أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - درس الثورة المصرية الجديد














المزيد.....

درس الثورة المصرية الجديد


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4140 - 2013 / 7 / 1 - 17:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لمصر عبر التاريخ تأثيرها الذي يتجاوز حدودها ، وقد قدمت في عصرنا الحديث شهادة حيّة على ذلك : فهي أول بلد عربي كسر جدار اوهام الدول المقدسة حين اعلن محمد علي باشا الحرب على الامبراطورية العثمانية . ومنحت الجيش ( في سابقة تاريخية ) دور المخلص من الاسستعمار بتأييدها ثورة عرابي على بريطانيا . وبعد الانقلاب / الثورة التي قادها الجنرال نا صر عام 1952 سارعت جيوش الكثير من البلدان العربية الى محاكاته بالقيام بانقلاب عسكري ثم بتكوين مجلس قيادة الثورة الذي سينفرد به ما سيسمى لاحقاً بالزعيم ، وستتحول الزعامة الى مفهوم مركزي في الثقافة العربية ، تحولت من خلاله الدولة الى ظل من ظلال الزعيم : مانح الحياة لمواليه والموت لمعارضيه . انتهت مرحلة الزعامة القومية مع قيام ثورات الربيع العربي ، لتبدأ مرحلة جديدة باشرها الاخوان في مصر . ومثلما كان فوز الاخوان في مصر دلالة على مرحلة جديدة في الحكم ، فأن عزلتهم بعد عام واحد من حكمهم ، دلالة لا تقبل النقاش على ان هذا التنظيم ، وما يشبهه من تنظيمات في البلدان العربية الاخرى ، لا يصلح لسياسة الناس في عصرنا الحديث . منحت مرحلة الانقلابات العسكرية شيئاً للناس كالاصلاح الزراعي ومجانية التعليم وشيئاً من التصنيع ، ولم تمنح حركة الاخوان شيئاً غير الظل الثقيل لأعضائها : في الشارع والجامعة ودوائر العمل وفي الفضائيات ، بما ينسبونه لانفسهم من دور ووظيفة مقدسة : تجسدت خلاصتها بنظرة دونية للمرأة . وهذا ما صدم المصريين الذين يتمتعون بهامش من الحرية اكبر بما لا يقاس من كل مجتمعات دول المشرق العربي : التي تتدامج في حكمها الطوائف بالقبائل بالعوائل . مشكلة الاخوان في مصر هي المشكلة ذاتها التي تعاني منها التنظيمات الاسلامية الحاكمة في بلدان العالم العربي الاخرى : مشكلة منهج في الحكم مشتق من اصول فكرية / فقهية تتناقض تناقضاً عدائياً مع مفهوم المواطنة الذي تقوم على اساس منه مؤسسات الدولة الحديثة ، وتعادي مفهوم الحرية وحرية الاختيار . منذ الايام الاولى تبدى واضحاً ان الاخوان يريدون ان يحكموا بعيداً عن منطق الحكم في الدولة الحديثة ( التي نريد ان نبني دولنا العربية على صورتها او نموذجها ) . منطق الحكم في الدولة الحديثة يقوم على دعامتين : أولاً / سيادة المؤسسات ، وثانياً / وجود برنامج سياسي واضح وشفاف ( أي يخلو من الاجندات السرية ) يختص بتنمية وتطوير أحوال الناس في الدنيا لا في الآخرة ، ذلك ان الدولة الحديثة هي دولة مدنية ــ دنيوية بامتياز تشرع لنفسها ولا تتلقى أوامرها التشريعية من قوة تقع خارجها . وللالتفاف على هذا المنطق ومن اجل العودة مجدداً الى منطق : ان الدولة هي آلة عنف منظمة يجب استغلالها لبناء دولة الخلافة ذات الشكل الامبراطوري التي تضم شعوباً وامماً مختلفة عليها ان تنسى خصوصياتها والا اتهمت بالتمرد على امبراطورية السماء المقدسة ، بادر الرئيس الاخواني الى طرح الوثيقة الدستورية التي طالب فيها بمنحه صلاحيات طاغية ( لفترة محدودة ) يستغلها في تحويل دولة مصر الى : الدولة ــ القاعدة التي تمهد الارض لحكم الخلافة القادم ، بما يعنيه ذلك من تحويل مصر الى قاعدة لجهاد عالمي ، أي لاعلان صيحة الحرب على دول العالم ، واجبارها على التقيد باحكام الاسلام تطبيقاً لقاعدة دار الاسلام ودار الحرب . اذ ما زال الخطاب الاخواني ومثله خطاب الحركات الاسلامية الاخرى يصنف دول العالم الى اسلامية وغير اسلامية ، وهو خطاب لا ينتمي الى النظرة الواقعية الحديثة التي تصنف دول العالم الى دول صناعية متقدمة واخرى غير صناعية ومتخلفة ومنها مصر والدول العربية الاخرى ..اثبتت تجربة حكم الاخوان في مصر بانهم لا يعترفون بمؤسسة الرئاسة او بغيرها من مؤسسات الدولة اذا لم تتحول الى اوكار ومشاغل عمل لتطبيق منظومتهم الفكرية ( اصولهم الفقهية ) في التمهيد لقيام دولة الخلافة . خلال عام واحد تكشف للمصريين ان رئيسهم يتحدث بلغتين واحدة للاستهلاك الداخلي عن الديمقراطية وسواها ، ولغة اخرى يفهم منها ما يريده مرشد الاخوان العام وقرارات تنظيمه السرية . فعد المصريون ذلك خيانة لمشروع بناء المؤسسات وخيانة لهم كناخبين فطالبوا وقد حشدوا المظاهرات المليونية بانتخابات رئاسية مبكرة ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء من العامة الى الخاصة
- مشاهدات بغدادية / 12
- مشاهدات بغدادية / 11 خطة القبض على الاوهام
- مشاهدات بغدادية / 10 / 1 الزعيم قاسم 2 جمعة الخيارات المفت ...
- مشاهدات بغدادية 9 عن الحدث في الحويجة
- مشاهدات بغدادية / 8 شهادة عن الانتخابات
- مشاهدات بغدادية / 7 قانون المرور
- في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي
- مشاهدات بغدادية / 5 الكرد والوعي الامبراطوري
- مشاهدات بغدادية / 6 أفكار حول الاقتصاد العراقي
- الانتخابات المحلية
- لقاء سياسي
- هل ذهبتم الى هناك ؟
- مشاهدات بغدادية 4 قناة حوار التونسية وبيع البقدونس
- النائب الذي كسر مألوف البرلمان العراقي
- حول مقال : الكرد مع الدولة
- مشاهدات بغدادية 3 سعدي يوسف والمنفى
- بانتظار قرار الحكومة الكبير
- مجرد رأي


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - درس الثورة المصرية الجديد