أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وجيهة الحويدر - يا علي...














المزيد.....

يا علي...


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 1201 - 2005 / 5 / 18 - 12:27
المحور: حقوق الانسان
    


يا علي.. اعذر صمتي.. واصفح عن تقصيري وقلة حيلتي..فأنا انتمي لأمة اعتاد أفرادها أن يقتاتوا الجُبن، ويتجرعوا الذل، ويحمدوا ربهم ليل نهار على المهانة، ويدعوا لجلاديهم إ.
عند صلاة كل فجر بطول العمر..



يا سيدي علي.. كوننا قطعان من العبيد المكسورين هذه ليست الإشكالية.. الإشكالية التي عجز كل منظري علم النفس والباحثين في علم الاجتماع أن يجدوا تفسيرا لها، هي أننا عبيد نرفض الحرية بكل أصنافها، ونمقت بشدة من يحاول أن يدلنا على أبوابها، وفي الوقت عينه نتلذذ بتبجح بقيودنا وأغلالنا وارثنا الذي يهد الكاهل...



يا علي أنت تُدرك أننا امة مصابة "بفوبيا" التغيير، وصرع التغريب، و"شوفينيا" الخصوصية ، وهستيريا المؤامرة..وجنون الهوية ..فيا علي ..النور والعتمة لم يجتمعا قط في مكان واحد..فنحن أناس أدمنت العتمة حتى النخاع، لدرجة أن النور صار كالفيروس القاتل، نجابهه ونحاربه بكل ما أوتينا من قوة ومن عتاد...لأننا لا نحتمل سطوعه ولا نقوى أن يكشف لنا عوراتنا وخزينا..



يا سيدي علي ..صدور القرار بسجنك هزا جبالي وجفف سيولي..وافقدني قدرتي على الوقوف..حينها أحسست وكأن الجاذبية الأرضية تقمصت غدر البشر، فطعنتني برحيلها عن المكان بدون أن تترك لي الحق في السؤال..



آآآآآآآه..اشعر أني احتاج لكل العقاقير المنبهة في هذا العالم ..كي أفيق من نوبة الانكسار التي داهمتني بعد انكسارك..من يستطيع اليوم أن يلوم الحلاج حين خضّب وجهه بالدماء بعد أن بتروا إحدى يديه..شاء الحلاج أن لا يرى احد تقاسيم الضعف والتراجع المرسومة على معالمه..فهو لم يخضع أبدا بالرغم أنهم قطّعوا جسده من خلاف، وصلبوه حتى فارقته الحياة..الحلاج اُبتلي مثل كثير من شرفاء هذه الأرض بشهود زور تجمّهروا ضده من اجل إدانته، ووجِد في مكان كان يعج بالخديعة والخيبة والخذلان...وعاصر زمن ينخر فيه الفساد حتى طال البلاد والعباد، وهذا ما جعل الحلاج يلطخ وجهه بدمه ويموت الف مرة قبل موته..لكن أليس هذا حالنا نحن العرب منذ الأزل..؟؟؟؟ لا نحسن سوى الصلابة والعنف في التحاور مع الآخر، ولا نجيد سوى غدر وإقصاء كل من يغرد خارج السرب..!!



آآآآآآآآآآآآآآه..يا علي ..ستُسجن لتسع سنين..؟ لماذا تسع؟ ما هذه الدقة في الحساب؟ رقم عجيب! تُرى من اصدر الحكم بحقك هل اشتم قط أقبية السجون؟؟؟ هل عرف المدعي العام معنى أن يُزج امرؤ ظلما في غياهب الحبس؟؟ حيث الهواء فيه ممزوج بروائح العرق والصديد والدم المهدور بهتانا وجورا...وكل قطرة تسيل تلعن الظالم في حياته وتلاحقه في قبره بالعذاب حتى يوم القيامة..



في شرقنا المنكوب، أصبحت الزنازين مقابر للشرفاء والأحرار.. هناك الليل يمتد فيها بامتداد تأهاوات وأوجاع السجناء، الذين اقُتلعت أظافرهم، وقُلمت أذانهم، وتحولت أجسادهم إلى مطفآت للسجائر..ترى هل أحسّ قضاة الشريعة السمحاء قط بوحشة الحبس الانفرادي؟؟ وماذا عن آلام الرجال وأحلامهم المؤجلة لحين ساعة الإفراج ؟؟؟ هل راودهم ذاك الإحساس المرعب؟؟ حيث مشاعر الخوف تخشى من نفسها، فتحاول عبثا أن تخترق الحيطان..لتبحث عن طعم الحياة .. فتتوه النفس، ويغصُ الحلق بالكلام المخنوق، وتتعطل مخارج اللغة..



يا علي ..أكاد أن اجزم أن من صادروا حقك في الالتحام بأسرتك كانوا يكتنزون قلوبا قاسية كالصخور الصماء، ويعلقون على جانبي هاماتهم أذان معطوبة، عاجزة عن الإصغاء.. لذلك لم يسمعوك ولم يصغوا لرفيقيك النبيلين عبد الله ومتروك..



يا سيدي علي.. نحن نُدرك جميعا أن الشمس لا تهاب أبدا البرد ولا تخشى الرعود.. فهاهي شمسك تحدق من بعيد في السماء.. فنحن متيقنين انها ستظهر يوما ما علينا بنورها الشامخ ودفئها الحميم، رغم انف الأمطار الهوجاء والسحب الداكنة...


....

إلى الإصلاحي الشاعر السعودي علي الدميني الذي صدر عليه الحكم بالسجن لمدة 9 سنوات.



#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استمطار السماء بدون صلاة استسقاء
- ماتت ليلى العراق...فهنيئا لكم ياعرب بإنسانيتكم
- لقاء بين سؤال واجابة
- سيدتان ثائرتان وبراكين تنتظر!
- خصوصية أم إرهاب مرضي عنه؟؟؟
- كفوا عن هذا الردح المبتذل..فقضايا النساء العربيات حقوقية
- متى بدأت الدائرة؟
- من أين تبدأ الدائرة؟
- ليلى في العراق مريضة ..فأين المداوي؟
- ما مدى بشاعة قهر الذكور للذكور!؟
- مَن سيكن بشجاعة هذا الرجل يا ترى؟
- مدننا -الآمنة-
- انا سوسنك يا والدي
- مناجاة بين طهران والظهران
- سُخف واستخفاف حتى الثمالة
- من اجل ذاك القنديل
- العالم يقطر انسانية
- رغد وعائشة ورانيا..حالات عَرَضية أم عاهات مستديمة؟
- إن كيدهم أعظم
- الى متى سيظل تاريخ الحضارة الإنسانية يُلقن مبتورا؟


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وجيهة الحويدر - يا علي...