أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الشامي - لا مقدس من فضلكم ...














المزيد.....

لا مقدس من فضلكم ...


عادل الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 3928 - 2012 / 12 / 1 - 18:29
المحور: الادب والفن
    


قبل بضعة اعوام ومع الحراك والبحث الواضح والمستمر في اليات الاشتغال في فن المسرح وجه الكاتبان اريك مورس و جوان هوتشكيس من خلال مؤلفهما (لا تمثيل من فضلكم) دعوة الى الممثلين الباحثين في الاليات الحديثة لتقنية التمثيل في العالم ان يغادروا منطقة التمثيل المطلق وترك العالم الافتراضي والولوج في عوالمهم الحقيقية المعاشة المكتظة بالهموم الانسانية ,فهي دعوة لتحقيق الذات ومحاكاتها على اسس العالم المعاش آنياً بعيدا عن الافتراضات الاخرى ومن خلال هذه الدعوة يتضح ان الكاتبان لا يعطوا للتمثيل اهتماما بقدر تحقيق الذات وتقديمها على معطيات الآمُها وهمومها فما فائدة ان تقدم نصا ادبيا رائعا خالي من الخطاب الانساني او محاكات الذات الا يعتبر ذلك نفيا للمتلقي والممثل؟ هنا تكمن اهمية الدعوة في خطاب اريك مورس و جوان هوتشكيس.
يبدو ان علاء قحطان مخرج مسرحية باسبورت التي عرضت ضمن فعاليات مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي قد ادرك خطاب الكاتبان اريك مورس و جوان هوتشكيس فقد وضف مخرج العرض ذوات الممثلين (حيدر عبد ثامر,قصي شفيق,ياسر قاسم,ذو الفقار خضر) في طرح فرضية العرض حيث اشتغل على ألآم الذات ليكون نصا كتبه (حيدر جمعة )لينطلق نحو فضاءات اكثر انتماءاً للمتلقي مُحدثا في ذلك شقاً بين جيلين, جيل تعلم وتربى وهو يسمع ويردد (وطني ليس حقيبة وانا لست مسافر)هذا الجيل القومي الذي افنى عمرهُ في جبهات الحرب والقتال من اجل شيء اسمه وطن ,وجيلاً ولِدَ في جبهات ابائهِ كارهاً رافضاً كل معالم الحرب ولسان حاله يقول (الوطن خلف اسوار القلعة).
ومن خلال هذا الشق فتح المخرج لممثليه الاشارة الخضراء داعيهم لمغادرة اسوار وطنهم او بحسب الجيل الاول مغادرين مقدسهم!!!
لم يكتفي مخرج العرض بخلق صراع بين المتلقي بجيليه بل تعدى اكثر من ذلك وباسلوب ساخر قد خلق صراعا بين شخصياته التي اتعبتها الايديلوجيات المختلفة فمنهم من بقى يعاني حتى نهاية العرض من التطرف الديني المفخخ دائما ومنهم من يبحث عن حياة مثالية تسودها القيم والاخلاق لتتحول من خلال ذلك الى ان تكون حياة كأنها حلم شبابي مليئة بالحب والانسانية ومنهم من حمل هم ابيهِ وامه ايام الجبهات التي لاتنقطع و طالما تمنى ان تأتي رصاصة تائهة في قلب الوطن كي ينتهي القتال افضل من ان يموت ابيه دفاعا عن الوطن !! وهنا يعلن وبكل جرئة حالة انسانية تنفي قداسة الوطن !!
ومنهم من مزج الابتسامة بالدمعة كما في حوار صموئيل بكيت(ان تمتزج الابتسامة بالدمعة تلك هي ميزت الحداثة) هذه الشخصيات الاربعة تتصارع من اجل العيش على ارض وطن رمادي لكن سرعان ما اعلن المخرج حلا لينهي به العرض وقد يرضي بذلك جميع الاطراف المتنازعة ملوحا بالباسبورت الذي ياخذ بهذه الشخصيات الى ارض اخرى تنسجم معهم اكثر واكثر.
وهنا تُطرح مشاكسة كبيرة لفرضية العرض يقدمها جاك دريدا الكاتب الفرنسي ذو الاصول الجزائرية ففي دراسة طرحتها الكاتبة اللبنانية امينة غصن تضمن حديث دريدا ومفادهُ (أن المكان اكثر ثبات من الايديلوجية)هنا تحددت مدة صلاحية الجيلين في التقديس والتدنيس وفي الصراع الذي يحدد البقاء لفكرة واحدة في مكان ثابت يدعى الوطن رغم تغير الايديلوجيات,ولأننا في وضع متغير بأستمرارعلى سطح هذا الكوكب يتحتم علينا ان نغادر كل شيء مطلق بقداسته او بتدنيسه ,معلنين تقبلنا لكل فعل ناتج عن فكرة ومحاكاتها وفق التلقي



#عادل_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فياكرا صلاح منسي على خشبة المسرح الوطني
- المسرح والطاعون ...حديث لن ينتهي
- مطر صيف ... بين هم إجتماعي وطرح سياسي
- الكولاج المسرحي بعد 2003
- نشاز تحرير الاسدي انسجام تام مع الكولاج المسرحي


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الشامي - لا مقدس من فضلكم ...