أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - من سيسل دى ميل إلى يوسف شاهين















المزيد.....

من سيسل دى ميل إلى يوسف شاهين


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 21:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



فى عام 1999عرضتْ بعض دور السينما المصرية فيلم ( أمير مصر) إخراج المخرج ستيفن سبيلبيرج (أمريكى الجنسية صهيونى الهوى) الذى سبق أنْ أخرج فيلم (قائمة شندلر) الذى روّج فيه لمبالغات الصهيونية الدينية عن أفران الغاز النازية. ورغم أنّ جرائم النازية ضد الشعب اليهودى حقيقة لا يكن للعقل الحر أنْ ينكرها ، إلاّ أنّ الفيلم تعمّد (بأسلوب فنى مُبهر) أنْ يجعل المـُشاهد يتعاطف مع اليهود الذين هاجروا من ألمانيا ومن كل أوروبا وساهموا فى احتلال فلسطين. مع الايحاء (الفنى) بأنّ حرائق هتلر ضد اليهود تعطى إسرائيل المُبرر لاستنزاف موارد الشعب الألمانى فى شكل منح تكفيرًا عن جريمة لم يرتكبها أحفاد هتلر. ولكن أخطر ما فى الفيلم هو أنْ ينسى المُشاهد مأساة الشعب الفلسطينى.
أما فيلم (أمير مصر) فهو مُعالجة سينمائية (كرتون مُبهر للأطفال وللكبار) لأكذوبة روّج لها بعض الكـُتاب الصهاينة تقول إنّ ((النبى موسى تربى مع رمسيس الثانى على أنهما شقيقان)) وعندما يكبران يعلم موسى أنه ليس ابن (فرعون) وإنما هو واحد من أبناء العبرانيين الذين يعملون فى بناء الأهرام والمعابد تحت سياط المصريين المُتوحشين. وركـّز الفيلم على أنّ موسى هو المُصمم العبقرى لكل ما أبدعته الحضارة المصرية. ويضع فى إصبعه خاتم كبير مهندسى الدولة. مع تكرار لقصة خروج بنى إسرائيل من مصر كما وردت فى العهد القديم. وينتهى الفيلم بانتصار الخير(موسى ومن معه) على الشر(فرعون والمصريين) وبعد خروج اليهود من مصر، والتأكيد على أنهم بناة الحضارة المصرية ، فإنّ الفيلم ركــّز على ما جاء فى التوراة عن العقاب الذى أنزله ربهم على المصريين ، والمتمثل فى تحويل أرض مصر ونيلها إلى دم وبعوض إلخ وبالتالى تكون رسالة الفيلم أنه : إذا كان اليهود هم الذين شيّدوا الحضارة المصرية ، فإنّ مصر ملكُ لهم خاصة وأنّ إلههم دمّر مصر وقتل كل المصريين ( لمزيد من التفاصيل عن هذا الفيلم راجع مقالات أ. عادل حموده – صحيفة الأهرام 6، 27فبراير، 6مارس 99)
ورغم أنّ الثقافة المصرية السائدة لم تهتم بالرد على تلك الفكرة الخبيثة التى حاول سبيلبيرج ترويجها فإنّ (طالبًا جامعيًا) اسمه (حسام فتح الله) أرسل رسالة إلى بريد الأهرام بعد مشاهدته الفيلم ، تنم عن وعى قومى يفتقده كثيرون من (كبار) الكتاب (المصريين) والرسالة طويلة أقتبس منها ((إذا ربطنا بين فكرة الفيلم وبين الادعاءات المتكررة بأنّ اليهود هم الذين بنوا الأهرام ، بل وبنوا حضارة مصر لوجدنا أنّ هناك يدًا خفية تغزل بمهارة شديدة خيوط مؤامرة لتهويد حضارة مصر، وإرجاع مجدنا وحضارتنا إلى اليهود. ومن خبث من هم وراء هذا الفيلم أنه فيلم كرتون . فإذا كنتُ أنا الشاب 21عامًا قد انبهرتُ به، فماذا يفعل هذا الفيلم بالأطفال فى أنحاء العالم؟ بالقطع سينبهر الأطفال ويصدّقون ما ورد به على أنه حقيقة. ونجد أنفسنا بعد جيل أو إثنين قد أخذنا هذه الادعاءات على أنها مُسلمات لا تحتاج لجدال)) (بريد الأهرام 25/1/99)
000
إنّ سبيلبيرج فى عام 99كان يُكمل نفس المُخطط عندما أخرج الأمريكى الصهيونى (سيسل دى ميل) فيلم (الوصايا العشر) عام54 وهو تكرار لمزاعم اليهود عن الاضطهاد فى مصر القديمة. وهذا الفيلم (بالذات) يضع المزيد من الملح على جرح الوطن، فقد تم تصويره فى مصر عام 54(أى بعد سيطرة ضباط يوليو على حكم مصر بعاميْن) وأنّ ((مجاميع الكومبارس كانت من جنود الجيش المصرى)) (الناقد السينمائى مصطفى درويش- فى كتابه أربعون سنة سينما- صندوق التنمية الثقافية- عام 2003- ص 101) والدرس هنا أنّ ضباط يوليو تصرّفوا مع الشركة المُنتجة لفيلم (الوصايا العشر) بأحد إحتمالين لا ثالث لهما : الأول تكليف أحد المُختصين بقراءة ومراجعة سيناريو الفيلم ومتابعة تصوير المَشاهد ومراحل التنفيذ ، وبالتالى وافقوا عليه ، وإما أنّ الضباط لم يهتموا (سواء بقراءة السيناريو أو حتى الاطلاع على مضمون الفيلم) مع أنّ هذا حق أصيل لمصر بمراعاة أنّ التصوير تم على أرضها. ومع ذلك سمح ضباط يوليو باستخدام جنود الجيش المصرى فى فيلم معادى لشعبنا. وأيًا كان أحد الاحتماليْن، فإنّ المسئولين فى تلك الفترة الحالكة من تاريخ مصر، شاركوا فى ارتكاب جريمة انتاج فيلم تعمّد صانعوه تشويه الوجه الحضارى لمصر.
000
وإذا كان بعض المخرجين الأمريكان لهم ميول صهيونية، ويحرصون على إعادة انتاج ما جاء بالديانة العبرية (اليهودية والمسيحية والإسلام) عن (اضطهاد اليهود) فى مصر، ثم مزاعم الصهيونية الدينية التى ذهبتْ فى مغالاتها بأنّ اليهود هم بناة الحضارة المصرية ، فلماذا فعل مثلهم مخرج (مصرى) وصفته الثقافة المصرية السائدة البائسة والمُنحطة ب (المخرج العبقرى)؟ ذلك أنّ يوسف شاهين أخرج فيلمًا بعنوان (المُهاجر) وكتب على تتر النسخة العربية أنه لا علاقة له بالتوراة ، بينما كتب على تتر النسخة الفرنسية أنه عن قصة (النبى يوسف) فى مصر. ولكنه وقع فى فخ (خيانة الذكاء) لأنه تصوّر أنه الوحيد الذى يُجيد اللغة الفرنسية فى مصر كلها. والأخطر فداحة أنه لم يكتف بأنْ مشى وراء سيسل دى ميل وقلــّده حرفيًا، إنما زايد عليه.
إنّ (رام) بطل (المهاجر) يُمثل شخصية يوسف التراثى . والفيلم تكرار لمزاعم اليهود كما وردتْ فى الديانة العبرية ضد مصر، فالمصريون فى الفيلم وحوش ، تـُعبّر وجوههم عن القسوة وفى أيديهم السياط ، و(الفرعون) أبله. والفنان المصرى مصاب بداء اللواط (وهى عادة عبرية ولم تعرفها الحضارة المصرية باعتراف علماء علم المصريات (من بينهم – على سبيل المثال – العالم أدولف إرمان فى كتابه " ديانة مصر القديمة- ص 95 " ومارسها العبريون باعتراف الديانة العبرية) وفى المقابل فإنّ رام (= النبى يوسف) هو الذى علــّم جدودنا الزراعة. وركــّز الفيلم على قطعة أرض عجز المصريون عن زراعتها. فإذا ب (رام) هو الذى يقود فريق العمل. وفى نهاية الفيلم تنجح خطته (العبقرية) وتتحول الصحراء الجرداء إلى جنة خضراء، فى اسقاط واضح على ما فعله الإسرائيليون فى سيناء بعد احتلالها عقب كارثة بؤونة / يونيو67. وبالتالى فإنّ رسالة الفيلم هى : أنه لا مفر من الاستعانة بالخبرة الإسرائيلية ولا بأس بالعمالة المصرية.
إنّ يوسف شاهين زايد على ما جاء فى التوراة وعلى ما جاء فى القرآن. إذْ لا يوجد أى ذكر فيهما على أنّ (النبى يوسف) علــّم المصريين الزراعة. وإنما كان دوره فى هذيْن المصدريْن هو تخزين الغلال فقط لمواجهة سنوات القحط . ففى القرآن ((قال اجعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم)) (يوسف/55) وفى شرحه لهذه الآية ذكر الطبرى ((فى قوله (أى يوسف) اجعلنى على خزائن الأرض. قال على حفظ الطعام. إنى حفيظ عليم . فولاه الملك ذلك)) (تاريخ الطبرى المعروف بتاريخ الأمم والملوك- مؤسسة الأعلمى للمطبوعات- بيروت- لبنان- ط 4- عام 83- ج1- ص 243) وهو ذات المعنى الذى ورد فى التوارة (تكوين : 41- 33- 36) وإذا كان (النبى يوسف) باعتراف الديانة العبرية (راعى غنم) (تكوين :37- كمثال) فإنّ السؤال هو : كيف يمكن مخاطبة العقل البشرى وإقناعه بالتزوير(وهو تزوير ضد النصوص التى اعتمد عليها المخرج وضد وقائع التاريخ وضد المنهج العلمى) بأنّ راعى الغنم علــّم الزرّاع الزراعة؟
إنّ التوجه الأيديولوجى يختلف عن لغة العلم : فكتب أ. شفيق مقار أنّ ((سجلات التاريخ توقفنا على أنّ المصريين لم يعرفوا نظام تخزين الغلال من أقدم العصور فحسب، بل عرفوا أيضًا نظام تخزين المياه ، والمثال الحى على ذلك فرعون الأسرة الثانية عشر أمنحتب الثالث وخزان المياه العظيم فى منخفض الفيوم. أما الحبوب- كالذرة والشعير- لا القمح وحده- فهذا ما كان المصريون يفعلونه منذ عهد المملكة القديمة)) (قراءة سياسية للتوراة- رياض الريس للنشر عام 91ص89)
أما عالم المصريات الكبير أدولف إرمان فكتب ((فى نهاية الحصاد ، كان مستخدمان من مستخدمى المزرعة هما (كاتب الصوامع) و(كيّال الغلال) يأتيان وبعد أنْ يؤدى كل منهما عمله ، فيُكيّل الكيّال أكوام الغلال ، ويقوم كاتب الصوامع بتسجيل ذلك ، وكانت الغلال تؤخذ إلى الصوامع ، وكانت الصوامع – على مر العصور- تـُبنى على نفس النسق)) وأضاف إرمان أنّ ((المصريين كانوا يزرعون الخضر. وقد ذكر العهد القديم على ألسنة الخارجين (من اليهود) من مصر عندما جاعوا فى القفر وافتقدوا قدور اللحم والسمك وغيره مما كانوا يأكلونه من أرض مصر مجانــًا وأنّ المصريين زرعوا مختلف الخضروات والقثاء والبصل والثوم والبطيخ)) وكان تعقيب أ. مقار ((فالمصريون كما ترى لم يكونوا فى حاجة إلى عبد عبرانى من البدو الرحل الرعاة كيوسف ليعلمهم (حكمة) تخزين الغلال فى سنين الوفرة ليكون لهم احتياطى فى سنين الشح ، وهم الذين أعطوا العالم أول حضارة عرفها التاريخ عندما تعاملوا فى وطن مستقر مع النيل ، وعرفوا أهمية السياسة الزراعية وسياسات أخرى)) (المصدر السابق – ص 89)
وإذا كان يوسف شاهين قلــّـد سيسل دى ميل فى فيلم (الوصايا العشر) ومشى وراءه وزايد عليه ، فإنّ عالمة المصريات الفرنسية نوبلكور فى كتابها عن (رمسيس الثانى) الذى طـُبع منه مليون نسخة بعد صدوره بأسابيع فى فرنسا وحدها كتبتْ ((عندما أرى أفلامًا مثل (الوصايا العشر) تـُصوّر المصريين وهم يدوسون فوق رقاب العبيد الساميين ، أشعر بالغضب ، فهذا كذب وافتراء))
وإذا كانت الثقافة المصرية السائدة هللتْ لفيلم (المهاجر) وكتب كثيرون مقالات (= قصائد مديح ليس لها علاقة بلغة النقد السينمائى) عن المخرج (العبقرى) فإنّ بعض النقاد الذين يحترمون لغة العلم ، كتبوا نقدًا يتسم بالموضوعية ، ضد تخريجات يوسف شاهين ، ومزايدته (باسقاط فنى) على أنّ (راعى الغنم) علــّم الزراع الزراعة ، وعلى (الطغيان الفرعونى) الذى ينفيه علم المصريات إلخ وكان من بين هؤلاء أ. أحمد يوسف الناقد السينمائى الذى اختلف مع لغة التمجيد السائدة التى لم يهتز ضميرها ولم يتوقف عقلها أمام معاداة الفيلم للحضارة المصرية. ولا للتزوير فى التاريخ. والدراسة منشورة فى مجلة اليسار فى العدديْن نوفمبر وديسمبر94.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على الأستاذة أحلام أحمد
- الحضارة المصرية ودورها الريادى فى الطب
- مؤامرة صهيونية لإخراج رمسيس من مصر
- التقدم العلمى فى علم الصيدلة فى مصر القديمة
- التعليم فى مصر القديمة
- صراع الحب والكراهية حول معشوقة الأحرار: المعرفة
- حُمّى السيادة على العالم
- الدولة State والدسلتير
- اليهود البشر واليهود النصوصيين
- تركيا من أتاتورك وإسماعيل أدهم إلى أردوغان
- سراب اسمه (تجديد الخطاب الدينى)
- موتسارت : طفل معجزة وحياة بائسة
- التوراة بين التاريخ والعلم والأساطير
- النقد العلمى لأسطورة هيكل
- مدينة أون والادعاء العبرى
- اسم مصر
- قاسم أمين : أحد رموز التنوير
- شهر مصرى صُغنتوت من خمسة أيام
- فرح أنطون ومحمد عبده
- أحمد لطفى السيد


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - من سيسل دى ميل إلى يوسف شاهين