أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - حماس عدوة الحياة














المزيد.....

حماس عدوة الحياة


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 14:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لن يسمحوا لكِ بأن تكوني
قررتُ مؤخراً أنه ليس بمقدوي أن أغير أي شئ في حال كانت الشرطة المشوهة- لحماس، و رجالها غير قادرين على حماية حياتي، و حماية ممتلكاتي.. قررتُ أنه ليس من الضروري على من يريد أن يكون انساناً أن يحلم كثيراً بالوعد الفلسطيني- باختصار؛ تحرير فلسطين كما يُروج له سياسياً- بل أن كل ما عليك الحلم به لتكون انساناً كونياً أو حتى عالمياً هو الشعور بالرضا و الامتنان- من دون التهميش أو التقليل من مآسي الناس بلا شك- عليكم أن تحلموا كل يوم بأن تكونوا بشراً أفضل- هذا ليس بعيداً عن حالة باقي دول الشرق الأوسط المزرية بدون تحديد- و أنا أقول هذا؛ أهنئ كل من لا يحاول أن يحلم بها كباقي الدول الشرقوسطية- غالباً!
و أنا أرى في هذا التعبير الرأي السليم تماماً، أقول أنه ليس من الواجب على كل من يردد كلمة الأخلاق، و الصمود، و النضال، و التمجيد في الحياة و الآدمية بشكل عام؛ أن يردد الحرية و العدالة، و هو بنفس الآن يعيش على هذه الأرض.. كل ما تملّكته في يوم ما أني أتيت إلى هذه الأرض و بعدها كل شئ كان و كأنه بالضبط لم يحدث..
أتحلمون أن يعيش أطفالكم كل يوم معاناة تعنيف- بأنواعه المختلفة- في المدرسة، أو الشارع أو حتى البيت؛ زيادة عن قصف الاحتلال لمدارسهم، و هدم لمنازلهم، و أسر آبائهم؛ فلكم أن تزوروا الأراضي الفلسطينية..
أتحلمون أن تتعاملوا مع عقليات متخلفة، و رجعية قديمة تتذرع بحجة الاحتلال كلما يصيبها مكروه، و هناك بالفعل من يحاول أن ينقذهم لإبطاله او الحد من قسوته، إذن عليكم أن تزوروا الأراضي الفلسطينية..
إن الاحتلال الاسرائيلي قد نهب الأرض، و زرع حواجز التفتيش، و أقام الجدار العنصري العازل كل هذا نفهمه.. نراه، و يقلل من شأنه الاعلام العالمي الموجه.. حتى أنكم ترون على شاشة التلفاز نساء يمتن قهراً بانتظار تصاريح- متاحة من حكومة الاحتلال الاسرائيلي- للعلاج داخل الأراضي المحتلة أو القدس.. و قبل أن يمنحوها لهن، يكون الأطفال قد انتقلوا إلى عالم أنقى كثيراًمن هذا.. عالمنا الوضيع!
قبل أن تكونوا فلسطينين، إذا تحدثنا عن الشرقوسطيين؛ فسأكون أكثر انصافاً عندما أتحدث و أنا أعلم أن نصفهم يعانون من الفقر، و الفساد، و المحسوبية.. و كل هذا محسوب من أعمارهم و أعمار أطفالهم- الجيل الجديد.. أما عندما يتعلق بالفلسطينين، فإنه ليس الفساد الوحيد، أو الانقضاض على الآخر المشابه لك؛ بعد الحرب و أثناءها، هو ما نعاني منه فحسب كفلسطينين... نحن نعاني من أننا نشعر كل مرة بأنه كُتبتْ علينا هذه المأساة دون أي ذنب..
كُتِب على أطفالنا- بحالة تزداد سوءاً عن الباقيين- أن يحملوا هموماً تزيد عن أعمارهم، كُتِب علينا أن نتحمل فساد حكوماتنا، كُتب علينا بعد طول سنين الاحتلال و الحروب أن نعاني من عقليات شرقية ذكورية تلاحقنا- نحن النساء- في أي مكان..
كُتب علينا نحن كَنِساء شرقيات أن نُعاقَب دون أي ذنب لميراث آبائنا المتخلف و المحذو من العادات و التبعية، كُتب علينا نحن زيادة على ما تعانيه الشرقوسطيات، أن نتمنى الموت بدلاً من الانتظار للخروج من معبر مغلق، من الحصول على التصاريح دون أي أمل و لو حتى كان بعيداً..
كُتب علينا أن نفترض أنه بوجودنا على هذه الأرض.. هذه البقعة بالتحديد بأنه يجب نكون صفراً بالنسبة للعالم المتحضر إلّم نصل لحالة السالب؛ بسبب ذكورية المجتمع و عنجهية الحكومات تحت الاحتلال؛ بالأخص حماس..
كُتب علينا أن نشاهد كل يوم، دون توقع أو أمل جديد، كل العالم إما ينحدر حاله في السوء، أو يزداد بوتيرته قليلاً.. أما نحن الفلسطينيات فلا شئ لنا سوى الهم، و الهم و الهم... إلى ما لا نهاية!!
كُتب علينا أن نُطعِم الأطفال وعوداً من القهر، و المعاناة دون أن نعلم سبب ميراثنا لها، مهما تدافعت التحليلات النظرية في آن واحد- كتعويض عن نقص العمر من الفرح والمرح و السعادة ..
كُتب علينا كفلسطينيات أن يدينونا، مستغلين قضيتهم و ما توارى من الاسلام؛ حتى ينجحوا مرة واحدة في الانتخابات و لا ينتخبوهم- من تدافعوا من أجلهم- بعدها.. كان علينا في ضوء عمر قليل أن نتراجع مئات السنين إلى الخلف! قلتُ قضيتهم، و ليست قضيتنا؛ لأني أؤمن أن قضيتي و لا حتى أي قضية انسانية في العالم يمكن أن نحلها بهذه الواجهة من التعصب و السادية.. الاسلامية!
و قلت أيضاً أني تعبتُ لأنه من الواضح جداً أني أعلم بكارثة عمري- الرابعة و العشرين قريباً- لن أحلم، و لن أكون قادرة على حل أي مشكلة بالعالم.. و لو حتى كان لدي حلم نزيه بحلها.. قبل أن نحل مشاكل البيت الفلسطيني.. من أجل هذا أكره ما يعتقدون به- تعصباً- ما يسمّونه الانتماء و المواساة التي تعبر عن جمع المأساة.. أكرهها حد الخيال دون أن يكون لكم مقدرة على تقييم هذا.. أكرهها و أقولها بغيظ و حنق شديدين.. أكرهها و أنا أعلم أن منهم الوقح- ذاتياً- ، و أن منهم المغرور و الأناني، و أن منهم من يوقظ بداخله شعوراً من الشوفينية.. أنا لا أعدكم بالأوهام.. كلما رغبتُ به هو أن أعيش حياتي دون أن يتعرض لي مرضى أفراد شرطتكم الساديين، أو المشوهين من ذكور عائلتي .. هل هذا كثير علي يا عالم المجانين و الأبرياء- في آن واحد؟؟ لا أشعر بالامتنان؛ إن حلمتُ بنيل الحرية يوماً ما، دون أن أشعر أن من هو حولي بمقدرتهم الدفاع عني.. حرياتي.. مملتكاتي.. بل وجسدي مثله مثلما أهتم بروحي أيضاً! حينما أقولها عاجلاً أم آجلاً لكل المسئولين و المُدانين : لقد شوهتم ما تبقى من تاريخ فلسطين- بأعماقنا.. فإذا مِتُّم لن نرتاح؛ بل سيغمرنا الفرح و نشعر بالسعادة أيضاً!



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطمع مشكلة العالم من جديد
- الكتابة في المستقبل
- البكاء
- الجريمة الكبرى - الصمت-
- قوليها دون أن تخافي:و يا -;---;-----;---لكَ من وغد خ ...
- الكراهية المُكتَسَبة
- لماذا لا يُحاكموا؟؟
- عندما لا نعلم
- الشعور بالحب و الحياة
- الحب و الوباء
- غزة.. جحيم من نوع آخر للنساء، و الأطفال
- هل يحتاج الرجل العربي لإعادة تعليم؟
- الثواب و العقاب من منظور ديني
- مدينة يحكمها الشيطان
- قسوة الأم
- لماذا يخاف الرجل الفلسطيني من المرأة – 2-؟
- هل تكره بعض النساء الفلسطينيات أنفسهن؟
- عزيزي أيها الرجل الخائن
- لماذا يخاف الرجل الفلسطيني من المرأة؟
- المحكمة الشرعية و ازدراء المرأة في الإسلام


المزيد.....




- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - حماس عدوة الحياة