أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - لماذا الأقليات؟














المزيد.....

لماذا الأقليات؟


علاء الدين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 18:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجواب على هذا السؤال هو بسؤال آخر: لماذا ذاكرة الناس ضعيفة؟
للنسيان إيجابياته فهو يخلص الإنسان من سيطرة الأحزان على مشاعره ليستطيع المضي قدما في الحياة. فلا يمكن للإنسان متابعة حياته إن بقيت آلام فقدان الغوالي كما هي يوم فقدهم. النسيان دواء للنفس كما يقول عامة الناس. لكن أيضا للنسيان سلبياته تتجلى بأن يكرر الشخص أخطاء الماضي ذاتها. وهذا ينطبق على الذاكرة الجماعية أيضا.
فعلى ما يبدو أن الناس نسوا أو أجبروا أن ينسوا القاعدة الذهبية في حكم أي شعب أو مجموعة بشرية "فرّق تسد". وأن أول احتكاكات الاستعمار الغربي مع المنطقة أتت بشعارات التقسيم على أساس الطوائف والقوميات بل وحتى المدن. وأن أساس حكم الديكتاتورية العربية قام على مرتكزين: تفريق الشعب المحكوم طائفيا أو قبليا أو قوميا أو حتى عائليا، وعلى إشاعة الخوف من شيطان أسطوري ما.
ما تفتقت عنه عبقرية النداءات الروسية والأمريكية وتناغم معها النظام السوري حول الأقليات، ليست بالواقع عبقرية بل استرجاع للقاعدة الذهبية بحكم الشعب السوري. وهنا يسأل أحدهم: وهل أمريكا تريد مثلا أن تستعمرنا أو تحكمنا؟ بالواقع هي طبعا تريد التحكم بسوريا في خدمة صراعها الأهم مع روسيا والصين، لكنها بالتأكيد ليس بالشكل التقليدي للاستعمار ولا حتى بشكل مشابه للعراق. أما روسيا فتريد استمرار النظام السوري وأسهل وأضمن طريقة هي "فرّق تسد".
بنفس الوقت، ولأن أهم رأي عام بالعالم يمكن أن يغيّر السياسة الدولية هو الرأي العام الغربي، ولأن العقلية الغربية تحمل الكثير من آلام وذكريات مرّة عن اضطهاد الأقليات بحروب إبادة لا يضاهيها بها أي شعب بالعالم فقد أصبحت لفظة "الأقليات" ذات حساسية عالية بالعقل الغربي. فمجرد الإشارة لظلم ما على أقلية ما يشحذ الرأي العام الغربي أكثر من أي قضية ثانية. أضف لذلك قوة شعار "حماية الأقليات" أمام صعود "الإرهاب القاعدي الإسلاموي" في سوريا الذي أصبح من أهم شعارات البروباغندا السياسية الغربية ذات المنهج الشعبوي.
إن رفع شعارات "الأقليات" من طرفي الحرب الروسي والأمريكي بعد جنيف2 بواقع الحال هو خطوة متوقعة ومدروسة وحتمية ضمن حربهما الكبرى التي بدأت على الساحة السورية من خلال النظام السوري وحكام إيران والسعودية وقطر وتركيا.
لكن هل هذه المشكلة مبتدعة من الخيال، أم أن هناك أساس لها فوق الأرض السورية؟
بالطبع المشكلة أو بالأصح الأزمة موجودة من آلاف السنين في سوريا، لأن سوريا مجبرة جغرافيا أن تتنوع بتنوع مذاهب البشرية. لكن هذه الأزمة المقيمة لم تصل وعبر آلاف السنين لمراحل حروب الإبادة أو التطهير العرقي والديني، بل كانت دائما محكومة بقانون الجغرافيا والطبيعة الإنسانية برفض العنف المتطرف. ولعلها أول مرة بتاريخ سورية تصل أزمة الأقليات والأكثريات بسوريا لحافة حروب إبادة بسبب توظيف جميع إمكانيات الدول الكبرى الإعلامية والمالية والعسكرية لهذا الغرض، بل إن وضع سوريا الآن هو الأشد كارثية ليس بسبب عدد الضحايا أو التدمير، فالتاريخ مليء بما هو أفظع مما حصل بسوريا، لكن بسبب هذا التفاهم الشيطاني تحت السطح بين أطراف الصراع على سوريا الذي يقوم أساسا على رعاية وتنمية وتغويل وحش التفرقة الطائفية والعرقية في سوريا.
لذلك فأن أي محاور سياسي سوري لا يبتدأ كلامه بإدانة وفضح المواقف الدولية الروسية والأمريكية والإيرانية والسعودية والقطرية والتركية في سوريا لن يستطيع المضيّ في محاولات إنقاذ سوريا من أن تكون "ساحةً لحرب استنزاف طويلة" بين معسكري الصراع العالمي.



#علاء_الدين_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيان النهائي لجنيف 2
- سوريا الضحية الأولى للحرب العالمية الرابعة
- بيان مؤتمر الشعب السوري الذي لم ينعقد
- يجب أن تحضر إيران جنيف2
- ماذا قرر السوق الدولي حول سورية؟
- تساقط النخبة العربية، من العظم إلى الفيس بوك
- عقد الغاز السوري الروسي بين الحقيقة والخيال
- شمشون الجبار لا يريد هدم المعبد، فقط هدم حلب
- التهدئة في وسط آسيا مقابل إشعال سورية
- سوريا، بضاعة طوائف وممانعة وثورة
- نصف الحقيقة هو كذب يا سيد نصر الله
- من الفرات للنيل، من الشريان للوريد
- إيران وأمريكا والسعودية، الكوميديا السوداء
- نصر الله بعاشوراء- باع الحسين واشترى خامنئي
- النظام السوري إلى أين؟
- جنيف2 للوصول لحل أم لتطبيع الواقع؟
- الكلمة الممنوعة في جنيف2
- الخليفة والمهدي المنتظر، ما الفرق؟
- سورية على طاولة القمار الدولية، إلى أين؟
- سورية وقانون التاريخ إلى أين؟


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - لماذا الأقليات؟