|
فشل الاسلام السياسي ينتظر البيديل
جورج حزبون
الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 21:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فشل الاسلام السياسي ينتظر البديل
واضح ان الدين تم استخدامه لضرب القوى المستنيرة في العالم العربي ، وقمع كل محاولات الفكر الديمقراطي من النجاح ، حيث بات ملموساً الحراك الديمقراطي في الوطن العربي ، الرافض لانظمة الحكم القائمة و الدعوة الى ( حكم رشيد ) على طريق التحول الديمقراطي ، و كان لا بد لقوى الردة و الظلامين المتحالفين مصلحياً مع اميركا و نهجها من التحرك لاجهاض هذا الحراك ، الذي بدأ على استحياء في سوريا و ليبيا ، و بشجاعة في مصر و اليمن و حتى بعض بلدان الخليج ، و في غياب القيادة الثورية او الحزب القائد ، كانت الجماهير لا تنتظر ، و كانت ايضاً الاطراف الاخرى التي تراقب و تدرس لا تملك ترف الانتظار ، و في الحالتين فالانفجار جاهز ، و البديل الجاهز هو الاسلام السياسي ، و لحظة الانفجار ، تاهت قوى الثورة المنظمة ، و الجماهير تندفع هادرة بلا قيادة لاسقاط الانظمة ، فاحتلت قوى الاسلام السياسي المسرح ، و اطلقت شعاراتها ، و الطرف الاخر ينتظر بين التأيد المباشر الفردي و التقيم النظري المراقب ! ، و الطرفين لم يكونا مؤهلين لقيادة المرحلة ، فالانفجار من اجل الديمقراطية كان غاية الجماهير ، ووالهيمنة والقمع من الطرف الاخر قد وصلت الى حد الدعوة لانشاء خلافة بائدة و انظمة سلفية لم تصمد للزمن ، و لم تستوعب المتغير في الحياة و العالم . هذا المشهد اختلف فيه الكثيرون ، من ربيع اطلقته صحافة اميركا ، الى ثورة اطلقها المنظرون العرب الذي لم يتمكنوا من فهم المتغير و تشتتوا منذ ( البيروسترويكا ) ، الى خريف بائس اراده الاسلام السياسي ، و الذي اوصل الامور او وصل بها الى مازق لم يعد يستطيع السيطرة عليها فاتجه الى اسلوبه التاريخي المعتمد ( الارهاب و العنف ) ، فاطلق مذابح و هدم معالم حضارية و عارض التاريخ و اصر على اعادة الحياة قروناً للوراء ، فعادت الجماهير سيرتها بعد ان تنبهت لما جرى ، مع قصور فاضح لغياب قيادة ثورية ديمقراطية واضحة ، مما لا يبشر بقدرة على المواصلة خوفاً من انحراف البوصلة في غياب قائد للسفينة . قد تكون التجربة المصرية مفيدة لانهاض وعي شعبي يؤسس لتنظيم يحمل برنامج ديمقراطي ، و ذا اثر ايضاً لما يجري في سوريا حيث كل اشكال المعارضة ، رغم انضمام مثقفين لصفوفها ، لم تستطع ان تتفق على برنامج يحقق التفاف شعبي ، فضربت مجموعات الاسلام السياسي سوريا الى حد الهدم و اعادتها الى القرون الوسطى، كنموذج لبرنامج تلك التنظيمات و فكرها، وسعيها الجهنمي عبرارتزاقها الخليجي وتمويلها ( الناتوي ). و في محاولة لقراءة طبيعة الصراع الجاري في المنطقة لمنع قيام انظمة ديمقراطية ، و مع ادراك وجود جهد اميركي اوروبي خلف تلك المحاولات لمنع انتصار هذا النهج الديمقراطي والذي سيطيح بانظمة التحالف البغيض وتقدم الدرب واسعا امام الدولة الفلسطينية المستقلة ، ، الا انها لا يمكن وحدها ان تقوم بتلك المهمة ، دون ادوات محلية ، التقت معها بالمصلحة و الهدف و الغابة ، و تحديداً بلدان الخليج بالقيادة السعودية ، و هم يجدون في ذلك الحراك الديمقراطي ، تهديداً مباشراً لانظمتهم الاستبدادية ( الثيوقراطية ) و كان لا بد حتى تكتمل ادوات ( حروب الردة ) ، من قوى اقليمية قادرة ، فكان التحالف مع تركيا ، ذلك البلد المعروف بالتاريخ و التراث، انه اقام بلاده عبر الانتهازية منذ عصر السلاجقة ، ثم هو نفسه الذي تحالف مع فرناندز في الاندلس اثناء حربه مع العرب حتى سقطت الاندلس و هم يراقبون دون ان يعنيهم ذلك شيئا علما ان الاندلس كان بها خليفة !! ثم هم الذين ورثوا الخلافة عبر غزو مصر و سلب متعلقاتها من اثر الرسول ، ليقودوا الاسلام في العالم تحت تلك المبررات حتى كانت حركة اتاتورك ، و الذي اراد انقاذ بلاده من التمزق و التخلف فاعلن الغاء الخلافة، و ايضاً اساليب الحياة القائمة حينها من الملبس حتى المأكل !! و تركيا لا زالت تطمح بالقيادة الراهنة بالعودة الى مفاهيم ( جمال باشا ) الطورانية ، للهيمنة على المنطقة ، فقد ظلت طموحاتهم منذ سليمان دميريل على نفط العراق و اقسام من سوريا ان لم يكن جميعها ، و لذلك فتحت حدودها لكل شذاذ الآفاق لاستباحة سوريا ، و تخطط من حيث هي عضو في الحلف الاطلسي ، لتمزيق الوطن العربي الى دويلات ، يكون من اثرها انهاء القضية الفلسطينية بدويلة حسب ما يسعى حالياً ( كيري ) اليها ، و بالطبع لكل الحلفاء نصيب من كعكة تدمير الوطن العربي ، تماماً كما جرى بعد الحرب العالمية الاولى ، و اذ تدرك السعودية متاخراً ما يجرى ، فهي تحاول دعم مصركاجراء يحمي حركتها حسب تطور الاحداث ، وفي ذات الوقت امساك اوراق قوى متطرفي الاسلام السياسي في سوريا من النصرة الى داعش . وبالتأكيد تملك ايران طموحها الفارسي التاريخي ، و تعيد تفجير مقولات سنة و شيعة ، و تمسك بحزب الله و بعض تنظيمات فلسطينية ، لتاكيد حضورها ، مع نفوذها الواضح في العراق ، و قدراتها في التاثير على طالبان في افغانستان ، مما لفت انتباه اميركا لاهمية وقوف التدهورفي العلاقة معها بالحوار حتى الاحتواء ، رغم غضب اسرائيل و السعودية !!. في اطار هذه الحروب الدائرة في منطقة و اسلوب ( اليد الخفية ) حسب تعبير ادم سميث ، فان لمصر دور مهم كما كان لمرحلة عبد الناصر ، رغم انها تعاني و ستبقى تعاني لان الاطراف الاخرى تجد في استقرار مصر بداية هزيمة مخططها ، و اعادة بناء المنطقة حسب رغبة الجماهير التي انتفضت ، و لا زالت الامال معلقة على اهمية نهوض بديل ثوري يقود المرحلة حسب متطلبات حالة النهوض الثوري التي ارادتها الشعوب العربية ، و قد يكون ممكناً ان تشكل حركة وطنية جبهوية عربية لتستطيع تحمل عبء المواجهة او على الاقل طرح رؤية عقائدية منهجية لمسيرة ثورة عربية في اطار التبلور ، و في انتظار البديل ، فان برنامج الاسلام السياسي، و حلفائه فشل بشكل ذريع، و ينتظر من يقوم باعلان الوفاه و تولي الامر في مرحلة من ادق مراحل النضال العروبي ، ومن اخطر مراحل الكفاح الثوري لحركة التحر بمختلف مشاربها .
#جورج_حزبون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار الحلفاء
-
اتفاق ايران دشن مفهوم عالمي جديد
-
دور الاقتصادر في مقارعة الاحتلال
-
مفهوم الاممية بين الشيوعية والاسلام
-
القضية الفلسطينية الى اين ؟!!
-
سوريا وروسيا والمتغيرات
-
الطبقة العاملة العربية وتحالفها مع الطبقة الوسطى
-
القومية العربية يجب ان تكون شعار المرحلة
-
عن روسيا والمتغيرات العالمية والاقليمية
-
لمصلحة من تدمر الشام
-
دمشق تحت القصف الامريكي
-
الفكر الثوري والتعدد
-
المفاوضات الفلسطينية والبعد العربي
-
العروبة هي الحل
-
لماذا تتعارض العروبة مع الاسلام
-
القضية الفلسطينية افاقها وسبل حلها
-
الديمقراطية هي الحل للازمة العربية
-
النكبة والسياق التاريخي
-
اي فكر يراد له التمرير
-
ستنجو العروبة وتفشل المشيخيات
المزيد.....
-
-انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا
...
-
لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
-
ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة-
...
-
أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال
...
-
سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها
...
-
مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو
...
-
مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا
...
-
علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
-
إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
-
مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|