أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رائد الحواري - الجيل الرابع من الحروب ودول الطوائف العربية















المزيد.....

الجيل الرابع من الحروب ودول الطوائف العربية


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 00:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الجيل الرابع من الحروب ودول الطوائف العربية


سنأخذ مجمل ما جاء في محاضرة الخبير العسكري الأمريكي ماكس مانوارينج والذي يحتل منصب رفيع في الخطط الإستراتيجية الأمريكية، " إستخدام القدرات العقلية، هي السلاح الرئيس في هذه الحرب، القدرات العقلية ـ القدرات الذكية ـ تسبق قوة النيران،/ زعزعت الاستقرار، من الممكن أن يأخذ شكل مطالب ما تكون (حميدة) إلى حد ما، من هنا يجب أن ينفذها المواطنون في دولة العدو،/ إيجاد (إقليم محكوم) لكن ليس من الدولة، من مجموعات غير تابعة للدولة... محاربة وعنيفة وشرسة مثل اللورد (فولومونت) ـ الشرير المخيف في أعمال هاري بوتر ـ وبهذا نخلق دولة فاشلة.
ثم نستطيع أن ندخل ونتحكم في هذه الدولة، ليس فقط التحكم فيها بل يمكن أن نذهب لا ابعد من هذا، ... ثم ما الذي يحدث للدولة؟... لا تتلاشى الدولة هي موجودة، ويجب أن يرعاها طرف ما ـ إن لم يتحكم فيها أحد ويختطفها ـ ... فهناك أصبحت دول للجريمة، وأخرى أصبحت دول شعوبية.
في موقف مثل هذا يقف رجل بصرف النظر عن مدى اصابته هو منتصر!.
الحرب هي الاكراه سواء كانت قاتلة كما اعتدنا في الماضي أو غير قاتلة،/ الدولة الفاشلة ليست حدثا سريعا وواضحا، إنما هي عملية تنفذ بخطوات بطيئة وهدوء كافي. هي أكراه العدو على قبول ما نريد، نعترف بأننا متورطون في حرب، وحينما لا نعترف. لا يجب علينا أن نطلق ما هو الهدف "الجيل الرابع من الحروب"، ليس تحطيم قدرة امة من خلال مواجهة عسكرية خارج حدودها، الهدف هو إنهاك والتآكل ببطء ولكن بثبات إرادة الدولة المستهدفة من اجل . الحقيقة هي الإكراه سواء (حميد) أم لا هو في النهاية أكراه، هو شيء يجب أن نفكر فيه مليا، لان هدفنا هو التحكم والوصول إلى نقطة التأثير في عدوك لصالح إرادتك،/ القاسم المشترك في كل هذا هو ما نطلق عليه زعزعة الاستقرار، لم نعد نرسل قوات نظامية عبر الحدود، الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نتعامل معها بكفاءة بما أنها دول متعددة الجنسيات،ما نوع الحل؟، باستخدام مواطني الدولة فيسقط عدوك ميتا.
هذا نقل مجمل ما جاء من أفكار في المحاضرة، وإذا أردنا أن نقارنها مع واقعنا العربي تحديدا سنجد العديد من الدول التي نجح العدو في تنفيذ هذا الجيل من الحروب، ففي السودان تم اقتطاع إقليم (جنوب السودان) وأصبح دول منفصلة ومستقلة، وهو عمليا أكثر استقرارا من المركز وأقوى منه عسكريا واقتصاديا، وفي فلسطين نجد ( قطاع غزة) منفصل وهو أيضا أقوى من المركز في رام الله، وفي العراق نجد إقليم (كردستان) منفصل وأقوى عسكريا واقتصاديا من المركز في بغداد، وفي ليبيا نجد مجموعة أقاليم تعمل على الانفصال أو للحصول على الحكم الذاتي، وفي سوريا ما تقوم به الدول المعادية لا يخرج عن هذا الأمر، حيث هناك عملية التمويل للجماعات المسلحة التي تعطى الأموال والأسلحة للعمل في مناطق جغرافيا محددة، ويطلب منها عدم تجاوز هذه الجغرافيا بأي شكل من الأشكال، حتى إذا ما تم القضاء على الدولة المركزية، سيكون هناك أكثر من طرف قام وساهم في عملية التخلص من النظام، ومن ثم سيطالب بحكم هذه الجغرافيا التي (حررها) وهذا الأمر شبيه تماما لما حدث في ليبيا، فنجد كل جماعة مسلحة تطالب بحصتها من الجغرافيا والأموال، فلم يعد هناك معنى أو قيمة لمفهوم الوطن الواحد بتاتا، وإنما نجد فكرة العشيرة أو القبيلة هي التي تتحكم وتسيطر على هؤلاء. وإذا أردنا أن ندقق في الهدف من "إيجاد إقليم غير محكوم من المركز" سنجد فكرة التفتيت والتقسيم والتجزئة للدولة الواحدة، وكأن دول الطوائف العربية هي دول كاملة ومنسجمة مع الجغرافيا والاجتماع، وهنا تكمن الخطورة، تقسيم المقسم وتفتيت المفتت وتجزئة المجزأ، فبعد هذا الأمر ماذا سيكون شكل تلك الدول؟
ونجد في المحاضرة شكل الفكرة التي يبرر منها هذا الانسلاخ عن المركز، فكرة حميدة وليس قبيحة أو شريرة، ففي فلسطين كانت ـ المقاومة ـ فكرة تتعلق بصورة أصلية لطبيعة الفلسطيني الذي يعمل منذ أن تم تهجيره من وطنه في عام 1948، فكان من قام بهذا الانسلاخ يحمل فكرة حميدة، ليس منه وحسب بل من مجمل الشعب الفلسطيني، فكأن من قام بالانسلاخ ليست جماعة خارج الشعب الفلسطيني وإنما هي مجمل الشعب وتعبر عن منطلقاته الوطنية والتحريرية، لكن على ارض الواقع ماذا حدث لفلسطين وللفلسطينيين! مزيد من الضياع والتشتت وعدم وضوح الرؤية السياسية، فما كان يعتقد بأنه الماء الذي ينهي الظمأ عند الفلسطيني، كان الرمضاء، وفي العراق لم يشكك احد في مطالب الأكراد وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية لهم، كما هو الحال لبقية العراقيين، لكن تبين بان الفكرة (الحميدة) هذه تم استخدامها لتكون الخنجر في جسد العراق، وذلك من خلال ما يقوم به بعض المتحكمين في الأقاليم من أعمال عدائية تتمثل في طرد السكان العرب من بعض المناطق الكردية، والتحكم بالنفط في تلك المناطق والاستئثار بكامل الموارد المالية من النفط، وفي السودان كان هدف جنوب السودان تتمثل في الحصول على حقوقهم الاقتصادية وحقهم كطائفة دينية لهم خصوصية، لكن تلك الفكرة تمادت أكثر وها هم دولة مستقلة تقوم بأعمال معادية للمركز وتدعم حركات الانفصال الأخرى في السودان وتحديدا في دافور.
إذن كافة الحركات التي قامت بالانفصال كانت مطالبها (حميدة) وتمثل حقوق لا يختلف عليها احد، لكن على ارض الواقع ماذا حدث؟!، أما على صعيد من قام بذاك الانفصال وعمل على جعله حقيقة مرة على الوطن والمواطن فهو "ينفذها المواطنون من الدولة العدو" هي عبارة واضحة وضوح الشمس لمن يريد القيام بعملية الانسلاخ، أنت وأنا ونحن من ينفذ هذا المخطط المعادي للوطن وللمواطن، ليس هناك قوة خارجية وإنما بأيدنا نحن،ا وبنوايانا الطيبة والحميدة نقسم الوطن والشعب معا، فهل بعد هذا الوضوح يكون الانسلاخ حميدا كما كان بداياته!
ونحن الذين نقوم بعملية الانسلاخ قد نبدو لأنفسنا بأننا أعداء للغرب المعادي لنا، بمعنى نحن القوة التي تعادي الغرب ومخططاته، فنحن نمثل" اللورد فولومونت" في المحاضرة، فنحن الأشرار من وجهة نظر العدو الذي يحذر حتى من لفظ اسمنا، لكن على لأرض الواقع نحن نعمل عندهم وليس هذا وحسب ولكن نعمل بإخلاص ودقة متناهية، ففكرة الانسلاخ تكون عرقية كما هو الحال في إقليم كردستان، وفي السودان كان الدين عنصر فاعل لتحقيق الانقسام، وفي فلسطين كان الارتباط بفكر ديني خارجي السبب الرئيس في الانقسام، وفي ليبيا نجد العشرة والقبيلة هي التي تحرك الأقاليم نحو التقسيم والمحاصصة الجغرافية والاقتصادية، لكن في مجمل هذه الانقسامات ـ بصرف النظر عن تبريراتها ـ تكون وبال على الوطن والمواطن، كما أنها تخدم أولا وأخيرا أجندة خارجية، أن وعت ذلك أم لم تعي، من هنا ليس هناك أي داعي أبدا للانقسام أو التشرذم الجغرافي أو الاجتماعي تحت أي مبرر، فرغم أن الأمر يبدو (خير) في حينه إلا انه سيكون جحيم في المستقبل القريب، وإذا أخذنا فكر الفئات التي تعمل على التغير من خلال الانسلاخ أو الانقسام، نجد أفعالها تأخذ الشكل والأسلوب العنف مما يؤدي إلى بداية الخوض في الحرب الأهلية، وهذه من أكثر الأعمال التي لا يمكن التخلص منها، حتى لوتم (ووضعت الحرب أوزارها)، سيكون تأثيرها إلى عشرات السنوات في المستقبل، ودون أن يتخلص منها الشعب، ففي لبنان ما زالت الحرب الأهلية التي نشبت في عام1898 بين الدروز والموارنة تشكل بركان يثور بشكل دائم في لبنان، وما الحرب الأهلية الأخيرة عام1975 والتي استمرت حتى عام 1990، وما زالت لبنان على حافة الهاوية في الوقت الحاضر، إلا إنموذج لكل من لا يفكر بشكل عقلاني لما يقوم له، وفي الأردن ما زالت حرب السبعين والتباين وحتى التناقض في التفكير بين سكان الوطن الواحد يأخذ حيز مخيف على الأردن وفلسطين معا، من هنا يجب أن نتوقف كثيرا أمام الخوض في الحرب واستخدام السلاح، فهو يشكل بداية النهاية للوطن والمواطن معا.
وما تقوم به القوى المسلحة في العراق تحديدا وفي سورية، إلا بداية لهذه الحرب، حيث يتم إنهاك والدولة والمواطن معا من خلال عمليات القتل والتفجيرات التي تلاحق المواطن في كل ساعة وفي كل مكان، وهنا نوجه دعوة لكن من يقوم ـ بالعمل المسلح داخل الوطن ـ أن يعيد حساباته وفي أي اتجاه يكون نتيجة ذلك العمل، فنحن في العراق عندنا أكثر من خمسة مليون لاجئ وأكثر من مليونين شهيد ومثلهم من الجرحى، وفي سوريا أكثر من أربعة مليون لاجئ وأكثر من خمسمائة شهيد ومثلهم من الجرحى، فما آن الأوان أن نحتكم للعقل ونفكر في قوله تعالى ،"فلا يتفكرون"؟
ولم يتوقف الأمر عند هذا الأمر ـ التقسيم ـ وحسب بل سيكون هناك مضار وكوارث إجتماعية وملحقات وتوابع أخرى، تتمثل ليس في ضعف الدولة (المركز) وحسب بل سيطال الأمر للإقليم المنسلخ أيضا، حيث أن الدولة كانت وهو موحدة ضعيفة وغير قادرة على التقدم والعمل الوطني أو القومي فما بالها عندما تمسي مقسمة ومتشرذمة!؟، كما أن المركز والإقليم سيكونا أضف واقل قدرة على مواجهة العدو "لان هدفنا هو التحكم للوصول إلى نقطة التأثير في عدوك لإرادتك"

رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهج الاخوان
- رباعية إسماعيل فهد إسماعيل
- الشرق والغرب عند توفيق الحكيم
- العامة في يوليوس قيصر والعرب الآن
- الطرح الطبقي في عصفور من الشرق
- المفكر الامام البوطي
- خذني الى موتي
- المرأة ملاذ الشاعر من الواقع
- الرفض في القصة الفلسطينية
- شيطان في الجنة هنري ميللر
- بسام عويضة والربيع العربي
- رحى الحرب قسطنطين سيونوف
- الاحياء والاموات
- قصة الرعب والجرأة
- الانسان اللآلي
- الخندق الغميق سهيل إدريس
- قلادة فينسي
- ام سعد
- صورة (صورة الروائي) مرآة الضحية والجلاد
- لغة الماء عفاف خلف


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رائد الحواري - الجيل الرابع من الحروب ودول الطوائف العربية