أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - هروب الشباب من الدستور














المزيد.....

هروب الشباب من الدستور


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 01:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقع ما كنت أخشاه عندما خطط أعداء مصر لإدخال الجامعات المصرية وجامعة الأزهر فى فوضى المعارك وفى التأثير على الرأى العام للشباب، وخاصة أن شباب الجامعات من السهل التأثير عليه وهو ما حدث بعد الأضطرابات التى أفتعلها طلبة الإخوان بالجامعات ليكتسبوا مشاعر التعاطف معهم، بالأضافة إلى النشطاء السياسيين أو الثوريين الذين خرجوا على الإرادة الشعبية لمصر الوطن والحضارة، وكان من بينهم بعض أعضاء 6 أبريل الذين تحالفوا مع الداخل والخارج ومع الإخوان خاصة، إلى جانب التيارات الإسلامية المختلفة بين مؤيد علنى ورافض سرى أى يعلن تأييده العلنى للدستور لكنه فى السر والخفاء قال لا للدستور أو أنقطع عن الذهاب للتصويت، كلها عوامل كان لها التأثير السلبى على نسبة المشاركة الوطنية فى الأستفتاء المتوقعة، لكن رغم ذلك كان صوت نعم هو الأعلى والغالب الذى أكتسح رغبة الغالبية المصرية فى العودة بمصر إلى تاريخها العريق.

إن التناحر السياسى على السلطة بين الأحزاب والنشطاء والثوريين والإسلاميين هو سر الأنهيار الواضح فى الأتفاق على دستور ينقلنا من ظلمة الواقع إلى نور المستقبل، رغم الآمال التى عقدها الكثيرين على الدعوات الكثيرة من مختلف قادة المجتمع المصرى للخروخ للتصويت بنعم على الدستور، إلا أن الفوضى التى أدخلنا فيها الجماعة المحظورة والسلفيين والنشطاء الثوريين الذين وقعوا فى فخ غياب الوعى بألاعيب التيارات الدينية والسياسيين المخضرمين، جاءت بثمارها السلبية على إنخفاض المشاركين فى التصويت للدستور، لكن أرتفاع نسبة مشاركة المرأة وخروجها تلبية لنداء السيسى أو غيره من القادة والمسئولين فى مصر، يعتبر إنجاز كبير يُسجل للمرأة وسيجعل النظام السياسى القادى والبرلمانيين يأخذون فى الأعتبار أهمية دور المرأة المؤثر فى التصويت فى أى أنتخابات قادمة.

يهمنى التأكيد على أن دبلوماسى السياسية المصرية الخارجية سابقاً عمرو موسى كان رئيس لجنة الخمسين، ولديه من الخبرة فى ألاعيب ودهاء السياسة التى أستثمرها حق الأستثمار فى لجنة تكتب دستوراً لا يعرفون عن أسلوب كتابته شيئاً، ويجهلون القواعد القانونية والإجتماعية التى يجب الأنطلاق منها إلى صياغة دستور يحقق الكرامة والعدالة والمساواة للإنسان المصرى، لكن المفاجأة كانت فى وجود مشاغب وحيد وهو النائب عن حزب النور الذى شاغب وأخضع إرادة بقية لجنة الخمسين لإرادة حزبه بمن فيهم رئيس اللجنة نفسها عمرو موسى، كانت أجواء مناقشة مواد الدستور أجواء فكاهية لأعضاء لهم كل الأحترام لوظائفهم وأدوارهم فى المجتمع، لكن ذلك لا يغفر لمن أختارهم هذا الفقر الثقافى القانونى إذا لدينا عمالقة فى رجال القانون صاغوا من قبل دساتير دولاً أخرى ولم يتم أستشارتهم أو إدخالهم ضمن لجنة الخمسين، وهناك نقطة هامة للغاية وهى تغليب المناقشات والمناوشات بين عدد كبير من رجال الدين باختلاف أديانهم، ثم جاء الحشر الفكاهى لما يسمى بالتيارات الإسلامية وكأن الأزهر وممثليه مجرد صورة للإسلام، مما جعل ممثل حزب النور يشاغب الجميع من رجال دين ومدنيين وغيرهم وأنتصر عليهم ونفذ له عمرو موسى رغباته بالنص المشهور فى الديباجة الفكاهية" حكومتها مدنية".

وسط هذا المناخ السياسى وكثرة ضبابيته والتى ستكشف الأيام عما فعلته النخبة الثقافية هذه المرة، تلك النخبة التى أعطت أصواتها فى الماضى القريب للدكتور محمد مرسى الذين كانوا يعلمون علم اليقين أنه مرشح الجماعة المحظورة يومها، ويعلمون تاريخها جيداً لكنهم تغاضوا عن كل هذا وأعطوهم أصواتهم، هذه المرة لا أستطيع التنبؤ بما دار فى عقولهم من أفكار قادرون فى المستقبل تبريرها دائماً سواء كان تصويتهم سلباً أو إيجاباً لأنهم فى الواقع يملكون الحق والحرية فى أختيار ما يريدون، لكن فى النهاية تبقى مصر وشعبها الذى سيعانى من الأختيارات الخاطئة وسيفقدون الثقة فى النخب الثقافية والإجتماعية والدينية، لأن أفراد النخب دخلوا فى لعبة المصالح والتحالفات التى لا تصب فى النهاية لصالح المواطن المصرى لكن للصالح الشخصى لكل منهم.

هذا أنطباع سريع عما أتابعه من أخبار المجتمع المصرى قبل وبعد الدستور لأن الصورة وردود الأفعال لجميع الاطراف لم تكتمل بعد، لكنى أتمنى أن يكون المواطن المصرى الأمى قادر فى الأنتخابات القادمة على الخروج من عزلته والأنتصار على أميته السياسية، وأن تكون هناك أحزاب او شخصيات سياسية قادرة على إقناعه بأن دوره الوطنى متساوى مع كل مواطن آخر والوطن يحتاج إلى صوته لينطلق بسواعد أبناءه نحو مستقبل يستحقه كل مصرى وطنى على أرض مصر.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنصار الوهم
- قطر والعيال كبرت
- حروب الأستنزاف
- شرعية الإنقلاب الشعبى
- الخيانة العظمى
- رجوع مرسى وفلسطين
- تبرك زعماء العالم بمانديلا
- كوميديا الدستور الخمسينى
- تظاهروا والدفع نقداً
- أستشهاد القرارات الحاسمة
- الإعلام فى قفص الأتهام
- الإسلام السياسى والتكفير
- إسلام المؤمن على المحك
- مصالح أمريكا الإرهابية
- فصائل الخطوط الحمراء
- تفجير مصر وضرب سوريا
- فلسفة ديموقراطية الإرهاب
- معقل الجماعات الإسلامية
- الببلاوى والتصدى للجزيرة
- السيسى القائد الوطنى لشعب مصر


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - هروب الشباب من الدستور