أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - تجربة مصر تُثبت مدى الحاجة لليبرالية الديمقراطية














المزيد.....

تجربة مصر تُثبت مدى الحاجة لليبرالية الديمقراطية


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4146 - 2013 / 7 / 7 - 03:14
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في هذه الايام تمت إزاحت محمد مرسي بعد سنة من الحكم العبثي والفوضى
وفقدان الإرادة والمشروع ، وفي هذه المناسبة يحلو الكلام كونه يمثل لي
شعور خاص كنت أراهن عليه مع نفسي ومع أصدقاء ، وهو أنني لا أتصور أن تقع
مصر بما تمتلك من تراث وحضارة وقيم وثقافة لتكون أسيرة لحكم فوضوي يعود
بها إلى القرون المنقبضة ، لهذا كانت ثورة مصر تمرداً على الحالة وعلى
التسويف وعلى الخداع كان تمرداً شعبياً يُحاكي ذات التمرد نفسه يوم 25
يناير ، لهذا كان فعل شباب وشابات مصر ورجاله ونساءه يُجسم تلك الإرادة
التي تفوق الوصف ، كما أثبت لنا الشبان والشابات المصريون والمصريات إن
إرادة الشعوب لاتقهر ، حين تسعى وتعمل وتريد الحرية والعدل والسلام شعب
مصر لم ينتفض من أجل تقريب هذا على ذاك إنما إراد تحويل الرؤية لتكون
واضحة شفافة غير منحازة ، وليقل إنه مع الحرية ومع الإنسان الغير مُحزب
الإنسان بما هو من غير إضافات وزوائد ، وفي هذه بالذات عبر شعب مصر عن
عميق وعيه وشعوره بالحياة المنفتحة التي يرغب بها ويريد ، كما عبر عن
توقه للنظام الليبرالي الديمقراطي الذي يعيش فيه قوياً مُعافى وفي عمله
هذا حرر الإرادة العربية ووجه البوصلة في الإتجاه الصحيح ونبذ عن وعي
الدين السياسي الذي تتحكم فيه الفرقية والطائفية والإنحباس الفكري
والمعرفي ، لقد جسد شعب مصر في تمرده ونهضته الصلة العميقة بين الحرية
والإنسان بشكل لايدع فيه مجال للإجتهاد والتفكير ، وأعطى للشعوب العربية
الأخرى السبيل الذي فيه تحيا وتعيش الحياة حرة كريمة ، يعيشه بالنور دون
الأقبية والتآمر وحسابات المشايخ ورجال الدين المزيفين ، كما جسد من غير
شك كيف يجب ان تكون الأهداف واضحة وجلية ، وهذا ما شعرت به وشعر به
كل إنسان عربي حريص على مستقبله ومستقبل أجياله ، ولكي لا أبدوا وكأني
أعمم الأشياء تمنيت على شعبنا في تونس أن يعمل الشيء ذاته لتكون محطتا
الربيع العربي محطتين بصدق لهذا المعنى ، لكنني ضد التوجهات التي تتحرك
في العراق بلدي لأنها تنطلق من أرضية طائفية محضة ، كذلك صرت لا أويد
مايجري في سوريا لأنه أصبح مع الأيام حرب قذرة ، ولقد وردت إلينا رسائل
من أحرار العرب تطلب منا تبيان ذلك وتوضيحة لكي لا يلتبس الحال ، فالعرب
مدعوون جميعاً للتخلص من الدين السياسي لأنه يفرق لا يوحد ، والناس
بحاجة للوحدة كما تُعمر وتبني وتنهض ، وحركة الأخوان في مصر وفي سائر
البلاد العربية حركة عنصرية فئوية ضيقة وأهدافها خطرة على حاضر الإنسان
العربي ومستقبله ، لقد شكا لنا الأخوة في مصر حالهم وحال المهزلة
الأزلية التي أصطنعها الأخوان مهزلة التجزئة والدسيسة والتخوين والتكفير
، إن كلمتنا لشعب مصر واحدة لم تتغير منذ اليوم الأول الذي دنس فيه
الأخوان مقام الرئاسة المصرية عبر الأكاذيب والوعود إننا لا نعرف
للأخوان دافعاً غير دافع النهم والجشع وحب السلطان ، ولا نعرف لهم صفة
غير صفة العدوان والإجرام ، ولم نصدق في يوم من الأيام كلامهم عن
العدالة والحرية لأننا نعرف إنهم مدفوعون بالمكر ، ولا يمكن أن
يكونوا أكثر غيرة على المصريين من غيرتهم وشهوتهم للسلطة ، لقد كشف
شعب مصر طبيعتهم وزيفهم وخداعهم ، وقال هذا الشعب كلمته من غير تأويل
يوم 30 يونيو فلنكن صرحاء في تعريفهم وتعريف العالم بهم .

لهذا نقول إن تجربة شعب مصر كانت في العودة لمبادئ وقيم الليبرالية
الديمقراطية قيم العدل والحرية والسلام ، وهي تجربة واعية لا يمكن إن
تتساهل في قضايا وقيم الحرية ولن تسكت على التجاوزات والخروقات التي
أحدثها الأخوان في عقل وجسد الشعب المصري ، قد يتذرع أعوان الأخوان
القلائل وبعض الإفراد والفئات المخدوعة بحججهم للدفاع عن الحرية، وخوف
عن الإسلام وجوابنا في ذلك واضح : إن حرية مصر هي المصدر والضمان لحرية
معظم الشعوب العربية وهي التي تعطيهم الدافع للتخلص من الطغيان والدين
السياسي ، يأتي هذا عبر تحرير ثروتهم وعقولهم ومصيرهم ومواهبهم وقدراتهم
من الإستلاب والتضييع ، ولكي يكون ذلك ممكناً كان يجب على شعب مصر إتخاذ
المبادرة والسعي من أجل التقدم خطوة بإتجاه تحرير الشعوب والعقول العربية
، إن تحرير مصر يعني تحرير العرب لما لمصر من موقع نفسي وتربوي في شعور
ومشاعر العرب جميعاً ، لهذا عبر شعب مصر بشكل عملي في حركته تلك عن كل
هذه المشاعر والأحاسيس ، وهو في ذلك يعود بالعقل العربي نحو الليبرالية
الديمقراطية ونحو القانون والنظام ، وواجب علينا تشجعيهم والوقوف معهم
ونصرتهم في كل المحافل الدولية والشعبية ، ولنزيل من البعض عُقدة الضرب
على التمرد على الديمقراطية كما يحلو لبعض المتصيدين والظانين بشعب مصر ،
من القلب تحية لهم ولكل حر غيور .



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة
- القرضاوي وكذبة رجل الدين
- ماذا تعني السيادة الوطنية ؟
- موقفنا مما يجري في المناطق الغربية
- بمناسبة الإنتخابات البلدية في العراق
- عقلية الطوائف
- حينما يتكلم الملك
- المعركة في سوريا
- العلمانية كما أرآها
- قول في الوطنية
- مبادئنا
- كيف ننقذ الوطن ؟
- الإصلاح الديني ... لماذا وكيف ؟
- فوضى التظاهرات
- رأينا في الأزمة الجديدة
- مصلحة العراق فوق الجميع
- حوار في قضية الحسين
- الليبرالية الديمقراطية في مواجهة التحديات
- الليبرالية الديمقراطية ... مشروع الحضارة
- لماذا نؤوسس لليبرالية الديمقراطية ؟


المزيد.....




- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - تجربة مصر تُثبت مدى الحاجة لليبرالية الديمقراطية