أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - تأمّلات في العولمة و الفدرالية















المزيد.....

تأمّلات في العولمة و الفدرالية


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1209 - 2005 / 5 / 26 - 10:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة كثيرون وخاصة مؤيدو و أتباع الحزبين الحاكمين في كوردستان العراق فرحون للفدرالية و يطبل لها اعلامهم المرئي و المقروء و الصارخ ليل نهار ، و يعقدون عليها آمالا عظاما، و يحسبونها حلا نهائيا للقضية الكردية، و تحقيقا لأهداف الشعب الكردي في نيل حقوقه القومية ، و التحرر من مظالم الأنظمة العنصرية المستبدة وسيادة القومية الكبيرة. و الحقيقة أن نيل المناصب والحصص في السلطة المركزية كان هدف القيادات و ليس الشعب الكوردي .
فهل تغيرت ياترى الظروف نحو الأحسن ولمصلحة جماهير الشعب العراقي في ظل الاحتلال وبعد مرور أكثر من عامين على سقوط النظام البعثي ، و قيام نظام المحاصصة الطائفية والقومية ؟ هذا النظام الذي كلّف ويكلّف الشعب العراقي الغالي والنفيس من أرواح وأموال ، و في سبيله لا يتورع رجاله بالتضحية بارواح الملايين من الناس و مقدراتهم. وخلال أكثر من عامين بعد سقوط الصنم البعثي ليست ثمة أية خطوة نحو الديمقراطية ، وأوضاع المواطنين الحياتية تسير من سيئ إلى أسوأ ، ويستشري الغلاء و ترتفع نسبة البطالة ، و لا يأمن المواطن على حياته في ظل أجواء الارهاب و الفساد .
ومما يشكل قلقا ونذير شؤم أنّ ليس ثمة مشروع برجوازي عصري لا لدى الأمريكان ولا عند الحكومة العراقية المؤقتة لبناء دولة ديمقراطية . فالايديولوجيات السائدة اليوم من عشائرية وقبلية وطائفية وقومية لا يمكن تصور مظاهر مدنية حديثة بوجودها. وأن الحكم بكل محتوياته يجلس على ركام من تناقضات . و أن القضية الكردية لم تُحَلْ ، وأن كل ما حدث تحققت أهداف القوى القومية الكوردية و الطائفية الأخرى في نيل حصصها في السلطة المركزية. وهذا كان أقصى ما يحلمون به لأنفسهم .

لأمريكا أهدافها الاقتصادية والسياسية التي تتناقض مع تطلعات جماهير العمال والكادحين في العراق ، رغم التظاهر بأنها جاءت لتحريرها من الاستبداد والدكتاتورية و ، بناء دولة ديمقراطية عصرية. فالظروف الراهنة المأساوية في العراق لا تنصف سوى رؤوس القبائل والعشائر و القوى الظلامية التي أخرجها الاحتلال من جحورها والتي لا يمكن لها البقاء في ظروف صحية وإنسانية لائقة بحياة إنسان العصر.
وإن العولمة التي يبشر بها كثيرون ، ويعتبرونها خلاصا من الفقر و المذلة ليست سوى تضليل . وأن عرابيها يخفون الأهداف الحقيقية من ورائها. و أن كثيرون _ مع الأسف الشديد_ و لأسباب مختلفة ، وفي مقدمتها الجهل بطبيعة الامبريالية ودور البرجوازية المحلية في هذا العصر والذي يختلف كليا عن أدوارها التقدمية في الفترات الماضية .
و الاعلام التضليلي للبرجوازية يلعب الدور الأخطر في هذا المجال من غسيل للأدمغة و الترويج للأفكار المعادية للجماهير المسحوقة و تمريرها . هذا الإعلام البرجوازي يبعد الانسان والعامل والكادح عن حقيقة أن الرأسمالية و الشركات المتعددة الجنسية بحاجة حيوية للعولمة و أن شن الحروب الامبريالية ، والتدخل الوقح في شؤون الدول والشعوب وقمعها أصبح من المقومات الضرورية لوجودها و ديمومتها.
إن الحروب و التدخل في شؤون الشعوب تحت يافطة تحريرها أو الدفاع عن حقوق الإنسان أصبحت السمات المميزة للعلاقات بين الامبريالية والعالم الثالث ، إذ رغم شعارات الديمقراطية والحرية عجزت هذه الحروب عن تلبية أبسط مطاليب جماهير هذه البلدان.

التغير الجليّ الذي أصبح سمة العصر هو السلطة المباشرة السياسية _ الاقتصادية للامبريالية الأمريكية بدون وكلاء أو عملاء مثلما حصل مع صدام حسين . وربّما كثيرون يتساءلون إن كان صدام عميلهم أو وكيلهم فلماذا طردوه ,اذلوه بهذه الطريقة المخزية؟ و الجواب يلقاه المرء في طبيعة الرأسمالية في عولمتها في هذا العصر ، إذ أن أمريكا بعزلها صداما أمّنت لنفسها وجودا مباشرا يساعدها على ممارسة سياستها الاقتصادية دون أن يزاحمها أو تشرك معها آخرين ، و دون أن يدفع لصدام أتاوات و اكراميات لخدماته التي يقدمها لها.
فالاوضاع في العراق وكردستان لم تتحسن للجماهير و ليست هي اليوم لصالحها حتى بتبؤ الطالباني رئاسة الجمهورية.

وإنّ العولمة لم تجلب لأي بلد دخلته سوى مضاعفة استغلال العمال والكادحين ، و انتهاك حقوقهم السياسية و الانسانية. فالشركات المتعددة الجنسية لاتنفك تمتص دماء الجماهير المسحوقة في أمريكا اللاتينية و الشرقين الأوسط والأدنى .

يعرّف المنظّرون البرجوازيون العولمة بأنها تعني ردم الهوة بين الشعوب و جعل العالم في متناول البشرية جمعها . وهذا التعريف كذبة محض. والأصح أن عصر العولمة هو فترة الركود الاقتصادي الشديد للنظام الرأسمالي حيث تنتاب البرجوازيةَ أزماتٌ اقتصادية و اجتماعية خطيرة ، و للتخلص من مستنقع الركود أصبحت في حاجة مصيرية إلى الطرق الجديدة والوسائل المستحدثة للانتاج و إدامة استغلال العمال و الشغيلة.

فمنذ 1990 تجاوزت الشركات الرأسمالية حدودها القومية التي لم تعد تستوعبها ، فتسارعت تجاوز حدوده القومية و المساهمة مع الرأسمال في البلدان الأخرى الأوروبية و توسيع نطاق شركاتها . و حققية أنه تحققت للعمال وبنات و أبناء الشعب في أوروبا مكاسب عديدة ديمقراطية و اقتصادية في ظل الرأسمالية ،و لكن لم يتحقق كل ذلك بدون استغلال ، فلا يمكن للرأسمالية إلا أن تستغل .
و في هذه الفترة ثمة فوارق طبقية فاحشة في السويد و الدانمارك ، و في حالة اتساع دائم . و الجدير بالاشارة أن الفترة التي تقع بين انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى 1970 كانت فترة اعادة بناء ما دمرته الحرب ، إذ أطلقت عليها الرأسمالية " فترة ازدهار" ، ولم تكن الفوارق الطبقية في هذه الفترة محسوسة و واضحة المعالم . وقد سنّت الأنظمة الاشتراكية الديمقراطية قوانين لصالح العمال والكادحين ورفاهيتهم ، و ضمنت تلك القوانين الحقوق المدنية و الحريات الديمقراطية في أطارها البرجوازي. وكما نعرف أن الرأسمالية لابد لها من استغلال الأيدي العاملة وإلا ستموت .
ونرى أنه منذ العقد السبعيني من القرن الماضي 1970 انحسرت مصالح العمال ، كما بدأ عصر العولمة منذ 1980_1990عصر الركود و الأزمات بشكل غير وتوقع.
الرأسمالية تعتبر الحقوق التي يتمتع بها الشعب في ظل سيادتها هدية من النظم البرجوازية الحاكمة مقابل اثرائها بما يتراكم لها من رأس المال الناتج عن استغلال العمال والشغيلة.
فأحزاب اسكاندنافيا الاشتراكية الديمقراطية تقف اليوم ومنذ أزمة الرأسمالية مع اليمين الرأسمالي في صف واحد في مواجهة مطاليب العمال والشغيلة في إعادة حقوقهم المغتصبة لهم وتوفير فرص العمل للعاطلين . ومنذ اشتداد أزمة الرأسمالية و بعد انتهاء الحرب الباردة تتم تجاوزات كبيرة على حقوق المواطنين المقيمين الأجانب و تضييقات على حرياتهم المدنية والشخصية بذريعة محاربة الإرهاب.
وإنّ الفدرالية المزعومة مثلها مثل الديمقراطية تكون في صالح الجماهير ، وتلعب دورا ايجابيا في حياتها إن كانت في مصلحة السياسات الاقتصادية للبرجوازية .
رغم أن شعوب الشرق الأوسط و خصوصا العراقي تمتاز بتنوع اثني ومذهبي وديني ، الا أن البرجوازية في منطقتنا بعكس البرجوازية في أوروباأو أمريكا تفتقد إلى هذا التنوع ، وبالتالي إذا هبت رياح الديمقراطية البرجوازية على المنطقة ستعلن البرجوازية نفيرا لمواجهتها و تتمرد عليها. فالفدرالية التي تكون في خدمة الشعب و حريته هي اللامركزية التي تفسح المجال أمام المواطنين للتدخل في الحكم و مساءلة السلطة الحاكمة عن أي تجاوز و عن أي اجراء يخص حياتهم . وان السياسة الأمريكية والعولمة مثلما تبدوان ، تخالف تدخل المواطنين في شؤون الحكم في الشرق الأوسط . وبالتالي لن تكون الفدرالية في العراق والتي تطبل وترقص لها عناصر السلطات الكردستانية واعلامها ليل نهار تحقيقا لأهداف الشعب الكردي ، ولا حلا لقضيته القومية.



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتعاشة الجنيّات
- في ذكرى محاكمة جزّار ليون
- النازية وتأميم الجماهير
- مطر الألم والحنين
- الأول من آيار_ اليوم الأول للدنيا
- بقرتان و اختلاف نظريات الاحتلاب
- السبب الحقيقي لامتناع الطالباني عن المصادقة على قرار اعدام ص ...
- إلى أين ؟ إلى أين ؟
- البابا الراحل كان حليف ريغان في قتل المستضعفين
- لي وطن من آلامي
- مات ابن باز الغرب الإمبريالي
- تثاؤب الخواطر
- العشائرية و المجتمع المدني نقيضان
- خيرالله طلفاح في الجمعية الوطنية مشرِّعا
- حلبجة بحاجة لمداواة جراحها العميقة
- e pur si mouvولكنّها تدور
- نار بروميثيوس لن تنطفئ أبدا
- ما أغناي ! لي الدنيا كلّها
- البقرة الحنون
- سونامي العراقية


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - تأمّلات في العولمة و الفدرالية