أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فارس حميد أمانة - مشاهدات من المانيا - الجزء الرابع














المزيد.....

مشاهدات من المانيا - الجزء الرابع


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 12:05
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما أتحدث عن المانيا أتحدث بشغف .. فالشعب الالماني شعب مكافح بناء .. شعب يضع العمل وبناء الحضارة في أولى أولوياته دون الاهتمام بما تعتقده عنه الشعوب الآخرى .. انه شعب وضع لنفسه أسسا لحياته وأولى تلك الأسس انه الأفضل من بين كل شعوب العالم .. وبغض النظر عن علو هذه النظرة ومبالغات بعض الألمان في ذلك فان هذا الشعب يحقق لنفسه ما لم تحققه غالبية الشعوب ..
وماذا بعد ذلك ؟ المانيا بلد رائع الجمال فستخلب لبك المروج الخضراء في شماله المنبسط وتأسر قلبك منحدرات الثلج في جباله الألبية الشاهقة في الجنوب رمز حضارة الالمان وفخرهم ببافاريا وابنيتها التاريخية .. ومن أجمل الأماكن التي وصلت اليها عام 1990منتجع التزلج البالغ الروعة في Garmisch Partenkirschen ويكفي تصفح الألبوم الخاص بهذه المنطقة في صفحة مجموعة هندسة الموصل على الفيسبوك حتى ترى جمال المنطقة الآسر في الشتاء المثلج ..
حملت كاميرتي التي يندر أن تفارقني ودلفت صباح أحد الأيام بوابة المتحف الحضاري الالماني وهو متحف يضم كل ما يتعلق بالحضارة والتكنولوجيا ليس في المانيا وحدها بل في العالم أجمع .. ولقد دهشت أمام منظر مركب نهري قديم كان يستخدم في نهر دجلة وتحديدا في بغداد قبل قرن أو أكثر من الزمن وكنا نسميه الكفة ( القفة ) وقد كتب بالقرب منه شرح باللغتين الألمانية والانكليزية مع خارطة للعراق .. كما وجدت هناك العديد من السيارات والقاطرات وحتى الطائرات القديمة مع الكثير الكثير من المخترعات القديمة والحديثة .. والحق يقال انه متحف ممتع جدا ..
عندما اردت التقاط صورة لهذا القارب تعطل فلاش الكاميرا .. فأخرجت آلة مزدوجة تسمى سكين الضابط وهي سكاكين صغيرة مع مفكات براغي وحاولت اصلاح قاعدة الفلاش الا ان حركة خاطئة مني جعلت نصل السكين الحاد يضرب ابهام يدي اليسرى بقوة فاتحا شقا عميقا فبان لون اللحم الوردي ثم ابتدأ يصبح منقطا بنقاط حمر ثم فجأة تدفق الدم غزيرا من الجرح المفتوح .. فما كان مني الا ان سارعت لرمي الكاميرا على كتفي وامتدت يدي الى جيبي باحثة عن قطع المناديل الورقية فلففت الاصبع المفتوح بسرعة الا ان الدم كان لا يزال ينز من المناديل .. أسرعت بالبحث عن مساعدة عاجلة فحانت مني التفاتة الى موظفة تجلس قبالة منضدة وأمامها حاسوب وأشياء آخرى .. تقدمت منها وأنا أتحدث بلغة المانية ركيكة : Hilfen sie mir, bitte وهي تعني طلب المساعدة .. وما ان التفتت المسكينة الي حتى بان الرعب والارتباك عليها فقفزت من كرسيها طالبة مني الجلوس ثم تناولت سماعة الهاتف وتحدثت الى شخص ما ..
بعد أقل من نصف دقيقة هرول الي رجلان وهما يسنداني من ذراعي فقلت لهما بنفس اللغة الالمانية الركيكة : Ich gehen kan والتي تعني انني قادر على المسير فرافقاني الى ممر ثم ممر آخر فلاحظت ان الجدران قد أصبحت بيضاء كالثلج وان بعض من كان يسير كان يرتدي الصدرية البيضاء التي تدل على ان المكان مستشفى .. حدث ذلك رغم اننا لم نغادر البناية .. أدركت ان المتحف يضم جناحا خاصا كمستشفى للحالات الطارئة .. ياسلام .. لماذا لا أقول ذلك ؟ ..
أجلسني الاثنان على كرسي وتركاني بعد ان استلمني شخص ثالث بصدريته البيضاء ومظهره الأنيق وطفق يعاين الجرح بتمعن ثم خاطه بثلاث غرزات وضمده برفق وأخبرني انه يتوجب علي أن أرجع بعد بضعة أيام لمعاينة الجرح مرة آخرى .. شكرته كثيرا وسألته كم يتوجب علي أن أدفع .. فسألني ان كنت قد جرحت نفسي خارج المتحف أم داخله ؟ فقلت له انني جرحت داخل المتحف .. فقال ان ادارة المتحف تتحمل كلفة العلاج .. قلت مشاكسا بان أحدا لم يجرحني وانني قد تسببت بالجرح بنفسي .. سألني أولا من أي بلد أنا فأجبته من العراق فقال ممازحا : هل رأيت تلك الطائرة القديمة من الحرب العالمية الثانية والمعلقة بالسقف ؟ فأجبت مستغربا : نعم .. فقال : لوان تلك الطائرة سقطت عليك وقتلتك فان ادارة المتحف ستبحث عن ورثتك في العراق وسترسل لهم التعويض المالي ..
لا بد وأن أقول مرة آخرى : ياسلام



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهدات من المانيا - الجزء الثالث
- مشاهدات من المانيا - الجزء الثاني
- ما الذي ستقدمه بغداد لأمريكي وايطالي وفرنسية ؟
- مشاهدات من المانيا - الجزء الأول
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء السابع والأخير
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء السادس
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الخامس
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الرابع
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الثالث
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الثاني
- مشاهدات من بلاد الثلج - الجزء الأول
- هل يستحق عبد الهادي المجبل الفرعون كل ذلك ؟
- قوادون .. لصوص .. متسولون .. وخمارون من الزمن الجميل
- الجاسوسان
- أنا .. ومعي الآخرون


المزيد.....




- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فارس حميد أمانة - مشاهدات من المانيا - الجزء الرابع