أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فادي كمال الصباح - نقد معجزات الانبياء














المزيد.....

نقد معجزات الانبياء


فادي كمال الصباح

الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 22:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نوح أوحى له الله ببناء السفينة و لا شاهد على هذا الوحي سوى نوح , إبراهيم رأى المنام الذي أوحى له بذبح ابنه وذهب لتنفيذه فصارت المعجزة بظهور الكبش و قام في فترة أخرى بتقطيع الطير و شاهد كيف أعد الله احياءها هو الشاهد الوحيد, و موسى عندما رأى وشعبه ناراً في الجبل ذهب لوحده و تكلم الله معه هنالك ولا شاهد على هذا الحوار سوى موسى, مريم بشرت بالحبل المقدس و هي الشاهد الوحيد , محمد نزل عليه الوحي و هو معتزلاً بالغار ولا شاهد سواه.
الله بذلك لا يتحين الوقت ليتواصل مع البشر إلا في عزلة عدد محدود منهم في تاريخ البشرية ,بعيداً عن أعين ومسامع غيرهم ,لأجل أن ينقلوا رسالته للعالمين فيتعرضون جراءها لشتى أصناف الاستهزاء والسخرية والاتهام بالجنون.
فما هو الداعي ليخفي الله تواصله مع معظم البشر سوى القليل منهم ؟, فطالما أنه تواصل مع أحدهم يمكنه التواصل مع غيره بنفس الأسلوب بطريقة علنية ,لاسيما أن المسألة خطيرة نتائجها إما جنة النعيم أو نار الجحيم, فبتواصله مع البشر علناً يكون قد ألزمهم الحجة لامتحانهم و تطبيق تعاليمه و شروط لعبته.
لتخطي تلك العقبة ,تسرد لنا الكتب المقدسة الكثير من قصص الأنبياء ومعجزاتهم التي يؤيدهم بها الله ليقيم حجته على الناس , فإبراهيم أيده بدخوله النار و خروجه منها سالماً معافى و موسى أيده بالعصا التي تتحول أفعى و بها فلق البحر بجيش الفرعون, و يسوع سار على الماء و أحيا الموتى.
هذه القصص عن معجزات الأنبياء ذكرتها كتب كتبها من هو غير معاصر لها ولا شاهدا عليها, فالتوراة كتبت بعد موسى بمئات السنين والأناجيل بعد يسوع بعشرات السنين و القرآن ذكرها بفاصل زمني يتجاوز مئات السنين إلى ألفي سنة.
حتى لو افترضنا جدلاً صحة حصول هذه المعجزات ,لا يمكن إثبات حصولها بالطريقة التي تقدمها الأديان عبر نصوص مقدسة كتبها من ليس شاهداً عليها, كما أن الوسائل التكنولوجية لحفظ تفاصيل وقائع لحدث ما لم تكن متوفرة بتلك الفترة كما هو حال يومنا هذا فبواسطة كاميرا فيديو يمكن حفظ لحظات حدث ما و يكون الفيلم دليلاً قاطعاً على حدوثه يمكن أن تختبر صحته وتشاهد تفاصيله الأجيال اللاحقة الغير شاهدة بالعيان للوقائع التي حصلت سابقاً , فحينها لم يكن من وسيلة سوى الرسم والنحت و الكتابة و هي من الوسائل التي يمكن تلفيق أي حدث من خلالها بأي طريقة ولأي هدف.
تطرح الأديان هذه القصص كحقائق مطلقة على أتباعها الإيمان بها و التسليم بحصولها دون أي نقاش, وهذا ظلم لهؤلاء المؤمنين كونهم أخضعوا فكرياً للإيمان والاعتراف والدفاع عن حوادث ذكرت في الكتب المقدسة لم يكونوا الشهود عليها
هذه المعجزات غير ملزمة إلا لمن شهدها في حينها و تيقن من عدم وجود ألاعيب خفة وخزعبلات لتضليله, أما اليوم فالناس غير ملزمين بالإيمان بها ,لعدم مشاهدتهم حدوثها وضعف الأدلة المتوفرة بين أيديهم التي تؤيدها. عدا عن المعجزة المدعاة قد انتهت في لحظتها ولا إستمرارية لها و لا أثار باقية تؤكد حصولها بالشكل وللأهداف التي ذكرتها الكتب المقدسة.
بما أن معجزات الانبياء من المسائل التي وجب على المؤمن أن يؤمن بها ويسلم بحصولها في اي زمن كان و لو بفارق زمني بعشرات آلاف السنين , كان على الله الموصوف بالحكمة والعدل والتدبير ,أن يضع في الاعتبار الناس التي ستلد بعد حصول المعجزات الى نهاية البشرية, فيعمد الى إيجاد وسائل لهم تضمن إثبات حصول هذه الحوادث الخارجة عن قوانين الطبيعة , منعاً لعبث المشككين و سفسطة المفكرين .
بحكمة قليلة و تدبير بسيط يمكن لإله مفترض أن يتمتع بالقدرة المطلقة و إمكانية أن يقول للشيء كن فيكون, أن يجعل أي معجزة حصلت بإرادته أن تتسم بالاستمرارية ولا تنتهي في لحظتها, هل غاب عن باله او عاجز عن جعل :
- النار التي نجا منها ابراهيم و كانت برداً وسلاماً عليه, موقدة لا تنطفئ و بإمكان أي إنسان إختبار دخولها و الشعور بالبرد والسلام بين ألسنة لهيبها.
- عصى موسى محفوظة الى يومنا و يمكن أن تتحول على يد المؤمنين الى حية تسعى لتحير عقول و منطق الملحدين واللادينيين والمشككين, و ألم يكن بإمكانه حفظ الفلق الذي حدث في البحر و ترك أثار رفات و أسلحة جنود فرعون شاهد على من يحاول الوقوف بوجه.
- المسار المائي الذي سار عليه يسوع صالحا للسير عليه بشكل دائم ,فيتباهى المؤمنون بهذه الظاهرة الخارجة عن قوانين الطبيعة أمام كل أصحاب الفكر المادي.

ما يخيّل لأتباع الأديان بأن كل من لا يؤمن بما يطرحه دينهم , هو جاحد و منكر للحق بعدما تبين له الحق من الباطل , و تشبيهه و التعامل معه كأنه أحد الجاحدين من قوم ابراهيم أو قوم هود وصالح أو أحد جنود فرعون, فهؤلاء بغض النظر عن مدى صحة هذه الحوادث, لكن انطلاقاً من الفكر الديني ,قد ألقيت عليهم الحجة و البراهين عبر حصول معجزات أمامهم لإثبات صدق هذا النبي و دينه, ولكنهم مع ذلك جحدوا . أما في يومنا هذا , في عصر اختفت المعجزات منذ آلاف السنين, لا يوجد أمام الإنسان أي حجة أو برهان قاطع لإثبات حقانية دين ما أو حصول أي معجزة من معجزات الكتب المقدسة, سوى ما يثبته أو ينفيه عقله.

إن كان للعقل خالقاُ, فمن خلق العقل, لن يُنزل أديان تخالف العقل ...عقلك استخدمه في دينك.. فما خالفه ,ليس من خالقه !.



#فادي_كمال_الصباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الاعجاز القرآني
- صراع الاله والشيطان في القرآن
- بين ثنايا ,فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَا ...
- الأدلة القرآنية على نشر محمد الإسلام بالإكراه والسيف
- نصوص مقدسة تنافس أفلام العنف السادي
- هل قدم محمد آيات بينات على نبوته؟
- من ثغرات العقل الديني في إثبات الإله
- دعوة الى الموضوعية في نقد الاسلام
- متفرقات في نقد الدين والمتدينين
- ماذا لو امتلك المسيح جيشاً كجيش محمد !!
- معاناة الإماء تاريخياً تكشف تخلف فقهاء الإسلام
- بشرية القرآن في تشريعات زواج ملك اليمين
- فولتير, معتقده و نقده للأديان السماوية
- الاستخارة الشرعية في التراث الشيعي , عادة مبتدعة مخدرة للعقو ...
- نقد أسطورة الأعور الدجال في التراث السني والشيعي
- اسطورة ولادة الإمام عليّ داخل الكعبة, مصدرها و اشكالاتها.


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فادي كمال الصباح - نقد معجزات الانبياء