أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - التطرف في لغة العنف عند الاخوان المسلمين















المزيد.....

التطرف في لغة العنف عند الاخوان المسلمين


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 13:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لم تكن اللغة التي استخدمها الاخوان المسلمون طيلة ايام اعتصامهم في رابعة العدوية لغة سلام، لقد كانت لغة تحريض ووعيد وتهديد، كانت لغة لتعليم العنف وتلقين الحقد، لغة من يحضر نفسه للصدام والحرب ولا يسعى للبحث عن الحلول، لغة فارضة شارطة تجزم بجبن وخوف وخنوع الخصم ولا تفترض فيه الشجاعه ولا العقلانية، لغة تكفير واستعداد للمبارزة، لغة لا تسعى لاي نوع من الهدنة او التصالح، انما كانت تبغى الحراب والعداوة والشقاق.
السلمية لا تعني التخلي عن عنف الصدام الجسدي فقط، انما ايضا التخلي عن عنف اللغة وعن فحش القول وعن شعارات السيف واهازيج الموت واناشيد المنازلة فالحرب اولها الكلام.
لقد استمر الاخوان بتسميم عقول الناس بلغتهم الارهابية الصلفة واساليبهم الوقحة فحولوا منصة رابعة العدوية الى كانون ينفخ فيه المؤدلجون الدينيون طول ساعات اليوم ، فيشتعل نارا وغضبا وعنفا وارهابا وشوقا للقتل والموت، لقد تحولت منصة رابعة العدوية الى ميدان تدريب على الانتحار الاستشهادي واستمراء الموت في سبيل الاخوان، كان شعارهم المميز يقول ينجيب حقهم ينموت زيهم، لا اثر للحياة في شعاراتهم، لا ذكر للسلام والصلح في خطاباتهم، كل شيء فيهم مملوء بالموت والقتل والعنف والعداوة.
منصة الاخوان لم تكن منبرا للسياسة ولا حتى منبرا للدين، كانت مصنعا للكره والتحريض على القتل والاستخفاف بالحياة، انها لا تختلف كثيرا عن تلك الاوكار التي يتم فيها اعداد الارهابين ووضع خطط التآمر ولا تختلف في جوهرها عن كهوف تورا بورا الا في علنيتها التي لا تعني سوى استخفاف بالملايين الذين قالوا لا للتسلط باسم الدين.
لقد استطاع الاخوان بلباقة وحذق ومهارة الدجال السيطرة على عقل جمهور مسحور باساطير الدين واوهام الجنة، فاستخدموا لغة تخاطب العواطف وتهمل العقول وتغسل الادمغة من كل ذرة علم ومعرفة وتحشووها بنزعات العنف والتدمير.
جمور غفير من نساء ورجال واطفال يقفون لساعات طويلة على اقدامهم تحت اشعة الشمس الحارقة، لا يبرحون المكان حتى لقضاء الحاجة، مغيبون عقليا ومخطوفون ذهنيا، ينفذون كل ما يطلب منهم بمتعة ولذة افيون الدين.
ان من يختص ويجيد لغة العنف ويخطف الناس ذهنيا ويروضهم على تقبل الموت بشغف ولذة، لا يحق له الحديث عن سلمية التظاهر. السلمية عند الاخوان، حتى في افضل حالاتها، ليس لها الا معنى واحدا هي ان يحتقروا ويشتموا ويخوًنوا الاخر ويكفروا الأخر ويطعنوا في عرضه وفي شرفه ولا يتوقعوا منه ردة فعل. السلمية عندهم هي في ان يحدوا الالسنة والسيوف ويضعوا الخطط للاجهاز على الخصم ، ويعتقدوا انه سيضع رقبته على سندان القصابة منتظرا سكين انتحاري الغلسة، فان ثار وقاوم ودافع عن نفسه وابعد السكين عن رقبته اتهموه بانه قاتل وجلاد وعميل.
ومع ان منصة رابعة العدوية الاخوانية قد غيرت تكتيكها طبقا لتعليمات ونصائح الاخونجي المؤذن السابق في الكويت، عميل قطر وخادم فضائية الكذب والتلفيق الجزيرة احمد منصور، الذي قال بان المصريين لا يحبون الا مصر فلا ترفعوا الا اعلامها ولا تنشدوا الا اغانيها، فاخدعو المصرين بحبكم لمصر تكسبون ، فاختفت اعلام القاعدة واعلام جبهة النصرة واعلام الجيش السوري الحر ورفعت اعلام مصر فقط، وسمح باذاعة الاغاني والموسيقى حتى عند مواعيد الصلاة بعد ان كانت حراما عقابها النار، فبرروا ذلك علنا ومن خلال مذياع المنصة بانها ضرورة تبيح المحذور، بل انهم سمحوا لحاسرات الرأس ومرتديات البنطال الضيق باعتلاء المنصة والقاء الخطب واقامة المؤتمرات والمطالبة بعودة مرسي وكانه نصير للمرأة وليس من القائلين بنقص عقلها ونقص دينها.
ومع كل هذه التغيرات التي طرات على ميدان رابعة العدوية، الا ان لغة الحقد والعداء لم تتغير، فان كان باستطاعتهم التنكر والتخفي وتغيير الجلود الا انهم لا يستطيعون تغيير لغتهم، فهي في منطقة اللاشعور من ابدانهم مفرداتها الانتقام والغل والحقد.
لا بد للذي كان يشاهد منصة رابعة العدوية وان سؤالا قد راود ذهنه وظل يبحث عن جواب فلا يجد غير الاستغراب واللامعقول ردا عليه!
أتكون هذه الشرذمة التي تتوالى على المنصة والتي لا تحسن الا شعارات الحقد وروايات الارهاب وتبجيل القتلة التاريخيين الاسلاميين وتحبيب الموت وتكريه الحياة، هذه الشرذمة التي لا تجيد الا اللعب بالعواطف وتغييب العقول وغسل الادمغة ان تحكم مصر بكل ما تمثل مصر من ثقافة وابداع فني وشعري وتاريخي وشعبي؟
ايعقل ان يحكم مصر الدجالون والمشعوذون وعلماء الحيض والنفاس ومفتيو جهاد النكاح ومعلمو الارهاب؟
افليس الارهابيون هم نتاج للغة الحقد والبغض والعداء والتحريض وثقافة التطرف التي وبفضل اموال خليج العربان انتشرت بين الشعوب كما تنتشر عدوى الامراض الخبيثة؟
الا تقود هذه اللغة المتطرفة الى تناقض تناحري لا يحسم الا بالفصل، ستكون عواقبه اكثر وخامة وفداحة وتكلفة كلما صبر عليه وتأخر موعد في فض اعتصامه؟
لو كان الاخوان يبغون السلام، لما استمروا في التحريض حتى وهم يعرفون بان الحكومة المصرية قد عزمت الامر على فض الاعتصام. لو ارادوا السلام لطلبوا من جمهورهم الجلوس على الارض بكل روية وهدوء ليرى العالم انهم حقا طلاب سلام لا ناشري تطرفا وارهابا وحقدا في المجتمع.
لو ارادوا سلاما لما اعدوا المتاريس وجهزوا السلاح؟
لكن كيف يكون لهم ذلك وهم على ارتباط وثيق بعروة القاعدة الوثقى؟
كيف لهم ذلك وهم على ود وصداقة مع ارهابي حماس وارهابي جبهة النصرة ودولة العراق والشام الاسلامية و خلايا القاعدة في سيناء.؟
ان ثقافة تحبيب الموت وكره الحياة التي ينشرها الاسلاميون اصبحت مشكلة تستدعي تغيير خطاب جميع التيارات والمذاهب والفرق الاسلامية. اذ هي تصور الموت انتحارا او قتلا، بانه سعادة وغبطة وليس الم ووجع، حتى ان ناقصات العقل والدين، المحجبات والمنقبات يزغردن فرحا وسرورا وتهنيء احداهن الاخرى بمقتل او استشهاد فلان، وربما ادركهن الشبق الجنسي وهن يستحضرن صور جماع حوريات الجنة اللائي قد تزوقن وتعرين لممارسة النكاح مع الشهيد المغفل.
الاخوان وان كانوا حزبا سياسيا، لكنهم لا يمارسون السياسية ولا يضعون حجرا في البناء الديمقراطي، انهم يؤسسون لفاشية دينية لا تتوقف عند حدود مصر بل تتعداها الى السيطرة على جميع دول المنطقة. انه مشروع احياء الخلافة وتسليم صولجان الملك الى الحاكم الطوراني اردوغان، الذي لم يراع لا سياسة ولا كياسة فكانت كل تصرفاته توحي وكان مصر ضيعة من ضياع ال عثمان الذين ولى حكمهم الى مزبلة التاريخ.








#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثوار احرار حنكًمل المشوار
- مليونيات الاحرار ومليونيات العبيد.
- الدين والزمن الجميل
- البعدين الطبقي والجنسي لنِكاحيً المتعة والمسيار
- ثورة ميدان التحرير وردة ميدان رابعة العدوية
- النقيض الاسلامي الكلي للديمقراطية!
- الثورة المصرية: التناقض بين الديمقراطية وبين الاسلام السياسي
- مع الدكتور جعفر المظفر: هل يخلع حسن نصر صاحبه مثلما يخلع الخ ...
- السعار الاسلامي في مصر ونموذج الثورة السورية
- اللهم اعز الاسلام بصوت المغنية احلام
- سوريا: ثورة ام حرب اجرامية؟!
- القرضاوي في اخر مراحله
- القواعد اللاتي لا يرجون نكاحا
- البحث عن جثة صحابي
- الاسلاميون اذا دخلوا ثورة افسدوها!!
- الدول الغربية ترفع شعار الاسلام هو الحل.
- دولة الاغلبية الشيعية!!
- عراق بلا دين عراق افضل، عراق اقوى واجمل.
- مهمات الشيوعيون العرب
- نظم الاخلاق الدينية وتناقضاتها مع القيم الانسانية


المزيد.....




- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- اللواء سلامي: نحن المسلمون في سفينة واحدة ويرتبط بعضنا بالآخ ...
- اللواء سلامي: إذا سيطر العدو على بقعة إسلامية فإنه سيتمدد إل ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون إذلا ...
- اللواء سلامي: الأمة الإسلامية تتحرك بفخر نحو قمم الفتوحات


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - التطرف في لغة العنف عند الاخوان المسلمين