أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - المساعدات والمفاوضات والثورة















المزيد.....

المساعدات والمفاوضات والثورة


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 4357 - 2014 / 2 / 6 - 22:37
المحور: القضية الفلسطينية
    



تتزايد الاضرابات فلسطينيا بشكل مضطرد ، حتى وصلت الى القضاء سواء الواقف او الجالس ، وليس الامر هنا عملية احصائية ، بل من الاهمية ان نرى الغابة ، فاضراب العاملين بالوكالة اقترب من شهرين ، على اهمية ما يشمل من توقف التعليم بالمخيمات والعلاج ورفع النفايات ، وما ينذر من مخاطر ، وما يحمل من مضامين سياسية ،! حين تعتصم الاونروا بموقفها بذريعة ازمتها المالية ، وهي ازمة اريد لها ان تكون ضمن سياق التاثير في معالجة قضية اللاجئين !! والازمة هنا متعددة ، ليس فقط سياسية ناتجة عن عملية المفاوضات المتعثرة ، بل ان تزايد البطالة وانخفاض الاجور وارتفاع تكاليف المعيشة ،اوجد وضعا لايحتمل وكانه موجه لجعل الفلسطيني لا يهتم اكثر من مؤونته !!والايفاء بالتزاماته العائلية والاسرية .
ثم اضرابات نقابات موظفي الدولة ، ومن ضمنها المعلمين والاطباء ، ولم يبقى قطاع الا اعلن الاضراب خلال العام الماضي وجزء الحاضر ، وتراوحت المطالب بين الاجور وغلاء المعيشة !! وهوحال يعكس مدى العصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الشعب الفلسسطيني في وطنه المحتل ، وبالمقابل فان الحكومة عاجزة عن الاستجابة لتلك المطالب ،وهي التي لم تدفع منذ سنوات عن بدلات المعيشة ، مع ملاحظة ان اجور عمالنا في اسرائيل مرتفعة عن مثيلاتها باراضي السلطة الوطنية ، ورواتب المستخدمين في المؤسسات الدولية او عالم ( الانجزة ) مرتفعة جدا وبالعملة الصعبة ،!!.
وهذا السيناريو يدفع الى تكوين فئات اجتماعية متضاربة ، ولا يساعد على تكوين طبقة وسطى ذات طموح فكري واقتصادي ، بل طبقة كمبرادورية منتفعة واستهلاكية ، وطرح صعوبة في تكوين طبقة عاملة ذات مصالح مشتركة ، الى جانب ان القطاعات الفلاحية تفضل ابنائها موظين سلطة في اجهزة الامن ، سواء لضمان راتب مستمر او لضعف المردود من العمل بالارض ، اما لصغرها بسبب المصارة الاستيطانية ، او لعدم القدرة التنافسية مع المنتج الزراعي الاسرائيلي المدعوم ، وهكذا يتم تشويه الكيان الاجتماعي الفلسطيني ، رغم ما يتعرض له من اضطهاد الاحتلال ، واجماعه على ضرورة التخلص منه ، وارساء دولته الوطنية على ارضه ، ومن هنا ينشى التفاوت في التعاطي مع الاحتلال ورؤية المستقبل ، مجموع الكادحين ( وهي الفئة العاملة الفقيرة المهمشة ) تتمسك بمطالب شعبها الوطنية بشكل تاريخي متواصل ، ولا تجد لها مستقبل خارج هذا السياق ،! وهي التي يستند اليها النضال الوطني الفلسطيني اليوم وخاصة الكفاح الشعبي !، الذي بداء ياخذ شكل الانتفاضة الاولى ولو جزئيا .
تعود القيادة الفلسطينية للمفاوضات بالرعاية الامريكية ، وتعلن بشكل متواصل انها مفاوضات غير مثمرة ومضيعة وقت ! وتعلن اميركا ان المفاوضات تحقق تقدما ، وان وزير خارجيتها كيري يعد خطة اطار للتفاوض !! وتعلن اسرئيل يوميا عن عطاءات استيطانية جديدة ! وتبديد لامكانية فصل القدس لاقامة مشروع دولتين لشعبين والقدس عاصمة لكل منهما ! وبين هذا كله شعب يتطلع الى عروبته فلا يجدها والى توازن القوى الاقليمي الذي استراح له طويلا خاصة عبر دور مصري فاعل فلا يجد الا صراعا وهما وازمات لاتنتهي ، فجرتها مجموعات الاسلام السياسي ، وانحرفت بها من مواجهة الاحتلال والاستعمار والشركات الاحتكارية العابرة للقارات ، الى مراوحات بائسة متحالفة مع دويلات الخليج المترفرة والمصنوعة والتي لا تملك اية تقاليد نضالية او فكرية ، بل تجد في اقامة دول عربية ديمقراطية تهديدا لكياناتها ، فتسعى لتبديدها في عملية التقاء مصالح مع اميركا واسرائيل .
وان كانت خلال القرن الماضي تتم عملية الوزن السياسي عبر التوازن الاقليمي والدولي ، والتي كانت ترجح لفلسطين ، فهي اليوم اقليميا حالة متبددة بين الطموح العثماني والمشروع السياسي الايراني ، والمشروع الخليجي الوهابي الرجعي ، فينعكس هذا جميعه على وطن تحت الاحتلال وشعب باحث عن توفير العيش ، وعن توزع ولاءات طبقية عديدة ، تجعله تائها بين هذه الهضاب والتيارات المتلاطمة .
لم يعد القول صحيحا ان الشعب الفلسطيني ملتحم خلف قيادته ، فالشعب ذاته تتدافعه مشاهدات ومعطيات جعلته يبحث عن اليقين ، فالتيارات السياسية المنظمة الفلسطينية اليوم بلغت سبعة عشر تنظيما ، تغيب عنها التعبئة الفكرية والتثقيفية ، ويحضر الدين قويا سواء بالانتماء التنظيمي او بالازمة القابضة على مستقبله قبل حاضره ، ويختلف اجتماعيا بالفوارق الطبقية ، وتراقبه اجهزة امنية وطنية كثيرة ، واجهزة الاحتلال المخضرمة ، ثم يراهن البعض على انتفاضة اخرى عمادها هذا النفر المزدوج القمع بالاجهزة والفقر وانعدام الرؤية ، فالانقسام هنا ليس فتحاويا وحمساويا بل اجتماعيا اقتصاديا ، فالسلطة لها اطاراتها النقابية التي تسوقها عالميا كوسائل دعاية وارتزاق ، واوروبا واميركا لها منظوماتها ايضا بل وربا اكثر ثقلا ، تستخدمها فيما تطلق عليه عملية التنمية من خلال شق وتعبيد شوارع وابنية ومؤسسات تزيد بها عبء السلطة لتظل مقيدة معها حتى توفر لها امكانيات البقاء والاستمرار، ويغيب الفعل الثوري المحصور في تلك الفئة المنهكة المقهورة .
ان عملية التنمية التي تنادي بها المجموعة الاوربية ومشروع كيري الاقتصادي ليست لاقامة مصانع او تنمية مستدامة ، بل مشاريع تشغيل بدل بطالة !! واي مناقشة لمضمون تلك المشاريع اوتفاصيلها وشروطها يتضح ببساطة الهدف منها ، ودون مناقشة اسلوب التعامل وطنيا وهو مرفوض ، فهي تعبد شوارع وترمم بيوت واسواق وعمارات وتفرض على البلديات انظمة ادارية مرهقة تستدعي زيادة التوظيف ، وفي النهاية يكون نتاج هذه الانشطة اعباء على السلطة والادارات سواء بالمال او الادارة مما يجعلها تحتاج الى البحث عن الدعم بشكل متواصل ،رغمان القطاع الخاص الفلسطيني يبحث عن شريك اجنبي للاستثمار الصناعي او الزراعي دون اي تشجيع ودون فتح مجالات امامه من تلك الدول الراعية للتنمية الفلسطينية ، لان تلك المساعدات فقط لزيادة العبء وارهاق الجانب الفلسطيني ودفعه بعيدا عن مهمته الوطنية !!
لا تبشر التوقعات في القادم من الايام باي جديد ، ويراهن كيري على انهاك الفلسطينين قبل تقديم اي مقترح ، وتساعده هيئات الاغائة (us aid ) وغيرها من مسميات على اغراء الفلسطينين بالقبول عبر ربطهم بمشاريع تجميل المدن وتوفير فرص عمل وانعاش النزعات الاستهلاكية ، وهي الجزرة وترك العصا لخطة كيري ، دون ان يدرك ان الشعب الفلسطيني اصبح ظهره الى الحائط ، حتى هذا الفرز الاجتماعي المتحقق لن تقدم لاي فئة منه المشاريع الامريكية الاسرائيلة اي طموحات ، ولن يجد بغير دولة مستقلة افقا لتطوره الطبقي والسياسي ، فالطبقة الوسطى وهي تمتمل غالبية المهنين والباحثين عن عمل وتحسين وضع في انحاء العالم ، ستكون الدولة المستقلة حافزهم لتحقيق طموحهم ، والطبقة العاملة بكل اطيافها ستكو طبقة لذاتها ىوتواصل دربها عبر دولتها لتحقيق طموحها السياسي والوطني والطبقي ، ملن يجدي كيري نفعا اية تهديدات ولا يستطيع نتنياهو ان يقمع ان ممن سبقه عبر ستون عاما ، فالذين لا يستفيدون من تجاربهم يستسلمون للدوران في حلقة مفرغة



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل الامريكي للشرق الاوسط الجديد
- لماذا تفاوض اميركا عن اسرائيل
- سوريا التاريخ والحاضر
- تركيا
- فشل الاسلام السياسي ينتظر البيديل
- حوار الحلفاء
- اتفاق ايران دشن مفهوم عالمي جديد
- دور الاقتصادر في مقارعة الاحتلال
- مفهوم الاممية بين الشيوعية والاسلام
- القضية الفلسطينية الى اين ؟!!
- سوريا وروسيا والمتغيرات
- الطبقة العاملة العربية وتحالفها مع الطبقة الوسطى
- القومية العربية يجب ان تكون شعار المرحلة
- عن روسيا والمتغيرات العالمية والاقليمية
- لمصلحة من تدمر الشام
- دمشق تحت القصف الامريكي
- الفكر الثوري والتعدد
- المفاوضات الفلسطينية والبعد العربي
- العروبة هي الحل
- لماذا تتعارض العروبة مع الاسلام


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - المساعدات والمفاوضات والثورة