أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - كريم عامر - فى يومها العالمى : تحية الى رمز النضال النسوى المصرى - د / نوال السعداوى .















المزيد.....

فى يومها العالمى : تحية الى رمز النضال النسوى المصرى - د / نوال السعداوى .


كريم عامر

الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 09:01
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
    


كعادته كل عام ، يهل علينا اليوم العالمى للمرأة فى جو يحلو فيه التفاؤل بمستقبل مشرق لها ومذيد من الحقوق تحوزها فى سبيل مساواتها الكاملة بالرجل على إعتبار أنها انسانة كاملة لا تتميز بأنوثتها عن غيرها .
وفى الوقت ذاته يحدونا الأمل فى أن تخرج بقية السجينات من معتقلاتهن التى شيدها لهن الذكور المسيطرون على مقاليد الأمور منذ مايربو على خمسة آلاف عام مضت كان الإناث قبلها يتمتعن بالتعظيم والتبجيل والتوقير كآلهة أنثوية يتقرب اليهن الذكور بإخصاء أنفسهم فى محاولة منهم للتشبه بالهة الاناث بإزالة أعضاء ذكورتهم .
وفى هذا الخضم الهائل من التناقض العجيب بين المتحررات والسجينات ، بين الإماء والحرائر ، بين الإنسان الكامل وأنصاف البشر ، فى هذا البحر الذى تتقلب أمواجه بين الشدة واللين ، وتختلف محتوياته مابين كائنات عملاقة وأخرى أصغر حجما تعانى خطر الابتلاع والالتهام من قبل أخواتها من العمالقة .
فى هذا المحيط الحيوى الذى يموج بأصناف كثيرة متنوعة من البشر الذين يتميز كل منهم عن الآخر كما أصابع اليد الواحدة ، وفى هذا الجو الذى يسعى فيه الضعفاء إلى مطالبة الأقوياء بالمساواة والعدل ، وتسعلى النساء فيه جاهدات إلى الحصول على كامل حقوقهن كبشر كمل فى كافة المناحى الحياتية .
ومن بين مجاهدات كثيرات سعين منذ قديم الأزل حتى وقتنا الحاضر نحو ازالة الظلم الواقع على بنات جنسهن والأخذ بأيديهن نحو طريق التحرر من السلطة الأوبوية الذكورية ونحو التمدن والخروج من القوقعة التى حبسهن فيها أولياء أمورهن من الذكور ، ومن بين من رفضن تسلط المجتمع الأبوى الذكورى وخلعن طاعته من أعناقهن وهدمن بيت الطاعة فوق رأسه وارتضين بالتمرد والعيش بعزة وكرامة طريقا يسلكنه فى حياتهن .
من بين كل هؤلاء ، أبعث بباقة ورد الى المناضلة العظيمة والمفكرة الكبيرة والأم المتفانية فى العطاء لبناتها وأبنائها د / نوال السعداوى فى عيديها ( يوم المرأة العالمى 8 مارس - يوم المرأة المصرية 16 مارس ) الذين أتمنى أن يحلا العام القادم وهى تضطلع بمسؤلية رئاسة الجمهورية فى بلدنا الحبيبة مصر .
لم تكن نوال السعداوى بدعا من الخلق ولم تكن الوحيدة فى مصر التى تنادى بالمساواة الكاملة - فى الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة ، ولكنها كانت حلقة ربط بين الماضى الذى كانت دعوات التحرر النسوية تتم فيه على استحياء ومن وراء حجاب وبين الحاضر الذى أصبحت قضية المرأة إحدى أهم القضايا المطروحة المصرية والعربية والعالمية .
لقد واجهت نوال السعداوى الكثير من العقبات فى سبيل نشر فكرها المتنور والذى أثر كثيرا على عقلية المجتمع المصرى بكل فئاته ، فخطابها لم يكن موجها الى النساء بقدر ماكان موجها إلى مجتمع بأسره يخضع لقيم طبقية أبوية ذكورية تعتبر المرأة من سقط المتاع كأى شىء آخر يمتلكه الرجال ويضعونه كالتحف والمقتنيات الثمينة وغير الثمينة فى المنازل والحدائق والقصور .
فعندما تخرجت من كلية الطب فى خمسينيات القرن الماضى صدمت بالأساليب التى يتبعها أطباء العصر والتى يجعلون من خلالها دورا للتقاليد والعادات البالية المتخلفة فى ممارستهم لمهنة الطب التى يفترض أن تكون خاضعة خضوعا تاما للعلم وللإكتشافات العلمية فى المجال الطبى ، ولذالك لم تستمر طويلا فى ممارستها لهذه المهنة التى أصبحت أشبه بسوق سوداء يبيع فيها الأطباء ضمائرهم وذممهم فى مقابل مادى خسيس .
واتجهت الى دراسة الظواهر الإجتماعية والعادات والتقاليد المنتشرة فى البيئة المصرية وعلاقتها بالطب والعلاج ، وعندما أصدرت كتابها " المرأة والجنس " فى بداية السبعينيات من القرن الماضى والتى تحدثت فيه بالتفصيل عن خطر عمليات ختان الإناث والأثر النفسى الذى يحدث للأنثى التى تمارس بحقها هذه الجريمة الشنعاء ، واجهت على إثر ذالك حملة شعواء إنتهت بفصلها من عملها بوزارة الصحة المصرية ووضعها موقفها هذا فى صدام دائم مع السلطة أدى الى اعتقالها بأمر من الرئيس المصرى الراحل أنور السادات فى سجن القناطر خريف عام 1981 الأمر الذى دونته بالتفصيل فى كتابها " مذكراتى فى سجن النساء " .
كما تعرضت نوال السعداوى بعد ذالك لخطر الإغتيال على يد جماعات الظلام السلفية التى وضعت اسمها على ماكان يسمى بالقائمة السوداء فى بداية التسعينيات من القرن الماضى الأمر الذى إضطرها الى مغادرة البلاد والعيش فى المنفى الأمريكى حتى وقت لم تعد فيه للقائمة السوداء وجود فى مصر .
وعلى المستوى العائلى ، فلقد تعرضت نوال السعداوى بعد أن صرحت لصحيفة الميدان الإسبوعية المصرية ببعض آرائها الجريئة قبل حوالى أربعة أعوام والتى رأى فيها بعض المتطرفين فيها خروجا عن الدين الإسلامى لرفع دعوى قضائية ضدها من قبل محام مصرى مختل عقليا يدعى نبيه الوحش يطالب فيها بالحكم بردتها عن الإسلام ومن ثم التفريق بينها وبين زوجها .
ولقد تعرضت شخصية الدكتوره نوال السعداوى للتشويه والتشويش من قبل أعداؤها من الظلاميين الذين سعوا بكل إمكانياتهم إلى تشويه صورتها وإزالة مكانتها العظيمة الراسخة فى وجدان أبناء الشعب المصرى ، فأصبحوا يطلقون عليها بعض النعوت والألفاظ غير اللائقة التى لا زال البعض منهم يقرنها بإسمها على صفحات بعض الجرائد والمجلات الصفراء ، ولم تكن هذه النعوت تدل على شىء الا على مدى خسة وحقارة من يحاولون أن يلصقوها بهذه الشخصية العظيمة والتى هى بأى حال من الأحوال بريئة من هذه الأوصاف التى لا يستحقها سوى هؤلاء الذين أطلقوها عليها ونشروها بين الناس .
ولنوال السعداوى عدد كبير من الدراسات والبحوث فى المواضيع الخاصة بالرجل والمراة والجنس أبرزها " المرأة والجنس " ، و " المرأة والصراع النفسى " ، " الوجه العارى للمرأة العربية " ،" الأنثى هى الأصل " ، " قضايا المرأة والفكر والسياسة " .
كما أن لها عددا من الأعمال الروائية التى تتناول من خلالها شخصية المرأة من وجهة نظرها مثل " الغائب " ، و " الخيط وعين الحياة " .
ولها أيضا كتابات عديدة فى مجال السيرة الذاتية مثل " مذكراتى فى سجن النساء " ، " أوراق حياتى " ، " مذكرات طبيبة " .
ولقد تعرضت نوال السعداوى فى العام الماضى لمصادرة روايتها " سقوط الإمام " من قبل أعداء الفكر المتنور من أصحاب اللحى والعمائم القابعين فى مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر فى القاهرة والذين كان قد أعطاهم وزير العدل السابق المستشار فاروق سيف النصر حق الضبطية القضائية ومنحهم بذالك سلطة تخولهم التدخل فيما لايعنيهم من الأعمال الأدبية التى لا تتوافق ومزاجهم العكر .
ولقد أعلنت نوال السعداوى فى أواخر العام الماضى ترشيح نفسها لانتخابات رئاسة الجمهورية فى مصر المزمع إجرائها فى شهر سبتمبر من هذا العام ، وفى رأيي وعلى الرغم من أن الدكتورة نوال السعداوى نفسها قد صرحت بأن خوضها للانتخابات لابعدو كونه عملية فدائية تهدف من خلالها الى إيقاظ المجتمع المصرى من غفوته ودفعه على طريق نيل كامل حقوقه السياسية ، إلا أننى أرى أن نوال السعداوى تحظى فى أوساط المجتمع المصرى بتأييد لابأس به خاصة بين الغابة العظمى من النساء اللاتى يمثلن النسبة الأكبر فى عدد سكان مصر واللاتى أصبحن ينظرن اليها فى هذه الأيم نظرة ملؤها الثقة والتفاؤل بمستقبل مشرق يستطعن بت=ناءه على يديها إضافة إلى تأييد كبير تحظى به من قبل بعض الرجال الذين إستطاعوا أن يتحرروا من الأفكار السلطوية الأبوية والذين أصبحوا يؤمنون بدور المرأة كشريك فعال فى المجتمع إن حصلت على حقها فى المساواة الكاملة بهم .
وفى حالة ما إذا فازت فى انتخابات الرئاسة المقبلة فإنها ستصبح بذالك أول إمرأة تحكم مصر منذ أكثر من خمسمائة عام مضت بعد السلطانة الأيوبية شجرة الدر التى تمكنت من هزيمة الحملة الصليبية التى إستهدفت مصر بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع والذى بفضلها تم أسره وحبسه فى دار ابن لقمان بالمنصورة .
وسوف يضاف إسمها الى أسماء نساء أخريات حكمن مصر فى عصور مختلفة من تاريخها الممتد الطويل مثل الملكة الفرعونية حتشبسوت التى لايزال معبد الدير البحرى شاهدا على عظمتها وجلالها ، والملكة نفرتيتى ، إضافة الى كليوباترا آخر حكام مصر من أسرة بطليموس .
كما أنها بذالك سوف تضع مصر فى قائمة طويلة من الدول التى إستطاعت فيها المرأة الوصول الى هذا المنصب الرفيع مثل ايرلندا والفيليبين وإندونيسيا وإسرائيل والهند وباكستان وبنجلادش والعديد والعديد من الدول الأخرى التى تمكنت فيها المراة من تحدى الإرادة الذكورية للوصول الى هذه المناصب الرفيعة فى الدولة .
وعلى كل ، فإننى أعلن فى يوم المرأة العالمى تأييدى التام للدكتورة نوال السعداوى فى كل خطوة تخطوها على طريق الاصلاح الإجتماعى والسياسى والإقتصادى وأؤيدها فى مساعيها للوصول الى منصب رئيسة الجمهورية لتصبح مصر - إن نجحت نوال السعداوى فى ذالك - أول دولة عربية تصل فيها المرأة الى مثل هذا المنصب الرفيع المستوى .
ختاما .... أسمى آيات الحب والوفاء والعرفان أرسلها الى كل إمرأة وقفت فى وجه تسلط المجتمع الذكورى وواجهته بكل شجاعة وشدة وعنفوان وساعدت أخواتها على السير فى طريق التحرر من السلطة الأبوية الذكورية الإقطاعية ، وإلى كل من حاولت الخروج من القفص الذى نسجه حولها أعداؤها أشباه البشر الذين حاولوا منذ قديم الأزل إزالة أثرها ومحو تاريخها الإنسانى الملىء بالمواقف العظيمة والمشرفة ، والممتد منذ بدء ظهور الإنسانة الأولى - التى هى أصل الأنواع البشرية - على ظهر هذه الأرض وحتى يومنا هذا - يوم المرأة العالمى - الذى نطمح فيه أن نراها وقد تحررت من كافة القيود التى تعيقها عن الحركة وتمنعها من العمل والإنتاج الفكرى والإنسانى فى سبيل نهضة مجتمعات بأسرها لايفرق فيها بين الناس على أساس من الجنس أو اللون أو العقيدة أو أى مظهر آخر من المظاهر الإجتماعية الزائفة .



#كريم_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيزتى المرأة : قليل من العتاب - دعوة لتكوين جبهة عربية لموا ...
- الباحثات عن الحرية : إيناس الدغيدى وعمل إبداعى بكل المقاييس
- إلى كل أنثى : أنت الحياة !!!
- الغزوات الفكريه : كيف نتعامل معها ؟
- تساؤلات طفولية
- تقرير سرى جدا من بلاد قمعستان للشاعر الراحل - نزار قبانى -.
- الموديل الثائرة - شعر
- جامعة الأزهر .... وسياسة الفصل العنصرى بين الطلبة والطالبات ...
- الزواج على الطريقة الاسلامية
- جماعات التطرف .... وبناء الدولة الإسلامية فى الشارع.
- حب بلا حدود
- يا جارتى الحسناء .... أنتظر اللقاء
- همجية الإسلام الشيشانى
- صدقت ياسيدتى ...بلدنا مش سايبة - نجاة مستشفى الشاطبى من الهد ...
- حب على انغام المطر
- حياتى ... حب وألم
- الى سيدة العالم .... الفجر قادم
- من اجلك يا حواء
- المكتبة والمستشفى وسفن - مارك انطونيو -..... هل يعيد التاريخ ...
- الخيانة الزوجية ....والاكتشافات العلمية


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- المشاركة السياسية للمرأة في سورية / مية الرحبي
- الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء / الاممية الرابعة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - كريم عامر - فى يومها العالمى : تحية الى رمز النضال النسوى المصرى - د / نوال السعداوى .