أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مسلم البكاء - العلمانية لاتعني الألحاد















المزيد.....

العلمانية لاتعني الألحاد


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 06:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الألحاد إنكار للأدلة العلمية والعقلية على وجود صانع لهذا الكون الذي نعيشه ونجد فيه ترتيبا ً معجزا ً سواء في الأجزاء الدقيقة التي لم يصل اليها العلم الا ّ متأخرا ً أو تلك التي لم يصلها بعد أو في الأجرام الواضحة للعيان ،ويدعي أغلب هؤلاء العلمانية والتشكيك كأساس لما يبنون عليه ،ولكن الم يعترف العلم أنه لايدرك الكثير من مجاهل الحياة ،وأنه عندما يكتشف معجزات الوجود يقف مشدوها ً أمام الغازها ،فعلى سبيل المثال لاالحصر لو نظرنا الى الخلية التي دخل العلم الى بواطنها متأخرا ً نجد ان كروموسومات الأنسان يبلغ عددها 46 بينما كروموسومات قرد الشمبانزي تبلغ 48 وهو ما فت في عضد اولئك العلمانيون الذين يعتقدون أن قردالشمبانزي هو جدهم الأعلى ،أما مادة الوراثة ( DNA ) والموجودة على الكروموسومات فأن كميتها بحسب عالم الوراثة تبوديتيس ديبوزهانسكي ، لأربعة بلايين من البشر لاتزيد على ثلاثة أجزاء من مائة جزء من الغرام ،أما كميتها التي حملت الصفات الوراثية لبني البشر منذ آدم والى اليوم فانها لاتزيد على غرام واحد ،وهو إعجاز لايملك تفسيره سوى من خلقه ولا يمكن ان يكون قد حصل عشوائيا ً بأي حال من الأحوال .
من هم المتطاولون
ـــــــــــــــــــــــــــــ
انهم نفر ممن يدعون العلمانية ،و يظهر ان عقولهم توحي لهم أنهم أوتوا من العلم ما لم يبلغه غيرهم ! مع أن الرسل والأنبياء يقولون وما أوتيتوا من العلم إلاّ قليلا ،ومدعي العلمانية هؤلاء ، يتطاولون على الأنبياء والرسل والمقدسات التي آمن بها الملايين من البشر وعلى طول صفحات التاريخ
يقول المؤرخ الأغريقي بلوتارك :
( لقد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون ومدن بلا قصور ومدن بلا مدارس ولكن أبدا ً لم أجد مدن بلا معابد ) .
وهذا ان دل على شئ فأنما يدل على حاجة الأنسان الكبيرة الى الدين والى معونة السماء له ،أنه بحاجه الى آله يكون أقرب اليه من حبل الوريد ،وبذلك فالأيمان يدعم الأستقرار النفسي والهدوء الروحي ويسند الفضائل ويكبح الشهوات والرذائل ، وقد ثبت أن لامؤدب للأنسان أفضل من كبح الشهوات والغرائز .
وإذا سلمنا أن الأنبياء والرسل هم عظماء أشير لهم بالبنان في صفحات التاريخ ،تمكنوا من توحيد البشر ومقارعة الظلم وعاشوا ينشدون العدل والمساواة وبث الأخلاق الفاضلة والحميدة ،إذن يصبح السؤال منطقيا ً :
ما أهداف أولئك الذين ينظّرون للنيل من الأديان والأنبياء والرسل والذين ما فتؤا يكيلون النقد البعيد عن المنطق ويتمادون في النيل من مقدسات ملايين البشر ،دون أن يقدموا بديلا ً منطقيا ً لما يهدمون ، هم بهذه الصورة يبغون الهدم دون البناء ،فهم عبثيون إذن كان هناك الكثير من أمثالهم في وقت كل نبي ومرسل وكانت نهايتهم معروفة .
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)} [البقرة : 6 - 7]

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)} [البقرة : 11 - 12]

وإذا تناولناكطمكه كمثال معجزة الأسلام الخالدة ، القرآن الكريم ، انها لاتزال ماثلة تتحدى ،كما كانت في بدء الدعوة الأسلامية ، إذا كان هناك من متطاول فليأت بمثله وليبلغ ما بلغه أسلام محمد في شرق الدنيا وغربها والذي هو بحد ذاته معجز آخر لايقل عن معجز القرآن ،وإلا ّ فكل كلام هو عبارة عن هرطقة ،على مطلقها أن يتحرى حجمه وينتبه الى ما يجلب على نفسه من نقص .
والأنسان في الأسلام هو خليفة الله في الأرض الذي وهبه كل ماوجد فيها يقول تعالى :
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)} [البقرة : 29]
وعليه بعد ان كرم بهذه المكانة اللائقة أن يقوم بعمارة الأرض وأن لاينزع الى فناءها ،وأن يقدم كل ما يتمكنه من عطاء فكري وسلوك حسن وهذا ما سيكوّن سيرته التي سيميز بها عند الله تعالى :
{فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)} [الشورى : 36]
العقل والأدراك
ــــــــــــــــــــــــ
هل أن العقل قادر على إدراك كل شئ موجود حولنا لكي ننتقل بعد ذلك الى السؤال الثاني وهو هل العقل قادر على سبر أسرار الكون والحياة والتي نبدو نحن بالنسبة لها من الضآلة بمكان عظيم ،وهل من المنطقي أن يظهر الله لنا جهارا ً لكي نؤمن ؟ ،وطبيعي أن الجواب على السؤال الأول هو النفي ،فلقد وجد الأنسان أنه يجهل أمور كثيرة تحيط به وتتخلله سواء في داخل كيانه أو بمحيطه الخارجي ،وأن تقدم العلوم قد أماط اللثام عن بعضها ولكن عقله المجرد كان قاصرا ً عن إدراكها لفترات طويلة من الزمن رغم وجودها وأن حواسه لاتدرك بعض الذبذبات التي تراها وتكشفها بعض الحيوانات ! ،فمثلا ً الخفاش والكلب وبعض أنواع الأسماك تتمكن من أكتشاف الأصوات التي لايتمكن من سماعها الأنسان المحدود سمعه بترددات بين ( 20 هرتز الى 20 كيلو هرتز ) ،وكذلك الموجات الراديوية والتي هي موجودة منذ خلق الله الكون ولكن الأنسان يجهلها رغم تعمقه بالفلسفة وبلوغ عقله مدارك واسعة فيها حتى كشف عنها في السنوات الأخيرة حيث بدأ يستفيد منها في الراديو والتلفزيون والموبايل وأجهزة الملاحة البحرية والفضائية وغيرها ،وكذلك الطاقة الهائلة الموجودة داخل الذرة وغير ذلك الكثير ،وهذا دليل على عظم المركب الذي يركبه أولئك الذين يتحدثون عن وجود وعدم وجود اله رغم نقص العقل البشري والأتفاق على قصوره في العديد من الأمور ،ولكنه من جانب آخر يستطيع بجلاء إكتشاف دقة صنع هذا الكون وعظيم القوانين التي تسيره والتي مما لاشك فيه لايمكن ان تكون جاءت من فراغ .
التعصب الديني والمعتقدات الخرافية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان المتعصب قد يقف جنبا ًالى جنب مع ذلك الذي ينكروجود الله ، فهو يسئ الى تعاليم الدين وينحاز انحيازا ً أعمى دون فهم الجوانب الواسعة للتدين ،وهو يشابه ذلك الذي يؤمن بالخرافات على أنها حقائف .
من المعلوم ان الكثير من الأمور في الحياة تفسد إذا تناولناها بالتحليل ،فهل يمكن لحبيبين يعيشان مشاعر الحب والجوى أن يرجعا مايشعران به الى نشاط هرمونات معينة ،أن تحليل هذه المشاعر كمثل الماس الذي يعود الى فحم بالتحليل ،وكذلك الأيمان بالله تعالى هو شعور روحي من الخطأ قياسه بمقاساتنا الأرضية وتحليله في المختبرات .
ونحن نقوم بعملياتنا الحياتية دون ان يدرك العقل فينا ما يجري بداخلنا من عمليات وما تعمل من أجهزة فائقة القدرة داخل اجســامنا ، أمدها الله تعالى بالديمومة لتعطينا اســـتمرارية الحياة ، فنتطاول لنتناول وجـود الله من عدمه !




#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا حياة لمن تنادي
- بأنتظار حكاية الفصل السابع
- معنى السباق مع الزمن
- الأسلام دين السلام والسماحة واليسر
- أوباما.. ووترغيت جديدة
- سنودن يكشف حقوق الأنسان الأمريكية
- مصر لن تخطأ هذه المرة
- حدود 67 وحدود 2013
- مصر من ثورة العولمة الى الفوضى
- فرحة 1988 وفرحة 2013
- مصر الجديدة الى أين ؟
- محنة بلد يملك آخر برميل نفط
- لحظة السلام يكون الوقت قد فات
- الديمقراطية في العراق
- البطل من يربح السلام
- السياسة والطوبة
- أزمة ثقة وليست سانت ليغو
- سوريا ..حرب كونية جديدة
- بين الجميلي وبرلمانيوا الناصرية
- مشكلة فلسطين .. الحل الوحيد


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مسلم البكاء - العلمانية لاتعني الألحاد