أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - فهمى هويدى يعترف بأصوليته















المزيد.....

فهمى هويدى يعترف بأصوليته


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 14:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فهمى هويدى يعترف بأصوليته
طلعت رضوان
من كوارث أغلب اليساريين المصريين توزيع صفات المديح المجانية، على بعض المُتعلمين المصريين المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة المٌنحطة، من شعراء وروائيين ومٌحللين سياسيين إلخ المؤمنين بالعروبة والإسلام. وليتها (صفات المديح المجانية) تنطبق على الشخص المقصود. فعلوا ذلك مع كثيرين مثل د. حسن حنفى وأ. فهمى هويدى وآخرين وصفوهم بأنهم (يسارالإسلام) أحيانـًا أو تيار(الاسلام اليسارى) فى أحيان أخرى ، بينما كتاباتهم تـُشير بوضوح لا لبس فيه إلى أصوليتهم الإسلامية. فعل اليساريون ذلك منذ أكثر من ثلاثين عامًا ولم أنخدع بكتاباتهم، لذلك لم أفاجأ بكتابات أ. هويدى بعد يناير2011وبعد يونيو2013 والتى يُدافع فيها عن الإخوان وحماس. وخطورة كتاباته أنه لا يبدو مدافعًا بشكل صريح ومباشر، إنما يكتفى بطرح الأسئلة بأسلوب (الغمز) فمثلا دافع عن قرارت مرسى ومكتب (إرشاده) بأسلوب (التبرير) والتماس الأعذار. بينما ينتقد المعارضين للإسلاميين بقيادة الإخوان. وهاجم الإعلام الذى وقف مع ثورة الشباب. وعندما تنشر صحيفة أو فضائية خبرًا وبجانبه صورة لتأكيد الخبر، يرتدى ثوب الفيلسوف فيسأل ((لماذا يختار الإعلام الصورة والخبر وينقله للقارىء والمشاهد؟)) ويؤكد توجهه الأصولى تجاهله لكل الجرائم التى ارتكبها مرسى ومكتب (إرشاده) وأعضاء حماس، فلا كلمة واحدة عن قضية الكربون الأسود المتهم فيها مرسى بالعمالة للمخابرات الأمريكية عندما وشى بزميله المصرى العالم د. حلمى عبدالقادر. ولا كلمة عن قتل جنودنا. ولا كلمة عن أطماع الحمساويين فى سيناء وترحيل الغزاويين إليها لتنفيذ المخطط الصهيونى (الترانسفير)
وإذا كان هذا هو موقفه اليوم فهو موقف أصيل لم يتغير. ففى عام 92قامت الجماعات الإسلامية بقتل عدد كبير من جنود وضباط الشرطة (وهم مسلمون موحدون يؤدون واجبهم الوظيفى) وعقب مقتل ضابط الفيوم كتب أ. هويدى أنّ هذا الحادث ((أفرز ردود أفعال سريعة وملموسة فى كافة أنحاء الجمهورية، استهدفتْ تمشيط قطاعات واسعة من شباب الجماعات الإسلامية. طالتْ أكبر عدد ممكن من (المُلتحين) السائرين فى الشوارع. وأدّتْ إلى مصادرة عدة مئات من الدراجات البخارية والآليات. بينما لم نستشعر إهتمامًا مماثلا بأية قضية جنائية أخرى مهما بلغتْ فظاعتها)) (أهرام31/3/92) ورسالته أنّ الشرطة مدانة لما فعلته مع هؤلاء الإرهابيين ، لأنّ صياغته توحى بمغالاة أجهزة الأمن التى ((استهدفتْ تمشيط قطاعات واسعة من شباب الجماعات الإسلامية)) بل إنّ هذا التمشيط – فى صياغة واضحة على التجنى الواقع على تلك الجماعات من أجهزة الأمن – طال ((أكبر عدد من (الملتحين) السائرين فى الشوارع )) للإيحاء بأنّ القبض عشوائى واعتباطى. كما أنه يتباكى على مصادرة عدة مئات من الموتوسيكلات. ولأنّ اللغة الدينية هى اللغة المشتركة بين الأصوليين، لذا وجدتُ تطابقا بين ما كتبه أ. هويدى وما كتبته د. بنت الشاطىء بعده (أهرام 4/6/92) وأ. هويدى يُبدى إعجابه بباحث عراقى تكلم عن عملية التغريب ((التى يتعرّض لها العالم العربى والإسلامى لسلخه عن ذاته الإسلامية)) وأشار الباحث العراقى إلى ((الأسماء اللامعة التى تناولتْ موضوع (التغريب) أمثال: الأفغانى وحسن البنا وسيد قطب والخمينى)) (أهرام 24/3/92) وهنا يتطابق أ. هويدى مع الجماعات الإسلامية التى تعتمد على هذه الأسماء (اللامعة) وتستمد من تنظيراتها الأساس الذى تستند إليه فى تكفير المجتمع ومقاومته بالعنف.
وفى مقال آخر كان أكثر وضوحا فأبدى تفاؤله بالجمهوريات المنفصلة عن الاتحاد السوفيتى. وهو مثل الجماعات الإسلامية مهتم بوحدة (العالم الإسلامى) لذا كتب ((إننا إذا أطلقنا لخيالنا العنان وتصورنا أنّ مشروع التعاون الاقتصادى بين إيران وتركيا وباكستان تحرّك وجذب الجمهوريات الإسلامية السوفيتية. ثم فتح أبوابه مستقبلا لالتحاق أفغانستان وبنجلادش، فسنجد أنفسنا أمام كتلة إسلامية قوية وفاعلة تضم أكثر من 370مليون نسمة يمكن أنْ تغير موازين القوى فى آسيا.. إنّ ثمة تحولات مهمة تتفاعل الآن من حولنا. وتكاد تفرز خرائط جديدة تـُغير من الجغرافيا بقدر ما تـُغير من التاريخ)) ثم تساءل عن السبب الذى يجعل الأمة العربية ((تعيش حالة من السكون المدهش)) وفى الفقرة قبل الأخيرة فإنّ الجمهوريات المنفصلة عن الاتحاد السوفيتى ((عندهم حمل يؤدى إلى الولادة بينما الحمل عندنا لم يتح له أنْ ينتهى بالولادة المنشودة)) واختتم المقال قائلا ((فى الطب لا تحل مثل هذه المشكلة إلا بعملية فيصرية)) (أهرام 17/9/91) وإذا كان من حقه أنْ يتفاءل بالوضع الجديد للجمهوريات المنفصلة عن الاتحاد السوفيتى ، وبالدور الذى تقوم به أمريكا والسعودية (تجاهلهما فى مقاله) وإيران وتركيا فى رسم الخريطة الجديدة. وإذا كان قد شبّه هذه الجمهوريات بأنّ عندها حمل يؤدى إلى (ولادة) ورأى أنّ الولادة لا تكون إلا بعملية قيصرية، فللعقل الحر حق السؤال : ما المقصود بالعملية القيصرية التى تؤدى إلى انتقال مجتمع من نظام سياسى واجتماعى معين إلى نظام آخر؟ وإذا كان لا يُخفى أمله فى إقامة (الدولة الإسلامية) فهل يكون للعملية القيصرية معنى آخر غير فرض الدولة الإسلامية بقوة السلاح؟
وفى مقال آخر عرض كتابًا بعنوان (التجديد السياسى والواقع العربى المعاصر- رؤية سلامية) تأليف د. سيف الدين عبدالفتاح وصفه بأنه (مسلم يؤمن بأنّ للإسلام مشروعه الحضارى المتكامل والمستقل)) ووصف الكتاب بأنه ((مدهش وبالغ الجدية)) ومن بين أسباب الإعجاب ((رفض استخدام المفاهيم والمصطلحات الغربية جملة وتفصيلا. واختار استخدام المصطلحات الإسلامية التراثية. وفضّل التعامل مع مصطلح (الاستقامة العلمية) بديلا عن (الموضوعية) و(الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر) تعبيرًا عن (المشاركة) و(النصح) بدلا من (المعارضة) ذاك هو سر إعجاب أ. هويدى : الابتعاد عن آليات الليبرالية الغربية فيكون لدينا (النصح) ونتخلى عن (المعارضة) وسبب آخر لإعجاب هويدى بكتاب د. سيف لأنه عرض ((الوجه الآخر للالتزام بالرابطة الإيمانية السياسية الذى يحول دون الانحراف بها بإتجاه الرابطة الفرعونية)) وهنا يتطابق الإثنان مع الأصولية الإسلامية المعادية للحضارة المصرية ولقيم الحداثة، لأنّ المؤلف أضاف أنّ الرابطة الإيمانية ((تـُصاغ على تأسيس من قواعد إلهية وفى إطار من قيم تحكمها وضوابط تحميها فلا يترك تأسيسها لأحد من البشر، لأنّ محتواها الإيمان بما أنزل الله ونقيضها العلاقة الفرعونية)) أليس هذا هو خطاب الجماعات الإسلامية التى أطلق الإعلام عليها (متطرفة) وما الفرق بين هذا الكلام وكلام الشيخ صلاح أبوإسماعيل الذى اعتبرأنّ الداعى للقومية المصرية ((منتسب للفراعين والعياذ بالله)) وأ. هويدى أبدى إعجابه بالمؤلف بطريقة عملية فكتب ((صاحبنا هذا قَلَبَ الطاولة على رؤوس بغير حصر. ألقى قذيفة (فكرية) طالب فيها بالتجديد من الأساس متبنيًا الدعوة إلى إقامة علم سياسى إسلامى.. من الألف إلى الياء.. وقائلا بصوت هادىء ورصين : الخلاص من هنا)) (أهرام 29/8/89)
وإذا كانت الجماعات الإسلامية لا تـُخفى نزعتها الأصولية فى شكلها الوهابى ، وإذا كانت تلك النزعة الأصولية (تـُجاهد) لفرض قيم البداوة التى أفرزها مجتمع الرعاة (بالسيف والبيان وفق تعبير سيد قطب) وبالتالى نبذ قيم الحضارة المصرية التى تأسّستْ على التحضر والتعددية ، الأمر الذى يؤدى إلى الانحراف بتاريخ الثقافة القومية المصرية ، والوصول إلى مرحلة تبنى ثقافة أجنبية تحتقر المرأة وتتبنى نمط الانتاج الريعى (ريع البترول بعد ريع الغنم) وإذا كان أصحاب الثقافة الرعوية أمامهم واحد من احتماليْن : إما قبول قانون التغير وتبنى قيم المجتمع الأرقى ، وإما الفناء كما حدث مع القبائل والكائنات الحية المُنقرضة لتشبثها بالثبات . فإذا كانت الجماعات الإسلامية تتباهى بتلك الأصولية ، فإنّ أ. هويدى يتطابق معها تطابق المثلثات ، ولا يـُخفى نزعته الأصولية فكتب مقالا بعنوان (التفسير الأصولى للتاريخ) قال فيه (( أما أكثر ما يُحزننى فهو أنّ البعض ظنّ بى سوءًا وشك فى أننى لسبب أو آخر تخليتُ عن جذورى باعتبارى أصوليًا ابن أصولى . وتلك كانت مفاجأة أخرى لا تخلو من مفارقة ، لأننى أحد الذين لا يكفون عن السؤال منذ لاحتْ ارهاصات الهجمة الظالمة : كيف يستطيع المسلم أنْ يلقى ربه بضمير مستريح ما لم يكن أصوليًا؟)) (أهرام 19/5/92) والهجمة الظالمة التى يقصدها أ. هويدى فى كل كتاباته هى الأخذ بآليات الليبرالية. وموقفه المُعادى لها سببه أنها ستنقل مصر من مرحلة (طغيان اللغة الدينية) إلى مرحلة دولة الحداثة التى تـُعظم من شأن العلوم الطبيعية وتطبيقاتها ، وتـُرسّخ لمبدأ (المواطنة) الذى لا يُفرق بين المواطنين على أساس الانتماء الدينى كما فى المشروع الإسلامى .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كعب أخيل والأصل المصرى
- عذرية الإنسان (نص لا يدّعى الشعر)
- الانتقال إلى العالم الآخر والأصل المصرى
- مصطلح ( متأسلمين ) ومغزاه
- قصص أبطالها حيوانات والأصل المصرى
- سيناء ضحية بين حماس وإسرائيل
- تحولات المستشار طارق البشرى
- إدوارد سعيد : داعية إسلامى
- المثقف بين الولاء للسلطة والولاء لشعبه
- لمصلحة من القتل والارهاب ؟
- الأحزاب الدينية والحداثة
- بورتريه ل ( ع . ف )
- السيسى حفيد حور- إم - حب
- الحداثة والإسلام نقيضان لا يلتقيان
- نص عبرى / حداثى
- اعتذار للأستاذ أحمد الخميسى
- الحضارة المصرية وأصل الموسيقى
- العلاقة بين الآثار والسياحة
- أحمد الخميسى يفتح كنوز أوراقه الروسية
- وعد بالفور بالمصرى


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - فهمى هويدى يعترف بأصوليته