أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود شاكر شبلي - العراق ماذا والى أين ؟ (الحلقة السابعة)















المزيد.....

العراق ماذا والى أين ؟ (الحلقة السابعة)


محمود شاكر شبلي

الحوار المتمدن-العدد: 4221 - 2013 / 9 / 20 - 07:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شروط النهضة الحضارية للمجتمع و فلسفة التغيير .......

تكملة.....

الدين:-

معظمنا يعلم بأن الدين هو شكل من اشكال الخطاب الألهي الموجّه للبشر لبناء نظام حياتي و لأتباع قواعد السلوك الأخلاقيّ في الحياة , وأنه أحد أهم مصادر القيم والمثل العليا التي يسعى الانسان اليها من أجل سعادته. وقد قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في هذا السياق "أنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق". لذا علينا القيام بالكثير للوصول الى مكارم الاخلاق لخلق جو حضاري ملائم وتوفير زخم مناسب لتدوير عجلة التغيير والنهضة أذا حصلت أو حتى أن مكارم الاخلاق ستساهم مساهمة فاعلة في أنطلاق شرارة التغيير لعلاقتها بالإيمان الحقيقي والقيم الأخلاقية اللذين يشكلان حجر الأساس في توجيه وتشكيل سلوك الإنسان في تعامله مع الاحداث وأستجابته للمؤثرات الأجتماعية . لذلك كله علينا أن نتبع بعض من الخطوات و منها:-

1- فلنغيرفهمنا ورؤيتنا للدين ولنجعله أكثر واقعية ولنقنع أجيالنا بأن الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم والمؤمنين يريدون لنا أن نعمل وننتج ونبدع بدل أن نتجادل ونتخاصم ونتقاتل, وأن الدين هو سلم وأمان وعمل, وأن العمل عبادة (وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون (التوبة105) ، وكذلك قوله صلى الله عليه واله وسلم: ((من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفوراً له))(رواه الطبراني عن ابن عباس، [كنز العمال 4/7].) ,.فلنعلم انفسنا وأهلينا أن نعمل ونخلص في العمل ولنترك التواكل والتكاسل وتبديد الوقت ولنعمل خيرا ولننتج خيرا ولنبدع خير.
ولنقنع أجيالنا الجديدة بترك القشور والاهتمام بجوهرالدين.. فالدين يدعو لتحرير الانسان من عبودية الانسان وعبودية التقاليد المتهرئة والقيم الفاسدة . وحتى التاريخ وخاصة الجانب المأساوي منه فأنه مجموعة أحداث و أفعال وقعت في الماضي لا نستطيع التأثير فيها وأنما نستفيد من عبرها للتقارب والتاّلف بدل التباعد والتباغض. والدين لا يقتصر على إقامة الشعائر الدينية والعبادات، ولكنه يشمل أعمال الشخص وأقواله وتصرفاته في حياته اليومية، سواء كان ذلك في بيته أو عمله، وهو يعد عنصراً أساسياً من عناصر تنشئة المجتمع تنشئة مستقيمة. فالدين والأخلاق يؤثران على سلوك الفرد وطبيعته ويحققان له السعادة الأبدية. وإذا تمكن الإيمان في قلب الفرد فإنه يجعل منه خلقاً جديداً يهذب سلوكه وينقيه من الشوائب ويجعله سمحاً متسامياً محباً للخير لنفسه ولمجتمعه نابذاً أعمال الفسق والرذيلة.

2- أن تعاظم شأن الفكرالسلفي التكفيري المتطرف في السنوات الاخيرة جعل من شعوب الشرق عامة تعاني من الاثار التدميرية لعاصفة هوجاء من الأفكار المسمومة التي تدعو لتكفير الناس وسبيهم وتهجيرهم وقتلهم بطرق فنية بشعة يمارسها شباب غيّبت عقولهم و أوهموا بأنهم فقط على حق وكل الناس باطل عن طريق مسوخ لا يفقهون من الدين شيئا وأنما هم مجرد أدوات لنفخ بوق العصبية وبث الفرقة والعنصرية ووهم التفوق المذهبي لحرف تعاليم الإسلام الحنيف عن تعاليمه الأصيلة. لهذا كله, لا بد لرجال الدين من المذاهب عامة ومن المذهب السني خاصة أن يقفوا بكل شجاعة بوجه المد التكفيري الشيطاني المرعب, وأن يبينوا للناس جميعا وخاصة للجمهور السني مثالبه وخطورته على الدين وعلى المجتمع.

3- لنغير فهم الشباب لبعض المصطلحات والمفاهيم المتداولة ..مثل مفهوم الجهاد.. ولنبين لهم ان مبدأ الجهاد هو لخدمة الناس ولرفاهيتهم وليس لقتلهم, وأن الجهاد الأصلي والأكبر انما المقصود به هو جهاد النفس وتنظيفها من أدران الكبر والحقد والاثام , أما الجهاد بمعنى القتال وهو الجهاد الأصغر فله ضوابطه الشرعية القاسية والدقيقة . ولنقنع شعبنا واجيالنا الجديدة بأن مفهوم المجاهدة بالسلاح هو أضيق المفاهيم وأن الجهاد المعاصر هو جهاد العلم .. وان العقيدة الحديثة هي عقيدة المعرفة, وأن الحرية هو تحرير العقول من الاستعباد الفكري والثقافي لقيم قد ولّت وعفا عليها الزمن , وأن الشعارات الرنانة أصبحت عديمة الجدوى أمام الثورة التكنولوجية الهائلة, وأن أوان العمل قد حان, و أوان القول فقط قد ولّى.
4- لنقم بحملة وطنية شاملة لمحاربة الفساد الاداري وتعاطي الرشوة والهدايا والهبات والعمولات داخل أروقة دوائر الدولة والشركات والمستشفيات والمدارس والسجون والمنافذ الحدودية والمطارات والمحاكم . ولنوقف نظام الوساطات والمعارف في التعيينات. وليقود رجال الدين هذه الحملة الشاملة مستغلين المناسبات الدينية الكثيرة والمتكاثرة لتحقيق الغرض المنشود. أن الفساد الاداري والفساد الذي يسببه تعاطي الهبات والعمولات لهو سرطان مرعب ينخر في جسد الدولة العراقية مسببا خرابا للضمائر والنفوس ومحققا أعلى درجات الانحطاط الأخلاقي والحضاري.

5- فلنغير موقفنا العدائي للدول المتحضرة ولكل ماهو أجنبي ولنتصالح معها ونستفيد من تجاربها في بناء الدولة العصرية وفي نظام حقوق الإنسان, ولنقنع شبابنا بأن ديننا الحنيف يأمرنا بالأنفتاح على الاخرين والتواصل مع الحضارات الاخرى والأستفادة منها. ولنترك جانبا الدعوات التي تطرحها الجماعات الأصولية المتخلفة بالأنعزال وترك التفاعل مع الاخرين. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير) الحجراتٌ13

6- فلندعو الى توحيد صف المسلمين الذين يشكلون الاكثرية المطلقة لشعبنا ولنسعى للتقارب بين مذاهبهم وانتهاج أسلوب الوسطية في التعامل فيما بينهم وكذلك مع معتنقي الأديان الأخرى . ولتقم حملة كبرى حقيقية وليست صورية للتقريب والوسطية يقودها رجال الدين من مختلف الأديان والمذاهب. ولنثقف أجيالنا على مبدأ ان الأسلام هو دين الوسطية أي المنهج الوسط المعتدل وأن هذه الأمة هي أمة أرادها الله أن تكون وسطا في كل شيء الأية ﴿-;---;-- وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾-;---;--البقرة 143

7- ولنستنكر العنف جميعا ونشيع ثقافة السلام والتسامح ولنؤكد على الايات القرانية التي تدعو للتسامح والتوادد والتواصل مع الاخرين, حيث يقول الله تعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه واله وسلم: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}( سورة الأنبياء: [الآية: 107].)، فكان الرحمةَ المهداةَ من السماء لسلام أهل الأرض، ولسعادتهم الخالدة، ماداموا متمسكين بتشريع السماء، ذلك التشريع الذي جعل المؤمنين به إخوة متحابين في الله، متعاونين على الخير، متسابقين إلى العلم والحكمة، باذلين كل غال ونفيس، في سبيل إسعاد إخوانهم وكلّ أبناء البشرية، تحت شعار قول نبيهم الكريم: ((الخلق كلهم عيال الله، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله))(رواه الطبراني في الكبير، وأبو نعيم في الحلية، والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن مسعود مرفوعاً [انظر: كشف الخفاء 1/457].)، وقوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}(سورة الحجرات: [الآية: 10].)، وتحت شعار قوله صلى الله عليه وسلم أيضاً مؤاخياً بين أنبياء الديانات السماوية: ((الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد))(رواه أحمد في مسنده (2/298)، عن أبي هريرة.).

يتبع



#محمود_شاكر_شبلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ماذا والى أين؟ ا(لحلقة السادسة) العادات والتقاليد
- العراق ماذا والى أين؟ الحلقة 5 (التعليم والتجربة اليابانية)
- العراق ماذا والى أين؟ حلقة 4
- العراق ماذا والى أين ؟ (الحلقة الثالثة)
- العراق ماذا والى أين ؟ ( الحلقة الثانية )
- العراق ماذا والى أين ؟ ( الحلقة الاولى)
- الى حنين عمر / النساء كالمدن
- الأقتصاد العراقي يسير نحو الهاوية
- المقامة ألأرهابية
- قنديل الشاعر عبد الأمير الشيباني يضيء من جديد
- المقامة البرزخية
- حكايات من الزمن الرديء
- قصة الشهيد شاكر
- أياد جمال الدين .. متنبيء سياسي جديد
- الشيخ معروف الكرخي ..مثال التعايش بين الأديان والمذاهب
- الأخوّة السنية - الشيعية
- عثمان العبيدي يغرق لينجو العراق
- شخصيات من بلادي ..(هرقل العراق)
- رسالة مفتوحة من مواطن عراقي الى كل العرب
- نصيحة الى العلمانيين الجدد


المزيد.....




- مشتبه به يرمي -كيسًا مريبًا- في حي بأمريكا وضابطة تنقذ ما دا ...
- تعرّف إلى فوائد زيت جوز الهند للشعر
- مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم ...
- مسؤول إسرائيلي: العملية العسكرية في معبر رفح لا تزال مستمرة ...
- غارات جوية إسرائيلية على رفح.. وأنباء عن سماع إطلاق نار على ...
- من السعودية والإمارات.. قصيدة محمد بن راشد في رثاء بدر بن عب ...
- شاهد.. أولى الدبابات الإسرائيلية تسيطر على الجهة الفلسطينية ...
- هل انتقلت الحرب الروسية الأوكرانية إلى السودان؟
- فيديو: ارتفاع حصيلة القتلى جرّاء الفيضانات والأمطار في كينيا ...
- فيديو: آلاف المجريين يخرجون في مظاهرة معارضة لرئيس الوزراء ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود شاكر شبلي - العراق ماذا والى أين ؟ (الحلقة السابعة)