لماذا لا يوجد حل للقضيه الفلسطينيه فى الوقت الحاضر?

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 00:27
المحور: ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها
    

حول السؤال الاساسى المطروح حول امكانيه وجود حل للقضيه الفلسطينيه من المؤسف انى لا اظن ان هذا ممكنا فى الوقت الحاضر لللاسباب التاليه:

المشكله الاولى و التى تعتبر الاساس لكل المشاكل ان الايدولوجيه الصهيونيه لا تعترف ابدا بحق الشعب الفلسطينى فى الوجود.لقد قامت بنفيه على المسنوى النظرى بمقوله(ارض بلا شعب لشعب بلا ارض) قبل وقت من الهجره الصهيونيه الى فلسطين و بدايه التطهير العرقى.و كل سياساتها فى فلسطين كانت و لم تزل فى اطار هذه الايديولوجيه.

و الفارق الجوهرى بين نظام الابارتايد الجنوب افريقى و الصهيونى ,ان الابارتايد فى جنوبى افريقيا كان يريد الارض و الشعب معا.فى حين ان الابارتايد الصهيونى يريد ارض فلسطين بدون شعبها.
و لم يكن من الممكن ان يحصل تغير فى جنوبى افريقيا( بالاضافه لنضال شعب جنوبى افريقيا و هو العامل الاساس) لولا التغير فى ثقافه المستوطنين البيض الذين ادركوا استحاله ان يظلوا فى حرب دائمه مع السكان الاصليين.
و السياسه الصهيونيه تركزت من البدايه حول فكره التطهير العرقى و لم تزل تشكل الجزء الهام من منظومه الفكر الصهيونى و اليهودى الاصولى.و الممارسات على الارض من استيطان و احتلال و تضييق الخ لم تزل مستمره.

اما اذا انتقلنا من الجزء الايديولوجى الى السياسى فالموضوع الفلسطينى كان يطرح دوما و كانه صراع بين جيشين و دولتين.الخطاب الاسرائيلى يركز على الامن بدون ان يربط مساله الامن بمساله تحقيق العداله و كان الامر مشكله امنيه لا اكثر و ل ااقل .و نحن لم نرى عبر التاريخ قوات احتلال تركز على الامن و كان المشكله تكمن فى الشعب الذى يتعرض للاحتلال و ليس الاحتلال نفسه.

اذن لا بد من تغيير الخطاب من خطاب تحقيق السلام ,الى خطاب انهاء الاحتلال لان خطاب تحقيق السلام يحمل المسوؤليه بالطرفين بالتساوى و هذا تزوير واضح لحقيقه الوضع. و سبب فشل كل المفاوضات السابقه يكمن فى مقاربتها الخاطئه اى انها كانت تتصدى للنتيجه و ليس لللاسباب.

المدخل الاساسى لحل القضيه الفلسطينه و لو بمفهوم العداله النسبى يكمن فى اجبار اسرائيل على احترام قرارت الشرعيه الدوليه التى تؤدى الى نزع الاحتلال و فتح افق لحل نهائى و سوى ذلك سنظل ندور فى حلقه مفرغه لن تؤدى الا الى مزيد من الاحباط و مزيد من الصراع و الحروب.

باحث فى الفكر و التاريخ
مقالاته مترجمه الى اكثر من 15 لغه

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات