مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova
(Marwan Hayel Abdulmoula)
الحوار المتمدن-العدد: 4186 - 2013 / 8 / 16 - 00:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التاريخ هو اكبر مدرسه لتعلم تصحيح الاخطاء وللتاريخ ابواب كثيره ومتنوعه من الاحداث والاخطاء التي ارتكبتها كثير من الامم والقادة ويمكن التعلم من تلك الاحداث حتى لاتتكرر , ولكن على مايبدوا ان الاخوان المسلمين لايقرأون التاريخ بل يسيرون قدماَ وبنفس السلبيات والعقليات القديمه دون الاعتبار من الماضي في اصرار ناقص التفكير وغريب التحرك ,و كأن السيد قطب لازال بينهم و يردد نفس الكلام الطائفي ويحرض على العنف ومحاربة الدوله في شكل إنتحار سياسي معروف النتيجه ومخالف لإرادة الشعب وتطلعاته , فبرغم الخروقات الضخمه التي ارتكبتها حكومة الاخوان بعد تولي السلطه في الجانب الداخلي والخارجي من قبلهم إلا انهم كانوا يصرون على سياسة الاخطاء المتعمده ابتداء من سياسة التعينات الاخوانيه وحتى صرف جوازات دبلوماسيه لاعضاء الجماعه الكثير منهم لايفقه شئي في الدبلوماسيه حتى انه تم صرف اثناعشر الف تصريح حمل سلاح لاعضاء الجماعه وكل هذا السلوك الغير مبرر تحت شعار ان مرسي وصل الى السلطه عن طريق الانتخابات الحره ولهم الحق في اليد الطولى في كل شئي واقصاء كل من يعارض سلوكهم وتناسوا ان هتلر ايضا ترشح للرئاسه وفاز بالانتخابات وارتكب اخطاء ادت الى تدمير المانيا بسبب الايدلوجيه الاقصائيه.
الحكومه المصريه عملت جاهده منذ عزل مرسي وبدأية حركة الاعتصامات في رابعه العدويه والنهضه لحل الخلافات السياسيه عن طريق الحوار ووضعت امام الاخوان المسلمين 8 مبادرات لحل الازمه في البلاد وفض الاعتصامات بطريقه سلميه ولكن تلك المبادرات قوبلت بالرفض وبمواصلة التحريض على العنف ومحاولة جر الشعب المصري الى دوامة العنف الطائفي وقد شاهد الملايين من الناس في مصر وخارجها وهم يدعون الى الدفاع عن الشرعيه حتى بالموت وهو مايعني اعطاء الضوء الاخضر لاعضاء الجماعه بممارسة العنف والقتل في حال شرعت الحكومه في فض اعتصاماتهم و نسى اعضاء الجماعه في نفس الوقت ان الاعتصامات هي ظاهره مؤقته للتعبيرعن الرأي امام الدوله وتحولت اعتصاماتهم الى بؤر للتحريض والتحشيد ضد كل من يعارض الاخوان وتراجعت مستوىات الحركه الاقتصاديه في مصر واشتد عود الجريمه المنظمه وتهريب السلاح وانتشار الجهاديين في سيناء ودخل الامن القومي المصري في منعطف خطير جدا الامر الذي اجبر الحكومه ان تتخذ قرار بفض الاعتصامات وكان القرار صعب على الحكومه كون الاخوان زجوا بالاطفال في مخيمات الاعتصامات وخوف الحكومه من استخدامهم كدروع بشريه, ولم ينظر الاخوان في مصر كيف تعامل مثلهم الاعلى وزعيم التنظيم الدولي للاخوان السيد اردوغان مع المعتصمين في ساحة جيزي في اسطنبول قائلا إن صبره "بدأ ينفذ وان أجهزة الأمن ستتعامل معهم في حال امتنعوا عن ذلك , ومعروف ان اجهزة الامن التركيه لم تفض الاعتصامات هناك بالورود والقُبل وإنما بالقوه .
المخيف في تحرك الاخوان في مسرح الاعتصامات كان مسلسل التحريض الطائفي ضد كل من يعارضهم وخاصه الشيعه والاقباط فقد تم حرق الكنائس ومحلات الاقباط ومهاجمة مساكن الشيعه وقتل البعض منهم, والعجيب ان بعض القنوات العربيه والاقلام المأجوره كانت تشجع على تأجيج العنف الطائفي في المجتمع المصري احياناً بطريقه مباشره واحيناً اخرى بطرق ملتويه ولكن الغريب ان تسقط هامات اعلاميه في مستنقع دعم الفوضى في مصر وضد ارادة الشعب مثل قلم الدكتور فيصل القاسم الذي كتب مقاله بعنوان الفرق بين العلمانيين والعلمانجيين قائلاً( الفرق بين العلماني الغربي و"العلمانجي" العربي أن الأول عمل على فصل الكنيسة عن الدولة، لكنه في الوقت نفسه أعطى، وضمن كامل الحرية للدين والمتدينين بأن يمارسوا حياتهم على أكمل وجه في المجتمع دون أي قيود أو مضايقات. أما "العلمانجي" العربي فقد ناصب الدين والمتدينين العداء من اللحظة الأولى، وراح يعمل بطريقة فاشية حقيرة موتورة حاقدة على استئصالهم واجتثاثهم من المجتمع ) , كان الاجدر بالدكتور فيصل ان يعرف ان العلمانجي العربي لم يناصب العداء للمتدينين وإنما الاخيرين هم من يناصبون العداء لكل من يقف ضدهم او يخالف افكارهم وعلى مر التاريخ وان الجماعات الجهاديه خُلقت من داخل الاخوان المسلمين , في مصر مثلا كم قتل هولاء المتدينين من زعامات ومفكري مصر وكم من شخصيات سياسيه على لائحة التكفير واقامة الحد لديهم , و في تاريخ اليمن القديم والحديث كم من كوادر الحزب الاشتراكي اليمني والناصري والاحزاب اليساريه الاخرى تم تصفيتهم على يد المتدينين وبفتاوي رسميه يعج بها الانترنت والصحافه , ولانذهب بعيد الثوره السوريه في بلد مسقط رأس الدكتور فيصل ماذا يعمل الجهاديين ومن على شاكلتهم هناك بأسم الدين وفي العراق كذلك وفي تونس الثوره , شهداء مابعد ثورات الربيع العربي شكري بلعيد ومحمد البراهمي على يد من قتلوا ؟ سؤال اعتقد ان الاجابه عنه يعرفها حتى الطفل العربي.
البارادوكس في مقاله الدكتور فيصل القاسم هو حالة التسويق الغير منطقي والغير شرعي والغير انساني لفكرة ان المتدينين هم الضحايا دائما حتى وهم في السلطه يمارسون الحكم واجهزة الدوله في ايديهم وفي المعارضه كذلك وهم يمارسون السياسه والعنف بأسم الدين هي فكرة تحويل الخصم المتدين الى ضحيه دائمه فاقدة الامل في لغة الحوار لان العلمانيين العرب يعادونها وتناسى الدكتور ان اقلام العلمانيين العرب ايضاَ دعمت حركات المقاومه الاسلاميه مثل حماس وحزب الله ولكن في الحقيقه ان جوهر المقاله هو محاولة تشويش الفكر العربي وتسويق اجندات واضحه لجهات دائما ماتطبق المثل القائل خالف تعرف تلعب بالنار وتمارس دور اكبر من حجمها لتبرز على الساحه العربيه كدوله ذات تأثير وثقل سياسي يحسب له .
ويتسأل الدكتور فيصل لماذا يسمح العلماني الغربي للتوجهات الدينية بأن تمارس السياسة بينما يعمل العلمانجي العربي على إقصاء الدين والمتدينين من الحياة العامة ؟ الدكتور فيصل هو ذاته يعرف ان الدين و الاحزاب الدينيه في اوروبا قائمه على التسامح والخير للاخر ولاتفكر في عقلية هذا مسلم وهذا ناقص دين ولاتستخدم السكين إلا في المطابخ المنزليه, العلمانيين في اوربا يتعايشون مع رجال دين وقاعده شعبيه متدينه متعلمه ومتحضره تقبل الاخر ولاتكرهه الاوربيين بنوا دولة القانون بعد ان فصلوا الدين عن السياسه, ولم يلاحظ الدكتور فيصل ان كثير من رجال الدين المسلمين حينما يهربون حتى من دول نظامها السياسي اسلامي بحت فهم لايهربون لان العلمانيين هناك يمنعونهم من ممارسة الدين وإنما رجال الدين هم منقسمون على انفسهم ويقتلون بعضهم بعض من اجل السلطه ولايسمحون للاقلام الحره العلمانيه وغيرها من الكتابه والتعبير عن نفسها لانها تخاف من الاقلام العلمانيه لانها تحارب بالكلمه كما حاربوا من قبل فلاسفة ومفكرين اوروبيين تسلط الكنيسه مثل فولتير وجان جاك روسو وديفيد هيوم رواد عصر التنوير في اوربا , عصر التنوير وما أنتجه من أفكار وضعية وعقلانية ملهماً لعدد من الثورات الاجتماعية والسياسية شهدتها أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر أسفرت عن قيام الدولة الحديثة, وقيام جيش كمؤسسة قوية ومتمتعة باستقلال نسبي، وسيادة جو من العقلنة في التنظيم. وقد سادت في هذه الدولة أنظمة سياسية بديلة من أنظمة القرون الوسطى، بحيث قامت هذه الأنظمة بانتزاع الصفة الإلهية عن سلطة الملوك والبابوات فاصلة الدين عن الدولة وكانوا دائما مايحذروا من الطاعة العمياء لرجال الدين كما طالبوا بتقوية المعرفة لانها مصدر القوة.
الدكتور فيصل تناسى ان الانظمه العلمانيه العربيه الاستبداديه السابقه لم تمنع ممارسة الشعائر الدينيه ولكن الكثير من رجال الدين العرب اضطر للهرب الى اوربا ليس هرباً من بطش الانظمه ولا حباً في اوربا وانما بعيداً عن القتل على الهويه الدينيه هذا سني وذاك شيعي الهوايه المفضله الذي تمارسه الجماعات الدينيه , الربيع العربي بالفعل أماط اللثام عن الكثير ممن كانوا يدعون العلمانية والليبرالية في العالم العربي وهذا ليس فقط وانما كشف الوجه الجاهل العنيف للتيارات الاسلاميه في العالم العربي في مصر و اليمن وليبيا وسوريا وتونس الموضوع ليس في العلمانيين العرب فهم ايضاَ بشر ويخطئون و انما في الذي يستخدم العنف و الدين ويلفه بحزام ناسف و يقتل مسلم مثله و تركيا الذي يمدح الدكتور فيصل القيادات الاسلاميه وحكمها فيها هي دوله علمانيه بإدارة دستور علماني الماده الثانيه فيهل تقول ( جمهورية تركيا هي دولة ديمقراطية وعلمانية واجتماعية تحكمها سيادة القانون ؛ وتضع في اعتبارها مفاهيم السلم العام ، والتضامن الوطني والعدالة ؛ واحترام حقوق الإنسان ؛ والولاء لقومية أتاتورك بينما تقول الماده الرابعه فيه (لا يجوز إلغاء أو تعديل الحكم الوارد في المادة 1 من الدستور الذي يصف شكل الدولة بوصفها جمهورية ، وكذلك الحكم الوارد في المادة 2 عن خصائص الجمهورية ، وكذلك الوارد في المادة 3 ، ولا يجوز اقتراح تعديل أي منها.
كنت اتمنى من الدكتور فيصل ان يعمل على الكتابه بمهنيه صحفيه ويعمل على الفصل بين مصلحة الشعوب وبين مصلحةالحاكم بمصداقيه وهو الذي يعرف اكثر من غيره مامعنى النفاق الصحفي وانتقد الكثير من زملائه الذين قال عنهم لاعقي أحذية الطواغيت الساقطين والمتساقطين ولم يكتب شيئا عن لاعقي احذيه الشيوخ والامراء .
في الاخير لابد من القول ان دون الامن القومي للبلد لايمكن ان يكون هناك استقرار سياسي واقتصادي وان هناك زعامات من الاحزاب الدينيه فاشله بامتياز مثلها مثل زعامات فاشله من بقية الاحزاب العلمانيه والليبراليه واليساريه والقوميه وغيرها وان هناك ميادين صحفيه تمارس فيها الاعدامات للعقل العربي وبشكل يومي ومدروس وان اشد الاعدامات قسوة والم هو اعدام الفكر والضمير لأن سكراته اقسى من سكرات الاعدام الجسدي .
#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)
Marwan_Hayel_Abdulmoula#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
