انذار 2

عادل الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 20:21
المحور: المجتمع المدني
    

انذار
نداء رقم "2"
حين يكون هنالك رجل واحد تشغيل صفارة الإنذار:
وأنا أقراء نص مسرحية "مساء التأمل" لرجل المسرح العراقي الراحل "قاسم محمد" توقفت متأملاً لحوارات شخصية الثائر وهو يقول "حين يكون هنالك رجلاً واحد يمتلك كل الدنيا فلابد لك إن تشهر سيفك أو تبتلع السيف" نعم اعتقده حواراً يحتاج إلى أماسي للتأمل بل يحتاج لمراجعة الذات بكل تفاصيلها وإعادة ترميمها والانقلاب على هزائمها لاسيما ونحن نعيش اليوم في زمن الهزيمة المتكررة ، فحين تقرر إن تكون ثائراً يجب عليك إن تنتصر على ذاتك أولاً وحين تقرر إن تقوم بالثورة يجب عليك مصارعة كل هزائمك الداخلية حتى تكون إنسان سوياً وحين تتمكن من إن تكون سوياً عليك إن تغادر كل التوافقيات المفروضة عليك ، وعليك أيضاً إن تتأكد بان التوافق ليس حلاً للنزاع بقدر ما هو استغنى منك عن رأيك . بما تقدم اعتقد انك ستكون يوماً على الرغم من وجود ذلك الرجل الواحد الذي يحتم علينا ابتلاع سيوفنا وتدمير قلاع كرامتنا .
إطفاء صفارة الإنذار:
هل لك إن تفكر معي قليلا في كيفية إخراج المجتمع العراقي من هزائمه ؟ هل لك إن تشاركني هذا العمل الشاق ؟ وان كنت مستعدا إن تدخل شريكا في هذا المشروع فلي شرط أود إخبارك به ، يا شريكي هل تستطيع إن تعمل معي من غير إن تكون قائدا أو رئيسا ؟
فانا اعتقد يا عزيزي إن الصراع على قيادة الهامش لا يقلق أبدا هيبة المركز ، بل أكاد اجزم بان الهامش المعارض هو من صناعة المركز المستبد ، فان شاركتني بإخراج القطيع من قطعاته فلا اسمح لك أبدا إن تكون ذلك الرجل الذي يمتلك كل الدنيا من جديد .
قد يبدوا كلامي غريبا ومتشائما لكنّي على يقين بأنني حين أخبركم بما يحدث في الأوساط الثقافية سيتحول كلامي ليكون منطقيا جدا ، فماذا يعني إن تشكل منظمات مجتمع مدني غير حكومية لتمارس دورها الثقافي والاجتماعي في توعية المجتمع العراقي والغريب في ذلك إن هذه المنظمات تتصارع في تكوينها الداخلي حيث إن المضحك المبكي في الأمر وأنا اشهد انطلاقة إحدى المنظمات ذو الاسم الكبير البراق اللافت الذي يحتم على نفسه إن يكون مميزا وفعالا في المجتمع الا ان هذه المنظمة تتكون من ثلاثة أعضاء أو رؤساء متصارعين على قيادة أو رئاسة المنظمة والذين يريدون بدورهم إنهاء الصراع السياسي في البلاد !
فحين تكون منظمة مجتمع مدني بلا إيرادات مالية ولا هيئة عامة تضم عدد كبير ولا حتى مقرا للمنظمة ونشهد فيها صراعا داخليا بين ثلاثة أقطاب ينتمون نوعا ما إلى الوسط الثقافي ، فهل ترضى يا عزيزي بأن تشاركني من غير إن تكون قائدا أو رئيسا أو رجلا يملك كل الدنيا ؟ أم انك ستتسبب لي بالمتاعب وتتصارع لتكون القائد ؟
اعلم إنني ليس ندا لك إطلاقا لكنك يا عزيزي ستكون محققا لإرادة المركز المستبد ، لان الأمر ببساطة هو إشغالنا بصراع على قيادة اللا شيء مقابل التنازل للرجل الواحد بقيادتنا كالقطيع وامتلاك كل الدنيا .

#عادل_الشامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات