أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - العلمانية والأحزاب الدينية














المزيد.....

العلمانية والأحزاب الدينية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4227 - 2013 / 9 / 26 - 11:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أفرزت الحضارة الغربية مفهومان للعلمانية :1- laicism:وهو التنظيم غير الإكليريكي،أي المدني (نسبة إلى laity، أي المدنيون المتدينون من أعضاء الكنيسة من غير الإكليروس)، للمؤسسات السياسية والاجتماعية في المجتمع،وقد تم تداول هذا المفهوم لأول مرة في انكلترا في القرن الخامس عشر ثم تكرس منذ عام1534مع فصل كنيسة انكلترا عن روما من قبل الملك هنري الثامن ،وهو المفهوم الذي أنشأ الفضاء الذي سمح لأفراد من المدنيين بأن يشكلوا اتجاهاً سياسياً ينبني أوينبع من اعتقادهم الديني مثل(البيوريتان) الذين قادوا ثورة1642-1649للبرلمان ضد الملك وشكلوا العماد الأيديولوجي والقاعدة الاجتماعية لحكم أوليفر كرومويل(1653-1658)،وبعد عودة الملكية عام1660تعاونوا ثم انخرطوا في حزب الأحرار(الويغ) أثناء ثورة1688-1689التي فرضت الملكية الدستورية التي جعلت ملك انكلترا يملك ولايحكم،2- secularism:فلسفة سياسية – اجتماعية ترفض كل أشكال الايمان والتعبد الديني،وجدت في فرنسة لدى بعض فلاسفة عصر الأنوار بالقرن الثامن عشر مثل (ديدرو) و(دوهلباخ)،كانت إلحادية ومعادية للدين وتعارض الحكم الملكي الذي كانت تدعمه وتنظر لملكيته المطلقة الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية.كان الاتجاه الراديكالي السياسي الذي وجد عند اليعاقبة في فترة مابعد ثورة1789امتداداً سياسياً لهذه النزعة الفلسفية،وقد انتصر هذا المفهوم للعلمنة في فرنسة منذ عام1905لمامنعت الكنيسة من التعليم ومنع المتدينون المدنيون من أن يشكلوا حركاتهم السياسية الخاصة .
على أساس المفهوم العلماني الأول، أي(laicism)،تشكلت الأحزاب الديمقراطية المسيحية في ألمانية(وأيضاً الاتحاد المسيحي الاجتماعي في ولاية بافاريا الألمانية ذات الغالبية الكاثوليكية)وبلجيكا والبرتغال واسبانية وايطالية وتشيلي،وقد استندت هذه الأحزاب الكاثوليكية أساساً(مع استثناء حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل،أي"الاتحاد المسيحي الديمقراطي" الذي هو عابر للبروتستانت والكاثوليك) في تقديم رؤيتها السياسية – الاقتصادية- الاجتماعية- الثقافية على (الفلسفة التومائية الجديدة) التي ظهرت بعشرينيات القرن العشرين في تأويل حديث لأفكار (توما الاكويني:1225-1274)، مع التزام ،من الجميع في عموم الخريطة السياسية ، بالدستور الذي يفصل بين الدين والدولة وليس بين المتدينين والسياسة. في اسرائيل الوضع مثل ألمانية حيث توجد أحزاب دينية على أساس أيديولوجية صهيونية دينية مثل (الحزب الديني القومي- المفدال)،بخلاف أحزاب (الماباي) و(المابام) و(حيروت) التي ترى الصهيونية بوصفها نزعة قومية ،كماتوجد أحزاب دينية لاتؤمن بالصهيونية مثل (أغودات اسرائيل)يقوم برنامجها السياسي على أساس رؤية حريدية(الحريديم: اليهود المتقيدون حرفياً بالتعاليم التلمودية)للحياة الخاصة والعامة.في الهند يوجد أيضاً حزب أصولي هندوسي هو حزب(بهاراتيا جاناتا) وصل للسلطة في عام1998وظل حاكماً حتى عام2004،كماتوجد أحزاب سياسية خاصة بالسيخ والمسلمون. في فرنسة الوضع مختلف بسبب المفهوم العلماني الفرنسي الخاص(secularism).
في كل تلك الحالات المذكورة حيث توجد أحزاب تبني رؤيتها الأيديولوجية وبرنامجها السياسي – الاقتصادي – الاجتماعي- الثقافي على منابع دينية خاصة بها، نجد أن أعضائها أفراد مدنيون ليس لهم علاقة أولايمثلون المؤسسة الكنسية أوالحاخامية أوالمؤسستين الدينيتين الهندوسية والسيخية ،وهم يمارسون الحق في أن يبنوا برنامجهم الحزبي- الحركي السياسي الخاص من أية منابع فكرية- مفهومية خاصة بهم كأفراد ،كمايمارس الليبرالي هذا من فلسفة جون ستيوارت ميل، والشيوعي من كارل ماركس، والاشتراكي الديموقراطي من إدوارد برنشتين،مع تقيد بالدستور الموضوع الذي يفصل مجالا الدولة والدين،وبالقانون العام الذي يمنع العنف على غير الدولة،والتزام بمبدأي التعدد السياسي وتداول السلطة.
في العالم الاسلامي بدأت العلمانية مع تجربة كمال أتاتورك(1923-1938)الذي أنشأ دولة علمانية على الطراز الفرنسي(seculaismm :(من هنا ،وطوال تسعون عاماً، مازال سائداً،عند الكثير المثقفين العرب اليساريين سواء كانوا قوميين أوماركسيين إضافة لليبراليي مابعد السقوط السوفياتي، إما عن جهل أوعن تجاهل،أن العلمانية هي فقط تلك الموجودة عند الفرنسيين،متجاهلين ظواهر مثل أنجيلا ميركل والحزب الديمقراطي المسسيحي الذي حكم ايطالية معظم النصف الثاني من القرن العشرين،أولايريدون تفسيرها.
هذا الجهل أوالتجاهل يجد تفسيره في المصالح السياسية لأصحاب هذه النزعة الإستئصالية تجاه تيار الاسلام السياسي،حيث يجدون الأخير مهدداً لهم ولمصالحهم،مادام يملك الاسلاميون،كماأثبتت تجارب عديدة،تأييداً اجتماعياً أقوى،ومادام الوضع ،منذ جزائر1991،يؤكد أن أي انتخابات جرت ،كان فيها النزاهة والحرية، إلاوفازالاسلاميون بها على الآخرين( تركية 1995و2002، عراق 2005، مصر2011و2012، تونس2011، مراكش2011). يقود هذا الاتجاهات غير الاسلامية المتجهة أوالتي تميل نحو استئصال الاسلاميين إلى أن تصبح فكرياً على ضفة اللاديمقراطية من الناحية المفهومية وإلى تغدوا عملياً متحالفة مع العسكر لاستئصال وقمع الاسلاميين كماحصل في جزائر 11يناير1992ومصر3يوليو2013،وفي مظاهر كثيرة تحالف فيها العلمانيون واليساريون الأتراك مع العسكر كان أهمها انقلاب 28شباط1997الذي قامت به المؤسسة العسكرية ضد رئيس الوزراء نجم الدين أرباكان.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدخل العسكري الخارجي والتفكك الانفجاري للبنية الداخلية
- الضعف الأميركي
- الدولة العميقة والقوة الفائزة في الانتخابات
- هل فشل - الربيع العربي - ؟....
- انسداد الثورات والبحث عن -المنقذ الفرد-
- فراغات ما بعد توقف المدّ الإسلامي
- المجتمع والسلطة في ايران
- حدث (اسطنبول – الدوحة – القاهرة) -
- الوضع الداخلي والسياسة الخارجية
- سورية وحرائق الجوار
- لماذا سوريا بكل هذه الأهمية للعالم والاقليم ؟...
- حراك التيّارات السياسيّة العربيّة
- انفجار بنية عراق بول بريمر
- ماهذا البالون المنفوخ الذي اسمه دولة قطر؟.....
- نزعة الإستعانة بالأجنبي في المعارضات العربية
- 9نيسان2003:تدشين مرحلة جديدة في الإقليم
- تداعيات غزو العراق على سوريا
- ترابط أحداث الاقليم -
- خريطة المعارضة الحزبية السورية
- هوغو تشافيز:ظهور الشعبوية الوطنية في أميركا اللاتينية


المزيد.....




- رابط نتائج مسابقة شيخ الأزهر بالرقم القومي azhar.eg والجوائز ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- الاحتفال بشم النسيم 2024 وما حكم الاحتفال به دار الإفتاء توض ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من مسؤولي شؤون الحج
- فتوى في الأردن بإعادة صيام يوم الخميس لأن الأذان رفع قبل 4 د ...
- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” ثبتها الآن تردد قناة طيور الج ...
- القمة الإسلامية بغامبيا تختتم أعمالها بـ-إعلان بانجول- وبيان ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - العلمانية والأحزاب الدينية