أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - إذا كان بيتك من زجاج فلا تضرب المالكي بحجر !














المزيد.....

إذا كان بيتك من زجاج فلا تضرب المالكي بحجر !


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 14:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



القول (إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بحجر) يستهدف سياسيا, التأسيس لسلوك هو نقيض تماما لما يحمله على السطح من إيحاءات تبدو وكأنها ذات مقاصد أخلاقية, حتى أنه ليس خاليا من تلك المقاصد فحسب وإنما هو نقيضا لها. وهوعلى الصعيد السياسي يتجاوز النوايا الطيبة إلى أهداف ذات مضامين قمعية وإبتزازية.
والأمر يبدو لي وكأنه أصبح حالة سلوكية سيئة للنظام السياسي الحالي الذي يقوده المالكي, بحيث أنه بات يؤمن أن الطريق الأفضل للبقاء في سدة المنصب لا يأتي مطلقا من خلال الخدمات التي يقدمها للناس, بكفاءة مهنية وبوحي من إلتزامات أخلاقية رصينة, وأنما من خلال الملفات التي يحتفظ بها ضد خصومه أو منافسيه, والمعدة ليس لأغراض المحاسبة القضائية والأخلاقية, وإنما لغرض قمع الخصم وردعه في اللحظة التي يفكر فيها بإنتقاد الحكم, فكيف به إذا أراد أن يذهب إلى المواجهة.
هناك أمثلة كثيرة على وجود فاعل ونشط لهذه السياسة, وبينما يمكن القول ان نظام الدعوة لم يكن من إخترعها, إلا أن بإمكاننا القول أنه أكثر الأنظمة على وجه الآرض إستعمالا لها حتى كأنه لم يعد يملك وسيلة غيرها للدفاع أو الهجوم.
في شرقنا المتخلف تكاد جميع الأنظمة السياسية أن تكون حريصة على بقاء سلاح الملفات التشهيرية أحد أفضل ما إهتدت إليه وخاصة تلك التي تخص التشهير "الجنسي" وذلك لتعطيل وشل إرادة الخصوم. ونعلم أن أمرا كهذا لا يثير شهية الغربيين كثيرا, لأن مجتمعاتهم لا تختزل الأخلاق بمفهوم سطحي أو بإتجاه واحد, فالكذب سيد الخطايا ومنه يبدأ الماراثون, أما نحن فبإمكان الحاكم أن يقطع هذا الماراثون جيئة وذهابا ثم يعقد مؤتمرا صحفيا يتحدث فيه عن الأخلاق الفاضلة بطلاقة لسان وحلو بيان.
لسنا هنا بصدد البحث في موضوعة الجنس وعلاقاته بمفهوم الأخلاق على اساس تحديد من هو الأفضل في التعامل معها, إذ أن لكل مجتمع خصوصياته السلوكية التي تحدد الصواب أو الخطأ على ضوء الثقافة الإجتماعية ذاتها, لكن جوهر الموضوع هنا يكمن في أخلاقيات التعامل مع الأخطاء, فقد يكون هناك إقتراب خاطئ من حالة صائبة, فالنظام الديمقراطي يؤكد على ضرورة معالجة الخطأ, أي خطأ, وحتى لو كان رئاسيا, بصيغ شفافة وأخلاقية في ذات الوقت. وإزاء الأحداث الهامة فإن طبيعة المعالجة هي التي تكشف عن طبيعة النظام وتحدد صلاحيته أو عطبه, وإذ يحاسب الرئيس بأشد ما يحاسب المواطن إذا ما أصيب بعيب أخلاقي, وإذ تذاع محاسبته على العلن من قبل مؤسسة لها صلاحيات قانونية كالكونغرس فإن الخوف على البناء الأخلاقي للنظام والمجتمع سيتراجع كثيرا.
مع أنظمتنا نرى العكس, فالتعامل مع الملفات الشخصية للخصوم والمنافسين غالبا ما يتم بصيغة شائنة, وبما يربك المشهد الأخلاقي بكامله, فهو ليس طريقة لردع ممارسة خاطئة وإنما هو طريقة إصطياد يراد منها التهديد والإبتزاز والقمع والإسقاط,.
أما أضرار هذه الحالة فلا تبقى بحدود الشخص الذي تستهدفه وإنما هي تنال من أمن الناس ومستقبلهم, لأن طبيعة المشاكل التي يواجهها العراق وأهله حاليا قد وضعت في يد أساتذة فن القمع الفضائحي أسلحة لا تهدد فقط الأشخاص التي تتوجه للنيل منهم وإنما تهدد مصير الناس جميعا. إن التهم التي تُأَرْشَفْ لحين إخراجها عند الحاجة لم تعد تهما ذات طبيعة شخصية, كأن تتعلق بفضيحة جنسية شخصية, وإنما هي ذات علاقة بقضايا بأمن البلد كحالة الإرهاب مثلا, أو حالة سرقة المال العام, ولنا في الطريقة التي يتعامل بها المالكي مع الصدريين خير مثال, فهم طيبون وأفذاذ ما ظلوا تحت الطاعة, لكن الويل لهم حينما ينتقدون سياسته, حين ذلك سيعيد المالكي قصة معركة البصرة, وكبف كان الصدريون قتلة, ناسيا بهذا أنه يدين نفسه, فهؤلاء (القتلة) هم الذين ساهموا بإيصاله إلى سدة الحكم, وبرضائه التحالف معهم يكون كمن إرتضى لنفسه التحالف مع القتلة.
وسيظل الصدريون طيبين إذا لم يضربوه بحجر, أما إذا فعلوا فسيكون مفيدا تذكيرهم بان بيتهم من زجاج



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة المالكي المفاجئة من واشنطن .. محاولة للقراءة
- وراء كل عظيم إمرأة.. إختراع ذكوري مخادع, وبإمتياز
- في زمن خيبات الأمل وادلهام العتمة .. عبدالحسين لعيبي وعمر ال ...
- في واشنطن.. أربعة أسئلة ليست بريئة في مواجهة المالكي
- يا لثارات الحسين .. معك يا عبدالحسين, نعم معك
- السيد أحمد الصافي ومفهوم التعايش السلمي بين العراقيين
- غزوة الخضراء .. نهاية سياسية وأخلاقية لنظام ينتظر نهايته الق ...
- وثيقة الشرف .. أم وثيقة -الكَرِف-
- أحمد العلواني ..ذبَّاحا.
- الكيميائي .. إعادة الحدث السوري إلى عالميته
- أوباما على خطى كلينتون .. الضربة العقابية
- خط أوباما الأحمر.. وما تحته
- مرة أخرى.. حول رفع صور الخميني وخامئني في الشوارع العراقية
- الطائفية والإرهاب .. جريمة الخط السريع
- قراءة في الموقف السعودي الداعم للثورة المصرية
- المسطرة والفرجال.. وقضايا الديمقراطية
- دروس من مصر.. صراع الهويات وصراع البرامج
- الديمقراطية .. فاتنة أم فتنة
- أخوان مصر.. نجاح في الفشل
- عوامل ساعدت الأخوان على الفوز في إنتخابات الرئاسة المصرية


المزيد.....




- اصطدمت بسيارة أخرى وواجهته بلكمات.. شاهد ما فعلته سيدة للص س ...
- بوتين يوعز بإجراء تدريبات للقوات النووية
- لأول مرة.. دراجات وطنية من طراز Aurus ترافق موكب بوتين خلال ...
- شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية: العرب عموما ينتظرون من الرئي ...
- بطريرك موسكو وعموم روسيا يقيم صلاة شكر بمناسبة تنصيب بوتين
- الحكومة الروسية تقدم استقالتها للرئيس بوتين
- تايلاند.. اكتشاف ثعبان لم يسبق له مثيل
- روسيا.. عقدان من التحولات والنمو
- -حماس-: اقتحام معبر رفح جريمة تؤكد نية إسرائيل تعطيل جهود ال ...
- مراسلنا: مقتل 14 فلسطينيا باستهداف إسرائيلي لمنزلين بمنطقة ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - إذا كان بيتك من زجاج فلا تضرب المالكي بحجر !