أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - سوريا الضحية الأولى للحرب العالمية الرابعة















المزيد.....

سوريا الضحية الأولى للحرب العالمية الرابعة


علاء الدين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4338 - 2014 / 1 / 18 - 18:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيدا عن التفسيرات الشعبوية الساذجة للمأساة السورية حول مؤامرات كونية أو صهيونية أو صليبية أو وهابية أو مجوسية، إن تتبع العلاقات الدولية، وخاصة منذ الأزمة المالية العالمية بعام 2008-2009 والتي لم تنتهي ارتداداتها بعد، يؤدي لنتيجة واحدة تنسجم مع ما نسميه القرية العالمية: ما يجري بسورية هو بداية حقيقية للحرب العالمية الرابعة بعد انتهاء الحرب الباردة بين السوفييت والغرب في بداية التسعينات. هذه الحرب الرابعة تدور رحاها بين معسكر الغرب المتحالف مع اليابان وكوريا الجنوبية وأوستراليا والمستخدم الماهر الحاذق لحكومات الدول الأضعف في الفليبين والخليج العربي والباكستان بالتالي لغالبية المجموعات الإسلاموية السياسية، ضد معسكر الصين وروسيا بالإضافة لإيران للهند وجنوب إفريقيا والبرازيل والمستخدم الغير حاذق لحكومات بقايا ما يسمى حلفاء العقيدة السوفيتية القديمة في سوريا وفنزويلا وجمهوريات وسط آسيا بالإضافة لأوكرانيا وروسيا البيضاء وجورجيا، وبالتالي المستخدم المحترف لبعض الجماعات الإسلاموية المتطرفة أيضا.
جبهة المواجهة بين هذين المعسكرين تشمل السوق العالمي كله جغرافيا وماليا. يرى كل إنسان هذا الصراع الحاد بين المنتجات الصناعية والخدمية، لكن لا يخطر ببال الكثيرين تتبع نتائج الصراع بين سندويشة الماكدونالد وبين علبة النودِل الصينية. الجبهة الثانوية الناتجة عن هذا الصراع تتجلى في الحركة العسكرية لكلا الطرفين والاستقتال في دعم حلفائهما الصغار. وبالسنوات الأخيرة تصاعدت المواجهة لأشكال عسكرية أكثر ووضوحا وتحديا.
بعد حربي أفغانستان والعراق اللتين أنهكتا دافع الضرائب الأمريكي، لكنهما حققتا أرباحا خيالية للشركات الأمريكية، كانت الصين تتابع نموها الإقتصادي المخيف بمعدل يتجاوز 10% سنويا وتبسط سيطرتها بهدوء على آسيا وإفريقيا. لم تهتم الصين كثيرا بالاستراتيجية الامريكية الجديدة المعلنة في نهاية 2011 تحت اسم المحور الباسيفيكي لوضع منطقة وسط آسيا والمحيط الهادئي ضمن مجال أمنها القومي الحيوي، فأعلنت الصين في 23 تشرين ثاني 2013 عن توسيع مجال دفاعها الجوي العسكري في شرق بحر الصين Air Defense Identification Zone (ADIZ) في تحد واضح للولايات المتحدة الأمريكية. فالصين لم تتهيب إعلان البنتاجون الأمريكي ببداية 2012 عن نقل 60% من القوة البحرية الأمريكية إلى المحيط الهاديء أي إلى حدود الصين. بل تابعت استراتيجيتها العسكرية الأخطر بتطوير الصواريخ المضادة للسفن DF-21D بالإضافة لدعم سلاح الغواصات الحاملة للصواريخ النووية.
تحقق تحليل بوبو لو Bobo Lo، الأستاذ المساعد في معهد شاذام هاوس Chatham House، بكتابه "محور الثقة axis of convenience" الذي تناول بالتحليل الدقيق العلاقات الصينية الروسية الجديدة التي تسير لبناء علاقة ثقة بين البلدين. فالتنسيق والثقة بين روسيا والصين وصلت لأعلى مراحلها. فقد تكفلت روسيا بتشتيت انتباه الولايات المتحدة الأمريكية عن وسط آسيا بفتح جبهتين من خلال توسيع انتشارها العسكري في منطقة القطب الشمالي السنة الماضية بما بررته أن هذه المنطقة هي ضمن مجال أمنها القومي، بالإضافة لإعادة نشر صواريخها النووية التكتيكية إسكندر-إم في 16 كانون أول 2013 على جبهة الناتو في أوروبا بمواجهة بولندا، إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا الأعضاء الجدد في الناتو.
بالعودة لمنطقتنا التي ما زالت تفضل العيش في السماء أكثر من الأرض، نجد أن روسيا والصين متمسكتان باستراتيجياتهما البعيدة المدى في وسط آسيا وهي أن إيران بنظامها الحالي الذي أثبت فعالية عالية وصدقية كبيرة كحليف لهما هو حجر الأساس في إيقاف التمدد الغربي في وسط آسيا، ولم يكن ملف السلاح النووي الإيراني سوى أحد نتائج هذا التصادم الحاد بين استراتيجيات حكام العالم بين الشرق والغرب. ولو اقتربنا بمجهرنا الآن من منطقة الشرق الأوسط فبسهولة نرى أن استقرار النظام الإيراني واستمراره محكوم ببقاء نظام إن لم يكن تابعا فحليفا لهم في سوريا. هذه الترابطات التفصيلية ضمن الرؤية الاستراتيجية للصراع الدولي العالمي تفسر لنا هذا الدعم الغير محدود القادم من الصين وروسيا للنظام السوري.
ولقد أدرك حكام الخليج العربي وتركيا متأخرين أن نفطهم وغازهم وصراعهم مع حكام إيران مجرد حلقة أساسية في الصراع الأكبر وأن تحويل سوريا لبلد تابع للنفط العربي بدل النفط الإيراني مستحيل حتى لو أدى لقيام حرب عالمية حقيقية. فعدلت الأنظمة الخليجية العربية مع حليفهم حاكم تركيا حركتهم لما دون هذا الخط الأحمر في حقل من الألغام. فكانت التطريات بالعلاقة السعودية الروسية لكسب بعض الثقة مع الروس ليكونوا قناتهم الخلفية للتواصل مع طهران بعد انهيار الثقة مع النظام السوري الذي لعب هذا الدور خلال العشرين سنة الماضية، وكذلك خطت بقية الدول الخليجية خطوات متقدمة للتواصل السلس مع الحكم الإيراني.
لقد تم وضع القاعدة الأساسية أخيرا بين المعسكرين المتقاتلين في سوريا: "لن تكون سوريا كلها حليفا تابعا لإيران، ولن تنقلب لحليف تابع للخليج العربي". ضمن هذه الحدود انتقل الصراع بإشراف أمريكي روسي لصيق لتوزيع أماكن وحصص النفوذ على الأرض السورية، بل حتى ظهر صراع جديد بعد تأسيس القاعدة السابقة وهو ما يمكن أن نسميه "بقايا حماقة الحكم العائلي" بين النظام السعودي ضد النظام القطري المتحالف مع أنقرة لتوزيع الحصص فيما بينهم في حصتهم الكلية أمام إيران في سوريا.
هذه التداعيات يمكن ملاحظتها بوضوح لو نظرنا لعمق الخلافات ضمن الائتلاف الوطني السوري ومعارك الفصائل الإسلاموية في سوريا، التي ترسم الحدود بين سيطرة الحكومة السعودية والقطرية التركية. ومن خلال الإعدادات المسرحية لمؤتمر جنيف2 التي تتقنها طاولة البوكر الأمريكية الروسية بشكل كبير. والأهم طريقة تفاعل النظام السوري مع هذه الأحداث، فالنظام وصل لقناعة أن حلب وإدلب يجب أن يخرجا من تحت سيطرته للتأسيس للمرحلة القادمة وفعلا كانت تحركاته العسكرية بالشهور الستة الأخيرة تسير وفق هذه الرؤية مع إبقاء الخط مفتوحا في حال حصول انقلابات غير متوقعة على توازن القوى العالمي. الأزمة السورية مستمرة لسنوات كثيرة قادمة وبكوارث إنسانية قد تكون أسوء مما أصاب أي بلد في هذه المنطقة خلال خمسين عاما.
لا أريد أن أنهي المقال بهذه النظرة التشاؤمية للمستقبل. لكن رؤية الواقع السياسي والجغرافي في سوريا وحول سوريا وبالعالم لا يمكنه الخروج بأي نتيجة معاكسة طالما أن صناعة الرأي العام السوري ما زالت محتكرة من قبل أموال النفط العربي والإيراني. هذا الإعلام المتردي لأسوء المستويات اللاأخلاقية في التهييج الشعبوي الممنهج المعتمد على تفسيرات "حمقاء" حول الطوائف والقوميات والمؤامرات. الشعب السوري الغائب عن هذه المعادلة هو حجر القبان الحقيقي الذي لم يلتفت له أحد من المعارضين السوريين أو أصحاب المال للاستثمار في توحيده وتجميع وعيه الجماعي لمقاومة حجري الرحى اللذين يطحنان سوريا بما عليها من بشر وشجر وحجر، من ماض وحاضر ومستقبل.
18/01/2014
مراجع للتوسع بالموضوع:
http://www.globalresearch.ca/americas-new-cold-war-against-russia-and-china/5323716
http://www.larouchepub.com/other/2013/4044ca_rus_respond_threat.html
http://www.washingtonpost.com/opinions/anne-applebaum-china-and-russia-bring-back-cold-war-tactics/2013/12/25/f65939d6-6bef-11e3-aecc-85cb037b7236_story.html



#علاء_الدين_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان مؤتمر الشعب السوري الذي لم ينعقد
- يجب أن تحضر إيران جنيف2
- ماذا قرر السوق الدولي حول سورية؟
- تساقط النخبة العربية، من العظم إلى الفيس بوك
- عقد الغاز السوري الروسي بين الحقيقة والخيال
- شمشون الجبار لا يريد هدم المعبد، فقط هدم حلب
- التهدئة في وسط آسيا مقابل إشعال سورية
- سوريا، بضاعة طوائف وممانعة وثورة
- نصف الحقيقة هو كذب يا سيد نصر الله
- من الفرات للنيل، من الشريان للوريد
- إيران وأمريكا والسعودية، الكوميديا السوداء
- نصر الله بعاشوراء- باع الحسين واشترى خامنئي
- النظام السوري إلى أين؟
- جنيف2 للوصول لحل أم لتطبيع الواقع؟
- الكلمة الممنوعة في جنيف2
- الخليفة والمهدي المنتظر، ما الفرق؟
- سورية على طاولة القمار الدولية، إلى أين؟
- سورية وقانون التاريخ إلى أين؟
- لماذا هم مترددون بتوجيه الضربة لسورية؟
- أمريكا تربح البوكر، فلماذا تلوث قفازاتها


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - سوريا الضحية الأولى للحرب العالمية الرابعة