أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مروان هائل عبدالمولى - كفروك ياوطن















المزيد.....

كفروك ياوطن


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 12:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كفروك ياوطن كَفروا فيك الشمس والقمر
الشوارع والمدن الانسان والحجر
كفروا الابتسامه في الصغر والكبر
كفروا المدارس والتلاميذ القصر
كفروا قطرات الماء العاريه في المطر
كفروا العلم والحبر والطير والبقر
كفروا الاضرحه والميت في القبر
كفروك ياوطن كفروك اشباه البشر
يريدونك مقفرا صحراء ومغارات دون اثر
نريد بك السماء ويريدونا مبتورين الفكر
موتى او عميان القلب والبصر


البعض من الدعاة والمتحمسين الاسلاميين والمتشددين وشيوخ الضلال حولوا ثورات الربيع العربي الى مكاسب خاصه و صيف تكفير ساخن يقع في دائرته كل من لايعجبهم او يتعارض مع افكارهم او مشاريعهم و باسم الكتاب والسنة وتناسوا إن تكفير أي إنسان أو اتهامه بالفسق و الضلال و الانحراف أو النفاق فإن هذا يجرده عمليا من حقوقه الإنسانية و يعرضه للإهانة و الطرد من المجتمع اوالقتل , وقتْل إنسان واحد كقتل الناس جميعاً، قال تعالى: (مَنْ قَتَلَ نفْسَاً بِغيرِ نفْسٍ أو فسادٍ فى الأرضِ فكأنَّما قتلَ النَّاسَ جميعاً ومَنْ أحياها فكأنَّما أحيا النَّاسَ جميعاً) , سلاح التكفير خطير جداً واصبح يستخدم كسلاح من الجماعات الجاهله التي الكثير منها لاتعلم ان لا يجوز الحكمَ على إنسان بالكفر من المنظور الاسلامي إلا فى ثلاث حالات فقط:
الأولى: أن يعلن كفره بنفسه.
الثانية: أن يرتكب فعلاً من صريح الكفر على نحو لا يقبل التأويل كمن يتعمد إهانة المصحف على نحو صريح بوضعه تحت القدم أو بوضع القاذورات عليه .
الثالثة: استحلال محرم مقطوع بتحريمه كمن يقتل نفساً معصومة وهو مصرٌّ على أن قتلها مباح.
حتى ان النبى صلى الله عليه وآله وسلم عدَّ التكفيرَ جريمة تعادل جريمة القتل، وذلك من حديث البخارى ومسلم: «لَعْنُ المؤمن كقتلِه، ومن رمى مؤمناً بكفرٍ فهو كقتلِه», وأول جريمة تكفير مسلم ارتكبها الخوارج الذين برروا نقضهم للعهد الذى بينهم وبين الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه بتكفيره، فكان هذا التكفير هو بداية انشقاق سياسى وليس ديني فقط واستباحة الاغتيال، وهو ما حصل بالفعل فقد كان قاتل أمير المؤمنين الإمام علي رضى الله يعتبر نفسه مناصراً لدين الله ومدافعاً عن شرع الله بقتله لمن حكم هو وجماعته بتكفيره، بينما رفض الإمام على تكفيرهم بالرغم من خروجهم عليه إلا ان جماعات التكفير في الوقت الحاضر اصبحت اكثر خطوره واكثر تخلف ومسلحه جيداً ولاتقبل الحوار وبأسم التكفير تقتل بدم بارد والذي قال شاعر فيهم في العام 1992:
يتوارثون الكفر والتنكيل من فرعون
شرعتهم وإن صاموا وإن سجدوا
إن قضية تكفير المسلم قديمة ولها جذورها في تاريخ الفكر الإسلامي منذ عهد الخوارج وهي فتنة عاصفة مزقت جسد الأمة الإسلامية،, و تركت آثاراً علمية وعملية لعدة أجيال . وقد استيقظت هذه الظاهرة لأسباب عدة منها التحجر في الفكر والجهل الذريع الذي يعتبر المصدر الرئيسي لكل الشرور على الارض الاسلاميه تليه مشكلة الفقر والبطاله والتي جذورهما في الارض دون حلول بسبب انتشار الفساد, واختلاط القبيله والعشيره والدين والشريعه بالسياسه والدستور والاحزاب , وكذا ظهور وانتشار بعض الكتب الإسلامية التي ألفت في هذه الظروف القاسية والتي تحمل فكر رفض الاخر و واتهامه بالتكفير , واحتضان هذا الفكر من قبل جماعات متطرفه وتغليفه بطابع الغلو والعنف والقتل , كما ان أجهزة الإعلام وغيرها ساعدت هذه الجماعات لنشر كفرياتهم على جماهير المسلمين، دون أن يجدوا من يردهم عن ضلالهم وتساهل بعض العلماء معهم , والإسلام حذر من خطورة عملية التكفير و دعا إلى احترام هوية كل من يتشهد الشهادتين و يلتزم بأركان الدين وعدم التشكيك بإسلام من يعلن إسلامه حتى في ساحات القتال , لكن تطرف الجهله وحملهم رآية القتل والفكر المنحرف و المِعْوج وجهلهم بثقافة الحوار والإقناع و إقامة الحجة و الدليل جعلهم ينقلون التكفير والموت حتى الى مدن في دول دول عربيه وغير عربيه ذات التركيبه المختلطه ابتداء من المدن العربيه ابين وحضرموت وصعده وطرابلس بنغازي و وتونس والقاهره ودمشق وريفها والقصير وحلب, صيدا عرسال والهرمل, ومقديشو وقندهار ومنطقة القبائل وبيشاور وحتى مالي ونيجيريا .
في اليمن التكفير كلمه سهله وسلاح رعب ضد الخصوم في ظل انتشار الاسلاميين وتغلغلهم في اجهزة الدوله وخارجها والمنفذون لإقامة الحد سهل ايجادهم من اواسط سكان المغارات والجبال والصحاري وبعد الثوره اصبحوا حتى في المدن يتبعون شيوخ لاشغل لهم سوى تجريد المسلمين من إيمانهم بالإسلام , في اليمن كفروا الدكتور المقالح والكاتب والروائي الكبير الاستاذ علي المقري, والشاعر الدكتور احمد العرامي والدكتور حمود العودي والدكتور أبوبكر السقاف، وجار الله عمر، وعمر الجاوي، ووجدي الأهدل وحسن عبدالوارث وأحمد الحبيشي ,والناشطة بشرى المقطري والناشط على السعيدي ، و الناشطة سامية الاغبري .
انهم دائما مايستخدمون الخدع وانتشارهم بداء منذ ان انطلت خدعة رفع المصاحف على جماعة من اصحاب علي رضي الله عنه ورفعهم شعار ( لا حكم الا لله ) قاتلهم الامام علي بن ابي طالب في النهروان ، فما انفلت منهم الاّ أقل من عشرة، انهزم اثنان منهم الى عمان واثنان الى كرمان واثنان الى سجستان واثنان الى الجزيرة وواحد الى اليمن ، وظهرت بدع الخوارج في هذه المواضع وبقيت الى اليوم وذلك بسبب تمسك بعض سكان هذه المناطق بالماضي وبالذات الجانب المظلم منه وانتشار السلاح والقبائل والعشائر المتمسكه باعراف جاهليه لاتواكب العصر وتعمق ظاهرة سوء الظن هناك التي تحمل صاحبها على تأويل أقوال وأفعال الغير ولو كانت حسنة تأويلاً مشيناً , بعض من هولاء في الوقت الحاضر كفَّروا الثوار ثم ركبوا الثورات التي تناسبهم وإجهضوا باقى ثورات العرب الاخرى التي لاتتماشى مع مصالحهم و بإصدار فتاوى وكتيبات تلعن الثوار وتنعتهم بأحط الألفاظ.
اكبر جريمه للفكر العربي وبأسم الاسلام ارتكبها دعاة التكفير هي جريمة اغتيال فرج فوده الكاتب والمفكر المصري الحاصل على دكتوراه في الفلسفة وفي الإقتصاد الزراعي من جامعة عين , حيث أثارت كتابات د. فرج فودة جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الأراء وتضاربت فقد طالب بفصل الدين عن الدولة، وكان يري أن الدولة المدنية لاشأن لها بالدين وبسبب تلك الاراء تم اغتياله في القاهرة في يونيو 1992 في ضواحي القاهرة حينما كان بصحبة ابنه الأصغر وأحد أصدقاءه , علي يد أفراد من منظمة تستخدم العنف السياسي عرفت باسم الجماعة الإسلامية حيث قام شخصان بينهما مطلق الرصاص من بندقية آلية بقتله فيما كانا يركبان دراجة نارية، أصيب ابنه أحمد وصديقه إصابات طفيفة, وأصيب فرج فودة بإصابات بالغة ، وظل بعدها الأطباء يحاولون طوال ست ساعات لإنقاذه إلي أن لفظ أنفاسه الأخيرة، ونجح سائق فرج فودة وأمين شرطة متواجد بالمكان في القبض علي الجناة و تبين أن الجريمة جاءت بفتوي من شيوخ جماعة الجهاد علي رأسهم الشيخ حسين الغزالي وفي شهادة الشيخ محمد الغزالي في أثناء محاكمة القاتل وصف الغزالي فودة "بالمرتد" "وأنه (ويقصد فرج فودة) مرتد وجب قتله" وأفتى بجواز أن يقوم أفراد الأمة بإقامة الحدود عند تعطيلها، وإن كان هذا افتياتا على حق السلطة، ولكن ليس عليه عقوبة، وهذا يعني أنه لا يجوز قتل من قتل فرج فودة حسب تعبيره.
أثناء المحاكمة سئل قاتل فرج فودة :

• لماذا اغتلت فرج فودة ؟
• القاتل : لأنه كافر.
• ومن أي من كتبه عرفت أنه كافر ؟
• القاتل : أنا لم أقرأ كتبه.
• كيف ؟
• القاتل :أنا لا أقرأ ولا أكتب



#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهاد الأحقاد
- إليكِ ياسيدتي أينما كُنتِ
- الحرب القادمه في اليمن
- السلطه القضائيه في اليمن بين التبعيه والاستقلاليه
- العرب و -إكس فاكتور- سياسي
- سوريا ستخضع للحل السياسي فقط
- الحرب الطائفيه وأزمات المسلمين
- حان الوقت ياسيدتي
- الى حبيبتي سيفو
- بيريزوفسكي ولعنة الفقراء والضحايا
- في كل الاحوال احبك
- د. محمد قباطي ونُخب القبيله الذكيه
- السياده الغائب الحاضر في اليمن
- الفكر الديني ومحدودية التطور والحركه
- التحرش الجنسي بين الاسباب والحلول
- الطفلة المشتهاة و البيدوفيليا الحلال
- القضيه الجنوبيه مواقف واقلام
- العمليات الانتحاريه بين التاريخ والمعاصره
- العلاقات الدوليه وثلاثية التغير
- الثعلب في ثياب الواعظين


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مروان هائل عبدالمولى - كفروك ياوطن