أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - كريم عامر - شبكة الإنترنت .... وتحطيم الأبواب المغلقة للمجتمع الذكورى العربى















المزيد.....

شبكة الإنترنت .... وتحطيم الأبواب المغلقة للمجتمع الذكورى العربى


كريم عامر

الحوار المتمدن-العدد: 1185 - 2005 / 5 / 2 - 13:21
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


نجحت وسائل التواصل البشرى الحديثة بما فيها الفضائيات والإنترنت فى إزالة كثير من الحدود التى كانت تفصل بين التجمعات البشرية المختلفة ، وتمكنت - إلى حد كبير - من تحويل العالم إلى كتلة بشرية وأحدة بعد قرون طويلة من التشرذم والتشتت والتنافر .
ولقد كان لهذه الوسائل فضل كبير فى تحطيم الأبواب المغلقة وفضح الأسرار التى كان المجتمع الذكورى العربى يخفيها ورئها ويعدها من حرمات البيوت التى يجب أن لا تكشف على أحد ... لأن " البيوت أسرار " !!! .
ففى مرحلة ماقبل ظهور الوسائل الحديثة للإتصالات ، كانت الصورة التى يحاول المجتمع الذكورى أن يبرز فيها مفسه هى صورة المجتمع الفاضل ، الخالى من الرذائل !!! ، والذى يلتزم نساؤه - قلبا وقالبا - بالعادات والتقاليد الذكورية بما تحمله من إرث دينى كبير يحظر عليهن ضمن مايحظر الإختلاط بالرجال خشية أن يؤدى هذا الإختلاط إلى ممارستهن للجنس معهن خارج نطاق الزواج مما يهدد المجتمع الذكورى ويدق أول مسمار فى نعشه ويقوض إستقراره القائم على تعدد زواج الذكر وتوحد زواج الإنثى وإلتزامها بممارسة الجنس مع شخص واحد فقط وهو المبدأ الأساسى الذى على أساسه قام المجتمع الذكورى والذى بمقتضاه يسلب المرأة حريتها التى إن تنازل وأعطاها إياها فإنما يتنازل عن وجوده ويقدم - طواعية - على الإنتحار .
كان المجتمع الذكورى يحاول إقناع ( الآخر ) بأن الفضيلة مترسخة بين أفراده عن قناعة تامة ، وأن أفراده يبتعدون - طوعا - عن مايسميه الرذيلة - ويعنى بها ممارسة الجنس خارج الإطار المشروع مجتمعيا - وأنهم مقتنعون بأهمية البعد عن مثل هذه الأشياء تحقيقا للفضيلة و ( الملائكية ) .
وكان لهذه الصورة التى رسمها المجتمع الذكورى لنفسه والتى لم يتسنى للمتلقى - فى هذا الوقت - تأكيدها من مصادر محايدة وقع كبير فى النفوس : -
" إنه مجتمع يعج بالفضائل !!! ، يعيش أفراده كما الملائكة !!! ، لايفكرون فى شهواتهم الحسية ... اللهم إلا لزيادة النسل وتعمير الأرض
والحرص على عدم إنقراض الجنس الآدمى الأسمى !!! ، إنه حقا مجتمع فاضل !!، ذالك المجتمع الخالى من الشهوات !!! ، الذى يعيش فيه
أفراده ويخضعون لقوانينه دون رقابة أو وصاية من أحد !!! " .
كانت هذه هى الصورة الملائكية التى تكونت فى الوعى الجمعى للمتلقين الذين يعيشون بعيدا عن مثل هذا المجتمع الذكورى القح ، أو الذين يعيشون داخله دون أن يكون لهم إرتباط يسمح لهم بمعرفة أدق أسراره وخباياه .
كانت هذه هى الصورة التى حاول المجتمع الذكورى فى مرحلة ماقبل الإنترنت ( وأشباهه ) إبراز نفسه فى إطارها ، ونجح نوعا ما فى إقناع الناس بها .
ثم جائت مرحلة أخرى كانت كفيلة بصبغ كل هذه الصور الوردية التى حاول المجتمع إبراز نفسه فيها بالسواد ألا وهى مرحلة ظهور الإنترنت الذى أصبح متواجدا - تقريبا - فى كل بيت عربى .
فعندما ظهر الإنترنت على الساحة ، حاول المجتمع منعه من الإنتشار ومحاربته بشتى الطرق ومختلف السبل حتى لايفتضح أمره وتظهر حقيقته التى إجتهد كثيرا فى إخفائها واستبدالها بصورة أخرى لاتمت للواقع بصلة .
وكان السبب وراء هذا المنع هو الخوف من تمرد أفراد هذا المجتمع عندما تتاح لهم فرصة التواصل مع الآخر والإنفتاح على ثقافته المختلفة جذريا عن ثقافتهم الذكورية المحضة ، وخوفا من مقارنتهم للحرية المتاحة للآخر بالكبت والقمع والذل الذى يعانونه فى ظل قوانين ذكورية طبقية ظالمة ، وخجلا من إنكشاف الأسرار التى بذل الكثير فى سبيل إخفائها عن العيون خلف الأبوبا الموصدة ، والتى تخالف بالطبع مايعلنه عن نفسه من ملائكية محضة ونقاء خالص .
ولكن ، ونظرا لأن العالم اليوم لم يعد كل جزء منه منغلق على نفسه كما كان من قبل ، فلم يستطع المجتمع الصمود طويلا وإنهارت مقاومته أمام الإرادة الفولاذية لأفراده وسمح فى النهاية بانتشار الإنترنت مع التحفظ الشديد - من جانبه - على إستخدامه وتشديد الرقابة عليه .
ومن هنا بدأت مرحلة جديدة ظهرت فيها حقيقة هذا المجتمع التى إختفت عن العيان لفترة طويلة من الزمن ، وظهر للجميع أن هذا المجتمع يتعامل مع الدنيا بوجوه عدة ، فلم يعد أحد - تقريبا - محروم من الإنترنت ، ولذالك فإن كل شىء حاول المجتمع الذكورى إخفاؤه خلف الأبواب الموصدة وتزويق صورته وإظهار ملائكية أفراده سرعان ما إنكشفت بفضل هذه الوسائل التواصلية الحديثة .
فالانترنت أصبح يكشف كل الخبايا والأسرار التى كثيرا ما حاول المجتمع الذكورى إخفاؤها عن العيون حتى لايفتضح أمره وتظهر إذدواجيته فى التعامل مع الحياة .
ففى السنوات الخمس الماضية ، ومع الإنتشار الشديد للإنترنت وظهور المجتمعات الإلكترونية التى لا تعرف حدودا أو حكومات أو أنظمة أو قوانين ، أظهرت هذه التجمعات التى يصعب مراقبتها من قبل المجتمع الذكورى الجانب البشرى الإنسانى الغرائزى لأفراد هذا المجتمع الذى كان يحاول إبراز صورتهم الملائكية المزيفة ليغطى بها على حقيقتهم البشرية الخالصة .
فعندما تتجول فى غرف الدردشة العربية ستجد الآلاف المؤلفة من هذه الغرف مخصصة لموضوع واحد فقط ألا وهو ( الجنس ) ، وعندما تتابع أحد الحوارات الدائرة فى إحداها ستجد أغلب المتحدثين ينتمون الى بلدان عربية وإسلامية تخضع للقيم الطبقية الأبوية الذكورية ، وستجد أن أعداد الإناث من المترددات على هذه الغرف يفوق كثيرا أعداد الذكور وجلهن يعرضن مفاتن أجسادهن أمام كاميرا الواب بعد تجردهن من كل ملابسهن ليصبحن عرايا تماما إلا من قطعة قماش سوداء يغطين بها وجوههن حتى لايتعرف عليهن أحد من ذويهن .
أما بالنسبة للمنتديات الحوارية فحدث ولا حرج ، فالتجارب الشخصية فى المجال الجنسى التى ينشرها بعض الشباب والفتيات تكشف بوضوح قبح الصورة التى حاول المجتمع الذكورى تجميلها ، ولن أتحدث كثيرا فى هذا الأمر وسأترك للقارىء فى نهاية مقالى بعض الروابط التى تحتوى على مثل هذه القصص والتجارب الجنسية لكى يحكم بنفسه على هذا المجتمع المذدوج أخلاقيا ، مع التنبيه على اننى غير مسؤل عن محتويات هذه الروابط التى قد تتضمن بعض العبارات التى قد يعتبرها البعض خارجة عن الزوق العام - كما يحلو للبعض أن يتشدق - ولكنها فى الواقع تعبر عن الشعور الحقيقى لكاتبى هذه القصص بأسلوبهم الخاص وبلغتهم الخاصة فى الوصف والسرد لهذه الأحداث والتجارب الشخصية .
أما أكثر ما إستطاع الإنترنت كشفه للعيان فهو أبشع جريمة كانت تتم فى الخفاء بحق أجيال الغد وهى جريمة التحرش الجنسى بالأطفال المنتشرة على نطاق واسع فى الكثير من البيوت العربية ويسدل عليها المجتمع ستارا من السرية والكتمان حتى لايفتضح أمره ويظهر قبح سريرته .
ففى إستطلاع للرأى اجرته إدارة موقع القسم العربى بهيئة الإذاعة البريطانية BBC وأتاحت - من خلاله الفرصة للمتصفحين العرب فى المشاركة بذكر ما إن كانوا قد تعرضوا لتحرش جنسى فى فترة الطفولة ، كانت المشاركات بالآلاف وإضطرت إدارة الموقع تحت ضغط من كثرة المشاركات الى نشرها فى عدة أجزاء حتى تتمكن من نشرها ماتقدر عليه منها ، وكلها تجارب مؤلمة تعبر عن مدى قسوة ووحشية وحيوانية هذا المجتمع الذى كبت غرائز أفراده ومنعهم من ممارسة الجنس بصورة طبيعية فبحثوا عن ما هو متاح ، وكان الأطفال فى النهاية هم الضحايا الذين تحول معظمهم إلى مثليين جنسيا يرغبون فى ممارسة الجنس مع أمثالهم .
أما عن النساء فحدث ولا حرج ، فعندما منع المجتمع الذكورى المرأة من إشباع حاجتها الجنسية الطبيعية لم تجد إلا الشوذ الجنسى طريقا آمنا لإشباع رغبتها المتأججة .
فانتشر الشذوذ الجنسى بأمراضه وعاهاته النفسية المزمنة بين أفراد هذا المجتمع الذى كان يحاول فى وقت مضى مواراة عيوبه تلك خلف ستار من الملائكية الكاذبة والطهارة الزائفة .
عبدالكريم نبيل سليمان
الإسكندرية - مصر
30 / 4 / 2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

http://www.netarabic.com/index019.php

http://www.netarabic.com/index014.php

http://www.netarabic.com/index008.php

http://www.netarabic.com/index007.php

http://www.netarabic.com/index041.php



#كريم_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحف المصرية الصفراء تتهكم على رموز المجتمع المصرى - صحيفة ...
- هند الحناوى : الفتاة التى أسقطت هيبة الذكور
- فى يومها العالمى : تحية الى رمز النضال النسوى المصرى - د / ن ...
- عزيزتى المرأة : قليل من العتاب - دعوة لتكوين جبهة عربية لموا ...
- الباحثات عن الحرية : إيناس الدغيدى وعمل إبداعى بكل المقاييس
- إلى كل أنثى : أنت الحياة !!!
- الغزوات الفكريه : كيف نتعامل معها ؟
- تساؤلات طفولية
- تقرير سرى جدا من بلاد قمعستان للشاعر الراحل - نزار قبانى -.
- الموديل الثائرة - شعر
- جامعة الأزهر .... وسياسة الفصل العنصرى بين الطلبة والطالبات ...
- الزواج على الطريقة الاسلامية
- جماعات التطرف .... وبناء الدولة الإسلامية فى الشارع.
- حب بلا حدود
- يا جارتى الحسناء .... أنتظر اللقاء
- همجية الإسلام الشيشانى
- صدقت ياسيدتى ...بلدنا مش سايبة - نجاة مستشفى الشاطبى من الهد ...
- حب على انغام المطر
- حياتى ... حب وألم
- الى سيدة العالم .... الفجر قادم


المزيد.....




- إسرائيل.. إصابة امرأة بجروح في إطلاق صواريخ من غزة
- -تم إسكاتي-... جدل يغلف مسابقة ملكة جمال أميركا
- تقارير تكشف عن تفاصيل جديدة في قضية عصابة -التيك توك- المتهم ...
- لبنان: ارتفاع جرائم قتل النساء بـ300 % عام 2023!
- وانتم، لقيتوا متعتكم ازاي؟ اعملوا subscribe عشان تشوفوا الفي ...
- “ابسط العيال طول الاجازة!!”.. استقبل تردد قنوات الاطفال الجد ...
- “سجل عبر spf.gov.om”.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة 20 ...
- السودان.. قوات الدعم السريع ترتكب جرائم تطهير عرقي في دارفور ...
- جامعة أريزونا تطرد أستاذا اعتدى على امرأة محجبة مؤيدة لفلسطي ...
- فيديو مروّع لاغتصاب ملثم امرأة وخنقها بين السيارات في أحد شو ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - كريم عامر - شبكة الإنترنت .... وتحطيم الأبواب المغلقة للمجتمع الذكورى العربى