أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عباس علي العلي - حدود هوية الأنا والأخر














المزيد.....

حدود هوية الأنا والأخر


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 16:44
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


حدود هوية الأنا والأخر

أن حقيقة وجود أنا وأخر في الوجود الكوني لا يمكن نكرانها وستبقى حقيقة واقعية ثابتة المعالم وبدل أن يكون الحوار بينهما حوار الذات مع الذات وعلاقة الذات مع الذات تناظرا وتكاملا, حتى يكون حوارا تنافسيا للوصول للكمال الوجودي في آن واحد وهو ذات الحوار الذي قاد العالم إلى الحداثة وما بعد الحداثة وإلى العولمة وما بعد العولمة.
إن الركون إلى الهوية المجردة الواحد تقتل حركة التنافس والتكامل هذه لأنها الكابح الذي سوف يوقف الحياة من أن تدور وتجري بقوانين أرادت للحياة الإنسانية والاستمرار وبالتالي فإن التسليم بالكونية هو تناقض مع أصل النظريات التي تنادي بتجاوز الروابط التي تحد في رأيها من حرية حركته وهي الزمان والمكان والعامل الروحي المتأصل جذرا فيه.
إن حدود التفريق بين الأنا والأخر هي حدود تمثل عند ديكارت مثلا الوجود المفكر القادر على الوعي واقصاء للجسدية والغيرية والتركيز على حدود الوعي الذاتي دون أن يكون ذلك مرتبط بالأخر فهي حدود متجسدة بالوجود وتستند عليه, ونكران هذه الأنا نكران للذات المنفردة الذات المفكرة الذات الوجودية التي تفترق عن الأخر بنفس خصائص الذات الأخر, وهنا يكون لدينا ذات متعددة مستقلة كل منها لها عالم وجودي خاص, وهي أيضا من جانب أخر تتحدد فلسفيا بمفهوم الكثرة والقلة, ومفهوم الكلي والخاص.
الأنا تمثل في وجهها المطلق صورة كلية وفي وجودها الذاتي تمثل الخصوصية من خلال الكلي المطلق, بالاعتبار الاول تمثل جوهر الوجود وفي الثانية تمثل ماهية الوجود ومن طبيعية الماهية الكثرة وطبيعة الجوهر بما تمثل من مفهوم الوحدة الغير قابلة للكثرة.
أنا أنحاز دوما إلى التصور الديكارتي الذي يقوم ثنائية الروح والجسد هناك من جهة، الإقرار بعالم داخلي ذو طبيعة روحية ومن خصائصه التفكير وعدم الامتداد في المكان، ويشمل الأفكار والمعتقدات والانطباعات الحسية والأحلام والذاكرة وكل التجارب الذاتية وهناك، من جهة أخرى عالم خارجي ذو طبيعة مادية، وما يميزه هو الامتداد وانتفاء القدرة على التفكير ولإبداع، ويشمل الأجسام الطبيعية والقوى الفيزيائية وينطبق مبدأ ثنائية الوجود على الإنسان نفسه، وتتجلى من خلال ازدواجية الروح والبدن, والروح تفرض أن تكون هناك حدود مشتركة وهناك حدود تتمايز فيها الذوات وجوهرها الأنا, فما هو طبيعي يبقى وما هو تصوري يمكن أن يكون محل برهنة وتجريب ولكن لا يمكن القبول به على علاته الظاهرية.
تبقى الأنا في جزئها الروحي محتفظة بقوتها الذاتية كشخصية مستقلة غير مبالية بالتطور الخارجي ما لم يراعي هذا التطور قوانين النشأة وقوانين حركة الذات ومراعاة لنظام التميز والتفرد الذي يحكمها ويتحكم بها وبفعلها وانفعالاتها, وهذا لا ينجح أيضا من خلال القهر أو التنظير الذي يأتي خارجيا دون تجربة يقينية بنتائجه على المستوى العقلي كما هو مستخلص من فكرة سبينوزا بتجريد وسلب الجسد المادي من امتيازاته ألميتافيزيقية, التي أضافها التصور الثاني للإنسان الذي هو جانب روحي وأخر مادي, جانب مادي مجسد وأخر غيبي محسوس لكنه غير مجسد بالفعل ولكنه محسوس بالأثر.
أن البحث عن ماهية الوعي لابد لنا أن ندرك أن الوعي له وجهان وعي بالوعي ذاته ووعي أخر بالذات, فالوعي بالوعي هو القوة المهمة على ممارسة الإدراك الواعي للأنا وهذا مبدأ ما يسميه البعض بالإنتاج الفكري (أنا أفكر إذا انا موجود) والوعي الأخر هو في انعكاس الأنا على الذات انطلاقا من إقصاء الآخر الذي يمثله الجسد والعالم الخارجي أي فصل الروحي عن المادي الوعي الروحي الذي فيه الشق ألميتافيزيقي من الأنا الذي أبعده سبينوزا وصاغ النظرية خارج الثنائية القطبية ليبرهن على الأنا المجردة الخالية من الخصائص هي الأنا المطلقة.
ولعل المهم والمفيد هنا النظر أيضا إلى أن الذات بقدر ما هي عارفة وفاعلة فهي أيضا بالوجه الأخر محلا للمعرفة ومحلا للإنتاج سواء الذاتي أو الأخر فهي تكسب المعرفة من جهتين كما تنتجها بما تكتسب, هنا نكون أمام حقيقتين للذات كل منها له وجه ذاتي وأخر موضوعي أي ان كل منهما تتنازع الوعي بالذات وتنسب للأخرى الموضوع.
و هذا يعني أن فعل الوعي بالذات لا يتحدّد إلا بواسطة الآخر لذلك يجب على الوعي بالذات أن يحافظ على الآخر إذا أراد أن يحقق وعيه بذاته كذات واعية هذه النتيجة تقودنا حتما على أهمية المحافظة على هوية الذات وهوية الأخر والمحافظة على الماهوية اذا اقرار منا بالحفاظ على الأنا والأخر.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة الإسلامية الحاكمة . _ نماذج ورؤى _ج3
- التجربة الإسلامية الحاكمة _ نماذج ورؤى _ ج2
- التجربة الإسلامية الحاكمة. نماذج ورؤى _ ج1
- السرقة الشرعية حلال والسرقة الغير شرعية حرام.
- العقل المصنوع والنفس الإنسانية
- الحرية نظرة الدين الحقيقية
- مستقبل الحرية ومسئولية النخب
- العقل والإيمان
- تحديث الإسلام لا لأسلمته الحداثة
- الإسلام في المواجهة
- مانديلا الرجل الأبيض الجسور
- التدين وصورة الدين
- السياسة والدين ومفهوم السياديني
- قراءة في فكرة التجديد الديني عند سروش ومعطياتها
- فكرة الأمة الواحدة
- ضرورية الدين عند سروش في ضوء بسط التجربة التأريخية
- الإنسان الكوني ومفهومنا للعولمة
- العولمة وصورة الإنسان الكوني ج1
- العولمة والإنسان الكوني _ج2
- العولمة والإنسان الكوني _ج3


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عباس علي العلي - حدود هوية الأنا والأخر