أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ثامر جهاد - نص مخمور














المزيد.....

نص مخمور


احمد ثامر جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 1199 - 2005 / 5 / 16 - 11:11
المحور: الادب والفن
    


نص مخمور
إلى ذكرى :كاظم عذيب ..
احمد ثامر جهاد
ثمة صعاليك ووحوش بائدة ، لم يعد يهمني ما يقولون . لست وجوديا ولا مصابا بداء الحنين لطلعة سارتر البهية التي عشقتها لسنوات . فأنا ابن المواجع السومرية البار . فتى الموت اليومي وسخافات الأدعية الفارغة والخطب الطويلة المملة . لا نافذة لي ولا أفقا اخضر يطرز صباحي ، لا عشيقة لي ولا أب ابكي بأحضانه . لا أولاد ولا أموال ولا مسدس .
أنا رجل عار عن الصحة ، لا املك إلا ما أنا ساع واءه . مسراتنا اليوم تبول على المقدسات والأصنام ، فلنا خمر عراقي ابدي ، نهربه بحيل شتى ، نضحك على حاضرنا ، وأفواهنا يابسة من كثرة البصاق على ماضينا العفن ، وخمرنا ذاك أبقى من موتهم وسواد أيامهم الباكية .
هل ثمة ما هو اجمل وألذ من وليمة خمر للأصدقاء ؟ أصدقاء خبثاء يحضرون إليك بلمح البصر ، فرادى وجماعات في طقس خمارتك البائسة . أقداح شفيفة وعلب سكائر رخيصة ولسعات بعوض تأتي مشفوعة بكلام طويل عن الخيال والمرح والطفولة بعيدا عن دعك الأضرحة وعبادة السحر .
آه أيها البعوض العراقي اللعين ، لكم أدميت جسدي الأبيض بخرطومك القميء . يشبه خصومي هذا البعوض حينما يقترب ودودا ، متوسلا يحط ليلا على يدي العارية ، أتغاضى عنه ، فيدميني بلا رحمة ، فارا كقاتل فضحت جريمته . أتلوى من وخز دنئ يقززني ، مدركا أن لا رب لي أشكو له وضاعة بيتي وسوءات أقداره . حينما يشتد بي الحنين لأصدقائي الذين فروا بعيدا عن الوطن في بقاع الأرض وسمواتها ، أدعو ما تبقى منهم للمبيت عندي بعد كؤوس لاذعة :
- شعندك اليوم ، تعال يمعود نكمل سهرتنا ، وطز بالوضع ….ها شدكول ؟؟؟
- لا أبو شهاب الورد ، أروح للبيت احسن ، وباجر نتشاوف بالكهوة .
-بكيفك .
-………….
اليوم يشبه الأمس ، لولا إنني ادمي طراوة روحي بقسوة ، أمتحنها بعادة قهرية لا تطيل بعمري الذي كنت أقدره بست عقود ونيف . نعم هكذا قدرت يوما أمدي الحياتي لصديقي الذي ما زالت ابتسامته الساخرة محنطة في الهواء .
أفكر بالغد الآتي وبتلك التي تهمس باسمي في أحضان زوجها الغبي خلسة . ألعق جراح اليوم الباذخة واحلم برواية داعرة تنسيني كيف حفظت الصور والكلمات والأغاني كلها دونما ملل .
هاقد حل الليل بركوده السرمدي ، أمي نائمة وعشائي بارد . وعيني على باكيت الجكاير مخافة أن ينفق روحه قبل أن تسدل عيناي ستائرهما الناعمة .
- صباح الخير يمه .. قالت أمي ويدها تنتزع رغيف الخبز من ألسنة نار تنورها العراقي .
- شبيك يمه ضايج ؟
- ما كو شئ .. شنو ريوكنه اليوم ؟
خير من الله يمه .. بيض ، جبن ، شتريد موجود .
لا تعلم أمي بكارثة فقر الدم المزمن الذي سببته لي أفواج البعوض المحلي وساعات الظلمة وسنوات أزلية من الحروب والوحدة . ربما أنساها تفاؤلها الإلهي حتى انكشاف شعريات بيض أعلى صدغي .
بريئة أمي وهي تردد بتلخيص عجيب لرداءة الحياة قولها :
- وضع طايح حظه يمه … الله كريم .



#احمد_ثامر_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سينمائيون بلا حدود
- قيثارة الكابتن كوريللي عزف سينمائي على أوتار الحرب
- بأبتسامة أمل ..سنرسم حاضرا لطفولتنا المؤجلة أبدا
- سؤل المواطن .. ولكن بعد خراب البصرة ؟
- بلاغة التحديث في الخطاب السينمائي
- الاسلام السياسي والغرب
- وقائع مهرجان الحبوبي الابداعي الثاني في الناصرية
- عن الشتاء والمسؤولين وحب المطر
- حمى السلاسل السينمائية
- حول جمالية الفيلم السينمائي
- في سابقة خطيرة تهدد جوهر الديمقراطية
- طفح الكيل في جامعة ذي قار.. والعاقبة اخطر
- للحقول الخضر ينشد لوركا قصائده
- حداثة الرواية السينمائية
- ! إرهاب النفط في وجوه الشيطان
- جندي أمريكي .. جندي عراقي
- الحياة في الأهوار العراقية
- بابلو بيكاسو
- استبطان الذات بلقطة قريبة
- الآخر في الخطاب السينمائي


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ثامر جهاد - نص مخمور