لإرساله إلى إخوة لنا مشردون في جبال كردستان،تقيأهم الإله بهيئة صدامية فنثرهم كذر الغبار في وجه القدر،حرمنا شبيبتنا الرعناء من مصروف جيبنا لندفع عن هؤلاء الأخوة بعضا من ما نستطيع من ضيم.
كنا نقسم بآلامهم لنؤكد في رسائلنا الغرامية بأننا عشاق حقيقيون ولسنا مراهقون،كنا وكنا وكنا......................

كانت الذئاب الرمادية تتربص بأبناء جنوبنا وتلمظ شفاه الشهوة والتشفي،تحت قبة السماء المثلجة كانت طائرات ما تلقي ببعض أكياس مملوءة بالخبز،لكن تلك الأرغفة المذلة لم تزيدهم إلا موتا وفناء،لأن الذئاب الرمادية قد وضعت السم في(الدسم)فتحالفت مع ملاك الموت لحصد أرواح شعبنا في جنوب كردستان.
أتذكر جيدا أن مئات الشباب الكردي في غرب كردستان تطوعوا لجمع التبرعات و الكثير منهم سافر إلى الجنوب على نفقته الخاصة لتقديم ما يمكن تقديمه من عون في تلك الظروف القاسية،وعندما كنا نواجه الأسئلة الساذجة بمدى فائدة ما نقوم به؟وهل سيحفظ التاريخ لنا ما نقوم به؟ كنا نجيب:هذا ما نسطتيعه وهذا واجبنا والتاريخ لا يستخدم الممحاة في صفحاته.
اليوم ونحن نسبح في بحر الأسئلة و تكاد تغرقنا الأجوبة المبكية يأخذنا تيار المفارقات الصادمة،فالذئاب الرمادية ذاتها تفرض علينا الحصار وجحافل البعث تقطع عنا أسباب الحياة وقطعان السلفية لا ترى في الحياة سوى لونها وتخيرنا بين الموت جوعا أو الموت ذبحا في رحلة بحثها عن فردوسها في ملكوت السماء ذلك المرصع بحور العين و أنهار الخمر التي لا غول فيها.
كل ما سبق اعتيادي إذا ما وضعنا المعطيات في سياقها لكن الغريب أن هؤلاء الأخوة الذين تحدثنا عنهم في جنوب كردستان كنا نتوقع منهم كأضعف الإيمان أن لا يكونوا شركاء في تجويعنا وقتلنا بردا،لكنهم نسوا سم الذئاب الرمادية و تحالفوا معهم ضدنا مبتسمين بمكر من سذاجتنا الطفولية و لتذهب الأخوة و الرابطة القومية إلى الجحيم طالما أن أرقام الحسابات تزيد وكرسيي الإمارة بخير.
يخبرنا التاريخ أنه ذات لحظة عماء أصدر ملك البرتغال حكما بالإعدام على كامل الشعب الهولندي ،لكن التاريخ كي يسخر من الملك أكد أن الملوك ستزول والشعوب لن تفني فهاهم البرتغاليون والهولنديون يتعايشون على أحسن ما يرام وكلا الشعبين لا يتذكران ذلك الملك إلى بعبارات القدح و الذم.
إن الكوفية التي تفرض الحصار علينا و تريد إسقاط إرادتنا تعلم جيدا أن إرادتنا لا تسقط و تلك الإرادة ستسقط الكوفية لكنها المسكينة لا تملك من أمرها شيئا،وسيبقى أبناء جنوب و غرب كردستان أخوة رغم عوادي الزمن.
لا نريد منكم أي شيء،لا نريد مساعدات،لا تعاملونا مثلما عاملناكم،لأنكم لا تستطيعون أن تكونوا مثلنا،فقط نريد منكم أن لا تكون سوطا بيد القتلة ضدنا
باختصار حصاركم لن يزيدنا إلا إصرارا ولن يزيدكم إلا عارا



#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تموز يا حبيب عشتار
- نعم للإرهاب
- عامودا،غربة المكان عن الزمان
- شتم الذات كرديا
- عامودا ستسقط الرهان
- اللبلابيون


المزيد.....




- شبكة أطباء السودان تدين -عمليات إعدام المواطنين- في جنوب دا ...
- سوريون يتظاهرون أمام سفارة إسرائيل بلندن
- تونس: تنديد ومطالبات بالتحقيق في شبهة تعرض تلميذ للتعذيب داخ ...
- اليونيسف: البنية التحتية في غزة مدمرة بالكامل.. والمياه أصبح ...
- المجاعة تتفشى في غزة والسكان على شفا الموت الجماعي
- أجساد هزيلة وأعين غائرة.. أطفال غزة أول ضحايا المجاعة
- إسبانيا تدعم الأمم المتحدة بـ500 ألف يورو للتحقيق بجرائم الح ...
- الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيل -لتوزيع المساعدات- في غزة
- فيديو.. اعتقال 7 إيرانيين في بريطانيا بعد إحباط -هجوم وشيك- ...
- وزير الخارجية اللبناني والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة يؤكدان ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - حاصر حصارك لا مفر