أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - التجربة العراقية















المزيد.....

التجربة العراقية


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 12:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تصارعت الفردية التي تتصف بالديكتاتورية والأستبداد والديمقراطية والحكم الجماعي، أساليب الحكم عبر التاريخ ، وكانت اساليب الحكم الديمقراطي اقرب الى قبول عامة الناس وتحقيق حاجاتهم الأساسية ، فيما مال الحكم الديكتاتوري الى الأبتعاد عن العامة والأنسياق بممارسات شديدة ولكنها لاتخلو من انجازات وخاصة في البناء والعمران وتعزيز هيبة الدولة وتحقيق الوحدة الداخلية ، وعلى كل حال فأن كل فترة تاريخية لها ظروفها الخاصة .
ويشتهر في عالم اليوم أنواع من الحكم نجحت في التطبيق لدى مجتمعات بعينها كالمجتمعات الغربية مثلا ً ،ولكنها لايمكن ان تنجح بالضرورة في مجتمعات أخرى ، وبصورة عامة فأن الديمقراطية - تعني حكم الأغلبية أو أشراك عامة الناس في أختيار قيادات البلاد و الموافقة على قرارات وقوانين مصيرية للدولة ، ويعتقد أن الأنسان قد مال اليها بعد أن بدأ يتمدن ويحس انها أفضل بديل عن المواجهة وفرض الرأي بالقوة وهو ما يعبر عنه بالفردية أو الديكتاتورية .
واذا كانت الأغلبية تتقيد في التعامل مع الأقلية والأفراد فتسمى الديمقراطية الليبرالية ،اما التي لاتلتزم بمثل هذا التعامل فتسمى اللا ليبرالية وهناك ممارسات منها تكون مباشرة يشترك فيها الشعب مباشرة ًوبذلك تسمى الديمقراطية المباشرة وهناك النيابية والتي يقوم الشعب بالتصويت على نواب يمثلونه عند وضع القوانين وأتخاذ القرارات المصيرية للبلاد .
والمهم فيها ان يحصل رضى من جميع المشتركين في العملية السياسية .
معيار نجاح التطبيق :
ان يحصل رضى ومقبولية من الجميع على نوع الديمقراطية المطبق شئ ، والحصول على أفضل النتائج في الواقع العملي شئ آخر تماما ً ، حيث يحصل الرضا بنتائج توافقية قد تكون بالمقاييس المنطقية مقبولة ولكنها غير مرضية ومضرة بالعملية السياسية للبلاد ، حيث تعمل على هدم وتبذير طاقات البلاد ،و يعتمد ذلك على العديد من العوامل من أهمها المستوى الثقافي للناخب وطريقة أختيار المرشحين ونوع الديمقراطية المتبع ، وهذا ما يجعلنا نقول ان لكل مكان وزمان ظروفه الخاصة التي تحتم نوع الديمقراطية أو حكم البلاد المتبع .

العراقيون والديمقراطية :
بعد ان عانى العراقييون كثيرا ً من حكم ديكتاتوري تسلطي ، اصبحوا اكثر البلدان تشوقا ً للديمقراطية ،وقد بدى عليهم بعد العام 2003 انهم سعداء بهذا التطبيق مع حداثته مع الحكم في بلادهم ،وقد دل على ذلك مشاركاتهم الواسعة في الممارسات الديمقراطية التي حصلت لأختيار برلمان البلاد ومجالس المحافظات ، وكان من المتوقع ان يحصدوا نتائج هذه الممارسات كأفضل ما يمكن ،وان يستتب الأمن ويزدهر الأقتصاد ويزهو التطلع للمستقبل ،غير ان النتائج كانت غير مشجعة على الأطلاق ومن حق العراقي ان يتدارس سير طريقة العملية الديمقراطية في بلاده لأيجاد أفضل صيغها التي توفر له ما يصبو اليه من امان واستقرار ، ان التطبيق المنقول عن تجارب لبلاد أخرى لاينجح مع العراقيين وعليهم ايجاد ديمقراطيتهم التي يختارونها ويقولبونها لكي تهيأ السبل لأفضل كفاءات البلاد بتبوء المواقع المهمة في قيادة الدولة ، بدلا ً عن ان تكون عملية عشوائية مبنية على المغامرة .

المقاومة كانت موحدة :
توحدت المقاومة قبل احداث 2003 تحت مسمى واحد و كانت قد كسبت تعاطف شعب العراق المناهض لسياسات النظام وكانت من جانب آخر تخيف اركان النظام وأجهزته المختلفة التي بقيت بحالة طوارئ دائمة كان يحسها حتى المواطن العادي داخل الوطن ،ولكن بعد 2003 تغيير الحال وبرزت في الساحة العراقية عشرات الأحزاب والكتل في الشمال والجنوب وبدأ الولاء العراقي يتوزع على خارطة واسعة ولكن كان للحزب الذي خاض النضال السلبي دورا ًمتميزا ًوالى حد فترات قريبة جدا ً ، ولكن على ما يبدو فأن قيادة الدولة تختلف عن قيادة النضال والمقاومة ، حيث بدأ الحزب يتلمس تغير ولاء الشارع العراقي في اتجاهات متعددة .

فقر فوق بحر من النفط :
افرزت انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة حالات جديدة ،وبدى فيها المواطن يبحث عن شخصيات توفر له ما حرم منها طيلة العهود السابقة من حرية ووظائف وخدمات وحالة معاشية تتناسب مع ماتمتلكه بلاده من ثروات وكنوز يسيل لعاب الأجنبي لها ،انه سمع اليوم ان بلاده تطفو على بحيرة من النفط وانها تمتلك ثروات هائلة في الزراعة والصناعة والسياحة وغيرها ولكن لاتزال تفتقد اليد القوية الحكيمة التي تؤخذ بالبلاد الى مرافئ الأمان والرفاهية ، انه يكتشف يوما ً بعد يوم ان من يعطيهم ثقته لايعطونه ما يبحث عنه وبدأ يدرك ان العشائرية وغيرها مما ساد استخدامه في مجتمعنا للوصول الى الناخب ،هي طرق لاتوصل الكفاءات المطلوبة لخدمته والسير بالبلاد في طريق الأمان والتطور، واننا لا نزال بعيدين عن ان نقول ان الرجل المناسب في المكان المناسب ، وأن بلادنا رغم تقدم العالم المستمر من حولنا ،تسير بأتجاه عكسي أصبح فيه حالنا قبل ثلاثين عام أفضل مما عليه اليوم ،ان آخر احصائيات الأمم المتحدة تشير الى ان ست ملايين ونصف المليون عراقي ، يعيشون تحت مستوى خط الفقر و بنسبة فقر تقدر ب ( 9 . 18 % ) ، وهو رقم مهول حقا ً اذا اخذنا بنظر الأعتبار الثروات الهائلة التي تكتنزها ارض العراق وعلى جميع الأصعدة ،ثروات نفطية ومعدنية ، مقومات صناعة وزراعة وسياحة .

المواطن يحاول فرض ارادته :
وهكذا بدأ المواطن يتدخل بقوة مهمشا ً كتل كبيرة ومبرزا ً الى الوجود كتل ناهضة لم يكن لها بالأمس دور ولانقول ان هذا قد حدث بالتمام والكمال ،ولكن على أي حال حصل بنسبة جيدة قد أحستها وفهمت معناها أغلب الكتل اللاعبة في السـاحة العراقية اليوم ، وعلى هذه الكتل اذا ارادت ان تبقى فاعلة في المجتمع ان تمييز بين الماضي الذي أصبح ذكرى والواقع الذي أصبح هو المؤثر والفاعل ، وان تخضع حالها للنقد الذاتي الشديد وان تتفهم مطالب الناخب ونفسيته ومديات تفكيره فمجتمعنا وان يجنح للسلام في عموم طوائفه وان ما يحصل من عنف اليوم هو طارئ عليه، ولكنه يتخذ الموقف الصحيح الذي يستطيع فيه معاقبة من يستغل ثقته .
مقومات الكفاءة :
أهم مقومات الكفاءة هي الأقتراب من الناس والعيش وسطهم وادراك معاناتهم ومحاولة تقديم العون ما امكن ذلك ، وهذا لايعوضه الأقتصار بالظهور في وسائل الأعلام ، كما ان متابعة الكتل لأعضائها وتقييمها باستمرار لمسار عملهم هو ضرورة قصوى ،وبالمقابل فمن الخطأ المكابرة والأعتماد على القياسات والسمعة السابقة ومحاولة وضع تبريرات للهزيمة والقاء تبعاتها على نظام الأنتخابات أو غير ذلك من المسببات .
نهدر الوقت والعالم يتسارع من حولنا :
أن واقعنا اليوم متسارع حاله حال الدنيا من حولنا ولكن رد فعل اجهزة الدولة وكياناتها يبدو أنها تمتاز ببطئ شديد ، وان الخمول الذي تمر به البلاد في بداية كل عام يستمر (من 4 – 6 ) أشهر ، حيث يحصل موت وسبات للمؤسسات العامة والأقتصادية في عموم البلاد يشمل القطاعين العام والخاص ، بالمجادلات المملة والطويلة التي تحصل قبل اطلاق صرف ميزانية البلاد العامة ،ناهيك عن الفترات الطويلة التي تتخللها الفترات الأنتخابية ثم تليها فترات انتقالية بين الحكومات السابقة واللاحقة تكاد تتوقف فيها البلاد وتتعطل فيها أغلب البرامج المهمة التي تتعلق بالمواطن ،ولايعرف على وجه الدقة المسبب في كل هذا الهدر بالوقت الذي يجب ان يستغل في بلاد مفروض ان تكون في سباق مع الزمن في التنمية والبناء ، نظرا ً للظروف القاسية التي مرت بها والتأخر الذي حصل لها وعلى جميع الأصعدة .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات العراقية الأمريكية .. خيبة أمل كبيرة
- استغفال الحلفاء فماذا عن العرب
- العرب ..سباق الى الوراء
- خاصرة العرب
- آثار اليورانيوم المنضب
- داعش على ابواب المنطقة الخضراء
- فقراء يلتحفون بالذهب
- السعودية .. سياسة لاتخدم العرب
- الأنهزام السياسي والمستقبل
- فضائحنا لاتظهر إلا بعد ان تطفو لدى الآخرين
- الدواء والموبايل و الأنترنيت
- عيد الأضحى بين الفرحة والهموم
- وحش الأرهاب يهدد الجميع
- الأرهاب والصمت الدولي
- نقل خليجي 22 قرار سياسي لا رياضي
- ابطال لم ينصفهم الوطن
- هل بدأت الحرب على اوباما
- رقم السيارة .. إرهاب أيضا ً
- حرب تشرين ..نفس الأمة الأخير
- المثقفون .. وهموم الوطن


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - التجربة العراقية