محمود الزهيري
الحوار المتمدن-العدد: 4315 - 2013 / 12 / 24 - 07:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هكذا يؤمنون .. هكذا يعتقدون .. بأن الله معهم .. يدبر لهم .. ويكيد معهم بإرادته .. يساعدهم في كل خطواتهم التي يخطوها بـ إتجاه مديرية أمن الدقهلية .. فكل خطوة يثاب عليها كل عضو من أعضاء العصابة , فيرتفع بها درجة , ويثاب عليها , وتحط عنه سيئة أو خطيئة .. الله معهم .. فهو صاحب التساهيل .. والتدابير .. فهو من أمرهم بأن يجهزوا المواد المتفجرة شديدة الإنفجار , وهو من أمرهم أن ينتصروا له من الإنقلابيين الفجار الكافرين , من المصريين , لذي خرجوا علي مرسي العياط , الذي هو مبعوث عناية الله , ورسول السماء لمصر , فكل من خرج ضده في 30 يونية , يعتبر لديهم , من الخوارج الكفار , والمشركين الفجار ..
وأنه لولا خروجهم في هذا اليوم المشئوم الذي أغضب الله في سماواته , وأغضب ملائكة العرش , وحملة الكتاب .. لولا هذا كله .. ماكان بمقدرة الخائن عبد الفتاح السيسي , حسب زعمهم , وحسب معتقدهم الإيماني المزيف , أن ينقلب علي مبعوث عناية السماء , محمد مرسي العياط ..
فكان لزاماً عليهم أن يستمعوا لأوامر الله , بأن يعيثوا في أرض مصر فساداً .. وأن يحرقوا مصر .. ويتلفوا ممتلكات المصريين , سواء الخاصة أو العامة .. وأن يستعملوا فقه الدم , والجهاد , والحرب , والقتال , ضد المصريين , لأنهم ليسوا بمؤمنين , وأموالهم , وأعراضهم , وأنفسهم مباحة لعصابة الإخوان المسلمين , والعصابات المؤيدة لهم , فكان لزاماً وفقاً لأوامر الله لهم , أن يطبقوا عقيدة الإستحلال للدم والعرض والمال .. وأن يطبقوا عقيدة " من لم يكفر الكافر , فهو كافر " ..
عقيدة الإستحلال تطبق الأن ضد القوات المسلحة المصرية , وضد الشرطة المصرية .. وكذلك ضد كل المصريين البسطاء ممن يعبروا عن غضبهم ورفضهم وكراهيتهم لعصابة الإخوان , والعصابات المساندة لهم في الداخل والخارج , ولذلك , تعددت جرائم القتل والحرق والإتلاف والتبديد ضد المصريين حسب منطوق عقيدة الإستحلال , وعقيدة التكفير ..
في ظل هذا الركام الإجرامي الإرهابي الدموي الهائل , تتسارع ألسنة اصحاب الضمائر الإرهابية المخنثة لتنفي العنف والإرهاب الدموي عن عصابة الإخوان والعصابات المساندة لهم , وتحاول أن تلصق كافة الجرائم إلي أجهزة الأمن المصرية , حتي الجريمة الإرهابية التي عملت علي تدمير مبني مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة , يبرر أصحاب الضمائرالمخنثة هذه الجريمة علي أنها من صناعة الأجهزة الأمنية , لينفي التهمة الإرهابية عن عصابة الإرهاب والعنف والإجرام المسماة بعصابة الإخوان المسلمين ..
إرهاب العصابات الدينية مازال يستخرج مبرراته _في القتل والحريق والإرهاب الأسود الذي يمارس ضد المصريين , _من الكتب الدينية , سواء كتب الفقه والتفسير والحديث , أو كتب السير والملاحم , ومن كتب قادة العصابات الدينية , ففيها الكثير الذي يستند إلي آيات من القرآن , وأحاديث من كتب السنة , ليبرر بها كل الجرائم الإرهابية ..
وراجعوا هذه الكتب , وهذه الفتاوي .. وهذه الندوات والمؤتمرات التي تعقد لتأكيد هذه المفاهيم الإرهابية في عقول الناشئة والمغيبين , وأصحاب المصالح الحقيرة لتجدوا لها صدي واسع لديهم , وتأثير متبع في آثاره علي كافة الأصعدة ..
كل الجرائم الإرهابية التي ترتكبها العصابات الدينية , تجد لها مرجعية في القرآن , ومردود في كتب السنة , وأثر من آثار الفتاوي المستندة علي تلك المراجع .. وببساطة شديدة , تجد أن العصابات الدينية , تلفها السعادة , حال إرتكاب أي جريمة من الجرائم الإرهابية ضد المصريين وضد أي إنسان مخالف لهم , لأنها حسب معتقدهمالإيماني المزيف , تكون قد نالت رضا الله , ورضا رسوله , وأنهم بهذا الإرهاب الدموي قد أوجدوا لهم مدخلاً في الجنة , وحجزوا قصوراً لهم بها, حيث القصور من ذهب وفضة , وحيث أنهار الخمر , واللبن , والعسل , وممارسة الجنس المقدس مع الحور العين , وكل هذا حسب المأثور , والمنشور في كتب التراث التي ينهل منها المنتمين للعصابات الدينية ..
في وجازة شديدة , وبلا مواربة في القول , وفي مثل هذا الظرف الآني , والمعاصر , يتوجب إتخاذ القرار السياسي الحازم , ضد كافة العصابات الدينية , ومطاردتهم في كل مكان , ومحاصرتهم , واتخاذ كافة التدابير الأمنية ضدهم , حفاظاً علي أمن وسلامة المواطنين والوطن , ويستتبع ذلك , حل كافة الأحزاب السياسية بمرجعيتها الدينية المزعومة , وخاصة أحزاب الجماعة الإسلامية , وتنظيم الجهاد , والأحزاب الإرهابية الأخري , وحل تنظيماتهم وجماعاتهم , وحل المؤسسات الدينية الخاصة بعصابة الإخوان المسلمين , وبالعصابات السلفية , وبعصابة أنصار السنة المحمدية , والجمعية الشرعية , وكافة الجمعيات والمؤسسات الدينية المرخص لها بالعمل , ومنعها من ممارسة هذه الأنشطة تحت هذه الأغطية المسماة بالدعوية والخدمية ..
ووضع عصابة الإخوان المسلمين علي قوائم عصابات الإرهاب الدولي , وملاحقة أعضائها , ومصادرة أموالها في الداخل والخارج ..
يتبقي أمر أخير .. وهذا يتعلق بالمواد الدراسية بالمعاهد الدينية الأزهرية , وجامعة الأزهر , والتي يتوجب مراجعاتها جميعاً , سواء المتعلقة بالحرب والجهاد والقتال , أو المتعلقة بغير المسلمين والأحكام الخاصة بهم , والتي أخترعها أناس أسميناهم بالعلماء والفقهاء والمشايخ , وأنعتناهم بصفات ما أنزل بها العقل أو الله من سلطان ..
إرادة التحرر تبدأ بقرار سياسي , حتي تتطهر مصر من الإرهاب والعنف , والعنصرية والتمييز , وتتحول من دوائر الإيمان المزعوم بدرجاته اللونية المتناقضة , إلي دائرة واحدة فقط , وهي دائرة المواطنة , والمساواة في المواطنة , وليكن كل مواطن حر في اختيار معتقده الديني , وتجريم كافة الرموز الدينية حال استخدامها كأداة للإساءة من جانب مواطن ضد مواطن آخر .
وفي النهاية .. يتبقي سؤال :
هل الله راض عن الإرهاب والإرهابيين الذين أرتكبوا جريمة تفجير مبني مديرية أمن الدقهلية , وما ترتب عليه من جرائم قتل وجرح وإصابة البعض بعاهات مستديمة ؟!
وهل حقاً .. من ارتكبوا هذه الجرائم سيكون الله راض عنهم , وسيكون مثواهم الجنة كجزاء لهذه الجريمة ؟!
وهل هذا الفعل الإجرامي جعل السماء في بهجة وسرور , وأنها تنتظر المزيد والمزيد من العنف والدم والإرهاب !؟
إنهم هكذا يؤمنون .. بل هم يعتقدون .. !!
.
#محمود_الزهيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟