أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - من اخبار ازمنه الفتنه قبيل عوده ابو يوسف الفران!















المزيد.....

من اخبار ازمنه الفتنه قبيل عوده ابو يوسف الفران!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 08:17
المحور: الادب والفن
    



فى تلك الازمنه الصعبه سادت الاضطرابات البلاد. كان ذلك فى زمن السلطان كتبغا الذى اعتبره الاهالى نحسا على البلاد و العباد, و صار الناس كل يوم يدعون الله ان يخلصهم منه,حتى ان الحاجه نفيسه المعروفه بالتقوى الشديده فى القريه رفعت كفها ذات صباح نحو السماء تتضرع ان يخلص الله الاهالى من هذا الحاكم الظالم. . كان السطان كتبغا يقيم الولائم فى قصر القلعه للمغول الهاربين من بلادهم بينما كان الاهالى يتضورون من الجوع . و كان هؤلاء من المغول الاويراتيه الذين فروا من بلادهم بسبب صراعات داخليه يقودهم طغراى زوج ابنة هولاكو.

ساءت الاحوال فى البلاد
و اصبحت رحلات القوافل التجاريه ضرب من المغامره, بسبب قطاع الطرق الذين
باتوا اكثر مما يحصى. و قد حصلت اوبئه و مجاعات كثيره, و ضاق عيش الاهالى, و زاد السلب و النهب و مات خلق كثير. و صار من المعتاد رؤيه جثث اشخاص ملقاة فى شوارع المدن .فكان رجال الخير من المقتدرين من الاهالى يحملونهم على نفقتهم و يدفونهم فى مقابر جماعيه , لان مدافن المدن ما عادت تكفى لهذه الاعداد الكبيره. و لما كان هؤلاء لا يعرفون ان كان الموتى مسلمين ام مسيحيين, كانوا يحضرون شيخ مسلم و رجل دين مسيحيى يصليان عليهم, حتى اطلق الناس على هذه الصلاه صلاه الشيخين ! و حسبما افادنى شخص من نسل التاجر ابو العبد سراج ان رجال قافلته الذين كانوا قد قللوا كثيرا من رحلات قوافلهم بسبب سوء الاوضاع , كانوا يدفنون الموتى ممن وجدوهم فى طريقهم . كما اخبرنى رجل من نسل خورى القريه الذى كان فى زياره الى مقر البطريكيه فى القدس عن كثره الشحادين على ارصفه المدن فى عكا و القدس و سواها من المدن, بسبب ضيق الحال.

.اما حكام البلاد من المماليك فقد كان السكان اخر همومهم .كانوا مشغولين بالحروب بينهم , حتى لا يكاد يمر يوم دون ان تصل اخبار عن طريق قوافل التاجر العبد ابو سراج ,عن اعمال قتل و مؤامرات و اغتيالات فيما بينهم. و كذلك جاءت اخبار عن صراعات تدور بين المماليك البحريه و المماليك البرجيه. و اخبار عن حرب ضروس تدور بين مماليك مصر و مماليك الشام و ان القتلى تجاوزوا الالاف ..كان العصر عصر فتن. و قد شاعت فى البلاد اقوال و امثال انتشرت كالنار فى الهشيم مثل ( فى زمن الفتن خبى راسك!) و اقوال لم يسمع بها الاهالى من قبل مثل ( العين لا تقاوم مخرز!) و ( حط راسك بين الروس و قول يا قطاع الروؤس! ) و ( اللى ياخذ امى يصير عمى! ).

و فيما بعد عندما عاد ابو يوسف و التقى جموع الاهالى فى ساحه القريه طلب من الاهالى التوقف عن ترداد هذه الاقوال . تقدمت منه ام جميل القراره و كانت مشهوره بمعرفة اخبار القريه , و سالته عن السبب. قال, لانها امثال غير صالحه لاهل القريه. ثم جاء ابو توفيق الابرص و كان رجلا هرما شح نظره, و قيل انه كان فى شبابه وسيما يتباهى بان يتمختر بقنبازه الكحلى على طريق العين, و ان حلم كل فتاه فى القريه ان يتزوجها . قال لابو يوسف ان لم نقل هذه الامثال ماذا نقول مكانها اذن؟ قال ابو يوسف قولوا( لاجل وقف الفتن فلنشحذ الهمم! ) .اما الثانيه فقولوا (ان تازرت العيون قاومت المخارز!) .اما الثالثه فقولوا ( ضع راسك مع الروؤس و قل احضر لنا الفوؤس!) .اما الاخيره( ان تزوج احد امك, قل له يا عمى ان كان صالحا و ان كان لا, انبذه!)


فى هذه الاثناء ظلت القريه تعيش حياتها كان شيئا لم يحصل فى البلاد .فقد كانت واقعه فى الجبال و كان من الصعب على قطاع الطرق و اللصوص الوصول اليها بدون ان يراهم رعيان القريه المنتشرين .على سفوح التلال . اما لناحيه المعيشه فلم يضق بها الامر الا فى الفتره الاخيره من زمن الاضطرابات .عندها اجتمع و جهاء حارات المسلمين و المسيحيين و الدروز و قرروا ان على كل مقتدر ان يقدم بضع صاعات من القمح لفقراء القريه.

حصلت تلك الاحداث قبيل حلول الظلام فجاه على القريه فى وسط النهار و قبل بعض الوقت من عوده ابو يوسف.

.و فى تلك الازمنه كثرت الاشاعات التى كان يسمعها الناس. تردد بين الاهالى ان امراه من عكا انجبت ولدا براس قط؟ و كذلك قيل ان رجلا داس على قطعه خبز فى يافا فتجمد فى الحال و صار صنما و ان سكان يافا كلهم شاهدوا الصنم !
كما سرت اشاعه قويه فى اريحا ان الخرس اصاب فجاه ولدا فى العاشره من العمر ,و بعد بضعه ايام عاد الولد يتكلم لغه لم يعرفها احد !
و قيل ايضا ان اولادا كانوا يلعبون فى الليل بجانب مقبره فى الناصره عندما سمعوا اصواتا غربيه بدت كانها اصواتا من العالم الاخر.خاف الاطفال و راحوا يركضون الا ولدا منهم فقد فرده حذائه, فلما استدار ليلتقطها شاهد رجلا بشعر ابيض ينظر اليه و الدموع تتساقط منه . قال الرجل للولد لا تخف يا بنى! .لكن ما ان سمع الولد هذا حتى دب به خوف شديد, و بدا يركض باقصى سرعه .. كذلك سرت اشاعه قويه ان امراه تسكن على مقربه من الشاطى فى حيفا شاهدت فى الصباح الباكر على الشاطىء اشخاصا ضخام الجثه بشعوا الخلقه يشبهون البشر فى هيئتهم و هم يخرجون من البحر.دب الذعر بالمراه التى كانت وحدها و ذهبت الى اقرب بيت لتخبرهم و لما عاد معها بعض الناس لم يروا احدا !

لكن سرعان ما جاء جاء خبر الى القريه هز مضاجع اهل القريه. و هو ما قيل عن مقتل التاجر ابو العبد سراج و قافلته اثناء قدومهم من دمشق .كان ابو العبد سراج تاجرا محبوبا فى القريه بسبب امانته . و كان من عاده ابو العبد سراج ان يرسل قوافل الى اماكن عديده, لكن بسبب اضطراب الاجوال تقلصت تجارته, و صار رجال قوافله يحملون معهم سيوفا و خناجر لحمايه القوافل من النهب .اول من ذاع الخبر فى القريه كانت ام جميل القراره التى لم يكن يخفى عليها اى شىء مما يحصل . حتى بات يقال فى القريه اذا اردت ان تعرف اسرار القريه فليس لك الا ان تذهب الى ام جميل القراره. لكن لا تنسى ان تحمل معك حلوى المشبك التى كانت تحبها ام جميل, و التى كانت قوافل القريه تحضرها عاده من مدينه نابلس..!
و حسبما عرفت من احد احفاد ام جميل انها شاهدت احد الجمالين و هو يصعد لاهثا طلعه العوينى التى تقود الى القريه . كان الرجل فى حاله فى غايه الارهاق. قدمت له ماء ليشرب ليلتقط انفاسه, و اخبرها انه الناجى الوحيد من القافله.سالته عن العبد ابو سراج و رفاقه فلم يجب .هرعت ام جميل لتخبر اهالى القريه بالخبر. اوقف الاهالى اعمالهم و تجمعوا فى ساحه القريه و قد خيم عليهم الحزن .كان ذلك قبل وقت قصير من هبوط ظلمه فجائيه احتار الناس بامرها فى وسط النهار, حيث صار من الصعوبه لاحد من سكان القريه ان يرى الاخر فى ذلك النهار العصيب.(يتبع)



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو حكم فيدرالى و برلمانى فى بلاد الشام
- بعض من الاخبار الغير مؤكده عن عوده ابو يوسف الفران !
- بعض من اخبار البلاد اثناء غياب ابو يوسف الفران!
- الى القوى الديموقراطيه و العلمانيه فى الاقليم العربى اتحدوا ...
- ملاحظات حول مفهوم الوطن !
- انها الحرب العربيه السوريه الثانيه!
- بعض من اخبار الزمن الذى سبق اختفاء ابو يوسف الفران
- الشرق و الغرب و صناعه خطاب التضاد! من اجل تعايش سلمى بين الش ...
- دعوه لعقلنه الاحتفالات التاريخيه!
- دعوه الى رجال الفكر و التربيه و السياسه العرب الى تبنى خيار ...
- الجذور التاريخيه المكونه لثقافه بلاد الشام الرافضه للفكر الش ...
- الاقليم العربى فى 2013
- المشرق العربى لم ينتج عبر تاريخه اسلاما سياسيا !
- ينبغى اعلان المشرق العربى منطقه كوارث حضاريه !
- نهايه سعيده
- ما روى عن التدبير الذى قام به ابو يوسف الفران فى ذلك اليوم ا ...
- حول الصراع الازلى بين المثقف و السياسه!
- بعض من الروايات التى سمعتها عن ابو يوسف الفران!
- 142 عاما على اوبرا عايده!
- هل ستعود الحضاره الى الشرق الادنى ؟


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - من اخبار ازمنه الفتنه قبيل عوده ابو يوسف الفران!