أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - جهاد الفِراش في الحرب و السلام















المزيد.....

جهاد الفِراش في الحرب و السلام


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4251 - 2013 / 10 / 20 - 22:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على هامش حملة التنديد بفتاوى جهاد النكاح
.....................................................

وقفت نساء العرب قديماً يرتجزن،و يحضَّن رجالهن على القتال:

نحن بنات طارقِ.........نمشي على النمارقِ
الدُّرُ في المخاذقِ........و المسك في المفارقِ
إن تُقْبلوا نعانقِ...............أو تُدبروا نفارقِ
فراق غير وامقٍ

كان هذا في واحدةٍ من وقائع الحرب بين "بكر"و تغلب"،كما روتها المورثات فيما درج تسميته بالعصر الجاهلي..فاستعملت النساء أنوثتهن في تحفيز"أزواجهن" خوفاً من أن يلحق بهم العار إذا أُسرت نساؤهم،و قد رافقن المقاتلين في ساحة الوغى،غير أننا لا نلمح إبتذالاً_كما الحال الآن_و نحس بشيءٍ من الإباء و الإعتزاز في رجزهن،فلا إمتهان لكرامتهن..و لا إمتهان لأجسادهن،و يتحدثن حديث الذي يقدر على المنع كما يقدر على المنح..

و أصل الحكاية..أن بني بكر بلغ بهم الضعف مبلغاً بعد أن ألحَّ عليهم أعداؤه تقتيلاً،فقال الحارث بن عبَّاد(بكري)إلى الحارث بن همام(بكري):هل أنت مطيعي يا جار فيما أريد أن أعمله؟فأجابه:هل أجد بدّاً من طاعتك و المصير إلى أمرك،فقال الحارث بن عبَّاد:إنكم قلة،فزاد ذلك القوم جرأةً عليكم فقاتلهم بالنساء فضلاً عن الرجال....فأجابه:و كيف قتال النساء؛فقال الحارث بن عباد:قلد كل أمراة منهم أداوة(قربة) من ماءٍ و أعطها هراوةً و أجعل جمعهنًّ من ورائكم فإن ذلك يزيدكم جدًّا في القتال و إجتهاداً؛فإذا مرَّت المرأة منهنَّ على صريع منكم عرفته بعلامة(أتفقوا عليها هي حلق الرأس)،فسقته الماء و نعشته،و إذا مرت على رجلٍ من أعدائكم ضربته بالهراوة فقتلته و أتت عليه!!.

و لا عجب في ذلك؛فالناس تقول:(كل شيء مباح في الحب و الحرب)،و لنا أن نثلثهم بالسلام ايضاً،و الحق أن أنوثة المرأة و جسدها كان مباحً من المباحات الكثيرة في ثلاثتهم:أما علاقة إنوثتها بالحب فلسنا في حاجة للحديث عنها لشهرتها،فتتبقى ثلاثية "الأنوثة و الحرب و السلام"؛ و تأريخياً ،إَِستَغلت المرأة سلاحها للحرب و السلام في بعض الأحيان،و أُستُغِلت للحرب و السلام في معظم الأحيان..و لعل أكثرها فداحةً على المرأة حينما تُستغَل _قَصراً أو تغريراً_ كمسعرٍ للحرب؛من إمتهانٍ و اختطاف لإرادتها..إلى أمتهانٍ لجسدها و أنوثتها..فإلى أوزار الحرب التي تطالها أول ما تطال....و لأن تاريخ المرأة حافل زاخر بالنماذج ،فسنكتفي بأخذ لقطاتٍ..و لنعرض بعض النقط المضيئة و الإيجابية :

_المرأة تَستِغل أنوثتها في فرض السلام:
• تناقلت وسائل الإعلام العالمية بإكتوبر 2011،خبراً مفاده أن نساء، قرية "دادو"الفليبينية على جزيرة مينداناو و التي تشهد تمرداً إنفصالياًو نزاع مسلحة حروباً جعلت ظروف الحياة في غاية الصعوبة و تكاد تكون مستحيلة، ضقن بهذا الدمار الذي طال حياتهن وهدد إقتصادهن،فأعلنت النساء القرويات البسيطات حملةً ترتكز فاعليتها على أنوثتهن و حرمان أزواجهن من الفراش ما لم يركن الرجال إلى الهدنة و السلام..و بعد أسابيع معدودة..ساد السلام و الهدوء المنطقة!
• في مدينة "بريرا" الكولومبية،حيث تعتبر تجارة السلاح و المخدرات و العنف هو الأسلوب المطرد المألوف في الحياة،فقامت النساء بحمله مماثلة للضغط على الرجال لتغيير اسلوب حياتهم و نبذهم للعنف،أي تأديبهم!!و قد نجحت هذه الحملة أيضاً.
• نظمت نساء كينيامن اربعة اعوام،حملة مماثلة، لمنع النزاعات في الأئتلاف الحكومي.

من اللافت لنظر أن هذه الدول الأنفة الذكر لا يمكن بأية مقياس أن نضعها في مصاف الدول المتقدمة في حقوق المرأة،ولا في مصاف دول العالم الأول،بيد أن وعي المرأة و تقديرها لذاتها و نظرتها الطيبة الى نفسها كان هو الفاعل في هذه المسألة...و هنا يصبح لزاماً علينا أن نطرح هذا السؤال:لماذا تنظر طائفة كبيرة من النساء في منطقتنا العربية هذه النظرة الدونية إلى نفسها،و لماذا تقبل بإمتهانها،و لماذا شُوًّه وعيها بهذه الصورة،بينما سبقها وعي المراة في دولٍ ليست أفضل منها باي حال؟..أظن أن الإجابة منتصبة على أربعٍ تكاد تقول خذوني.. الإجابة هي الدين أو الدين السياسي على وجه التخصيص،و الذي يستغل جسد المرأة كوقودٍ و مسعرٍ للحرب للحصل على أكبر الغنائم في معاركه السياسية؛و أستخدم نهج التغيِّب بفقائه و دجّاليه،فتذهب النساء تحت هذا المخدر مغيبات و لكن غير مرغمات،في توقٍ لرائحة الدم؛فنشاهدهن يعبرن الفيافي و الجبال و البحار،شديدات العزم و الإيمان لإستكمال جهادهن المقدس!.

ذلكم نهج الدين السياسي من قدم،و الذي يرتبط مشيمياً مع هذه الآفة،ولعل أشهرها في تاريخنا"فرقة الحشاشين"،و التي فرضت سطوتها على رقعة كبيرة في المنطقة العربية،و كانت تتوسل بالإغتيالات لتصفيه خصومها السياسيين بفرق من الإرهابيين العتاة،و الذين كانوا لا يعودن في أغلب الأحيان؛و قد أستخدم زعماء هذه الفرقة أنوثة المرأة و جسدها في خططهم الدموية، فكان أن يمنح زعيمها هؤلاء القتلة عربوناً من "جنة الخلد"،فيُدِخل بهم إلى حدائق غناء،كمعادل موضوعي للجنة،و الجنة ملؤها الجواري "الحوريات" ليلتذوا بهن كما شاؤوا،و تحت تأثير الشهوة و الأفيون ،كان الواحد منهم ما أهون عليه أن يلقي بنفسه من حالق إذا أمره أميره،و قد قرأنا ذلك في الأدبيات عنهم!
المرأة في هذه الحالة تعلم حق العلم انها ليست أكثر من جارية،و ليس عليها سوى الطاعة...

• في مسرحية(برلمان النساء) لأرسطوفان كاتب الملهاة الإغريقي بالقرن الخامس قبل الميلاد،يشرح كيف ضاقت النساء في أثينا و أسبرطة بالحروب بين المدينتين،وما قد جرته حماقات الرجال من الدماء؛فأتفقن معن على التمرد العصيان؛و أصبح فراشهن قلاعاً محرمةً على الرجال..،حتى إنصاع لهن الرجال في النهاية،و أعلنت الهدنة؛غير أن النساء لم يكتفين بذلك،و رأين أنه من الحماقة ترك أمور الحكم لرجالهن!فقمن بالإستيلاء على البرلمان،و طردن الرجال،و وضعن أيديهن على الخزانة،و يبدو أن المرأة رغبت في تبادل دور المستبد مع الرجل!..علق أحد الخبثاء على المسرحية:إن كيدهن عظيم!.

بيت القصيد
أتعجب لظهور تلك الفتاوى التي تمتهن و تحط من المرأة،في أرض أنحبت"زنوبيا"ملكة تدمر،و في أرض أنجبت"حتشبثوت"فرعونة مصر،و في أرض....ألخ ، و في وقت كان العالم لم ينتصب بعد على قدميه،و نسأل أين ذهبت تلك الحضارات،و ما الذي قلب الأمر وجهاً على قفا،و رأساً على ذيل؟أسئلة الإجابة عنها تشرح مأساتنا، و تبصرنا باسباب المذلة و الجهل الذي ظفرنا به و ظفر بنا في النهاية.



#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصالحة الذئاب و سِمّاوي الكلاب
- علة العرب النفسدينية و قضية القُبلة
- أبالهوية أم بالمقود تتمسكون؟(2)؟
- أبالهوية أم بالمقود تتمسكون؟(1)
- هل تأكل الثورة أبناءها،و لِمَا؟
- و بعض التخاذل عنصرية_دلجا_
- عقد فاوست و بيعة أم ورقة إقتراع؟
- أوراق صفراء معاصرة_الورقة الأخيرة_أقسم بالله..لست من الإخوان ...
- الخبز و ثورة 30 يونيو
- حمائم على مذابح الصولجان
- أوراق صفراء معاصرة_الورقة الثامنة_فتنة!
- أوراق صفراء معاصرة_الورقة السابعة_الشعب الذي يقول:لا
- أوراق صفراء معاصرة_الورقة السادسة_أخٌ..في الله!
- أوراق صفراء معاصرة_الورقة الخامسة_(الضحابا..و المساكين!)
- أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الرابعة_(خيار و فقوس في مواز ...
- أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الثالثة_(إرهاب بالجملة)
- أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الثانية_(ليس هناك إخوان...و ...
- أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الأولى_(نعم ...حدث إنقلاب!!)
- الكهف السفلي و تمرد
- الصراع و الإقصاء الحتمي


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - جهاد الفِراش في الحرب و السلام