أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - أحكام النزاعات المسلحة في الإسلام














المزيد.....

أحكام النزاعات المسلحة في الإسلام


حسين عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4311 - 2013 / 12 / 20 - 22:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    






إن رسالة الإسلام هي رسالة عالمية موجهة لكل الشعوب, وقد أسهمت الحضارة الإسلامية في لحضارة العالمية, وللإسلام نظرة تختلف عن تلك التي يأخذ بها القانون الدولي الوضعي حول السلم والحرب بالوقت الحاضر في ظل وجود سياسة القطب الواحد المتمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية. لقد كانت الأديان السماوية الثلاثة هي من وضع الأساس الفكري والنظري لحقوق الإنسان. أعتبر الإسلام الإنسان أهم ما في الكون, ولذلك يولد حرا, ولم يفرق الإسلام بين الفرد المسلم والفرد الغير مسلم الذي يعيش في كنف الدولة الإسلامية متمتعا بالحقوق, حقه في الحياة والملكية وحرية التعبير والفكر والمعتقد والتنقل داخل أقاليم الدولة, وحق ممارسة العمل...الخ.
يتمتع غير المسلم في ظل الدولة الإسلامية بالحقوق والحريات المكفولة للمسلمين دون أي تمييز, وقد كفلت الشريعة الإسلامية حقوق الإنسان أثناء الحروب والنزاعات, ودعت إلى إحلال السلام, والحروب لا تقوم إلا للضرورة.
إن مجموعة الأحكام المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية تهدف إلى حل المشكلات الإنسانية بصورة مباشرة دون اللجوء إلى استخدام القوة, وربطت الشريعة الإسلامية إعلان الحرب في حال غطرسة العدو وتجاوزه للحقوق الإنسانية, وأوصى الإسلام بحماية الحقوق الإنسانية, ونظم علاقة الإسلام مع الشعوب أبان فترات السلم, وشدد على هذه المعاملة أبان فترة الحرب.
قال الله تعالى: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرا وأحسن تأويلا.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتل النساء, فعن رباح بن ربيعٍ قال: كنّا مع رسول الله في غزوةٍ، فرأى النّاس مجتمعين على شيءٍ, فبعث رجلاً فقال: انْظُرْ: علام اجْتمع هؤُلاءِ فجاء, فقال: على امرأةٍ قتيلٍ. فقال: "ما كانتْ هذِهِ لِتُقاتِل". قال: وعلى المقدِّمة خالد بن الوليد؛ فبعث رجلاً فقال: "قُلْ لِخالِدٍ: لا يقْتُلنّ امْرأةً ولا عسِيفًا.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أوصي الخليفة بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعلم لهم حقهم,ويحفظ لهم حرمتهم, وأوصيه بالأنصار الذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم وأن يعفوا عن مسيئهم...الخ ولما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه فتشوا خزانته فوجدوا فيها صندوقا مقفلا ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوب فيها (هذه وصية عثمان.. بسم الله الرحمن الرحيم.. عثمان بن عفان يشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له, وان محمدا عبده ورسوله, وان الجنة حق, وان النار حق...الخ .
كتب علي بن أبي طالب رضي الله عنه, عهدا لبعض أصحابه أما بعد فلا تطولن حجابك عن رعيتك, فان احتجاب الولاة عن الرعية شعبة من الضيق, وقلة علم من الأمور, والاحتجاب يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه, فيصغر عندهم الكبير, ويعظم الصغير, ويقبح الحسن, ويشاب الحق بالباطل وإنما الوالي بشرلا يعرف ما توارى الناس به...الخ.
يدعو الإسلام إلى ضرورة مراعاة القواعد الإنسانية في معاملة الأعداء, بالقول: لا تقتلوا مدبرا, ولا تصيبوا معورا, ولا تجهزوا على جريح, ولا تهيجوا النساء بأذى وان شتمن أعراضكم, وسببن أمراءكم, فأنهن ضعيفات القوة والأنفس والعقول.
الإسلام لا يتبنى قاعدة ويل للمغلوب التي طبقتها كثير من الدول بل يدعو إلى الرحمة والعفو عن المغلوب, ومبدأ النهي عن التمثيل بالأعداء, ويمنع الإسلام المثلة أو نقل أعضاء من جسم الموتى, قال صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة, وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح.
قال الله تعالى: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به, ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبروا وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم, ولا تك في ضيق مما يمكرون. قالوا: ولأن القتل إنما وجب في مقابلة الحراب, لا في مقابلة الكفر, ولذلك لا يقتل النساء ولا الصبيان ولا الزمنى ولا العميان ولا الرهبان الذين لا يقاتلون, بل نقاتل من حاربنا.
أكد فقهاء المسلمين على مبدأ عدم إلحاق أوجه المعاناة غير المقيدة, ويتضح ذلك من خلال ما ورد في وصية عمر بن الخطاب إلى أمراء الجيوش ولا تسرفوا عند الظهور وأكد على ذلك علي بن أبي طالب بقوله: إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للمقدرة عليه.
إن الدعوة الإسلامية في بدايتها مثلت لكفارقريش تطرفا وخروجا عن المألوف (أي ما وجد عليه ابائهم واجدادهم). إذا التطرف ليس مقتصرا على الحركات الإسلامية فقط وهناك شواهد على ذلك في عالمنا العربي لقد اقتصرت العلمانية العربية على الفصل بين الدين والدولة فقد تمت تحت شعارلادين في السياسة ولا سياسة في الدين, وعلينا أن نميز بين التطرف والعنف, فالتطرف الفكري هو أن يرى البعض ما يعتقد به هو الصواب, وهذا التطرف لا يثير القلق ما دام في ظل اطار القانون والمشروعية, وهناك التطرف العملي باللجوء إلى العنف والارهاب لفرض فكر ما على الأخرين بالقوة وهذا العمل مرفوض ومدان ومن ابرز الأسباب وراء هذا التطرف القوى الاستعمارية على امتداد القرن الماضي, ومضافا لذلك سياسة الأنظمة الديكتاتورية المعتمدة على الظلم والفساد وقمع الحريات وكذلك فشل الأحزاب الثورية واليسارية في قيادة المجتمع.
يؤخذ على الحركات الإسلامية هوسها المستمر في السلطة علما بأن هذا الهوس موجود عند معظم الأحزاب والتيارات السياسية في المنطقة العربية, كما ويبرز فشلها من خلال استخدامها الوسائل الدموية القتل والارهاب مع الأحزاب المنافسة لها كما هو الحال في كل من سوريا والعراق والحبل على الجرار, وبعد سقوط المنظومة الاشتراكية عززت الحركات الإٌسلامية دورها في مواجهة كل القوى السياسية الموجودة في العالم الثالث , وفي العقدين الأخيرين من القرن الماضي تبنت الحركات الإسلامية العمل السياسي العلني بدلا من العمل السياسي السري.



#حسين_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسس الفلسفية للقومية العربية
- خصوصية الثقافة العربية
- الحرية بين الحضارة الغربية والإسلامية
- دور النفط في الصراعات السياسية
- ابرز مشكلات العالم الثالث السياسية
- الأسرى في القانون الدولي الإنساني
- إرهاب الدولة بين حزبية النظام وعسكرته
- أفكار وآراء نيكولا ماكيافيلي عن الدبلوماسية
- الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي
- الترابط ما بين العلاقات الدولية والسياسة الخارجية والسياسة ا ...
- الحرب العادلة
- أين دور الأمم المتحدة من الأسلحة المحظورة دوليا
- أنا في التيه منفرد
- المشاكل التي تثير قلق الانسان في عالمنا العاصر؟
- السمات المشتركة للنظم السياسية العربية
- الوضع الاقتصادي في المجتمعات العربية
- خصائص الأحزاب العربية
- الأحزاب السياسية في العالم العربي
- أسباب الاحتجاجات في العالم العربي
- المنازعات الداخلية والمنازعات الدولية


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - أحكام النزاعات المسلحة في الإسلام