أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - آخر رسالة إلى صديق بعثي مخضرم














المزيد.....

آخر رسالة إلى صديق بعثي مخضرم


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 13:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


آخـــر رسالة إلى صديق بعثي مخضرم
صديقي الذي ينشر مسائياته على الفيسبوك يشرح آخر محاولاته لزواج البعث والأخوان وكل تفرعاتهم من جديد.. مضحيا بالعلمانية...
وهذه رسالتي له.
بعد مقالك هذا. كلي قناعة أن أفكارك السياسية والفلسفية, لا تقل خطرا عن الفكر السلطوي الديني الراديكالي المتطرف. بل عندي قناعة أن البعث السوري, خلال الثلاثين سنة الأخيرة, وبعد اصطداماته ومحاولاته تصفية الأخوان المسلمين.. طبق نظرياتك البراغماتية المسايرة هذه.. وتحالف معهم ســرا ثم علانية. فاتحا لهم جميع أبواب مصالحه الانتفاعية والوزارية. وتشاركا بمتابعة إفساد البلد وأجياله.. وذلك بمحاربة كل المحاولات العلمانية الحقيقية ومبادئها الإصلاحية التي تبقى السبيل الوحيد والأكيد لاستئصال ســرطانات التعصب الديني الفاشي, الذي ســاهم البعث وألأخوان بمتابعة دســه بــدم هذه الأمة... وشعب الغلابة... حتى وصلنا إلى هذه الجورة الموحلة المعتمة اليوم من هذه الحرب الأثمة التي تدور رحاها على أرض بلدنا المنكوبة المهدمة...بسبب تضارب مصالحهما.. وحربهما الغبية للسيطرة على السلطة.. وما يتفرع منها من مكاسب وزعامات شخصية.
قناعتي يا صديقي إن إصرارك وإعطاءك هذا النوع من التفاسير وهذا النوع من الحلول بانتقاد العلمانية الواعية الكاملة.. وترك الأبواب والنوافذ والطاقات والمزاريب للتغلغل الطائفي والديني الهدام.. هو سبب هام ومتابعة مقصودة.. أو غير مقصودة لمتابعة المشكلة.. حتى تدوم أساليب تجارة الفكر الرأسمالي الذي تمثله وترعاه... والذي يعاكس المبادئ الرئيسية, في بداية البدايات, لهذه السلطة أو ما تبقى من تبشيراتها, والتي ما زلت تدافع عنها..(وحدة ــ حـريـة ــ اشتراكية). هذه الواجهة العتيقة التي لم يعد يؤمن بها أحد.. وحتى أنت... هذا الشعار المعادلة المتعاكسة.. وهذا التضارب ســبــبـا جزءا هاما ورئيسيا من المشكلة.. خلال أكثر من خمسين سنة... وحتى هذه اللحظة.. إذ يحاول كل منكما.. البعث والأحزاب الإسلامية, بأشكالها العجيبة الغريبة على الأرض اليوم.. أن تتحول إلى ديناصورات متوحشة تاريخية قديمة حجرية, ليأكل كل منهما الآخر... مبتلعا بنفس الوقت ــ كمقبلات ــ كل ما يتنفس ويوجد على أرض سوريا الحزينة المنكوبة... من بشر أو حجر!!!...
يا صديقي... بهذا الجو الغاباتي الافتراسي الديني... وتطبيقاته التي تبتعد عن مبدأ السلام والحريات الإنسانية.. التعصب الديني الذي تريد التزاوج والتحالف معه.. وما رأيناه منكم ومنهم, هو الخطر الداهم, والذي يتطور يوما عن يوم, بالإضافة إلى الغباء والتراجع والانحطاط الفكري الغيبي الذي أغرقتم به شعبنا خلال خمسين سنة, وما ولد منه من فساد وخيانات ومصالح ومشاركات تــاخــة.. أوصلتنا بلا أي شــك إلى هذه الجورة الموحلة المعتمة التي نعيشها اليوم...
لذلك أطلب منك إعادة قراءة مسائياتك, لا لانعدام نقاطها وفواصلها وتراكم أخطائها الإملائية والمطبعية.. إنما لانحرافاتها الفكرية الخطيرة, وأخطائها التاريخية واتجاهاتها إلى مصالحات واتفاقات فلسفية وسياسية واجتماعية وخطيرة, بين من تدافع عنهم بوفاء وولاء مستمر, نظرا لآمالك بعودة الزعامات والمصالح والمنافع.. وكل السوابق العتيقة, وبين الأخونجيين ومصالحهم وتفرعاتهم وهياكلهم.. وتجار فتاويهم...
ولا أمل لسوريا المستقبل.. وما نأمل مما سوف يتبقى من جسدها المتعب المنكوب, من إمكانيات بناء تطور وحياة وحضارة.. إلا بنظام تشريعي علماني كامل.. لا يعتمد سوى على نظام المواطنة.. والمواطنة فقط.. من قاعدة الهرم حتى قمته... دون أي تمييز أو تفضيل أو أولوية, أو ضرورة امتياز لأية طائفة على أخرى.. ولا على أية إثنية من التي تعيش على الأرض السورية على أخرى... رغم الصعوبات والكركبات الطائفية والفكرية التي زرعتموها بالفكر والثقافة والمجتمع السوري و التي تحولت إلى لا فكر وغياب كلي واضح لأية ثقافة.
أعرف أن الطريق ستكون صعبة في البدايات.. ولكن العلمانية وثقافة حرية الفكر والاختيار والتعبير, جديرة بــحــل هذه الصعوبات وغيرها... وخاصة إذا قادها جيل جديد نظيف واع... بعيد كل البعد عن أفكاركم وأساليبكم الديناصورية المنقرضة...
أعترف لك بأنني حاولت إعادة كتابة هذه الكلمات, بأقل حــدة. وأعدتها.. وأعدتها.. ولكنني لم أستطع الابتعاد عن هذه الحقائق الثابتة, بكل ما ذكرت. وإن ابتعدت عنها, فإني سـأبتعد عن كل ما أؤمن... وهذا ما لا أستطيعه.. ولو أنني أريد المحافظة على صداقتنا.. واحترامي لك.. بكل فولتيرية حقيقية صادقة. وكم كنت أتمنى لو أتيحت لمن تبقى من مفكرينا إمكانية النقاش ولقاء الأفكار وتضاربها, في بلدنا, خلال السنوات الحزينة الماضية... مــثــلــنــا.. أنـــت وأنا... لما وصلنا اليوم إلى هذا التسونامي المعتم, الذي قتل كل آمل بحريات إنسانية حقيقية طبيعية.. على أرضنا المحروقة.
أخيرا.. كم أتمنى لو تشاهد وتسمع هذا الجزء البسيط من محاضرة الشاعر الرائع الواقعي الحضاري أدونيس في مدينة أمستردام...
http://www.youtube.com/watch?v=FYiYvHI4rzU
قد تفهم بعضا من أسباب تمسكي بأفكاري...
وحتى نلتقي... لك ديمومة مودتي.. وكل أسفي وحزني.. لأن أفكارنا لا تلتقي... ولك مني من جديد ديمومة مودتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.
بــــالانــــتــــظــــار....
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومودتي واحترامي وولائي... وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانتظار Genève 299
- الحضارة... والحروب... والعكس!!!...
- عيد رأس سنة سورية؟!...
- أصوات مخنوقة من البلد الحزين
- غول.. أردوغان.. وأوغلو... والحجاب التركي
- صرخة... في وادي الطرشان
- قصة صديقي فادي... درس شجاعة
- بين حانا ومانا... الحرب مستمرة.
- مات صديقي
- الرئيس بشار الأسد مع غسان بن جدو
- الطائفية... آخر وأخطر أسلحة الدمار الشامل
- حب وحرمان.. واحتلال واضطهاد.. فيلم فلسطيني اسمه عمر
- مجند سوري.. ضحية بريئة...
- تسعة أيام عطلة
- معايدة و نداء
- جائزة نوبل للسلام.. والزيوان البعثي...
- تجارة الرقيق السوري.. الأبيض و الأسود.
- رسالة إلى السيدة الرائعة فلورنس غزلان
- أحجار دمشق...
- ماذا يجري على الأرض السورية؟.. وهامش حزين آخر


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - آخر رسالة إلى صديق بعثي مخضرم