أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليم نزال - لاجل وقف النزيف الاثنى و الثقافى فى المشرق العربى














المزيد.....

لاجل وقف النزيف الاثنى و الثقافى فى المشرق العربى


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 21:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


فى الوقت الذى يتم فيه التركيز فى وسائل الاعلام على القوى السياسيه المتصارعه فى المشرق العربى تجرى ببطاء و بدون ضجه اعلاميه عمليه نزيف اثنى و ثقافى قد تكون الاخطر فى تاريخ المشرق العربى.
المحزن فى الامر ان الذى يحصل فى ظل ثورات من المفترض ان تحارب انظمة الحكم الاحاديه و ان الحريه و العادله و المساواه اهم شعارتها, لكن ما نراه و نشهده انها تحوات فى قسم كبير منها الى عنف اعمى يدمر نسيج مجتمعاتنا الذى تم بناؤها لمئات السنين.
و بدا و كان مجتمعاتنا تنتقل من الاحاديه السياسيه الى الاحاديه الدينيه و كلاهما اسوا من الاخر.

فمنذ ان بدا الصراع فى العراق فى اعقاب الاحتلال الامريكى له و الصراعات الطائفيه التى لم تزل مستعره حتى الان و المجموعات الاثنيه و الثقافيه الاقل عددا تدفع ثمن صراع الطوئف الكبرى.
و على سبيل المثال كان عدد المسيحيين المسجلين فى العراق حوالى مليون و نصف حسب احصاءات العام 1987 و قد انخفض هذا العدد بسسب الحروب و الارهاب الذى تعرض له المسيحيون الى حوالى 600و000 حسب بعض التقديرات.

و هذا النزيف طال ايضا مجموعات ثقافيه او اثنيه اخرى مثل اليزيدين الذين تعرضوا ايضا لشتى الوان الاضطهاد من قبل مجموعات ثقافه دكتاتوريه الحقيقه كما اسماه المرحوم محمد عبد الجابرى فى وصفه للذين يعتقدون انهم وحدهم من يملك الحقيقه.

تاريخيا كانت الحركه الصهيونيه اول من عمل على تفريغ العراق من يهوده الذين كانوا من مكونات المجتمع العراقى عبر التاريخ. و كان منهم وزيرا فى اول حكومه عراقيه فى عهد الملك فيصل و لعبوا ادورا ذات شان فى الحياه الثقافيه و الاقتصاديه فى العراق.

اما الوضع فى سوريا فى ظل الصراع المحتدم الحالى فانه يقدم صوره اكثر ماساويه لدمار اعم يشمل المجتمع السورى عموما, و يصيب اكثر المجموعات الاثنيه و الثقافيه الاقل عددا .
فعلى سبيل المثال فر الالاف من السوريين من اصل شيشانى سوريا و عاد بعضهم الى بلادهم الاصليه فى القوقاس.و قد لعب هؤلاء كما هو معروف دورا مهما فى الحياه الثقافيه فى سوريا .

و الدمار الثقافى اصاب الاقليات الاخرى مثل الارمن الذين يتركزون فى حلب. و معروف ان الارمن فى سوريا لهم مساهمات بارزه فى الصناعه السوريه التى لا بد انها ستفقد الكثير من جراء غيابهم حيث غادر منهم الالاف الى ارمينيا هربا من الحرب المستعره هناك.

و ذات الامر ينطبق على السريان حيث يعيش حوالى 180 الفا منهم فى منطقه الحسكه وحدها و قد فر منهم الالاف الى تركيا و سواها هربا من الحرب و الاعتداءات التى بدات تطالهم من المجموعات المسلحه المتطرفه دينيا.
و الحقيقه ان مغادره المجموعات الاثنيه و الثقافيه لهو دليل يدين بالدرجه الاولى ثقافه التعصب التى اختطفت حركه التغببر السلميه نحو الحريه و الديموقراطيه و حولتها الى حرب مدمره.

و السوال الان, بل التحدى الاكبر لكل القوى الديموقراطيه فى المشرق العربى هو, كيف يمكن وقف هذا النزيف الذى يحول مجتمعات المشرق من التعدديه الى مجتمعات اللون الواحد, عدا انه يحول حركه التغيير باتجاه الديموقراطيه و حقوق الانسان, الى عنف و تعصب و انتقام الامر الذى يعزز من الغرائزيه المدمره التى لن توصل ببلادنا الا الى المزيد من الدمار و الخراب.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حان الوقت للتفكير جديا بكيفيه التعامل مع فكر الاحاديه الديني ...
- لا بد من احياء قيم عصر التنوير العربى
- ميشيل ايوب يرد من فلسطين على طروحات الطائفيين !
- لاجل وقف حمله اليمين المصرى ضد الفلسطيين!
- حول التعايش المجتمعى و بناء الدوله الديموقراطيه!
- المنطقه العربيه فى حاله تصادم كبرى!
- يا عقلاء بلادنا اتحدوا فالمماليك قادمون!
- من نظريه المرعى الى اشكاليه دفع السياره!
- لكى لا تكون القضيه الفلسطينيه الخاسر الاكبر من الرياح العاصف ...
- على القوى السياسيه الفلسطينيه التركيز على الاحتلال و لا تتدخ ...
- هل يمكن حل المشاكل العربيه عن طريق الفلسفه؟
- الوظيفه الاجتماعيه للغناء فى المجتمع البدوى!
- القضيه الفلسطينيه فى ظل الحروب الاهليه العربيه!
- الحرب الاهليه العربيه و اشكاليه البحث عن نموذج؟
- لماذا وصلت مصر الى الازمه الحاليه؟
- طابع البريد الاسترالى تزوير للتاريخ و اهانه لذاكره الشعب الف ...
- لماذا لا يوجد حل للقضيه الفلسطينيه فى الوقت الحاضر?
- مقاربه اسرائيليه جديده لموضوع حق عوده الشعب الفلسطينى الى وط ...
- بوكو حرام تجتاح الشرق الاوسط
- الثقافة الفلسطينيه توحد الشعب الفلسطينى فى كفاحه لاجل الحريه ...


المزيد.....




- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليم نزال - لاجل وقف النزيف الاثنى و الثقافى فى المشرق العربى